إن تعالى نحمده ونستعينه
ونستغفره ، أما بعد
فإنه من
المعلوم أن الدعاء هو سلاح المؤمن ولكي تكون قويا يجب أن يكون سلاحك ماضيا وقد صح
الخبر عن نبينا صلى الله عليه وسلم من حديث نعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي
قال (الدعاء هو العبادة)
لذا ينبغي
أن يكون الدعاء صحيحا على ما كان عليه حال النبي صلى الله عليه وسلم .
ولقد
كتبت هذه النصيحة (مقتبسا إياها من كتاب الإعتداء فى الدعاء لفضيلة الشيخ محمد بن
أحمد الفيفى عضو الدعوة والإرشاد بوزارة الشؤن الإسلامية السعودية) منبها على بعض
المخالفات الشرعية التي قد تحدث عند الدعاء وهى التي تسمى شرعا باسم (الاعتداء فى
الدعاء) وقد عرفه الإمام بن القيم رحمه
الله (كل سؤال يناقض حكمة الله أو يتضمن مناقضة شرعه وأمره أو يتضمن خلاف ما أخبر
به فهو اعتداء لا يحبه الله ولا يحب سائله)
ومن البديهي
أن لك المخالفات محدثات فى شرع الله تعالى لم ينزل بها من سلطان فهى بدعة وكل بدعة
ضلاله واليكم أشهر ألوان الاعتداء فى الدعاء:
1-التغني
بالدعاء في القنوت والتطريب والتلحين [وهو من المحدثات والبدع ] لما يلي :
* من المعروف أن الأصل فى العبادات التوقيف
أى متابعة العبادة على نفس فعل النبى صلى الله عليه وسلم فى أصل العبادة وصفتها ووقتها وعددها وزمنها
ومكانها وهيئتها ولم يرد دليل على قيام
النبى أو أحد من صحابته أو الأئمة
التابعين بالتغني فى القنوت .
* أن التغني إما ورد فى تلاوة القرآن وترتيله
فقال صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) { صحيح البخارى فيما رواه
أبو هريرة} ولم يرد أنه قال تغنوا بالدعاء
أو زينوا الدعاء بأصواتكم .
*ذكر شيخ الإسلام العلامة بن تيمية الحرانى
رحمه الله تعالى أن إدخال الألحان فى
الصلوات هى من فعل النصارى وطريقتهم
حيث قال فى الفتاوى 28/611 (وكذلك إدخال الألحان فى الصلوات لم يأمر بها المسيح
ولا الحواريون).
*ورد فى فيض القدير 1/229:( ما تعارفه الناس
فى هذه الأزمان من التمطيط والمبالغة فى الصياح والانشغال بتحريات النغم إظهارا
للصناعة النغمية لا إقامة للعبودية فإنه لا
يقتضى الإجابة بل هو من مقتضيات
الرد ، ولا أرى أن تحرير النغم فى الدعاء كما يفعله
القراء فى هذا الزمان يصدر ممن يفهم معنى الدعاء وما ذلك الا نوع لعب إذ مقام طلب الدعاء التضرع لا التغني )أ.هـ
ويلاحظ
أحيانا أنه قد لا يميز بعض الناس بين القنوت والقرآن لما يحثه المبتدعون من
القلقلة والمد والإخفاء وغير ذلك مما يفعل عند قراءة القرآن.
وللحديث
بقية إن شاء الله تعالى
والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته