الفرق بين الثورة والاصلاح (للشيخ محمد اليعقوبي)
هناك سؤال يطرح وملخصه: ما الفرق بين الثائر والمصلح، فنقول الفرق بينهما ـ أي بين الثورة والاصلاح ـ، الثورة تأتي تحرق الاخضر واليابس تكتسح كل شيء أمامها سواء كان صالح أو فاسد. والاصلاح يأتي ويفحص شيأً فشيء، ويبدأ يقيم هذا صالح يتركه وهذا فاسد فيعزله أما الثورات التي ترونها فعند وقوعها تكتسح كل شئ امامها، وستكون الخسائر كثيرة، علما انه ليس كل شيء يحتاج إلى التغيير، توجد اشياء لا تحتاج الى التغيير، صحيح يوجد واقع فاسد أو توجد حالة تحتاج الى التغيير ولكن هذا لا يعني كل شئ يحتاج الى التغيير توجد حالات صحيحة فتوجد امامنا أمم ثائرة كثيرة نستطيع ان نضعها أمامنا كمثال ومنها الثورة الفرنسية، فباسم الثورة اكتسحت كل شيء علما ان هناك قيم كانت موجودة في المجتمع الفرنسي، قيم موروثة صحيحة لا تحتاج إلى التغيير لكن النتيجة انسلخت الامة الفرنسية عن كل ذلك الماضي بما فيها بعض الايجابيات وأولها ابتعادهم عن الدين ورمي الدين ـ ومال الله الى الله وما لقيصر إلى قيصر ـ، وهذه خسارة، طبعا لعلها كبيرة.
ونحن نقول انتم ايها الفرنسيون صحيح انكم تعانون من شيء، ويحتاج الى التغيير ولكن يجب ان يكون بهدوء وهذا الشيء الذي اسميه: الفرق بين الاصلاح أو المصلح والثائر. الثائر الذي لا يلتفت إلى أي شيء أمامه، ويكتسح كل شيء أمامه. لاتوجد لديه فرصة ان يرى ويقدر ويقيم، وربما يكون غير مؤهل لذلك، فهو عليه ان يقتلع الجذور. يا اصحاب الثورة تمهلوا، يوجد شجر نافع ويوجد شوك، انت اذ تريد ان تقتلع، فاقتلع، ولكن فقط الشوك، اما هذا الشجر النافع اتركه. فالثائر لا يفهم، يريد ان يقتلع كل شئ أمامه، لأن يريد ان يغير ويريد أن يثور بينما المصلح كالطبيب، الطبيب حينما يفحص مريضه فيأتي ويضع يده ويشخص الخلل في اي مكان هنا أو هناك، فيعمل له عملية جراحية فيزيله، أو اي عمل آخر كما يراه الطبيب مناسبا لعلاجه، فنحن بحاجة الى اصلاح وليس بحاجة الى الثورة بحاجة الى اصلاح حتى نأتي لندرس ونشخص حالتنا ثم نرى ما هو المناسب منه.
نظرة على فكر القيادة الصالحة
الحلقة الأولى
(الشيخ اليعقوبي ونظرته لمفهومي التغيير والاصلاح)
تنطلق مرجعية الشيخ اليعقوبي الصالحة في معالجاتها للقضايا السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية للوضع الراهن في العراق من نظرة شمولية عامة لاتفقد الخصوصية التي تحتمها الظروف الذاتية والموضوعية بحيث تأتي في اطار متوافق مع مجمل حركة الاحداث صعودا ونزولا من اجل تحقيق المطلوب ضمن مساحة من الزمن والعمق كافيتان لكي يكون الحال افضل بكثير مما موجود حاليا في عراق الالام والمعاناة والولادات العسيرة والقصيرية التي لابد وان تترك اثرها في عموم حركة الناس وتلقي بظلالها على ارهاصاتهم ويمكن ان يمتد كل ذلك الى احداث تغييرات قد تطول الى اجيال عديدة في وقت كان بالامكان تجنبها في حالة الارتقاء الى مستوى الاحداث وبلورة حلول ناجعة وشموليه بعيدا عن اشكالات وعقد الماضي البعيد والقريب. ومن ابرز ما يفكر فيه ويطرحه الشيخ اليعقوبي هو تأكيده على اولئك الذين يأخذون على عاتقهم مهمة التصدي بشجاعة الى الاوضاع الفاسدة ويرفعون شعارات التغيير ان لا يقعوا في غمرة انتصارهم سواء كان بالفعل الثوري او نتيجة ظروف اخرى شبيهه لتلك التي حصلت في العراق بعد الاحتلال البريطاني الايراني الامريكي المشترك له ويقدموا على فرض حكم الاعدام والموت على المرحلة السابقة ويحاولوا ان يقفزوا على الواقع بكل ايجابياته وهم بذلك يقعون في خطأ يتمثل بالغاء مرحلة تأريخية كاملة رغم ما فيها من وجود علامات مضيئة ووضاءة تمثل جهد ملايين من البشر الذين افنوا زهرة شبابهم واعطوا عصارة جهودهم حتى تحقق ذلك الايجابي والمفيد خاصة وان الملايين من الذين وجدوا انفسهم بدون ارادتهم ممن عاش وعايش تلك المرحلة المغضوب عليها كانوا يحملون الولاء ليس لرمز معين او لحزب بعينه وانما هم من اصحاب الولاء الى الوطن والى الوظيفة العامة التي تفرض عليهم تبادل للمنفعه حيث يقدمون الخدمات الى الدولة التي تقوم بدورها بدفع الرواتب المالية الشهرية لهم في طارة سلسلة من المتوليات التي ليس للسياسة اي دور فيها ولهذا فان محاولة الانتقام منهم لهذا السبب الانف الذكر انما هو مفارقة تعبر بكل تأكيد عن قصر اولئك الذين عزموا على قيادة مرحلة التغيير الذي يتعين ان لا يكون نسفا ظالما ومتعسفا للماضي. ومن هنا فان القيادة الصالحة كانت صائبة جداً عندما دعت إلى اعتماد مبدأ الاصلاح بدلا من التغيير الذي يتميز عن الاخير بوجود نظرة منصفة للظروف الذاتية والموضوعية ومن هنا يرى كل من امتلك مستوى معين من مبادئ السياسة ان تتم العملية وفقا للبناء على الايجابي المتحقق واصلاح الفاسد بنظرة شموليه بعيدا عن تحميل المرحلة السابقة اكثر مما تحتمل بحيث تقود الى احداث ضرر لا يمكن اصلاحه الا بعد جهد جهيد وسنوات طويله كان بالامكان استثمارها لتحقيق التنمية السياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية وصولا الى شد وحولقة الجماهير والمواطنين حول الاهداف بغية تسريع عمليات الانجاز بدلا من اضاعة الوقت وهدر الثروات كما جرى مع الاسف في العراق. وعلى الرغم من ان سماحة الشيخ اليعقوبي ساق لنا مثلاً على فكرتي التغيير والاصلاح من النتائج التي اعقبت الثورة الفرنسية فيمكننا استنباط عشرات الامثلة الحية من واقع العراق بعد الاحتلال وعلى سبيل المثال لا الحصر قرار حل الجيش العراقي السابق وقانون اجتثاث البعث والغاء العديد من مؤسسات الدولة المهمة والضرورية لهذه المرحلة خصوصا كالغاء مؤسسة التصنيع العسكري وعدم الاستفادة منها للتصنيع المدني وللشيخ اليعقوبي مطالبة واضحة وصريحة بالاستفادة من هذه المؤسسة في بداية الاحتلال وحذر من اهمال هذه المؤسسة وحرم اغتيال أو سجن قادتها ومهندسيها والاعتماد على سياسة النسف وليس اتباع التطهير المرحلي الذي يأخذ بالحسبان حاجات البلاد وأوليات عملية اعادة البناء فليس متصورا كون جميع افراد الجيش السابق هم من الذين يتعين اخراجهم من الخدمة في الجيش والبدء من الصفر واضاعة الكم الهائل من الخبرات المتراكمة عندهم وكذلك ليس كل البعثيين هم يستحقون ان يجتثوا بهذه الطريقة ففيهم الالاف من كوادر الدولة الذين حتمت قرارات بعينها الانتماء الى صفوف حزب البعث وغيرهم كثيرون وليس بعيدا حل وزارة الاعلام وترك الدولة من دون ان يوجد من يدافع عنها انخداعا بما يطرحونه من الاعلام الحر والديمقراطية. فالشيخ اليعقوبي كان محقا عندما فرق مابين التغيير والاصلاح فالاول مهلك ومميت والثاني واقعي ومفيد ويقلل الى درجة كبيرة من الخسائر المحتلة والتي ترافق التغييرات وهي كثيرة.
هناك سؤال يطرح وملخصه: ما الفرق بين الثائر والمصلح، فنقول الفرق بينهما ـ أي بين الثورة والاصلاح ـ، الثورة تأتي تحرق الاخضر واليابس تكتسح كل شيء أمامها سواء كان صالح أو فاسد. والاصلاح يأتي ويفحص شيأً فشيء، ويبدأ يقيم هذا صالح يتركه وهذا فاسد فيعزله أما الثورات التي ترونها فعند وقوعها تكتسح كل شئ امامها، وستكون الخسائر كثيرة، علما انه ليس كل شيء يحتاج إلى التغيير، توجد اشياء لا تحتاج الى التغيير، صحيح يوجد واقع فاسد أو توجد حالة تحتاج الى التغيير ولكن هذا لا يعني كل شئ يحتاج الى التغيير توجد حالات صحيحة فتوجد امامنا أمم ثائرة كثيرة نستطيع ان نضعها أمامنا كمثال ومنها الثورة الفرنسية، فباسم الثورة اكتسحت كل شيء علما ان هناك قيم كانت موجودة في المجتمع الفرنسي، قيم موروثة صحيحة لا تحتاج إلى التغيير لكن النتيجة انسلخت الامة الفرنسية عن كل ذلك الماضي بما فيها بعض الايجابيات وأولها ابتعادهم عن الدين ورمي الدين ـ ومال الله الى الله وما لقيصر إلى قيصر ـ، وهذه خسارة، طبعا لعلها كبيرة.
ونحن نقول انتم ايها الفرنسيون صحيح انكم تعانون من شيء، ويحتاج الى التغيير ولكن يجب ان يكون بهدوء وهذا الشيء الذي اسميه: الفرق بين الاصلاح أو المصلح والثائر. الثائر الذي لا يلتفت إلى أي شيء أمامه، ويكتسح كل شيء أمامه. لاتوجد لديه فرصة ان يرى ويقدر ويقيم، وربما يكون غير مؤهل لذلك، فهو عليه ان يقتلع الجذور. يا اصحاب الثورة تمهلوا، يوجد شجر نافع ويوجد شوك، انت اذ تريد ان تقتلع، فاقتلع، ولكن فقط الشوك، اما هذا الشجر النافع اتركه. فالثائر لا يفهم، يريد ان يقتلع كل شئ أمامه، لأن يريد ان يغير ويريد أن يثور بينما المصلح كالطبيب، الطبيب حينما يفحص مريضه فيأتي ويضع يده ويشخص الخلل في اي مكان هنا أو هناك، فيعمل له عملية جراحية فيزيله، أو اي عمل آخر كما يراه الطبيب مناسبا لعلاجه، فنحن بحاجة الى اصلاح وليس بحاجة الى الثورة بحاجة الى اصلاح حتى نأتي لندرس ونشخص حالتنا ثم نرى ما هو المناسب منه.
نظرة على فكر القيادة الصالحة
الحلقة الأولى
(الشيخ اليعقوبي ونظرته لمفهومي التغيير والاصلاح)
تنطلق مرجعية الشيخ اليعقوبي الصالحة في معالجاتها للقضايا السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية للوضع الراهن في العراق من نظرة شمولية عامة لاتفقد الخصوصية التي تحتمها الظروف الذاتية والموضوعية بحيث تأتي في اطار متوافق مع مجمل حركة الاحداث صعودا ونزولا من اجل تحقيق المطلوب ضمن مساحة من الزمن والعمق كافيتان لكي يكون الحال افضل بكثير مما موجود حاليا في عراق الالام والمعاناة والولادات العسيرة والقصيرية التي لابد وان تترك اثرها في عموم حركة الناس وتلقي بظلالها على ارهاصاتهم ويمكن ان يمتد كل ذلك الى احداث تغييرات قد تطول الى اجيال عديدة في وقت كان بالامكان تجنبها في حالة الارتقاء الى مستوى الاحداث وبلورة حلول ناجعة وشموليه بعيدا عن اشكالات وعقد الماضي البعيد والقريب. ومن ابرز ما يفكر فيه ويطرحه الشيخ اليعقوبي هو تأكيده على اولئك الذين يأخذون على عاتقهم مهمة التصدي بشجاعة الى الاوضاع الفاسدة ويرفعون شعارات التغيير ان لا يقعوا في غمرة انتصارهم سواء كان بالفعل الثوري او نتيجة ظروف اخرى شبيهه لتلك التي حصلت في العراق بعد الاحتلال البريطاني الايراني الامريكي المشترك له ويقدموا على فرض حكم الاعدام والموت على المرحلة السابقة ويحاولوا ان يقفزوا على الواقع بكل ايجابياته وهم بذلك يقعون في خطأ يتمثل بالغاء مرحلة تأريخية كاملة رغم ما فيها من وجود علامات مضيئة ووضاءة تمثل جهد ملايين من البشر الذين افنوا زهرة شبابهم واعطوا عصارة جهودهم حتى تحقق ذلك الايجابي والمفيد خاصة وان الملايين من الذين وجدوا انفسهم بدون ارادتهم ممن عاش وعايش تلك المرحلة المغضوب عليها كانوا يحملون الولاء ليس لرمز معين او لحزب بعينه وانما هم من اصحاب الولاء الى الوطن والى الوظيفة العامة التي تفرض عليهم تبادل للمنفعه حيث يقدمون الخدمات الى الدولة التي تقوم بدورها بدفع الرواتب المالية الشهرية لهم في طارة سلسلة من المتوليات التي ليس للسياسة اي دور فيها ولهذا فان محاولة الانتقام منهم لهذا السبب الانف الذكر انما هو مفارقة تعبر بكل تأكيد عن قصر اولئك الذين عزموا على قيادة مرحلة التغيير الذي يتعين ان لا يكون نسفا ظالما ومتعسفا للماضي. ومن هنا فان القيادة الصالحة كانت صائبة جداً عندما دعت إلى اعتماد مبدأ الاصلاح بدلا من التغيير الذي يتميز عن الاخير بوجود نظرة منصفة للظروف الذاتية والموضوعية ومن هنا يرى كل من امتلك مستوى معين من مبادئ السياسة ان تتم العملية وفقا للبناء على الايجابي المتحقق واصلاح الفاسد بنظرة شموليه بعيدا عن تحميل المرحلة السابقة اكثر مما تحتمل بحيث تقود الى احداث ضرر لا يمكن اصلاحه الا بعد جهد جهيد وسنوات طويله كان بالامكان استثمارها لتحقيق التنمية السياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية وصولا الى شد وحولقة الجماهير والمواطنين حول الاهداف بغية تسريع عمليات الانجاز بدلا من اضاعة الوقت وهدر الثروات كما جرى مع الاسف في العراق. وعلى الرغم من ان سماحة الشيخ اليعقوبي ساق لنا مثلاً على فكرتي التغيير والاصلاح من النتائج التي اعقبت الثورة الفرنسية فيمكننا استنباط عشرات الامثلة الحية من واقع العراق بعد الاحتلال وعلى سبيل المثال لا الحصر قرار حل الجيش العراقي السابق وقانون اجتثاث البعث والغاء العديد من مؤسسات الدولة المهمة والضرورية لهذه المرحلة خصوصا كالغاء مؤسسة التصنيع العسكري وعدم الاستفادة منها للتصنيع المدني وللشيخ اليعقوبي مطالبة واضحة وصريحة بالاستفادة من هذه المؤسسة في بداية الاحتلال وحذر من اهمال هذه المؤسسة وحرم اغتيال أو سجن قادتها ومهندسيها والاعتماد على سياسة النسف وليس اتباع التطهير المرحلي الذي يأخذ بالحسبان حاجات البلاد وأوليات عملية اعادة البناء فليس متصورا كون جميع افراد الجيش السابق هم من الذين يتعين اخراجهم من الخدمة في الجيش والبدء من الصفر واضاعة الكم الهائل من الخبرات المتراكمة عندهم وكذلك ليس كل البعثيين هم يستحقون ان يجتثوا بهذه الطريقة ففيهم الالاف من كوادر الدولة الذين حتمت قرارات بعينها الانتماء الى صفوف حزب البعث وغيرهم كثيرون وليس بعيدا حل وزارة الاعلام وترك الدولة من دون ان يوجد من يدافع عنها انخداعا بما يطرحونه من الاعلام الحر والديمقراطية. فالشيخ اليعقوبي كان محقا عندما فرق مابين التغيير والاصلاح فالاول مهلك ومميت والثاني واقعي ومفيد ويقلل الى درجة كبيرة من الخسائر المحتلة والتي ترافق التغييرات وهي كثيرة.