ضرار التدخين ( صدق او لا تصدق )
نشير هنا بصورة إجمالية إلى أدلة الفتوى بسبب كثرة طلبات الاخوة الفضلاء.
1- صرحت الاية 195 من سورة البقرة قائلة «و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» و قد كشفت التقارير الطبية أن عدد الوفيات الناشئة من دخان السجائر قد بلغ خمسة ملايين شخص سنويا، أما الاحصاءات التي تحدثت عن الامراض الخطيرة التي تصيب القلب و جهاز التنفس بسبب التدخين كثيرة جدا. و عليه فالتدخين مصداق لالقاء النفس في التهلكة.
2- قاعدة لاضرر و لا ضرار في الاسلام. فالذي يستفاد من مختلف الروايات أن مناسبة القاعدة و إن كان الاضرار بالاخرين، إلا إننا نعلم أن شأن الورود لايحدد المفهوم العام للقاعدة، فهي تشمل الاضرار بالنفس أيضا.
3- جاء في الحديث المعروف في فقه الإمام الرضا(عليه السلام): كل امر يكون فيه الفساد مما قد نهى عنه... فحرام ضار للجسم و فساد للنفس. كما ورد شبيه هذا الحديث في تحف العقول.
و طبق هذه الروايات يحرم كل شيىء يضر بالبدن (طبعا الاضرار الجزئية الكائنة في كل الاشياء و لا يمكن إجتنابها فهي خارجة و المراد الاضرار الكلية).
4- إعتاد البعض أكل الطين و هو ما عبرت عنه بعض الروايات الاسلامية بنوع من الوسواس و قد ورد النهي عنه بشدة لأنه يضر بالانسان. حيث ورد في الرواية: إن الطين يورث السقم في الجسد و يهيج الداء.
و من هنا ذكر المرحوم الشهيد في كتاب المسالك من جملة أدلة التحريم «بما فيه من الاضرار الظاهر للبدن». و كل ذلك يدل على أن حرمة الاشياء الضارة من المسلمات. حتى قيل بوجوب ترك الصوم إن كان فيه الضرر، كما يستبدل الغسل و الوضوء بالتيمم إن كان فيه ضرر.
5- لو أغضضنا النظر عن كل ما سبق فطبق القاعدة الاصولية المسلمة «كلما حكم به العقل حكم به الشرع» ليس هنالك من مجال للترديد في مسئلة حرمة التدخين في عصرنا الحاضر بعد أن أثبت الاطباء و ذوي الخبرة و الاختصاص أضراره التي تصيب الجميع، و هذا ما دعى كافة المراجع للافتاء بحرمة المخدرات.
* * *
آراء المختصين بشأن أضرار التدخين
لما كانت وظيفة الفقيه هي تشخيص الحكم و تعيين الموضوع لأهل الخبرة، نترك الحديث لجمعية مكافحة التدخين التي تضم فريقا من الاطباء من ذوي التجربة و أساتذة الجامعات و أهل الخبرة و الاختصاص:
* التدخين هو العامل الرئيسي أو المساعد في ظهرو أكثر من 50 نوعاً من الامراض و 20 نوعاً من السرطان.
* بلغت عدد الوفيات خمسة ملايين نسمة سنويا بسبب التدخين (يعني مايفوق خسائر الحرب العالمية الاولى! حيث أودت تلك الحرب التي دامت عشر سنوات بحياة عشرة ملايين نسمة، أما ضحايا التدخين فقد بلغ عشرين مليون في العالم خلال أربع سنوات).
* يبلغ عدد الوفيات عام 2020 م ما يقارب عشرة ملايين شخص في السنة بسبب الأمراض الناششة عن التدخين، مع هذا الاختلاف و هو أن سبعة ملايين منهم نصيب الدول النامية و ثلاثة ملايين فى البلدان المتقدمة.
* بالنظر لما تدره صناعة الدخان من أرباح للشركات المنتجة المتعددة الجنسيات و خاصة الشركات الأمريكية، إلى جانب القيود الجدية التي تفرضها البلدان الغربية و أمريكا بالذات على العرض و الاستهلاك بالنسبة للسجائر فان ميزان الاستهلاك آخذ بالانخفاض في هذه البلدان، و من هنا فهي ترتكب مختلف الحيل و الالاعيب و بشكل رسمي و غير رسمي (التهريب) لايجاد أسواق إستهلاكية في البلدان الفقيرة و النامية.
* يصل المبلغ الذي ينفقه الايرانيون فقط كل يوم على السجائر لما يربو على ثلاث ملياردات تومان أي يقارب عشرة ملايين مدخن (أي أن المبلغ المصروف سنويا أكثر من ألف مليارد تومان).
* عادة ما تنفق الدول أكثر من ضعف مبلغ إستهلاك السجائر لعلاج الامراض و العوارض الناشئة عن التدخين، حيث يبلغ هذا المقدار في إيران ستة ملياردات تومان يوميا (و أكثر من ألفي مليارد تومان سنويا).
*يدخن سنويا في ايران 54 مليارد سيجارة، حيث يتم إنتاج 12 مليارد منها محليا، و الباقي عن طريق التهريب (أي أن 70% من أموال السجائر تذهب إلى الخارج).
* هنالك إستهداف للفتية و شباب البلاد ممن تتراوح أعمارهم بين العاشرة إلى الخامسة عشرة للتدخين و الادمان.
* التدخين عند الشباب نافذة على الادمان و سائر الانحرافلات الاجتماعية.
* يتعرض الأفراد غير المدخنين و لا سيما أطفال المدخنين و أزواجهم لذات الاضرار التي تصيب المدختين بفعل الدخان، حيث يجبر هؤلاء الأفراد على فقدان سلامتهم و صحتهم
أحمد سامي الجندي