"تركيبة البرادعي النفسية تؤهله لأن يكون مصلحا ومرشدا ورمزا وقائدا للتغيير".
- "إغلاق القدمين ووضعه القدم اليمنى على اليسرى دلالة على تركيزه الشديد".
تحليلان للجوهر والمظهر -أو من جوه وبره- حاولنا تقديمهما للدكتور (محمد البرادعي)، الذي قد يكون يوما رئيسا لمصر، يقدمهما لنا د.محمد المهدي استشاري الطب النفسي، ود.عمار عبد الغني مدرب التنمية البشرية، من خلال متابعتهما لحواراته الفضائية الأخيرة..
البرادعي نفسياً ...
- متواضع في كبرياء: من أهم سمات البر ادعي تواضعه مع حفاظه على كبريائه، فهو يقترب كثيرا من الإنسان المصري العادي البسيط في كلماته وتعبيراته وتصرفاته، فبالرجوع لحواراته نجده يقول: "التجربة لو نجحت سيكون المصريون الذين أيدوني هم من نجحوا معي وإذا فشلت فعلى الأقل نكون قد حاولنا معا من أجل التغيير". وفي نفس الوقت يمكنك أن تراه أحد العظماء والنبلاء حين قال: "سأهين كرامتي لو ذهبت للجنة شئون الأحزاب لكي أنشئ حزباً، فرئيس اللجنة هو أمين الحزب الوطني، هذا مهين لكرامتي"، ولعل اجتماع هاتين الصفتين في شخص البرادعي هو ما جعله صالحا لأن يكون محركا للأحداث ورمزا للتغيير لأن من تتحقق في شخصيته تلك المعادلة الصعبة فهو أصلح من يقوم بالتغيير.
- هادئ: لا يستجيب للاستفزاز ولا ينزلق وراء محاولات إثارة انفعالاته أو السخرية منه والاستهانة بقدرته على التغيير، فعلى الرغم من فهمه العميق لكل تلك المحاولات كانت ردوده هادئة مهذبة ومنطقية وهذا دليل على توازن شخصيته وأنه شخصية مستقرة انفعاليا، فعلى الرغم من عدم التزام بعض المحاورين بالأسلوب اللائق في الحديث معه إلا أنه لم يقع تحت تأثير انفعالاته.
- مفكر: يعرف ماذا يريد وكيف يصل لما يريد، عقله منظم جدا يعرف كيف يعرض أفكاره في تسلسل منطقي -ربما لدراسته القانون وعمله في وزارة الخارجية أو ربما لرئاسته إحدى أهم الوكالات الدولية-، نجد هذا واضحا في قوله: "قوتي هي فكرتي وهي فكرة لابد أن تحدث وهي التغيير الذي حان وقته الآن".
- مصلح: فلديه كل ما يحتاجه شخص ليكون مصلحا، لديه الفكرة ولديه روح التغيير دون أن يمتلك أي قوات عسكرية أو مساندات خارجية، مؤمن بدوره الإصلاحي فلم يكن ذكره لنموذجي مانديلا وغاندي وليد الصدفة، إنما هو نابع من إيمانه بقدرة المصلح على التغيير، فغاندي الرجل الهندي الفقير الذي لم يكن يملك أي قوات عسكرية أو مادية استطاع أن يهزم الإمبراطورية البريطانية، وكذلك الحال لمنديلا الذي قضي 28 عاما من حياته في السجون استطاع أن يمسك الحكم ويتركه فيما بعد طواعية ليعطى نموذج يحتذي به، ولم يملكا أكثر مما لدي البرادعي من فكرة وروح تدعم التغيير.
- ذكي: يظهر ذكائه في اختياره للزمان والمكان الذي يعرض فيه فكرته للتغيير، فقد جاء البرادعي بحصانات كثيرة منها جائزة نوبل، قلادة النيل، ورئاسة وكالة الطاقة الذرية، بالإضافة إلى توازن شخصيته وتقبله لتعددية التيارات الفكرية وعدم تحيزه لأي منها، كل هذا جعله أكثر قبولا لدى الكثيرين، ليس ذلك فحسب بل إن اختياره لهذا التوقيت الذي تحتاج فيه مصر إلى التغيير هو أيضا انعكاسا لذكائه وحنكته.
- دقيق: نظر إليه البعض على أنه متردد، لا يستطيع التعبير عن أفكاره بسهوله وبرهنوا على ذلك بأنه لم يتحدث بطلاقه وكان يستغرق وقتا ليعبر عما يريد، بل وذهب البعض لتفسير هذا بالقول إن ثقافته وأفكاره غربية فكيف يعبر عنها بالعربية؟، على الوجه الآخر قد يكون هذا دليلا على دقته فهو كرجل عمل بمنظمات دولية يعي تماما أن كل ما يقوله محسوب عليه لذا فعليه تحرى الدقة في اختيار كلماته لكي تعبر عما يريد بالضبط.
البرادعي من بره ...
- وضع الجسم: منحني إلى الأمام مما يعطيك شعور بالخوف والتردد مرة ومرة بمحاولة التقرب إلى الآخر ويظهر هذا بوضوح عند مقارنة هذه الانحناءة مع فتحة القدمين عند الجلوس وعدم إغلاقهما دلالة على رغبته التقرب من الآخر وخوفه من عدم القبول، خاصة وهو قد تعود أن يكون مقبولا في المجتمعات التي يكون موقفه مسيطراً وكلمته مسموعة.
- انغلاق اليدين: تشير إلى أنه شخصية خجولة إلا أنه يحاول إخفاء هذا، وبدا واضحاً عند إحراجه في أكثر من مرة في حواراته، خاصة عند سؤاله عن سبب الحراسة وتواجد الأمن على بيته، ورغم أن الداخلية ذكرت أن التواجد الأمني بسبب بيوت الوزراء الموجودين في نفس المنطقة، فإنه ما أن فتح يديه حتى أغلقها ثانية بابتسامة خائفة.
- تشبيك الأصابع: دلالة على سيطرته التامة على معلوماته وخاصة النظرية والإحصاءات والمقدمات المنطقية، وهي ما يطلق عليها المتخصصون بلغة الجسد بـ "البرج العالي"، دلالة على السيطرة والإبحار في الثقة .
- رمش العينين، والكلام المتقطع، والتنفس العميق، والسكوت الطويل وعدم محاولته المقاطعة أثناء الحديث: دلالة على أنه من النمط الحسي الذي يمتاز بشفافية وجدانية عالية ويشعر بمشاعر الآخر، كما يعكس ذلك أنه شخصية غير صدامية بالمرة، بل ممكن أن يمتنع عن المواجهة في حال عدم جدواها دون المحاولة للتكرار والإصرار.
- إشارة اليدين إلى الصدر: استخدمها البرادعي أكثر من مرة في جميع حواراته وهي دلالة على أنه موجود وكأنه يقول: أنا مستعد، أنا هنا، كل شيء سيكون على ما يرام.
- إشارة السبابة: والتي استخدمها أيضا في حواراته هي دلالة على الاتهام، فهو يشير بها إلى المتسببين في الأوضاع المزرية في البلاد عندما ذكر العشوائيات مثلا.
- حركات الرأس إلى الجانبين يمينا ويسارا أثناء الاسترسال بالحديث: تعبر عن ذكائه وإتقانه لأسلوب مخاطبة الجماهير فهي محاولة منه لاسترضاء الآخر وإقناعه بأن ما يقوله صحيح وكأنه متوقع المعارضة مسبقاً.
- إغلاق القدمين ووضع القدم اليمنى على اليسرى: دلالة على تركيزه الشديد على عدم الخطأ وهو في هذا الوضع يستخدم النصف الأيسر من الدماغ المسئول عن المنطق والإحصاءات والأرقام والتسلسل المنطقي.
...
وأنت.. هل لاحظت ملامح أخرى لشخصية البرادعي وحركاته؟