منتدي شباب إمياي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي شباب إمياي

مجلس الحكماء

التسجيل السريع

:الأســـــم
:كلمة السـر
 تذكرنــي؟
 
سنة إتخاذ المساجد فى البيوت Support


    سنة إتخاذ المساجد فى البيوت

    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : سنة إتخاذ المساجد فى البيوت Pi-ca-10

    سنة إتخاذ المساجد فى البيوت Empty سنة إتخاذ المساجد فى البيوت

    مُساهمة من طرف ابو انس 10/4/2010, 9:49 am

    سنة إتخاذ المساجد فى البيوت



    اعداد: ايمن دياب


    بسم الله وCool، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ وبعد
    فيا أيها القارئ الكريم تكلمنا في العدد الماضي عن سنة اتخاذ المساجد في البيوت، تلك السنة المهجورة، وتناولنا بعض الأحكام المتعلقة بمساجد البيوت من حيث مشروعيتها، وهيئتها، وفضلها، وحكمها، وفي هذا العدد نستكمل سويًّا بقية الأحكام



    سادسًا الأحكام المتعلقة بمساجد البيوت


    هل لها تحية مسجد عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ «دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ جَالِسٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ قَالَ فَجَلَسْتُ
    فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ«مَا مَنَعَكَ أَنْ تَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تَجْلِسَ؟
    قَالَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُكَ جَالِسًا وَالنَّاسُ جُلُوسٌ
    قَالَ فَإِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلا يَجْلِسْ حَتَّى يَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ» متفق عليه
    وَهَلْ يَتَنَاوَلُ مَسَاجِدَ الْبُيُوتِ أَوْ قَاصِرٌ عَلَى الْمَسَاجِدِ الْعَامةِ؟
    قال صاحب «الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني» «الْمُتَبَادَرُ مِنَ الرِّوَايَاتِ الْعُمُومُ؛ لِتَسْمِيَةِ الْجَمِيعِ مَسَاجِدَ»
    قلت بَيْدَ أن مساجد البيوت ليس لها حكم المساجد العامة التي فرض الله أن تُرفع، وشرع لها أحكامًا خاصة، فالراجح أنها بمنأى عن الأحاديث الآمرة بتحية المسجد؛ لأنها لا يطلق عليها اسم المسجد عرفًا؛ حيث يجوز بيعها وهذا ما ذهب إليه الجمهور، ورجحه الإمام ابن حزم رحمه الله المحلى
    الصلاة فيها عند الدخول والخروج من البيت يُندب للمسلم أن يصلي ركعتين قبل الخروج من البيت، وركعتين عند دخوله، ولا بأس أن يجعلهما في مسجد

    بيته انظر الإقناع


    وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال «إذا خرجت من منزلك إلى الصلاة؛ فصلِّ ركعتين تمنعانك مخرج السوء، وإذا دخلت منزلك فصلِّ ركعتين تمنعانك مدخل السوء» صحيح الجامع ح
    وعن امرأة عبد الله بن رواحة رضي الله عنها «أن عبد الله بن رواحة رضي الله عنه كان له مسجدان مسجد في بيته، ومسجد في داره، إذا أراد أن يخرج صلى في المسجد الذي في بيته، وإذا دخل صلى في المسجد الذي في داره، وكان حيثما أدركته الصلاة أناخ» مصنف ابن أبي شيبة
    صلاة الرواتب والسنن والتطوع فيها يستحب للمسلم أن يصلي السنة الراتبة قبل وبعد الصلوات المفروضة في مسجد البيت، وكذا سنة الجمعة البعدية، وصلاة الاستخارة، وسنة الوضوء، والضحى، والتوبة، والتسابيح، وقيام الليل، والتراويح، والوتر قال الإمام ابن القيم رحمه الله «كَانَ هَدْيُ النّبِيّ فِعْلَ السّنَنِ وَالتّطَوّعَ فِي الْبَيْتِ؛ إلاَّ لِعَارِضٍ، كَمَا أَنّ هَدْيَهُ كَانَ فِعْلَ الْفَرَائِضِ فِي الْمَسْجِدِ إلاَّ لِعَارِضٍ مِنْ سَفَرٍ أَوْ مَرَضٍ أَوْ غَيْرِهِ مِمّا يَمْنَعُهُ مِنْ الْمَسْجِدِ» زاد المعاد
    وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ وعَنْ تَطَوُّعِهِ فَقَالَتْ «كَانَ يُصَلِّي فِي بَيْتِي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ يَدْخُلُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ يَدْخُلُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَيُصَلِّي بِالنَّاسِ الْعِشَاءَ، وَيَدْخُلُ بَيْتِي فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ تِسْعَ رَكَعَاتٍ فِيهِنَّ الْوِتْرُ، وَكَانَ يُصَلِّي لَيْلاً طَوِيلاً قَائِمًا، وَلَيْلاً طَوِيلاً قَاعِدًا، وَكَانَ إِذَا قَرَأَ وَهُوَ قَائِمٌ رَكَعَ وَسَجَدَ وَهُوَ قَائِمٌ، وَإِذَا قَرَأَ قَاعِدًا رَكَعَ وَسَجَدَ وَهُوَ قَاعِدٌ، وَكَانَ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ» مسلم
    وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ أَيُّمَا أَفْضَلُ الصَّلاةُ فِي بَيْتِي أَوْ الصَّلاةُ فِي الْمَسْجِدِ؟ قَالَ «أَلا تَرَى إِلَى بَيْتِي مَا أَقْرَبَهُ مِنْ الْمَسْجِدِ، فَلأَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ فِي الْمَسْجِدِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ صَلاَةً مَكْتُوبَةً» صحيح سنن ابن ماجه ح
    صلاة الرواتب الفائتة فيها عَنْ بُكَيْرٍ عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَزْهَرَ وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ رضي الله عنهم أَرْسَلُوهُ إِلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ فَقَالُوا «اقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلامَ مِنَّا جَمِيعًا وَسَلْهَا عَنْ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَقُلْ إِنَّا أُخْبِرْنَا أَنَّكِ تُصَلِّينَهُمَا وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ نَهَى عَنْهُمَا
    قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه وَكُنْتُ أَضْرِبُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه النَّاسَ عَلَيْهَا قَالَ كُرَيْبٌ رحمه الله فَدَخَلْتُ عَلَيْهَا وَبَلَّغْتُهَا مَا أَرْسَلُونِي بِهِ فَقَالَتْ سَلْ أُمَّ سَلَمَةَ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِمْ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِقَوْلِهَا فَرَدُّونِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ بِمِثْلِ مَا أَرْسَلُونِي بِهِ إِلَى عَائِشَةَ
    فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَنْهَى عَنْهُمَا ثُمَّ رَأَيْتُهُ يُصَلِّيهِمَا
    أَمَّا حِينَ صَلاَّهُمَا فَإِنَّهُ صَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ دَخَلَ وَعِنْدِي نِسْوَةٌ مِنْ بَنِي حَرَامٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَصَلاَّهُمَا، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ الْجَارِيَةَ فَقُلْتُ قُومِي بِجَنْبِهِ فَقُولِي لَهُ تَقُولُ أُمُّ سَلَمَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَسْمَعُكَ تَنْهَى عَنْ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ وَأَرَاكَ تُصَلِّيهِمَا؟ فَإِنْ أَشَارَ بِيَدِهِ فَاسْتَأْخِرِي عَنْهُ
    قَالَ فَفَعَلَتْ الْجَارِيَةُ فَأَشَارَ بِيَدِهِ فَاسْتَأْخَرَتْ عَنْهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ «يَا بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ سَأَلْتِ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ إِنَّهُ أَتَانِي نَاسٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ بِالإِسْلاَمِ مِنْ قَوْمِهِمْ فَشَغَلُونِي عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ فَهُمَا هَاتَانِ» متفق عليه واللفظ لمسلم
    صلاة النوافل جماعة بالأهل فيها يشرع للمسلم أن يصلي في مسجد بيته النوافل جماعة دون أن يتخذ ذلك عادة لا تتخلف، بل إن ذلك يستحب، وفي ذلك

    فوائد تربوية وتعليمية لا تخفى


    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
    «والاجتماع على صلاة النفل أحيانًا مما تُستحب فيه الجماعة إذا لم يُتخذ راتبة، وكذا إذا كان لمصلحة، مثل ألا يحسن أن يصلي وحده، أو لا ينشط وحده، فالجماعة أفضل إذا لم تُتخذ راتبة، وفعلها في البيت أفضل إلا لمصلحة راجحة» مختصر الفتاوى المصرية
    وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ «صَلَّيْتُ أَنَا وَيَتِيمٌ فِي بَيْتِنَا خَلْفَ النَّبِيِّ وَأُمِّي أُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَنَا» أخرجه البخاري ح
    وقال الإمام البخاري رحمه الله «بَاب الْمَسَاجِدِ فِي الْبُيُوتِ وَصَلَّى الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رضي الله عنه فِي مَسْجِدِهِ فِي دَارِهِ جَمَاعَةً»
    وقال رحمه الله «بَاب صَلاةِ النَّوَافِلِ جَمَاعَةً، ذَكَرَهُ أَنَسٌ وَعَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ »
    ذكر الله فيها من أعظم مقاصد تشييد المساجد في البيوت عمارتها بذكر الله تعالى من التهليل، والتسبيح والتحميد، والتكبير والاستغفار والحوقلة، وهكذا كان السلف يكثرون من ذكر الله في مساجد البيوت
    وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ جُوَيْرِيَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ فَقَالَ «مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا قَالَتْ «نَعَمْ» قَالَ النَّبِيُّ لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ» مسلم
    جواز الأكل فيها لا بأس بالأكل في مسجد البيت، وفي غيره من المساجد؛ إذ الأصل الإباحة، ولم يأتِ عن صاحب الشريعة ما يمنع من ذلك، بل كان أهل الصفة يسكنون مسجده ويأكلون فيه ويشربون
    جلوس الحائض والجنب فيها إن لُبُث أو جلوس الحائض في مسجد الجماعة، اختلف فيه الفقهاء فمنع منه الجمهور، وأجازه الإمام ابن حزم رحمه الله بأدلة قوية
    أما مسجد البيت، فمنعَ الحائضَ من دخوله بعضُ الأئمة، فروى عبد الرزاق في مصنفه، عن ابن جريج قال قلت لعطاء الحائض تمر في المسجد؟
    قال لا قلت أتدخل مسجدها في البيت؟
    قال لا، لتعتزله
    قلت، دخلت فترشه بالماء؟
    قال لا مصنف عبد الرزاق
    قلت والحق الصراح أن المرأة يجوز لها أن تدخل مسجد بيتها في إبَّان حيضتها، ذلك أن مسجد البيت ليس له أحكام المساجد العامة، كما أوضحناه آنفًا
    قال صاحب الروض المربع «مسجد بيتها هو الموضع الذي تتخذه لصلاتها في بيتها ليس بمسجد حقيقة ولا حكمًا؛ لجواز لبثها فيه حائضًا وجنبًا انظر المبسوط بواسطة مساجد البيوت صـ
    جواز النوم فيها عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما «أَنَّهُ كَانَ يَنَامُ وَهُوَ شَابٌّ أَعْزَبُ لا أَهْلَ لَهُ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ » البخاري
    جواز اللعب فيها يجوز اللعب المباح في مسجد البيت، ودليل ذلك لعب الحبشة في مسجد النبي ، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ «رَأَيْتُ النَّبِيَّ يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ؛ حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَسْأَمُ» متفق عليه
    جواز الضحك والكلام فيها لا حرج على المسلم أن يتكلم في كل المساجد بالمباح من القول من أمور الحياة الدنيا، بل لا حرج عليه أن يضحك مما يقال
    فعَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللَّهِ ؟
    قَالَ نَعَمْ كَثِيرًا، «كَانَ لا يَقُومُ مِنْ مُصَلاَّهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الصُّبْحَ أَوْ الْغَدَاةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ قَامَ، وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَيَضْحَكُونَ وَيَتَبَسَّمُ» مسلم
    دخول من أكل ثومًا أو بصلاً فيها؟ يجوز لمن أكل ثومًا أو بصلاً أن يدخل مسجد البيت؛ ذلك أن مسجد البيت ليس له أحكام المساجد العامة كما بيّنا آنفًا
    الاعتكاف فيها قال تعالى وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ البقرة، قال جمهور أهل العلم إن الاعتكاف لا يكون إلا في المساجد العامة
    يؤكد ذلك قول الإمام ابن حزم رحمه الله «لا يجوز للمرأة ولا للرجل أن يعتكفا أو أحدهما في مسجد داره، برهان ذلك قول الله تعالى وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ
    فإن قيل قد صح عن رسول الله«جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا» قلنا نعم بمعنى أنه تجوز الصلاة فيه، وإلا فقد جاء النص والإجماع بأن البول والغائط جائز فيما عدا المسجد، فصح أنه ليس لما عدا المسجد حكم المسجدفصح أن لا اعتكاف إلا في مسجد» المحلى
    وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله «وَوَجَه الدَّلالَة مِنْ الآيَة أَنَّهُ لَوْ صَحَّ فِي غَيْر الْمَسْجِد لَمْ يَخْتَصَّ تَحْرِيم الْمُبَاشَرَةِ بِهِ؛ لأَنَّ الْجِمَاع مُنَافٍ للاعْتِكَافِ بِالإِجْمَاعِ، فَعُلِمَ مِنْ ذِكْرِ الْمَسَاجِدِ أَنَّ الْمُرَادَ أَنَّ الاعْتِكَافَ لا يَكُون إِلاَّ فِيهَا» فتح الباري
    قلت وما ذهب إليه الجمهور هو الراجح أن الاعتكاف لا يكون إلا في المساجد، كيف وقد قال ابن عباس رضي الله عنه «إن أبغض الأمور إلي الله البدع، وإن من البدع الاعتكاف في المساجد التي في الدور» صححه الألباني في «قيام الليل» صـ
    جواز بيعها ذكرنا من قبلُ أن مساجد البيوت ليس لها أحكام المساجد العامة، كما أن صلاة السنن والنوافل في مسجد البيت لا تصيِّره وقفًا لله يحرم بيعه، ومن ثَمَّ فيجوز للمسلم بيع منزله بما يشتمل عليه من غرفة قد اتخذها مسجدًا انظر المبسوط بواسطة مساجد البيوت صـ ،
    قال الإمام الطحاوي رحمه الله
    «التي يتخذها الناس في بيوتهم ليصلوا فيها لا ليدخلوا إليها أحدًا من الناس؛ فأملاكهم غير مرتفعة عنها عند جميع أهل العلم ولا يكون وقوع اسم المساجد عليها مما يرفع أملاكهم عنها، ولا مما يبيح لغيرهم الدخول إليها، ولا مما يمنع أن تكون موروثة عنهم إذا توفوا» مشكل الآثار
    أحوال السلف الصالح رضي الله عنهم فيها
    قالت معاذة العدوية «ما كان صلة يجيء من مسجد بيته إلي فراشه إلا حبوًا، يقوم حتى يفتر في الصلاة» حلية الأولياء
    وقال ابن شوذب «كان مسلم بن يسار إذا دخل في صلاته في مسجد بيته قال لأهله تحدثوا فإني لست أسمع حديثكم» مختصر تاريخ دمشق
    هذا آخر ما وفق الله تعالى إليه، في إحياء هذه السنة المهجورة والله الموفق، وهو من وراء القصد، وهو يهدي السبيل


      الوقت/التاريخ الآن هو 26/11/2024, 7:11 am