عندما نتحدث مع أمريكيين أو غربيين، نستطيع أن نستنتج ثلاثة أمور، أولها: أن هؤلاء الناس لا يعرفون عنا شيئا سوى بعض القضايا التي لا تمثل بالضرورة وجهة نظر العرب بصفة عامة، وإنما تمثل بعض المدارس الفكرية المتطرفة، ثانيها: أنهم يعرفوننا جيدا ولكنهم لا يريدون أن يعطونا حقنا، أو يعترفون بأننا لسنا كما يقولون، ثالثها: أننا فعلا قوم همجيون متعطشون للدماء، لا رحمة لدينا ولا أخلاق، ولأننا عرب فنحن نستبعد الآخر.
ولكننا إذا أردنا أن نعرف الحقيقة، يجب علينا أن ننظر إلى الإعلام الغربي من هو المسيطر عليه، وسوف نجد ما يذهلنا ويجعلنا نستوعب ما يحدث جيدا.
إن المجتمع الأمريكي مقسّم إلى عدة طوائف، أقلها عددا و ولاء أكثرها نشاطا، من تسيطر على الطبقة المثقفة ومراكز اتخاذ القرار داخل الدولة الأمريكية، فنجد أن اليهود الذين يُمثّلون حسب إحدى الإحصائيات 2% من إجمالي الشعب الأمريكي، إلا أن لليهود حضور قوي في مراكز الإعلام والثقافة الأمريكية، فهم يُمثّلون 26% من مشاهير الكتّاب والصحفيين ودور النشر، وكما يقول ايرل رابEral Raab و Seymoun Martin Lipset في كتابيهما اليهود والوضع الامريكى: "إن اليهود يمثلون 50% من بين 200 أفضل شخصية ثقافية، و20% من أساتذة الجامعات الكبرى و40% من الشركات والمكاتب القانونية، و 59% من الكتّاب، والمنتجين لهم50 فيلما في الفترة بين 1965/1982.
وهو ما يُوضِّح لنا قدرة هذه الفئة على التغيير، من خلال إعلام موجه، ومشاهير قادرون على صبغ هذه الأمور بصبغة وطنية تارة أو دينية تارة أخرى، معتمدين على جرائد وتليفزيونات لا حصر لها، مثل: مجموعات روبرت ميردوخ المنتشرة في استراليا وأمريكا وأوروبا.
واليهود في الولايات المتحدة الأمريكية، أقل من غيرهم ولاءً للدولة الأمريكية، فكما يقول الحاخام ستيفان وايز "لست مواطنا أمريكيا يدين باليهودية، ولكنني يهودي ولدت في أمريكا منذ ثلاثة وستين عاما، ولا تربطني بأمريكا أية رابطة، لقد ولدت في أمريكا لكنني يهودي منذ4000 عام".
من هنا يتضح لنا أن الفكر اليهودي على هيئته التي ينبغي لنا أن نراه عليها، لا كما يريد هو أن نراه عليها، واليهود ممن انتهجوا الفكر الصهيوني - كما كانوا قديما -، هم الآن أيضا أناس طفيليون يعيشون على خراب الأمم، وهم يسعون بكل الطرق كما يقول موريس صموئيل "نحن اليهود دمَّرنا كل شيء حتى وسائل التدمير نفسها، فنحن قوم مُدمرون وسنظل هكذا إلى الأبد".
وكما يقول يهوذا كولديوش "نحن اليهود غايتنا الرئيسية هي الهيمنة على العالم كله"، إذاً فمن الطبيعي أن يتم توجية الإعلام الأعظم لخدمة الهدف الأسمى لديهم، في الهيمنة على العالم، فبدأ هؤلاء اليهود بالسيطرة على كل شيء في أمريكا، كما يقول الدكتور بنيامين جنز برج "توصّل اليهود منذ الستينيات إلى امتلاك واستخدام النفوذ القوي، بجميع مناحي الحياة الأمريكية، سواء اقتصاديا أو ثقافيا أو سياسيا أو اجتماعيا، ولعبوا دورا هاما في الشؤون المالية الأمريكية".
ولكن كما قلنا أن لليهود هدف أسمى وغاية كبرى، وهي السيطرة على العالم، وغزو أمريكا لم يكن مرضيا لهم، ولكنه قد فتح شهيتهم، فتقدموا نحو روسيا، يقول جاكوب تشيف -حاكم مصرف نيويورك وكبير حاخامات اليهود فيها- "إذا لم يمنح قيصر روسيا اليهود الذين يعيشون في بلاده حقوقهم، فسوف نقوده إلى ثورة عامة تضمن حقوقنا ونحن قادرون في أي وقت".
واستطاعوا بالفعل أن يصلوا لمراكز القوى والقرار السياسي، ونفّذوا مخططات تيودور هيرتزل بأن يصلوا إلى كل حزب، فيزرعوا فيه أشخاصا منهم، يستطيعون أن يثوروا عليه في أي وقت لتخريب اقتصاد دولهم، بأيدي أولادها من المنتفعين، وممن تم غسل عقولهم فأصبحت يهودية أكثر منهم، ولعل لينين وأتباعه أكبر دليل على ذلك، فكما يقول اليكس جيفيتوف "حينما سيطر لينين على روسيا، قتل كل غير يهودي بأن قاموا بقتل عائلته أمامه، لبقاء السرية للمنظّمة".
واليهود كعادتهم إذا لم يجدوا عدوّا أوجدوه عن طريق اختلاق الأكاذيب اليهودية، وفي هذا يقول الحاخام يهوذا ماغنز "إن قوتنا قد امتدت إلى جميع دول العالم، لذا فإنني أؤكد بوصفي يهوديا بلشفيا حقيقيا، بأن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية سيوجه نداءً في أي وقت، بناءً على توجيهاتنا لدول العالم، يدعو فيه لعقد صلح فوري، وفق الأسس التي نقترحها نحن اليهود".
ولعل تصريحات الرئيس الأمريكي بأن حرب العراق المبنية على كذبة تلو الأخرى، هي جزء من مجموعة أجزاء للحرب على الإرهاب، وكما كانت العراق ستكون سوريا ومصر، كي يتحقق الحلم اليهودي في السيطرة على العالم وبناء الهيكل، معتمدين على قوتهم في مراكز القرار الكبرى، وإعلامهم الموجه، وقدرتهم على اختلاق الأكاذيب.
أو توجيه بعض الأمور لخدمة غايتهم الأسمى والترويج لها، مثلما روّجوا لفيلم ستيفن ايمرسون ضد الإسلام، -وكلمات رمش ليميو الإعلامي المعادي للإسلام - والذي قال في أكثر من 5 محطة إذاعية، بأن كل مسلم مسؤول عن أحداث سبتمبر، والآخر الذي يقول بأن كل مسلم يحمل بذور الإرهاب، لأن الإسلام يغّذي بذور الإرهاب، وراحوا يُقدّمون الإسلام على أنه مجموعة من الإرهابيين، للتأثير على الشعوب الغربية، في الوقت الذي لا يسمحون بأن يظهر فسادهم وقتلهم للأبرياء في كل مكان من أرض العروبة، إلا عن طريق بعض الكتَّاب المحترمين.