التي حطت وصويحبات لها يلتقطن الحب من الأرض،
وقد نصب لهن الصياد الشبكة فوقعن فيها , واستسلمن لقدرهن المجهول وأيقن أنهن هالكات لا محالة،
وقد نصب لهن الصياد الشبكة فوقعن فيها , واستسلمن لقدرهن المجهول وأيقن أنهن هالكات لا محالة،
ولكن "الحمامة المطوقة " قالت لهن :
إن من الخطأ أن يستسلم المرء لدواعي الفشل ,
فبدل أن نظل نعلن الظلام , هيا لنقوم ونشعل شمعة،
فلماذا لا نتعاون جميعاً ونطير بالشبكة , ولا يكن نفس إحداكن أهم عندها من الأخرى !
فقلن لها: والي أين نطير بالشبكة ؟
قالت: إن لي فأراً صديقاً لي بمكان كذا, نذهب إليه ليساعدنا في التخلص من الأسر.
وبالفعل طرن بالشبكة, وذهبن إلي الفأر صديق المطوقة
فلما رآهن الفأر قال للمطوقة: إنك أعقل من أن تقعين في هذا الخطأ،
فالعاقل لا يقع في الأسر وإن وضعت له شباك من حريراً
فقالت له : ألا تعلم – يا صديقي – أن الخير والشر مقدران علي الإنسان وأن المرء في حياته , يمر بمحن وشدائد , كما يمر بسعادات ومسرات
فقال لها : صدقت , ثم بدأ في قرض الشبكة من ناحيتها , فقالت له : لا, بل فابدأ بصويحباتي ,
فقال لها : وهذا مما زادني رغبة في صداقتك وبالفعل تخلصن جميعاً من الأسر.
هذه القصة علي رغم بساطتها,
إلا أن عمقها يعطي الإنسان دروساً كثيرة من أهمها :
1-أن الإنسان لا بد له من أن يمر بتجارب قاسية في حياته , ولكن العاقل هو الذي يتعلم من تلك التجارب , فيقوي عوده , ويصبح أكثر تحملاً وجلداً.
ولقد شاهدت الحداد وهو يحمي النار علي حديده , ويطرق عليه طرقاً عنيفاً , فعرفت أن الحديد لا يزداد صلابة إلا بهذا الطرق ,
وكذلك الإنسان العاقل المؤمن , كلما مر بشدة خرج منها أصلب عوداً وأقوي نفساً
ولنا في أنبياء الله – تعالي – والصالحين من عباده , أسوة وقدرة حسنة , فلم تقو عزائمهم إلا بما لاقوه من أذي , وما واجهوه من مصاعب ومتاعب ,
وإن من يطلب العلا دونما سبب ولا تعب , لم يرجع بغير الحسرة والندم
والإنسان الذي يظن الحياة – كلها – سعادات عند أول مشكلة تواجهه يسقط , و لا يستطيع أن يتحمل .
قال تعالى على لسان يعقوب عليه السلام :
" يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" (87) سورة يوسف .
2-عدم الأنانية وحب الذات
فالأناني يضر نفسه قبل أن يضر غيره قال الله تعالي في مدح المؤمنون:
"وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (9) سورة الحشر .
فالمؤمن رجل معطاء لا يبخل بما عنده, بل يجود لإخوانه بالنفس والنفيس,
فلنتعود علي مواجهة مصاعب الحياة بنفس قوية, وقلب شجاع ولا نستسلم لليأس,
فاليأس يميت صاحبه, حتى لو ظل جسره موجوداً بين الأحياء .
فكن كأطيب الثمر الذي يرمي بالحجر ,
وكن كالحديد الذي يزداد صلابة بالطرق .
[/size][/size]إن من الخطأ أن يستسلم المرء لدواعي الفشل ,
فبدل أن نظل نعلن الظلام , هيا لنقوم ونشعل شمعة،
فلماذا لا نتعاون جميعاً ونطير بالشبكة , ولا يكن نفس إحداكن أهم عندها من الأخرى !
فقلن لها: والي أين نطير بالشبكة ؟
قالت: إن لي فأراً صديقاً لي بمكان كذا, نذهب إليه ليساعدنا في التخلص من الأسر.
وبالفعل طرن بالشبكة, وذهبن إلي الفأر صديق المطوقة
فلما رآهن الفأر قال للمطوقة: إنك أعقل من أن تقعين في هذا الخطأ،
فالعاقل لا يقع في الأسر وإن وضعت له شباك من حريراً
فقالت له : ألا تعلم – يا صديقي – أن الخير والشر مقدران علي الإنسان وأن المرء في حياته , يمر بمحن وشدائد , كما يمر بسعادات ومسرات
فقال لها : صدقت , ثم بدأ في قرض الشبكة من ناحيتها , فقالت له : لا, بل فابدأ بصويحباتي ,
فقال لها : وهذا مما زادني رغبة في صداقتك وبالفعل تخلصن جميعاً من الأسر.
هذه القصة علي رغم بساطتها,
إلا أن عمقها يعطي الإنسان دروساً كثيرة من أهمها :
1-أن الإنسان لا بد له من أن يمر بتجارب قاسية في حياته , ولكن العاقل هو الذي يتعلم من تلك التجارب , فيقوي عوده , ويصبح أكثر تحملاً وجلداً.
ولقد شاهدت الحداد وهو يحمي النار علي حديده , ويطرق عليه طرقاً عنيفاً , فعرفت أن الحديد لا يزداد صلابة إلا بهذا الطرق ,
وكذلك الإنسان العاقل المؤمن , كلما مر بشدة خرج منها أصلب عوداً وأقوي نفساً
ولنا في أنبياء الله – تعالي – والصالحين من عباده , أسوة وقدرة حسنة , فلم تقو عزائمهم إلا بما لاقوه من أذي , وما واجهوه من مصاعب ومتاعب ,
وإن من يطلب العلا دونما سبب ولا تعب , لم يرجع بغير الحسرة والندم
والإنسان الذي يظن الحياة – كلها – سعادات عند أول مشكلة تواجهه يسقط , و لا يستطيع أن يتحمل .
قال تعالى على لسان يعقوب عليه السلام :
" يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" (87) سورة يوسف .
2-عدم الأنانية وحب الذات
فالأناني يضر نفسه قبل أن يضر غيره قال الله تعالي في مدح المؤمنون:
"وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (9) سورة الحشر .
فالمؤمن رجل معطاء لا يبخل بما عنده, بل يجود لإخوانه بالنفس والنفيس,
فلنتعود علي مواجهة مصاعب الحياة بنفس قوية, وقلب شجاع ولا نستسلم لليأس,
فاليأس يميت صاحبه, حتى لو ظل جسره موجوداً بين الأحياء .
فكن كأطيب الثمر الذي يرمي بالحجر ,
وكن كالحديد الذي يزداد صلابة بالطرق .