حمداً لربي أن شرع لنا ديناً قويماً، وأرسل نبياً أميناً، تركنا على البيضاء، لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلوات ربي وسلامه عليه، وبعد:
فالتجديد والإصلاح، مع العقل والتنوير، حلو العلانية، شهيَّ الدعوى، لكنه من غير أهله، مر العاقبة، ومآل أمره خسراً.
يقدم عليهما كل من أراد ولوج التغيير قصداً أو هزواً، يمشي جهده فيعثر، ويروب فيخثر، إن قام أقعى، وإن كتب حكى الأفعى.
ولا تملك للكثير من هذا الجنس، إلا تعويذه بمن تساوى عنده السر والنجوى، أن يحول بينه وبين العلم والثقافة، إن كان يكتب فيه، وكأنه غاضب عليه، يُحمِّله ما يرى أو يُرى له من مسالك الجهل وشذوذ العلم، وخرق سقف الثقافة بالحرية حيناً، والعقل حيناً، والتنوير في أحايين كثيرة.
يرى أنه لم يفعل شيئاً إذا لم يأت بمثير، وعصرنا عصر الإثارة، ولو عقل لعلم أن من لم يبتلى بنظرته الزاهية، يعرف بجلاء تام، عِظم خطيئته وأنها مما لا تقبل التجزئة والمخاصمة، فضلا عن المخالفة المتاحة.
قيل للإمام ابن مهدي: كيف تعرف الصواب من الكذب؟ قال: كما يعرف الطبيب المجنون (الإرشاد للخليلي ج2).
ولك أن تأخذ أصلاً واحدا فقط، أليس في زماننا توسعاً دقيقاً في التخصصات، مع احترامها غالبا؟ فلماذا كان حمى دين الله - عز وجل - متاحاً للعقول، أخذاً ورَدَّاً، نشراً إذا هوى، وطياً إذا غوى أليس أولى الحمى حمى الله؟
فمالك لا ترى إلا خدشاً في ثابت، هو يَرَاه متحركا؛ لأنه يهواه، والهوى هوان...
إذا كانت هذه هي البوابة التي يلج منها المتكلم، فما بالك بأسس عدة كخيط العنكبوت هشاشة وخُلوا، أُراك عندما تتأمل، وتقرأ لهم، تستمر في تناقضات دعوى العقلانية، ثم تعدُّ منها ولا تعددها... وبعد:
هي نبتةٌ غريبةًٌ في زماننا، انحدرت من سُلالات هجينة، جامعة من شُبهات عقول المضلين، من منتسبي الملة؛ رسْمُها(العقلانية التنويرية)) ومعهم مَن لفَّ لفهم ممن حمل لواء تجديد التراثِ بالتياث، وللشرع مسمى فيهم، لكني آثرتُ لقبهم المزوَّر(1)؛لتقع النقاط على الحروف، وإلا فما أبعدهم عن العقلِ المفهِم للحق، والنورِ الدال على الصراط المستقيم(لأن العقل ما يؤدي إلى قبول السنة، فأما ما يؤدي إلى إبطالها فهو جهل لا عقل)(2).
هؤلاء الفئة القليلة في عددها، الكثيرة في ظهورها، يُلبسون الباطل لبوس الحق، ويمعنون في التجني على ثوابت المِلَّة، ورواسخ الدين؛ يُغرُّون بباطلهم عقولاً ناشئة (على العلم والمعرفة) أو (على الحق والسُّنة النبوية) فتردد تلك النظرَ يوماً بعد يوم، في أقاويلهم الزاهية بغير حق، فتقبله وتعجب به؛ ولقد سألت نفسي عن عدد يسير، لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، ممن انتسب إلى العلم الشرعي، كيف اغترَّ بهذا المشرب، فأخذ يرتوي منه، ويدعو إليه، مع التعصب؛ وأنا أتأمل الجواب، إذ بالإمام الخطابي يذكره مفصَّلاً، دون أن يدع مقالاً لمن بعده، فلله درُّه.
والأولى أُخَيَّ أن يَمُرَّ المرءُ بخاطره عليهم سلاماً، فضلاً عن أن يذكرهم قلم، أو ينطق بهم لسانٌ(3)، لولا أن حمل لواءهم - كما قلتُ - فئام تمسحت بالعلم الشرعي زمناً، ثم نأت عنه(4) (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام...) الآية.
فجاء من عقلية بعضهم، قولُ أحدِهم: ينبغي في كل نص، أيّاً كان هذا النص، أن يُقرأ عِدَّةَ قراءات؛لأن فيه إثراء له إ. هـ بمعناه - هدانا الله وإياه - (5) ما أكثر الفهم المنحرف من قراءات الباطنية للقرآن العظيم، أفيكون جميع الفهوم عن القرآن والسنة صحيحا؟!، حينئذ لم تكن السنة تبيانا للقرآن، ولا مفسرة له، مادام أن اللفظ مفتوح لتعدد الأفهام، مِن كل مَن علِمَ أبا جاد، وكتب بما يُعاب.
ولم يكن للعلم الذي يرفع الله صاحبه درجات، مزية، إذْ كل عاقل له فهم، ولقد صدقت الحكمة القائلة (عقول الناس على قدر زمانهم)، ثم زاد الطين بِلَّة، أن تلقفت بعضَ هذه الأفكار، بعضُ المنابر المنتسبة للإسلام، احتواء وتبجيلاً، والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً.
ولم تكن حوادثنا - والسابق ذكره منها - من مستجدات زماننا، فالتاريخ يتكرر في أحداثه، ويتَّحِدُ في نتائجه، ورحم الله العلامة الإبراهيمي ت 1385هـ حيث قال: (لا مُحَلِّلَ للأحداثِ كالتّاريخ).
وإليك - رعاك الله - كلام الإمامِ الخطابي ت388هـ فيما نقله عنه الإمام قوَّام السُّنة أبو القاسم الأصبهاني ت535هـ - رحم الله الجميع -:
"فنحن اليوم في ذلك الزمان وبين أهله(6)، فلا تنكرْ ما تشاهدُه منه، وسَلِ اللهَ العافيةَ من البلاء، واحمده على ما وهب لك من السلامة، ثم إني تدبرت هذا الشأن، فوجدت عظم السبب فيه؛ أن الشيطان صار بلطيف حيلته يسوّل لكل مَن أحسّ من نفسه بفضل ذكاء وذهن، يوهمه أنه إن رضي في علمه ومذهبه بظاهرٍ من السُّنة، واقتصر على واضح بيان منها، كان أُسوة العامة، وعُدَّ واحداً من الجمهور والكافة، فحرّكهم بذلك على التنطُّع في النظر، والتبدع بمخالفة السنة والأثر، ليَبينوا بذلك عن طبقة الدهماء، ويتميزوا في الرتبة عمن يرونه دونهم في الفهم والذكاء، واختدعهم بهذه المقدمة حتى استزلهم عن واضح المحجة، وأورطهم في شبهات تعلقوا بزخارفها، وتاهوا في حقائقها، ولم يخلصوا منها إلى شفاء نفس، ولا قبلوها بيقين علم، ولما رأوا كتاب الله - تعالى -ينطق بخلاف ما انتحلوه، ويشهد عليهم بباطل ما اعتقدوه، ضربوا بعض آياته ببعض، وتأولوها على ما سنح لهم في عقولهم، واستوى عندهم على ما وضعوه من أصولهم، ونصبوا العداوة لأخبار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولسننه المأثورة عنه، وردّوها على وجوهها، وأساءوا في نقلتها القالة، ووجهوا عليهم الظنون، ورموهم بالتزيد، ونسبوهم إلى ضعف المنة، وسوء المعرفة بمعاني ما يروونه من الحديث، والجهل بتأويله، ولو سلكوا سبيل القصد، ووقفوا عند ما انتهى بهم التوقيف؛ لوجدوا بَرْدَ اليقين، وروح القلوب، ولكثرت البركة، وتضاعف النماء، وانشرحت الصدور، ولأضاءت فيها مصابيح النور، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
واعلم أن الأئمة الماضين، والسلف المتقدمين، لم يتركوا هذا النمط من الكلام، وهذا النوع من النظر، عجزاً عنه، ولا انقطاعاً دونه، وقد كانوا ذوي عقول وافرة، وأفهام ثاقبة؛ وكان في زمانهم هذه الشبه والآراء، وهذه النحل والأهواء، وإنما تركوا هذه الطريقة، وأضربوا عنها؛ لما تخوفوه من فتنتها(7)، وحذروه من سوء مغبتها، وقد كانوا على بينةٍ من أمرهم، وعلى بصيرةٍ من دينهم، لما هداهم الله به من توفيقه، وشرح به صدورهم من نور معرفته، ورأوا أن فيما عندهم من علم الكتاب وحكمته، وتوقيف السنة وبيانها، غنى ومندوحة عما سواهما، وأن الحجة قد وقعت بهما، والعلة أُزيحت بمكانهما..... "(8).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " كلُّ مَن أعرض عن الطريقة السلفية النبوية الشرعية الإلهية؛فإنه لابُدَّ أن يضلَّ، ويتناقض، ويبقى في الجهل المركب أو البسيط" (9).
وقال ابن عقيل الحنبلي - رحمه الله -: "... وأنا أنصحُ بحكم العلم والتجارب: إيَّاكَ أن تتبع شيخاً يقتدي بنفسه، ولا يكون له إمام يعزي إليه ما يدعوك إليه، ويتصل ذلك بشيخ إلى شيخ إلى السفير - صلى الله عليه وسلم –"...... ثم ذكرَ وصف السُّني في نصيحةٍ مطوَّلةٍ نفيسة(10).
وختاماً: العقل نوعان: عقل أُعين بالتوفيق، وعقل كيد بالخذلان(11)
ثم الصلاة والسلام على خير الأنام، ومن تبعه بإحسان.
فالتجديد والإصلاح، مع العقل والتنوير، حلو العلانية، شهيَّ الدعوى، لكنه من غير أهله، مر العاقبة، ومآل أمره خسراً.
يقدم عليهما كل من أراد ولوج التغيير قصداً أو هزواً، يمشي جهده فيعثر، ويروب فيخثر، إن قام أقعى، وإن كتب حكى الأفعى.
ولا تملك للكثير من هذا الجنس، إلا تعويذه بمن تساوى عنده السر والنجوى، أن يحول بينه وبين العلم والثقافة، إن كان يكتب فيه، وكأنه غاضب عليه، يُحمِّله ما يرى أو يُرى له من مسالك الجهل وشذوذ العلم، وخرق سقف الثقافة بالحرية حيناً، والعقل حيناً، والتنوير في أحايين كثيرة.
يرى أنه لم يفعل شيئاً إذا لم يأت بمثير، وعصرنا عصر الإثارة، ولو عقل لعلم أن من لم يبتلى بنظرته الزاهية، يعرف بجلاء تام، عِظم خطيئته وأنها مما لا تقبل التجزئة والمخاصمة، فضلا عن المخالفة المتاحة.
قيل للإمام ابن مهدي: كيف تعرف الصواب من الكذب؟ قال: كما يعرف الطبيب المجنون (الإرشاد للخليلي ج2).
ولك أن تأخذ أصلاً واحدا فقط، أليس في زماننا توسعاً دقيقاً في التخصصات، مع احترامها غالبا؟ فلماذا كان حمى دين الله - عز وجل - متاحاً للعقول، أخذاً ورَدَّاً، نشراً إذا هوى، وطياً إذا غوى أليس أولى الحمى حمى الله؟
فمالك لا ترى إلا خدشاً في ثابت، هو يَرَاه متحركا؛ لأنه يهواه، والهوى هوان...
إذا كانت هذه هي البوابة التي يلج منها المتكلم، فما بالك بأسس عدة كخيط العنكبوت هشاشة وخُلوا، أُراك عندما تتأمل، وتقرأ لهم، تستمر في تناقضات دعوى العقلانية، ثم تعدُّ منها ولا تعددها... وبعد:
هي نبتةٌ غريبةًٌ في زماننا، انحدرت من سُلالات هجينة، جامعة من شُبهات عقول المضلين، من منتسبي الملة؛ رسْمُها(العقلانية التنويرية)) ومعهم مَن لفَّ لفهم ممن حمل لواء تجديد التراثِ بالتياث، وللشرع مسمى فيهم، لكني آثرتُ لقبهم المزوَّر(1)؛لتقع النقاط على الحروف، وإلا فما أبعدهم عن العقلِ المفهِم للحق، والنورِ الدال على الصراط المستقيم(لأن العقل ما يؤدي إلى قبول السنة، فأما ما يؤدي إلى إبطالها فهو جهل لا عقل)(2).
هؤلاء الفئة القليلة في عددها، الكثيرة في ظهورها، يُلبسون الباطل لبوس الحق، ويمعنون في التجني على ثوابت المِلَّة، ورواسخ الدين؛ يُغرُّون بباطلهم عقولاً ناشئة (على العلم والمعرفة) أو (على الحق والسُّنة النبوية) فتردد تلك النظرَ يوماً بعد يوم، في أقاويلهم الزاهية بغير حق، فتقبله وتعجب به؛ ولقد سألت نفسي عن عدد يسير، لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، ممن انتسب إلى العلم الشرعي، كيف اغترَّ بهذا المشرب، فأخذ يرتوي منه، ويدعو إليه، مع التعصب؛ وأنا أتأمل الجواب، إذ بالإمام الخطابي يذكره مفصَّلاً، دون أن يدع مقالاً لمن بعده، فلله درُّه.
والأولى أُخَيَّ أن يَمُرَّ المرءُ بخاطره عليهم سلاماً، فضلاً عن أن يذكرهم قلم، أو ينطق بهم لسانٌ(3)، لولا أن حمل لواءهم - كما قلتُ - فئام تمسحت بالعلم الشرعي زمناً، ثم نأت عنه(4) (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام...) الآية.
فجاء من عقلية بعضهم، قولُ أحدِهم: ينبغي في كل نص، أيّاً كان هذا النص، أن يُقرأ عِدَّةَ قراءات؛لأن فيه إثراء له إ. هـ بمعناه - هدانا الله وإياه - (5) ما أكثر الفهم المنحرف من قراءات الباطنية للقرآن العظيم، أفيكون جميع الفهوم عن القرآن والسنة صحيحا؟!، حينئذ لم تكن السنة تبيانا للقرآن، ولا مفسرة له، مادام أن اللفظ مفتوح لتعدد الأفهام، مِن كل مَن علِمَ أبا جاد، وكتب بما يُعاب.
ولم يكن للعلم الذي يرفع الله صاحبه درجات، مزية، إذْ كل عاقل له فهم، ولقد صدقت الحكمة القائلة (عقول الناس على قدر زمانهم)، ثم زاد الطين بِلَّة، أن تلقفت بعضَ هذه الأفكار، بعضُ المنابر المنتسبة للإسلام، احتواء وتبجيلاً، والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً.
ولم تكن حوادثنا - والسابق ذكره منها - من مستجدات زماننا، فالتاريخ يتكرر في أحداثه، ويتَّحِدُ في نتائجه، ورحم الله العلامة الإبراهيمي ت 1385هـ حيث قال: (لا مُحَلِّلَ للأحداثِ كالتّاريخ).
وإليك - رعاك الله - كلام الإمامِ الخطابي ت388هـ فيما نقله عنه الإمام قوَّام السُّنة أبو القاسم الأصبهاني ت535هـ - رحم الله الجميع -:
"فنحن اليوم في ذلك الزمان وبين أهله(6)، فلا تنكرْ ما تشاهدُه منه، وسَلِ اللهَ العافيةَ من البلاء، واحمده على ما وهب لك من السلامة، ثم إني تدبرت هذا الشأن، فوجدت عظم السبب فيه؛ أن الشيطان صار بلطيف حيلته يسوّل لكل مَن أحسّ من نفسه بفضل ذكاء وذهن، يوهمه أنه إن رضي في علمه ومذهبه بظاهرٍ من السُّنة، واقتصر على واضح بيان منها، كان أُسوة العامة، وعُدَّ واحداً من الجمهور والكافة، فحرّكهم بذلك على التنطُّع في النظر، والتبدع بمخالفة السنة والأثر، ليَبينوا بذلك عن طبقة الدهماء، ويتميزوا في الرتبة عمن يرونه دونهم في الفهم والذكاء، واختدعهم بهذه المقدمة حتى استزلهم عن واضح المحجة، وأورطهم في شبهات تعلقوا بزخارفها، وتاهوا في حقائقها، ولم يخلصوا منها إلى شفاء نفس، ولا قبلوها بيقين علم، ولما رأوا كتاب الله - تعالى -ينطق بخلاف ما انتحلوه، ويشهد عليهم بباطل ما اعتقدوه، ضربوا بعض آياته ببعض، وتأولوها على ما سنح لهم في عقولهم، واستوى عندهم على ما وضعوه من أصولهم، ونصبوا العداوة لأخبار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولسننه المأثورة عنه، وردّوها على وجوهها، وأساءوا في نقلتها القالة، ووجهوا عليهم الظنون، ورموهم بالتزيد، ونسبوهم إلى ضعف المنة، وسوء المعرفة بمعاني ما يروونه من الحديث، والجهل بتأويله، ولو سلكوا سبيل القصد، ووقفوا عند ما انتهى بهم التوقيف؛ لوجدوا بَرْدَ اليقين، وروح القلوب، ولكثرت البركة، وتضاعف النماء، وانشرحت الصدور، ولأضاءت فيها مصابيح النور، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
واعلم أن الأئمة الماضين، والسلف المتقدمين، لم يتركوا هذا النمط من الكلام، وهذا النوع من النظر، عجزاً عنه، ولا انقطاعاً دونه، وقد كانوا ذوي عقول وافرة، وأفهام ثاقبة؛ وكان في زمانهم هذه الشبه والآراء، وهذه النحل والأهواء، وإنما تركوا هذه الطريقة، وأضربوا عنها؛ لما تخوفوه من فتنتها(7)، وحذروه من سوء مغبتها، وقد كانوا على بينةٍ من أمرهم، وعلى بصيرةٍ من دينهم، لما هداهم الله به من توفيقه، وشرح به صدورهم من نور معرفته، ورأوا أن فيما عندهم من علم الكتاب وحكمته، وتوقيف السنة وبيانها، غنى ومندوحة عما سواهما، وأن الحجة قد وقعت بهما، والعلة أُزيحت بمكانهما..... "(8).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " كلُّ مَن أعرض عن الطريقة السلفية النبوية الشرعية الإلهية؛فإنه لابُدَّ أن يضلَّ، ويتناقض، ويبقى في الجهل المركب أو البسيط" (9).
وقال ابن عقيل الحنبلي - رحمه الله -: "... وأنا أنصحُ بحكم العلم والتجارب: إيَّاكَ أن تتبع شيخاً يقتدي بنفسه، ولا يكون له إمام يعزي إليه ما يدعوك إليه، ويتصل ذلك بشيخ إلى شيخ إلى السفير - صلى الله عليه وسلم –"...... ثم ذكرَ وصف السُّني في نصيحةٍ مطوَّلةٍ نفيسة(10).
وختاماً: العقل نوعان: عقل أُعين بالتوفيق، وعقل كيد بالخذلان(11)
ثم الصلاة والسلام على خير الأنام، ومن تبعه بإحسان.