أين ذهبت البركة من البيوت؟؟
تأتي على بالى العديد من المشكلات الاسرية المختلفة والغريبة ,والتى تقشعر لها الابدان ...........فأتعجب ما الذى حدث فى البيوت
المسلمة,وماهذا الكم من المشكلات العجيبة.
كنت اتحدث مع احد اصدقائى وتطرق الحديث الى شابات هذا الجيل المقبلات على الزواج ففوجئت به يخبرنى ان بنات هذه الايام يبالغون مبالغة
كبيرة بل ويزايدون على بعض فى الجهاز وتعجبت .........هل اصبح كل تفكير هذا الجيل ان السعادة تأتى من الماديات فيحرصون على جمع اكبر
عدد من الاشياء,وتتبارى كل منهم ان تنافس الاخرى فى عدد ما تأتى به ؟
في فرح احد اقاربى (لم احضره بفضل الله) ولكن حكى لنا من حضر انه كان هناك راقصة شبه عارية واشياء اخرى كثيرة ليست من الدبن .
فكرت وايقنت بعدها لماذا بيوت هذا الجيل هشة ,ولماذا ارتفعت نسبة الطلاق ولماذا كثرت الخيانات الزوجية؟
تعجبت من احوال الناس وكم ابتعدو عن طريق الله فكان جزائهم ان نسيهم الله,( نسوا الله فأنساهم انفسهم ).
قد يظن البعض انى ابالغ فى الربط بين هذا وذاك,ولكنى اقول.....ما كان لله دام واتصل وماكان لغير الله انقطع وانفصل.
فعندما يبدأ الشاب والفتاة حياتهم الزوجية وهمهم كمية ونوعية الجهاز ,وكلام الناس ,والاشياء المادية فقط بالاضافة الى كم المعاصى الذى
يحدث فى الافراح ,حتما ستكون النتيجة بيت خاوى من الحب والسعادة,اما من يبدأون بيتهم وكل همهم الا يغضبوا الله عز وجل ويبدأون على طاعة الله
ورضاه, فحتماً سيجزيهم الله بان يمتلئ بيتهم حباً وسعادة.
عايشت كثيرا من البيوت التى اسست على طاعة الله ولم تهتم بالمظاهر , أتعملون كيف يعيشون؟؟
اعطاهم الله الحب الدائم لدرجة انه مهما يمر الزمن عليهم يشعرون انهم فى شهر عسل دائم,هذا فقط؟؟
لا بل اعطاهم الله المال ومتعهم بكل مباهج الدنيا ,فلم يحرموا من شئ .
ان الاشياء التى يدخل بها كثير من الازواج الى بيوتهم كفيله بتجهيز خمسة بيوت على الاقل ويكون كثير.
هناك كثير من الشباب لايستطيع الزواج وكثير من البنات الفقيرات واليتيمات لا تجد ما تتجهز به للزواج.
الايخشى هؤلاء الله؟؟...........من الواضح ان الله ليس فى حساباتهم وانما كما قال الله تعالى (افرايت من اتخذ الهه هواه واضله الله
على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله افلا تذكرون )
وهكذا فمن لم يجعل الله فى حساباته لم يجعله الله فى حساباته ويتركه للضلال ولا يمن عليه بالسعادة.
لهذا هربت السعادة من هذه البيوت وهجرتها,لهذا دب الكره بين الازواج وانتشرت الخيانه,لانها بيوت لم تبن على تقوى الله وانما بنيت على اساس
هش من الماديات التى تبلى مع الزمن فعشش فيها الشيطان.
ان الحب والصبر والتقوى والرحمة بالفقراء من اهم دعائم البيوت ,انها بيوت عامرة بالسعادة تلك البيوت التى جعلت الله اساس الزواج,التى تضع
الله فى حساباتها دائما ولا تفعل الا ما يرضية فى كل شئ,يمن الله عليهم بسعادة لا تنقطع لا فى الدنيا ولا فى .....
والبركة فى كل شىء مطلوبه ولكن لها مفاتيح واليكم بعض منها :
1. تقوى الله -جلَّ وعلا- في كل حال (سرًّا وعلانية): يقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ} فالخير كل الخير والبركة كل البركة في تقوى الإله
وخشيته في السر والعلن، تتقيه في عملك ومسؤوليتك، تتقيه في زوجتك وأولادك، تتقيه في زوجك وبناتك، تتقيه في المعاملات والأخلاقيات، وعلى كل
حال.
2. الدعاء واللجوء إلى المولى جلَّ في علاه: فإن ضاق عليك رزقك، أو كثرت عليك المشاكل، أو عظمت همومك، فليس لك إلا ربك الذي خلقك فسواك
فعدلك.. تقرع بابه فيباركك ويبارك لك وفيك وعليك، وتذكر معي: لمَّا دخل الرسول – صلى الله عليه وسلم- على أبي أمامة وهو في المسجد في غير
وقت صلاة، ثم شكا إلى النبي ديونه وهمومه، فأرشده النبي إلى الدعاء: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن" وما أن قالها الصحابي – بيقين-
حتى ذهب همه وقُضي دينه.
3. صلة الأرحام: قال - صلى الله عليه وسلم: "من أحب منكم أن يبسط له رزقه وأن ينسأ له في أثره، وأن يُزَاد له في عمره فليصل رحمه" وبسط الرزق
والزيادة في العمر والبركة في أثر صالح، إنما هي بركة من الله، ثوابًا لمن وصل رحمه.
4. تفريج هموم الآخرين والصدقات: من يسَّر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن فرَّجَ كُرْبَةً من كرب الدنيا عن مسلم فرّج الله عنه كربة من
كرب يوم القيامة، وفارق كبير بين كربة من كرب الدنيا وكرب الآخرة. كما أن النفقات والصدقات على الفقراء والمساكين، تجعل لك بركة في
الحياة في كل مجال: "ما من يوم تصبح إلا وفيه ملكان ينزلان يقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا"
فالبركة في أن تعطي لا أن تمسك وتبخل.
5. العمل والكسب الطيب: الدين الإسلامي دين العمل والجد والإنتاج والبذل، فمن عمل بارك الله له في عمله وسعيه، قال تعالى: {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا
وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}، فالمشي والسعي في الحياة قرين زيادة الرزق وكثرة البركات.
6. التوكل الصادق على الله، مع الأخذ بالأسباب: يقول الرسول – صلوات ربي وتسليماته عليه- "لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق
الطير تغدو خماصا وتروح بطانا" وهذا السعي والعمل إنما هو توكل على الله وأخذ بالأسباب، بعكس من ينتظر السماء أن تمطره ذهبا أو فضة.
7. قراءة القرآن: لقد جعل الله كتابه بركة ( ولا يعني ذلك بركته في وضعه على رف في البيت، أو وضعه في السيارة مخافة الحوادث، أو وضعه حجابا
للأبناء مخافة الحسد ) ولكن قراءته وتدبره والعمل بما فيه من أحكام وآداب وأخلاقيات، قال تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} وقال عز وجل:
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}.
8. اجتماع العائلة على طعام واحد: إنَّ من مفاتيح البركات أن تجتمع الأسرة كلها على طعام واحد؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "كلوا
جميعا ولا تفرقوا فإن البركة في الجماعة، فطعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة" وهذا يفسر لنا فقد البركة في
الطعام في هذا الزمان، فاعتبروا يا أولي الأبصار.
9. كثرة شكر الله على نعمه: إن الشاكر لربه ونعمه صاحب نفس طيبة وروح شفافة مؤمنة تقية، ولذا جعل ثواب من شكر الزيادة والبركة؛ فقال
تعالى: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} فاشكروا الله على نعمه يزدكم نعمة على نعمة.
10. التبكير في طلب الرزق كل صباح بركة: لقد دعا النبي - صلى الله عليه وسلم- لمن قام في البكور بالبركة، (صلاة فجر + الخروج سعيًا على
الرزق مبكرا = بركة ليس بعدها بركة) ويقول الرسول -وفمه أشرف وأطهر فم عرفته الدنيا يدعو ربه فيقول-: "اللهم بارك لأمتي في بكورها".
هذه مفاتيح مؤكدة للبركة، تلك عشرة كاملة، فمن استعان بها وفقه الله للبركة الكاملة، ونسأل الله تعالى أن يزيدنا وإياكم بركة ورزقا واسعا
وفضلا كريما.