فوائد الحجامة

تعد الحجامة من وسائل العلاج النبوي التي أوصى بها رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم -، وهناك الكثير من الأحاديث الصحيحة التي وردت في باب التداوي بالحجامة عن الحماية، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمثل ما تداويتم به الحجامة" (متفق عليه) وقال أيضاً: "الشفاء في ثلاثة: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنهى أمتي عن الكي" (رواه البخاري).

ولأن هذا الموضوع مهم ومفيد فقد أوصانا به رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم -، وكان علينا أن نتعرف على الأسلوب العلمي الصحيح لإجراء الحجامة، وما هي فوائدها؟ ومتى بدأت؟

ولمعرفة ذلك كان لنا حوار مع الدكتور: "محمد فاروق السيد" (رئيس قسم العلاج الطبيعي بمستشفى دلة)..

* نود في البداية أن نتعرف منكم على طبيعة عملية الحجامة؟

ـ من المعروف أن كاسات الهواء المستخدمة في معظم دول العالم لبعض الأمراض الروماتيزمية والصداع تتم عن طريق سحب الهواء، والحجامة تتم بنفس طريقة كاسات الهواء بالإضافة إلى خدوش يسيرة جداً على سطح الجلد في أماكن مدروسة لإخراج التجمعات الدموية بطريقة حديثة وسهلة وآمنة.

* ما هي فوائدها؟

ـ هناك الكثير من الأبحاث التي أثبتت الفوائد العديدة للحجامة:

أولاً: عملية خروج التجمعات الدموية خارج الجسم.. تقوم بإخراج مادة البروستاجلانيين التي تخرج من الخلية المصابة عند انفجارها، ويشعر الجسم بالألم، وهذا هو السر في اختفاء كثير من الآلام بعد الحجامة.

ثانياً: رفع الضغط عن الأعصاب الذي يأتي أحياناً بسبب احتقان وتضخم الأوعية الدموية فيضغط على الأعصاب وخاصة في الرأس المسبب للصداع.

ثالثاً: الحجامة تخرج الأحماض الزائدة من الجسم التي تسبب زيادة في كرات الدم الحمراء وبالتالي تزيد من كثافة الدم فيودي إلى قصور في الدورة الدموية.

* هل التشريط مؤلم؟ وهل يترك أثراً؟

ـ التشريط يكون سطحياً جداً ويسيراً وغير مؤلم ويترك آثاراً يسيرة على سطح الجلد وتختفي بعد أسبوع من الحجامة.

* هل توجد أنواع أخرى للحجامة؟

ـ نعم.. وكاسات الهواء نوع منها وهي ما تسمى بـ"الحجامة الجافة" وهي ليس فيها إخراج دم. وهناك أنواع أخرى مثل "المتزحلقة" وفيها يتم عمل مساج بعد وضع الكأس مع زيت الزيتون أو النعناع أو أي مرهم مسكن.. والنوع الأخير وهو "الحجامة الرطبة" وفيها يتم عمل خدوش يسيرة على سطح الجلد واستخراج الدم عن طريقها.

* ما هي الحالات التي تعالج بالحجامة؟

ـ1ـ حالات الآلام الروماتيزمية مثل الرقبة والظهر وخشونة مفصل الركبة وآلام العمود الفقري..

2ـ حالات الصداع المزمن التي فشلت معه الوسائل الأخرى.

3ـ بعض الحالات النفسية كالاكتئاب والانطواء والأرق.

4ـ الشد العضلي ـ الخشونة في الأذرع والأرجل - وآلام البطن ـ وارتفاع ضغط الدم - والقولون العصبي.. والكثير من الأمراض الأخرى.

* هل هناك علاقة بين التداوي بالحجامة والإبر الصينية؟

ـ نعم.. عليك أن تعرفي أولاً ما هي الإبر الصينية؟

هي مناطق صغيرة جداً على سطح البشرة تقل فيها مقاومة الجسم الكهربائية عن أي منطقة أخرى. والنظرية العلمية للإبر الصينية تعتمد على التنسيق والتوازن الداخلي لتيار الطاقة الحيوية، وهذه الطاقة تسري في الجسم تحت سطح الجلد، ويستطيع الباحث الإلكتروني تحديدها بدقة خلال قنوات، وتقع نقاط الإبر الصينية على هذه القنوات، ومن خلالها يمكن التحكم في سريان الطاقة بتقليلها لتعالج عدم التوازن وتعود الطاقة إلى حالتها الطبيعية.

* هل هناك أيام مفضلة للحجامة؟

ـ أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "من احتجم لسبع عشرة من الشهر وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان له شفاء من كل داء" أي أن الأيام الـ17/19/21 من الشهر الهجري هي من أفضل الأيام التي يتم فيها عمل الحجامة.

* هل يمكن تكرار الحجامة؟

ـ نعم يمكن تكرارها، وإذا كانت ستتكرر في نفس المكان فيجب اختفاء الخدوش السابقة أولاً.. في بعض الحالات يحتاج المريض لأكثر من مرة؛ فيجب على المريض ألا يشعر باليأس إذا أجراها مرة ولم يلمس تحسناً واضحاً فعليه إجراؤها أكثر من مرة.

* من هم المرضى المترددون على الحجامة؟

ـ هناك من يريد تطبيق السنة فعليه إجراؤها على الكاهل والأخدعين، وهناك مرضى لجئوا إلى الطب الحديث للعلاج بالأدوية، ولكنهم فضلوا إجراء الحجامة وتحسنوا بفضل الله.

وفقك الله وجزاك خيراً وزادك من العلم النافع للمسلمين وللأمة الإسلامية كلها.