يَا أُمَّةَ التَّوْحِيدِ هُبِّي وانْهَدِي *** وخُذِي زِمَامَ الأَمرِ جِدّاً واصْمُدِي
شَحَذَ البُغاةُ الهِيمُ ضِغْنَ قُلُوبِهِمْ *** وتَقَاطَرُوا، كُلٌّ بكُلٍّ يَقْتَدِي
إنَّا غَدَوْنَا كالخِرَافِ يَسُوسُنَا *** رَاعٍ هَزِيلُ الفِكْرِ، مُنْهَزِمٌ رَدِي
لا؛ والذي سَمَكَ السماءَ وحَاكَها *** لَنْ نهتدي إلاَّ بشَرْعِ مُحَمَّدِ
فهوَ الذي قادَ العُرُوبَةَ للعُلا *** بالدِّينِ بالحقِّ المُبِينِ بمسجدِ
واليومَ صِرْنا كالبُغَاثِ بأرضِنا *** خُرْساً وعُمْياً عن عدوٍّ سَرْمَدي
يَلْهُو بنا جَلاَّدُنا، وثُغُورُنا *** تحمي أعادينا البُغاةَ وتَفْتَدي
ودِيارُنا مَرْمَى العَدُوِّ، وأهلُنا *** صَيْدٌ لكلِّ مُكابِرٍ ومُعَرْبِدِ
أَهلي تَعامَوْا عنْ عَدُوٍّ غَادِرٍ *** واسْتَبْسَلوا في قَهْرِ شَعْبٍ مُجْهَدِ
والمسجدُ الأقصَى يُرَدِّدُ شاكياً: *** مَا حِيلَتي يَا ربُّ قدْ قُطِعَتْ يَدي
حَوْلي الأَحِبَّةُ أَغْمَضُوا أَبْصَارَهُمْ *** عَمَّا أُقاسي من عَدُوٍّ مُلْحِدِ
مَا بَالُهُمْ كُلٌّ أَشَاحَ بوجْهِهِ *** عَنِّي، ولاذَ بهَجْعَةٍ وتَبَلُّدِ؟
مَا بَالُهُمْ قَدْ أَغْمَدُوا أَسْيافَهُمْ *** وتََناوَمُوا عن مَقْصَدٍ وتَعَمُّدِ؟
فَهَبُوا مَوَاطِنَكُمْ غَدَتْ نَهْبَ العِدَى *** وأَنَا بطِيبِ مَعِيشَةٍ وتَبَغْدُدِ
أَوَ كنْتُمُ تَرْضَوْنَ مِنِّي مَا بَدا *** منكُمْ وأُحْسَبُ في شُعُوبِ مُحَمَّدِ؟!
دَعْكُمْ مًنَ الصَّمْتِ المُرِيبِ فإنهُ *** عَارٌ شَنِيعٌ لا يَلِيقُ بمُهْتَدِي
أَنَا هَا هُنا في غَزَّةَ الشَّمَّاءِ أَصْـ *** ـمُدُ للعَدُوِّ الغاشِمِ المُتَمَرِّدِ
لا أَنْثَني حَتَّى يَصِيرَ النصرُ ثَوْ *** باً سَابِغاً، وتَنامُ عَيْنُ مُسَهَّدِ
ويعُودَ للأقْصَى الشَّرِيفِ مَقَامُهُ *** بَيْـنَ الوَرَى، ويَقِرَّ رَوْعُ الهُدْهُدِ
وتَفُوحَ أَجواءُ البَرَايَا بالهُدَى *** والطَّيْرُ بَيْـنَ مُرَفرِفٍ ومُغَرِّدِ
أنَا سَهْمُ كُلِّ قبيلةٍ وعَشِيرَةٍ *** شَمَّاءَ تُمْسِي باليَقِينِ وتَغْتَدِي
أَنَا سَيْفُ كُلِّ قَبِيلَةٍ مُضَرِيَّةٍ *** فَرَطٌ لَهَا في صَحْوَةٍ وتَجَدُّدِ
أَنَا لَنْ أَذِلَّ لغاصِبٍ مهما عَتَا *** سَأَظَلُّ ما أَحيَا طَهُورَ المورِدِ
أنَا لن أَمَلَّ من الجهادِ؛ فليسَ لي *** إلا الجهادُ طرِيقُ كلِّ مُجَدِّدِ
إنَّ اليهودَ وإنْ تَعَاضَدَ جَمعُهُمْ *** وأَمَدَّهمْ حَبْلُ الصليبِ بمِرْفَدِ
لنْ يبلُغوا منَّا الهَزيمةَ، والرضَا *** دُونَ انبِلاجِ الصُّبْحِ بالنصرِ النَّدِي
ولَسوفَ يَعلمُ كلُّ مَنْ فَوقَ الثَّرَى *** مِنْ ظَالِمٍ أو عائلٍ مُستَعبَدِ
أَنَّا - بَنِي الإسلامِ - أَهلُ نِكايةٍ *** بعدوِّنَا إنْ جارَ، أَهلُ تَفَرُّدِ
نَعفُو إذا فُزْنا، ونَصبرُ إنْ بَغَا *** بَاغٍ، وندَّخِرُ العِرَاكَ إلَى غَدِ
نأبَى الخَنَا مهما تَعاظَمَ أَهلُهُ *** وامتدَّ في الآفاقِ غَيرَ مُقَيَّدِ
ونذُودُ عن أَقداسِنا أَهلَ الهَوَى *** ذَوْدَ الأبيِّ الحُـرِّ دُونَ تَردُّدِ
نَحْنُ الأُلَى سَبَقُوا الأَنامَ بنهضَةٍ *** عَمَّتْ تُخومَ الأَرضِ مِعطاءَ اليَدِ
مَا فرَّقَتْ بينَ الأَنامِ لمَوْطِنٍ *** أَو لُكْنَةٍ عَجْماءَ مِنْ مُتَشَرِّدِ
فالكُلُّ في دينِ الإلهِ عَبِيدُهُ *** مِنْ أَيِّ قَوْمٍ سُلْسِلُوا أَو مَحْتِدِ
يَا أَيُّها الأَقْصَى الجَريحُ تَصَبُّراً *** فالنصرُ آتٍ لا مَحالةَ في غَدِ
الناسُ حَوْلَكَ ثائرونَ تَصُدُّهمْ *** عنكَ القُيُودُ وحُكْمُ ثرثارٍ رَدِي
وغَداً سيرحَلُ إفْكُهُ وشُرُورُهُ *** وتُقَصُّ أَجنحةُ الزعيمِ الأَوْحَدِ
ويُصاحُ: يَا هذي الحدودُ تصَدَّعِي *** عن دَربِنا، وذَرِي المَسِيرَةَ تَبْتَدِي!
شَحَذَ البُغاةُ الهِيمُ ضِغْنَ قُلُوبِهِمْ *** وتَقَاطَرُوا، كُلٌّ بكُلٍّ يَقْتَدِي
إنَّا غَدَوْنَا كالخِرَافِ يَسُوسُنَا *** رَاعٍ هَزِيلُ الفِكْرِ، مُنْهَزِمٌ رَدِي
لا؛ والذي سَمَكَ السماءَ وحَاكَها *** لَنْ نهتدي إلاَّ بشَرْعِ مُحَمَّدِ
فهوَ الذي قادَ العُرُوبَةَ للعُلا *** بالدِّينِ بالحقِّ المُبِينِ بمسجدِ
واليومَ صِرْنا كالبُغَاثِ بأرضِنا *** خُرْساً وعُمْياً عن عدوٍّ سَرْمَدي
يَلْهُو بنا جَلاَّدُنا، وثُغُورُنا *** تحمي أعادينا البُغاةَ وتَفْتَدي
ودِيارُنا مَرْمَى العَدُوِّ، وأهلُنا *** صَيْدٌ لكلِّ مُكابِرٍ ومُعَرْبِدِ
أَهلي تَعامَوْا عنْ عَدُوٍّ غَادِرٍ *** واسْتَبْسَلوا في قَهْرِ شَعْبٍ مُجْهَدِ
والمسجدُ الأقصَى يُرَدِّدُ شاكياً: *** مَا حِيلَتي يَا ربُّ قدْ قُطِعَتْ يَدي
حَوْلي الأَحِبَّةُ أَغْمَضُوا أَبْصَارَهُمْ *** عَمَّا أُقاسي من عَدُوٍّ مُلْحِدِ
مَا بَالُهُمْ كُلٌّ أَشَاحَ بوجْهِهِ *** عَنِّي، ولاذَ بهَجْعَةٍ وتَبَلُّدِ؟
مَا بَالُهُمْ قَدْ أَغْمَدُوا أَسْيافَهُمْ *** وتََناوَمُوا عن مَقْصَدٍ وتَعَمُّدِ؟
فَهَبُوا مَوَاطِنَكُمْ غَدَتْ نَهْبَ العِدَى *** وأَنَا بطِيبِ مَعِيشَةٍ وتَبَغْدُدِ
أَوَ كنْتُمُ تَرْضَوْنَ مِنِّي مَا بَدا *** منكُمْ وأُحْسَبُ في شُعُوبِ مُحَمَّدِ؟!
دَعْكُمْ مًنَ الصَّمْتِ المُرِيبِ فإنهُ *** عَارٌ شَنِيعٌ لا يَلِيقُ بمُهْتَدِي
أَنَا هَا هُنا في غَزَّةَ الشَّمَّاءِ أَصْـ *** ـمُدُ للعَدُوِّ الغاشِمِ المُتَمَرِّدِ
لا أَنْثَني حَتَّى يَصِيرَ النصرُ ثَوْ *** باً سَابِغاً، وتَنامُ عَيْنُ مُسَهَّدِ
ويعُودَ للأقْصَى الشَّرِيفِ مَقَامُهُ *** بَيْـنَ الوَرَى، ويَقِرَّ رَوْعُ الهُدْهُدِ
وتَفُوحَ أَجواءُ البَرَايَا بالهُدَى *** والطَّيْرُ بَيْـنَ مُرَفرِفٍ ومُغَرِّدِ
أنَا سَهْمُ كُلِّ قبيلةٍ وعَشِيرَةٍ *** شَمَّاءَ تُمْسِي باليَقِينِ وتَغْتَدِي
أَنَا سَيْفُ كُلِّ قَبِيلَةٍ مُضَرِيَّةٍ *** فَرَطٌ لَهَا في صَحْوَةٍ وتَجَدُّدِ
أَنَا لَنْ أَذِلَّ لغاصِبٍ مهما عَتَا *** سَأَظَلُّ ما أَحيَا طَهُورَ المورِدِ
أنَا لن أَمَلَّ من الجهادِ؛ فليسَ لي *** إلا الجهادُ طرِيقُ كلِّ مُجَدِّدِ
إنَّ اليهودَ وإنْ تَعَاضَدَ جَمعُهُمْ *** وأَمَدَّهمْ حَبْلُ الصليبِ بمِرْفَدِ
لنْ يبلُغوا منَّا الهَزيمةَ، والرضَا *** دُونَ انبِلاجِ الصُّبْحِ بالنصرِ النَّدِي
ولَسوفَ يَعلمُ كلُّ مَنْ فَوقَ الثَّرَى *** مِنْ ظَالِمٍ أو عائلٍ مُستَعبَدِ
أَنَّا - بَنِي الإسلامِ - أَهلُ نِكايةٍ *** بعدوِّنَا إنْ جارَ، أَهلُ تَفَرُّدِ
نَعفُو إذا فُزْنا، ونَصبرُ إنْ بَغَا *** بَاغٍ، وندَّخِرُ العِرَاكَ إلَى غَدِ
نأبَى الخَنَا مهما تَعاظَمَ أَهلُهُ *** وامتدَّ في الآفاقِ غَيرَ مُقَيَّدِ
ونذُودُ عن أَقداسِنا أَهلَ الهَوَى *** ذَوْدَ الأبيِّ الحُـرِّ دُونَ تَردُّدِ
نَحْنُ الأُلَى سَبَقُوا الأَنامَ بنهضَةٍ *** عَمَّتْ تُخومَ الأَرضِ مِعطاءَ اليَدِ
مَا فرَّقَتْ بينَ الأَنامِ لمَوْطِنٍ *** أَو لُكْنَةٍ عَجْماءَ مِنْ مُتَشَرِّدِ
فالكُلُّ في دينِ الإلهِ عَبِيدُهُ *** مِنْ أَيِّ قَوْمٍ سُلْسِلُوا أَو مَحْتِدِ
يَا أَيُّها الأَقْصَى الجَريحُ تَصَبُّراً *** فالنصرُ آتٍ لا مَحالةَ في غَدِ
الناسُ حَوْلَكَ ثائرونَ تَصُدُّهمْ *** عنكَ القُيُودُ وحُكْمُ ثرثارٍ رَدِي
وغَداً سيرحَلُ إفْكُهُ وشُرُورُهُ *** وتُقَصُّ أَجنحةُ الزعيمِ الأَوْحَدِ
ويُصاحُ: يَا هذي الحدودُ تصَدَّعِي *** عن دَربِنا، وذَرِي المَسِيرَةَ تَبْتَدِي!