أخفت الملكة ما
يدور في نفسها، وحدثت رؤساء قومها بأنها ترى استكشاف نيات الملك سليمان، عن
طريق إرسال هدية إليه، انتصرت الملكة للرأي الذي يقضي بالانتظار والترقب..
وأقنعت رؤساء قومها بنبذ فكرة الحرب مؤقتا، لأن الملوك إذا دخلوا قرية
انقلبت أوضاعها وصار رؤساءها هم أكثر من فيها تعرضا للهوان والذل..
واقتنع رؤساء
قومها حين لوحت الملكة بما يتهددهم من أخطار..
وصلت هدية الملكة بلقيس
إلى الملك النبي سليمان..
جاءت الأخبار لسليمان بوصول رسل بلقيس وهم
يحملون الهدية.. وأدرك سليمان على الفور أن الملكة أرسلت رجالها ليعرفوا
معلومات عن قوته لتقرر موقفها بشأنه.. ونادى سليمان في المملكة كلها أن
يحتشد الجيش.. ودخل رسل بلقيس وسط غابة كثيفة مدججة بالسلاح.. فوجئ رسل
بلقيس بأن كل غناهم وثرائهم يبدو وسط بهاء مملكة سليمان.. وصغرت هديتهم في
أعينهم.
وفوجئوا بأن في الجيش أسودا ونمورا وطيورا.. وأدركوا أنهم
أمام جيش لا يقاوم..
ثم قدموا لسليمان هدية الملكة بلقيس على
استحياء شديد. وقالوا له نحن نرفض الخضوع لك، لكننا لا نريد القتال، وهذه
الهدية علامة صلح بيننا ونتمنى أن تقبلها. نظر سليمان إلى هدية الملكة
وأشاح ببصره (فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ
قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا
آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ) كشف الملك سليمان بكلماته القصيرة عن رفضه لهديتهم، وأفهمهم
أنه لا يقبل شراء رضاه بالمال. يستطيعون شراء رضاه بشيء آخر (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) ثم هددهم (ارْجِعْ إِلَيْهِمْ
فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا
وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ).
وصل رسل بلقيس
إلى سبأ.. وهناك هرعوا إلى الملكة وحدثوها أن بلادهم في خطر.. حدثوها عن
قوة سليمان واستحالة صد جيشه.. أفهموها أنها ينبغي أن تزوره وتترضاه..
وجهزت الملكة نفسها وبدأت رحلتها نحو مملكة سليمان..
جلس سليمان في
مجلس الملك وسط رؤساء قومه ووزرائه وقادة جنده وعلمائه.. كان يفكر في
بلقيس.. يعرف أنها في الطريق إليه.. تسوقها الرهبة لا الرغبة.. ويدفعها
الخوف لا الاقتناع.. ويقرر سليمان بينه وبين نفسه أن يبهرها بقوته، فيدفعها
ذلك للدخول في الإسلام. فسأل من حوله، إن كان بإمكان احدهم ان يحضر له عرش
بلقيس قبل أن تصل الملكة لسليمان.
فعرش الملكة بلقيس هو
أعجب ما في مملكتها.. كان مصنوعا من الذهب والجواهر الكريمة، وكانت حجرة
العرش وكرسي العرش آيتين في الصناعة والسبك.. وكانت الحراسة لا تغفل عن
العرش لحظة..
فقال أحد الجن أنا أستطيع إحضار العرش قبل أن
ينتهي المجلس –وكان عليه السلام يجلس من الفجر إلى الظهر- وأنا قادر على
حمله وأمين على جواهره.
لكن شخص آخر يطلق عليه القرآن الكريم "الذي
عنده علم الكتاب" قال لسليمان أنا أستطيع إحضار العرش في الوقت الذي
تستغرقه العين في الرمشة الواحدة.
واختلف العلماء في "الذي
عنده علم الكتاب" فمنهم من قال أنه وزيره أو أحد علماء بني إسرائيل وكان
يعرف اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب. ومنهم من قال أنه جبريل عليه
السلام.
لكن السياق القرآني ترك الاسم وحقيقة الكتاب غارقين في غموض
كثيف مقصود.. نحن أمام سر معجزة كبرى وقعت من واحد كان يجلس في مجلس
سليمان.. والأصل أن الله يظهر معجزاته فحسب، أما سر وقوع هذه المعجزات فلا
يديره إلا الله.. وهكذا يورد السياق القرآني القصة لإيضاح قدرة سليمان
الخارقة، وهي قدرة يؤكدها وجود هذا العالم في مجلسه.
هذا هو العرش
ماثل أمام سليمان.. تأمل تصرف سليمان بعد هذه المعجزة.. لم يستخفه الفرح
بقدرته، ولم يزهه الشعور بقوته، وإنما أرجع الفضل لمالك الملك.. وشكر الله
الذي يمتحنه بهذه القدرة، ليرى أيشكر أم يكفر.
تأمل سليمان عرش الملكة
طويلا ثم أمر بتغييره، أمر بإجراء بعض التعديلات عليه، ليمتحن بلقيس حين
تأتي، ويرى هل تهتدي إلى عرشها أم تكون من الذين لا يهتدون.
كما أمر سليمان
ببناء قصر يستقبل فيه بلقيس. واختار مكانا رائعا على البحر وأمر ببناء
القصر بحيث يقع معظمه على مياه البحر، وأمر أن تصنع أرضية القصر من زجاج
شديد الصلابة، وعظيم الشفافية في نفس الوقت، لكي يسير السائر في أرض القصر
ويتأمل تحته الأسماك الملونة وهي تسبح، ويرى أعشاب البحر وهي تتحرك.
يدور في نفسها، وحدثت رؤساء قومها بأنها ترى استكشاف نيات الملك سليمان، عن
طريق إرسال هدية إليه، انتصرت الملكة للرأي الذي يقضي بالانتظار والترقب..
وأقنعت رؤساء قومها بنبذ فكرة الحرب مؤقتا، لأن الملوك إذا دخلوا قرية
انقلبت أوضاعها وصار رؤساءها هم أكثر من فيها تعرضا للهوان والذل..
واقتنع رؤساء
قومها حين لوحت الملكة بما يتهددهم من أخطار..
وصلت هدية الملكة بلقيس
إلى الملك النبي سليمان..
جاءت الأخبار لسليمان بوصول رسل بلقيس وهم
يحملون الهدية.. وأدرك سليمان على الفور أن الملكة أرسلت رجالها ليعرفوا
معلومات عن قوته لتقرر موقفها بشأنه.. ونادى سليمان في المملكة كلها أن
يحتشد الجيش.. ودخل رسل بلقيس وسط غابة كثيفة مدججة بالسلاح.. فوجئ رسل
بلقيس بأن كل غناهم وثرائهم يبدو وسط بهاء مملكة سليمان.. وصغرت هديتهم في
أعينهم.
وفوجئوا بأن في الجيش أسودا ونمورا وطيورا.. وأدركوا أنهم
أمام جيش لا يقاوم..
ثم قدموا لسليمان هدية الملكة بلقيس على
استحياء شديد. وقالوا له نحن نرفض الخضوع لك، لكننا لا نريد القتال، وهذه
الهدية علامة صلح بيننا ونتمنى أن تقبلها. نظر سليمان إلى هدية الملكة
وأشاح ببصره (فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ
قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا
آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ) كشف الملك سليمان بكلماته القصيرة عن رفضه لهديتهم، وأفهمهم
أنه لا يقبل شراء رضاه بالمال. يستطيعون شراء رضاه بشيء آخر (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) ثم هددهم (ارْجِعْ إِلَيْهِمْ
فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا
وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ).
وصل رسل بلقيس
إلى سبأ.. وهناك هرعوا إلى الملكة وحدثوها أن بلادهم في خطر.. حدثوها عن
قوة سليمان واستحالة صد جيشه.. أفهموها أنها ينبغي أن تزوره وتترضاه..
وجهزت الملكة نفسها وبدأت رحلتها نحو مملكة سليمان..
جلس سليمان في
مجلس الملك وسط رؤساء قومه ووزرائه وقادة جنده وعلمائه.. كان يفكر في
بلقيس.. يعرف أنها في الطريق إليه.. تسوقها الرهبة لا الرغبة.. ويدفعها
الخوف لا الاقتناع.. ويقرر سليمان بينه وبين نفسه أن يبهرها بقوته، فيدفعها
ذلك للدخول في الإسلام. فسأل من حوله، إن كان بإمكان احدهم ان يحضر له عرش
بلقيس قبل أن تصل الملكة لسليمان.
فعرش الملكة بلقيس هو
أعجب ما في مملكتها.. كان مصنوعا من الذهب والجواهر الكريمة، وكانت حجرة
العرش وكرسي العرش آيتين في الصناعة والسبك.. وكانت الحراسة لا تغفل عن
العرش لحظة..
فقال أحد الجن أنا أستطيع إحضار العرش قبل أن
ينتهي المجلس –وكان عليه السلام يجلس من الفجر إلى الظهر- وأنا قادر على
حمله وأمين على جواهره.
لكن شخص آخر يطلق عليه القرآن الكريم "الذي
عنده علم الكتاب" قال لسليمان أنا أستطيع إحضار العرش في الوقت الذي
تستغرقه العين في الرمشة الواحدة.
واختلف العلماء في "الذي
عنده علم الكتاب" فمنهم من قال أنه وزيره أو أحد علماء بني إسرائيل وكان
يعرف اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب. ومنهم من قال أنه جبريل عليه
السلام.
لكن السياق القرآني ترك الاسم وحقيقة الكتاب غارقين في غموض
كثيف مقصود.. نحن أمام سر معجزة كبرى وقعت من واحد كان يجلس في مجلس
سليمان.. والأصل أن الله يظهر معجزاته فحسب، أما سر وقوع هذه المعجزات فلا
يديره إلا الله.. وهكذا يورد السياق القرآني القصة لإيضاح قدرة سليمان
الخارقة، وهي قدرة يؤكدها وجود هذا العالم في مجلسه.
هذا هو العرش
ماثل أمام سليمان.. تأمل تصرف سليمان بعد هذه المعجزة.. لم يستخفه الفرح
بقدرته، ولم يزهه الشعور بقوته، وإنما أرجع الفضل لمالك الملك.. وشكر الله
الذي يمتحنه بهذه القدرة، ليرى أيشكر أم يكفر.
تأمل سليمان عرش الملكة
طويلا ثم أمر بتغييره، أمر بإجراء بعض التعديلات عليه، ليمتحن بلقيس حين
تأتي، ويرى هل تهتدي إلى عرشها أم تكون من الذين لا يهتدون.
كما أمر سليمان
ببناء قصر يستقبل فيه بلقيس. واختار مكانا رائعا على البحر وأمر ببناء
القصر بحيث يقع معظمه على مياه البحر، وأمر أن تصنع أرضية القصر من زجاج
شديد الصلابة، وعظيم الشفافية في نفس الوقت، لكي يسير السائر في أرض القصر
ويتأمل تحته الأسماك الملونة وهي تسبح، ويرى أعشاب البحر وهي تتحرك.