علو الهمه
تعريف الهمه
الهمه
: توجه القلب وقصده بجميع قواه الروحانيه
الى جانب الحق لحصول الكمال له او لغيره
قال ابن القيم
لابد للسالك من همة تسيره وترقيه
وعلم يبصره ويهديه
(ان الله تعالى لما اقتضت حكمته ورحمته اخراج ادم وذريته من الجنه اعاضهم افضل منها
؛وهو ما اعطاهم من
عهده الذى جعله سببا موصلا لهم اليه؛من
تمسك به فاز واهتدى ومن اعرض عنه شقى وغوى ولما
كان هذا العهد الكريم والصراط المستقيم لا يوصل اليه ابدا الا من باب العلم والاراده
فألاراده :باب الوصول اليه ؛والعلم مفتاح ذلك الباب المتوقف فتحيه عليه)
وكمال
كل انسان انما يتم بهذين النوعين
((همة ترقيه ))و((علم يبصره ،ويهديه)) فأن مراتب السعاده والفلاح انما تفوت العبد من
هاتين الجهتين او من احداهما
قال ابن القيم
(كمال الانسان مداره على اصلين :معرفة الحق من الباطل وايثار الحق على الباطل)
واثنى الله سبحانه على انبيائه فى قوله تعالى
(واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولى الايدى والابصار)
فألايدى :القوه
فى تنفيذ الحق ،والابصار :البصائر فى الدين
فوصفهم
بكمال ادراك الحق وكمال تنفيذه
وانقسم
الناس فى هذا المقام الى اربعة اقسام فهؤلاء اشرف الاقسام
القسم
الثانى :عكس هؤلاء ، من
لايبصره له فى الدين
ولا قوه له على تنفيذ الحق، وهم اكثر هذا الخلق وهم الذين رؤيتهم
قذى العيون وحُمى الارواح وسقم القلوب يٌضيقون الديار
ويغلون
الاسعار ولا يٌستفاد من صحبتهم الا العار والشنار
القسم
الثالث : من له بصيره فى الهدى ومعرفه به ولكنه
ضعيف
لا قوة له على تنفيذه ولا دعوه اليه وهذا حال المؤمن الضعيف
والمؤمن
القوى خير واحب الى الله منه
القسم
الرابع : من له قوه وهمة
وعزيمه لكنه ضعيف البصيره فى الدين لا يكاد يميز أولياءالرحمن واولياء الشيطان
بل يحسب كل سوداء ثمره وكل بيضاء شحمه
وليس
هؤلاء من يصلح للامامه فى الدين ولا هو موضوع لها سوى القسم
الاول ، قال تعالى
(وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانو بأياتنا يوقنون)
وهؤلاء
هم الذين استثناهم الله من جملة الخاسرين
واقسم بالعصر
(والعصر ان الانسان لفى خسر الا الذين آمنو وعملوا الصالحات
وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
همة
المؤمن ابلغ من عمله
قال
(ص) (من هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنه كامله)
وقال
ايضا (من سأل الله الشهاده بصدق بلغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه )
وقال
(ص) فى حق المتخلفين عن غزوة تبوك من الحريصين
على الخروج معه ((ان بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيراَ ولا
قطعتم وادياً الا كانوا معكم حبسهم العذر))
وقال
ايضاً (ما من امرئ تكون له صلاة بليل فغلبه عليها نوم الا
كتب له اجر صلاته وكان نومه صدقه عليه)
وقد يتفوق المؤمن بهمته العاليه كما بين النبى (ص)
قال
(سبق درهم الف درهم قالوا يا رسول الله كيف يسبق درهم
الف درهم قال رجلا كان له درهمان فأخذ احداهما
فتصدق به واخر له مال كثير فأخذ من عرضها مائة الف)