بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله
مشهد من مشاهد أيام العزه ولكم ان تحكموا
...........
التقى عبدالله بن
حذافة بقيصر عظيم الروم، في
خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، في السنة
التاسعة عشرة للهجرة، فقد بعث عمر بن الخطاب
جيشاً لحرب الروم
فيه عبدالله بن حذافة السهمي.. وكان قد بلغ قيصر
عظيم الروم أخبار جند
المسلمين وما يتصفون به من
صدق الإيمان ورسوخ العقيدة والتضحية بالنفس في
سبيل الله ورسوله.
فأمر رجاله بأن يبقوا على أي أسير من أسرى
المسلمين ويأتوه به حياً.. وشاء
الله ان يقع عبدالله
بن حذافة أسيراً في أيدي الروم، فحملوه الى
ملكهم
وقالوا: “إن هذا من أصحاب محمد السابقين
لدينه،
فقد وقع أسيراً في أيدينا فأتيناك به”.
نظر ملك الروم الى عبدالله بن حذافة ثم بادره قائلا:
“إني أعرض عليك أمراً”.
قال: “وما هو؟” فقال قيصر: “أعرض عليك ان تتنصر..
فإن فعلت ، خليت سبيلك ،
وأكرمت مثواك”. فقال
عبدالله في أنفة وحزم: “هيهات.. إن الموت أحب اليّ
ألف مرة مما تدعوني إليه”.
فقال قيصر: “ إني لأراك رجلا شهماً.. فإن أجبتني
إلى ما أعرضه عليك أشركتك في أمري وقاسمتك
سلطاني”.
فتبسم عبدالله وهو مكبل بقيوده وقال: “والله لو
أعطيتني جميع ما تملك
وجميع ما ملكته العرب على
ان أرجع عن دين محمد طرفة عين ما فعلت” قال
قيصر: “إذن أقتلك”.
قال عبدالله: “أنت وما تريد” ثم أمر بصلبه وقال
لقناصته: “ارموه قريباً من
يديه” وهو يعرض عليه
التنصر فيرفض فقال: “ارموه قريباً من رجليه”، وهو
يعرض عليه مفارقة دينه
فيأبى فأمرهم قيصر ان يكفوا عنه ، وطلب ان ينزلوه،
ثم دعا بقدر كبير وصبوا
فيه الزيت ووضعوه على النار،
ثم دعا بأسيرين من أسرى المسلمين وأمر بأن
يلقى احدهما فيها فألقي،
فإذا بلحمه يتفتت، وإذا بعظامه عارية، ثم التفت الى
عبدالله بن حذافة
ودعاه الى النصرانية، فكان أشد
إباء من ذي قبل ، فلما يئس منه ، أمر بأن
يلقى في
القدر، فلما ذهبوا به دمعت عيناه، فقال رجال قيصر له:
“إنه بكى” فظن انه جزع وقال لهم: “ردوه الي” فلما
مثل بين يديه عرض عليه
النصرانية فأبى. فقال:
“ويحك، فما الذي أبكاك اذن؟” قال عبدالله: “أبكاني
أني قلت في نفسي: تُلقى الآن في هذا القدر،
فتذهب نفسك،
وقد كنت أشتهي ان يكون لي بعدد ما في جسدي
من شعر أنفس فتلقى كلها في هذا
القدر في
سبيل الله”. فقال قيصر: “هل لك ان تُقبل رأسي
وأخلي عنك؟”.
قال عبدالله: “وعن جميع أسرى المسلمين أيضا؟”
قال: “وعن جميع أسرى المسلمين أيضا”.
قال عبدالله بن حذافة: “قلت في نفسي.. عدو من
أعداء الله أقبل رأسه فيخلي
عني وعن أسرى
المسلمين جميعاً، فلا ضير في ذلك عليّ”. ثم دنا
عبدالله بن
حذافة وقبّل رأس ملك الروم،
فأمر قيصر ان يجمعوا له أسرى المسلمين، وأن
يدفعوهم إليه، فدفعوهم.
قدِم عبدالله بن حذافة على عمر بن الخطاب رضي
الله عنه، وأخبره بخبره،
فسُر الفاروق أعظم السرور
به، ولما نظر الى الأسرى، قال: “حق على كل
مسلم
ان يقبل
رأس عبدالله بن حذافة وأنا أبدأ بذلك”، ثم قام وقبل رأسه
.
.............................................
هكذا كانوا ......وهكذا أصبحنا.
مشهد من مشاهد أيام العزه ولكم ان تحكموا
...........
التقى عبدالله بن
حذافة بقيصر عظيم الروم، في
خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، في السنة
التاسعة عشرة للهجرة، فقد بعث عمر بن الخطاب
جيشاً لحرب الروم
فيه عبدالله بن حذافة السهمي.. وكان قد بلغ قيصر
عظيم الروم أخبار جند
المسلمين وما يتصفون به من
صدق الإيمان ورسوخ العقيدة والتضحية بالنفس في
سبيل الله ورسوله.
فأمر رجاله بأن يبقوا على أي أسير من أسرى
المسلمين ويأتوه به حياً.. وشاء
الله ان يقع عبدالله
بن حذافة أسيراً في أيدي الروم، فحملوه الى
ملكهم
وقالوا: “إن هذا من أصحاب محمد السابقين
لدينه،
فقد وقع أسيراً في أيدينا فأتيناك به”.
نظر ملك الروم الى عبدالله بن حذافة ثم بادره قائلا:
“إني أعرض عليك أمراً”.
قال: “وما هو؟” فقال قيصر: “أعرض عليك ان تتنصر..
فإن فعلت ، خليت سبيلك ،
وأكرمت مثواك”. فقال
عبدالله في أنفة وحزم: “هيهات.. إن الموت أحب اليّ
ألف مرة مما تدعوني إليه”.
فقال قيصر: “ إني لأراك رجلا شهماً.. فإن أجبتني
إلى ما أعرضه عليك أشركتك في أمري وقاسمتك
سلطاني”.
فتبسم عبدالله وهو مكبل بقيوده وقال: “والله لو
أعطيتني جميع ما تملك
وجميع ما ملكته العرب على
ان أرجع عن دين محمد طرفة عين ما فعلت” قال
قيصر: “إذن أقتلك”.
قال عبدالله: “أنت وما تريد” ثم أمر بصلبه وقال
لقناصته: “ارموه قريباً من
يديه” وهو يعرض عليه
التنصر فيرفض فقال: “ارموه قريباً من رجليه”، وهو
يعرض عليه مفارقة دينه
فيأبى فأمرهم قيصر ان يكفوا عنه ، وطلب ان ينزلوه،
ثم دعا بقدر كبير وصبوا
فيه الزيت ووضعوه على النار،
ثم دعا بأسيرين من أسرى المسلمين وأمر بأن
يلقى احدهما فيها فألقي،
فإذا بلحمه يتفتت، وإذا بعظامه عارية، ثم التفت الى
عبدالله بن حذافة
ودعاه الى النصرانية، فكان أشد
إباء من ذي قبل ، فلما يئس منه ، أمر بأن
يلقى في
القدر، فلما ذهبوا به دمعت عيناه، فقال رجال قيصر له:
“إنه بكى” فظن انه جزع وقال لهم: “ردوه الي” فلما
مثل بين يديه عرض عليه
النصرانية فأبى. فقال:
“ويحك، فما الذي أبكاك اذن؟” قال عبدالله: “أبكاني
أني قلت في نفسي: تُلقى الآن في هذا القدر،
فتذهب نفسك،
وقد كنت أشتهي ان يكون لي بعدد ما في جسدي
من شعر أنفس فتلقى كلها في هذا
القدر في
سبيل الله”. فقال قيصر: “هل لك ان تُقبل رأسي
وأخلي عنك؟”.
قال عبدالله: “وعن جميع أسرى المسلمين أيضا؟”
قال: “وعن جميع أسرى المسلمين أيضا”.
قال عبدالله بن حذافة: “قلت في نفسي.. عدو من
أعداء الله أقبل رأسه فيخلي
عني وعن أسرى
المسلمين جميعاً، فلا ضير في ذلك عليّ”. ثم دنا
عبدالله بن
حذافة وقبّل رأس ملك الروم،
فأمر قيصر ان يجمعوا له أسرى المسلمين، وأن
يدفعوهم إليه، فدفعوهم.
قدِم عبدالله بن حذافة على عمر بن الخطاب رضي
الله عنه، وأخبره بخبره،
فسُر الفاروق أعظم السرور
به، ولما نظر الى الأسرى، قال: “حق على كل
مسلم
ان يقبل
رأس عبدالله بن حذافة وأنا أبدأ بذلك”، ثم قام وقبل رأسه
.
.............................................
هكذا كانوا ......وهكذا أصبحنا.