عليك بتقوى الله إن كنت غافلا.. بأتيك بالأرزاق من
حيث لا تدري
فكيف تخاف الفقر و الله رازقا.. فقد الطير و الحوت
في البحر
و من ظن أن الرزق يأتي بقوة .. ما أكل العصفور شيئا
مع النسر
تزول عن الدنيا فانك لا تدري.. إذا جن عليك الليل هل
تعيش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة.. و كم من سقيم عاش حينا
من الدهر
و كم من فتى أمسى و أصبح ضاحك.. و أكفانه في الغيب
تنسج و هو لا يدري
فمن عاش ألف و ألفين.. فلا بد من يوم يسير الى القبر
بسم الله الرحمن الرحيم
عن النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث القدسي قال,
◄يا ابن ادم لا تخافن من ذي سلطان ما دام سلطاني باقيا و سلطاني لا ينفذ
أبدا ""
►"يا ابن ادم .. لا تطلب غيري و أنا لكفان طلبتني و حدتني و إن فتني فتك و
فاتك الخير كله"
►يا ابن ادم .. خلقتك للعبادة فلا تلعب و قسمت لك رزقك فلا تلعب, فان أنت
رضيت بما قسمت لك أرحت قلبك و بدنك و كنت عندي محمودا, و إن أنت لم ترض بما
قسمت لك , فوعزتي و حلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في
البرية. ثم لا يكون لك منها الا ما قسمت لك و كنت عندي مذموما "
"♠♠ يا ابن ادم .. خلقت السماوات السبع و الأراضين السبع و لم أعي بخلقهن,
أيعيني رغيف عيش أسوقه لك بلا تعب ؟"
"يا ابن ادم .. أني لم أنسى من عصياني فكيف من أطاعني و أنا رب رحيم و على
كل شيء قدير".
يا ابن ادم.. لا تسألني رزق غد كما أطالبك بعمل غد"
"يا ابن ادم.. أنا لك محب فبحب فبحقي عليك كن لي محبا "
ما هو
الرزق ؟
الرزق هو ما ينتفع به الإنسان
سواء أكان حلالا أم حراما ’ طيبا, أم خبيثا ’ فكل ما تنتفع به هو الرزق, و
كل ما لا تنتفع به- و إن كنت تملكه- ليس رزقا لك بل هو رزق غيرك, و هناك
فرق بين الكسب و الرزق, و بين العمل و الرزق . فلا يمكن أن تقول أن ما
يكسبه الإنسان يمثل رزقه , و لا أن تقول إن عمله يمثل رزقه, فما يكسبه
الإنسان فيه رزقه و رزق زوجته و رزق أولاده, و رزق آخرين لا يعلمهم, و كل
واحد منهم يصل إليه رزقه تماما دون أن ينقص شيئا
.و هنا يطرح
السؤال .. كيف يصل الرزق إلى الإنسان ؟
لا أحد يعرف مكان الرزق, فقد يذهب بحثا عنه إلى أكثر
من مكان فلا يحصل على شيء و لا يصل إلى شيء, و لكن الرزق يعرف مكان صاحبه.
ذلك لأنه مقدر من السماء و حتما سيصل إليه . فان كانت لك قوة و حركة في
الحياة, فما عليك إلا السعي أخذا بالأسباب, و إن لم تكن لك فسيأتيك الرزق
بلا أسباب..
قال تعالى .'و في السماء رزقكم و ما توعدون فورب
السماء و الأرض انه لحق مثل ما أنكم تنطقون' (سورة الذريات) .
و قال تعالى ' و يرزقه من حيث لا يحتسب'(سورة
الطلاق,الآية 3)
الرزق يمكن أن يكون رزقا حلالا أو رزقا حراما. قال
تعالى(كلوا من طيبات ما رزقناكم) (آية 57 البقرة)
إذا كان
الرزق مقدرا و معلوما, و كل إنسان لا يأخذ إلا رزقه,
فكيف يندرج الرزق الحرام إلى المقدر المعلوم ؟
إن الله سبحانه و تعالى قدر رزق الإنسان, فإذا امن
الإنسان بذلك , فلن تمتد يده إلى الحرام أبدا لأنه ما دام هذا رزقه فلابد
يأتيه, و ما عليه إلا أن يصبر , و إذا مرت به شدة أو أية ظروف أخرى تستدعي
التحمل فعليه أن يتمسك بالإيمان . لأن من مداخل الشيطان أن يدخل الرعب إلى
قلب الإنسان و أسهل طريق يدخل من إلى القلب هو الرزق . انه يأتي و يوسوس
للإنسان '... لا تعرض نفسك و أولادك للفقر و الطرد...' فيختلس.
و علينا أن نعلم أن هناك رزق و هناك كسب و هناك عمل,
و كل منها يختلف عن الآخر , و إن سبحانه و تعالى أقسم على أن الرزق من
السماء و أنه بيده وحده, ذلك حتى لا نخشى إلا الله و لا نطيع عاصيا, أو
طاغيا , أو ننصر ظالما خوفا على رزقنا.
قال الرسول صلى الله عليه و سلم .. 'يقول ابن ادم
مالي.. مالي... و هل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت, أو لبست فأبليت, أو
تصدقت فأمضيت'. هذه الأوجه الثلاثة التي حددها رسول الله صلى الله عليه و
سلم في الحديث الشريف هي أبواب الرزق بالنسبة للإنسان, فالإنسان ليس له من
ماله إلا هذه الأوجه الثلاثة ثم بعد ذلك ما يملكه ليس رزقه و لا ماله. و
إنما هو مكلف دون أن يدري بمهمة توصيل أقدار الله لبعض خلق الله .
قال صلى الله عليه و سلم ..' لا حيلة في الرزق و لا
شفاعة في الموت '
هل الرزق يزيد و ينقص ؟
هناك عوامل جعلها الله سبحانه و تعالى لحفظ الرزق و
زيادته و ليس معنى ذلك أنه إذا فعلنا ذلك فلا بد أن يكثر الرزق .. لا..
1) أول هذه العوامل هي الرضا بقضاء الله و الشكر على
القضاء و الله سبحانه و تعالى يجازي من رضي بقضائه بأن يزيد من نعمه و
رزقه.
قال تعالى .'. لئن شكرتم لأزيدنكم'(آية 7 إبراهيم)
و في المقابل عدم الرضا يبدل الحال إلى أسوأ و أشد
قال تعالى في سورة سبأ '. لقد كان لسبأ في مساكنهم آية جنتان عن يمين و
شمال كلوا من رزق ربكم. و اشكروا له بلدة طيبة و رب غفور. فأعرضوا فأرسلنا
عليهم سيل العرى و بدلناهم بجنتيهم ذواتى أكل خمط وائل و شيء من سدر قليل ,
ذلك جازيناهم بما كفروا و هل نجزي إلا الكفور '.
(آية 15-16-17, سبأ)
إذا كان ذلك حال سبأ أعطاهم الله رزقا و فيرى جنات
عن يمين و جنات عن شمال مملوءة بالخيرات ليأكلوا منها حيث شاءوا. فقابلوا
الرزق بالكفر و الجحود و أعرضوا عن نعمة الله و عن شكر المنعم, فالكفر
بالنعمة يزيلها و الكفر بالرزق يذهبه.
2) ثم من العوامل أيضا بأذنيه حق الفقير و المسكين,
فللزكاة و الصدقة يطهران المال و يمنيانه و لا ينقصانه, بينما أكل الربا و
استغلال حاجة الفقير يمحق المال و يذهب به تماما, كما أن أكل حقوق الناس
يذهب الرزق.
3) و من العوامل أيضا تقوى الله سبحانه و تعالى و
الخوف منه منه و صلة الرحم. قال صلى الله عليه و سلم ' من أحب أن يبسط له
في رزقه, و ينسأ له في أثره فليصل رحمه ' (ينسأ> يؤخر في أجله)
’ )4) من دواعي الزيادة في الرزق الاستغفار قال
تعالى,,'فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا, يرسل السماء عليكم مدرارا, و
يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا '(اية 10-11-12
نوح)
و في الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم ' يرزق من يشاء بغير حساب'
فهناك من يقول لماذا العمل إذن ؟
غير صحيح لأنه ليس من تعاليم الإسلام , و لأن رسول
الله صلى الله عليه و سلم "من أمسى كالا من عمل يده بات مغفورا له " و هذا
عمر بن الخطاب رضي الله عنه و هو من أعرف الناس بالإسلام يقول مخاطبا جماعة
المسلمين ( لا يقعدن أحدكم عن طاب الرزق و يقول اللهم ارزقني و قد علم أن
السماء لا تمطر ذهبا و لا فضة )
فقوله تعالى ' يرزق من يشاء بغير حساب' إنها في
الحقيقة لتطمئن خلق الله في كون الله حتى لا يحس إنسان إذا منعت عنه أسباب
الرزق, أو أصابته كارثة أنه قد ضاع و انتهى كم يحدث في العالم المادي
إن الله سبحانه و تعالى يريد أن يؤمن كل إنسان أن له
ربا , إن توقفت الأسباب سيعطيه و يعطيه بغير حساب, و إلا ماذا يكون موقف
ذلك العاجز الذي جاء إلى الدنيا و هو يفتقد أسباب القدرة على الرزق, انه لا
يقدر على الحركة و لا السعي من اجل رزقه , ماذا يمكن أن يفعل ؟
الله تبارك و تعالى برحمته بقول له لا تنزعج 'إن
الله يرزق من يشاء بغير حساب '
لقد فرضت على القادر على الحركة أن يعمل لما يتسع
لحاجته و حاجتك , و امرأته بالزكاة و الصدقة ليعطيك == إذن فهذا القادر
سخره الله تبارك و تعالى لرزق غير قادر , و جعله يسعى له و يعمل من أجله 9
المرجع== كتاب الرزق للشيخ متولي الشعراوي
حيث لا تدري
فكيف تخاف الفقر و الله رازقا.. فقد الطير و الحوت
في البحر
و من ظن أن الرزق يأتي بقوة .. ما أكل العصفور شيئا
مع النسر
تزول عن الدنيا فانك لا تدري.. إذا جن عليك الليل هل
تعيش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة.. و كم من سقيم عاش حينا
من الدهر
و كم من فتى أمسى و أصبح ضاحك.. و أكفانه في الغيب
تنسج و هو لا يدري
فمن عاش ألف و ألفين.. فلا بد من يوم يسير الى القبر
بسم الله الرحمن الرحيم
عن النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث القدسي قال,
◄يا ابن ادم لا تخافن من ذي سلطان ما دام سلطاني باقيا و سلطاني لا ينفذ
أبدا ""
►"يا ابن ادم .. لا تطلب غيري و أنا لكفان طلبتني و حدتني و إن فتني فتك و
فاتك الخير كله"
►يا ابن ادم .. خلقتك للعبادة فلا تلعب و قسمت لك رزقك فلا تلعب, فان أنت
رضيت بما قسمت لك أرحت قلبك و بدنك و كنت عندي محمودا, و إن أنت لم ترض بما
قسمت لك , فوعزتي و حلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في
البرية. ثم لا يكون لك منها الا ما قسمت لك و كنت عندي مذموما "
"♠♠ يا ابن ادم .. خلقت السماوات السبع و الأراضين السبع و لم أعي بخلقهن,
أيعيني رغيف عيش أسوقه لك بلا تعب ؟"
"يا ابن ادم .. أني لم أنسى من عصياني فكيف من أطاعني و أنا رب رحيم و على
كل شيء قدير".
يا ابن ادم.. لا تسألني رزق غد كما أطالبك بعمل غد"
"يا ابن ادم.. أنا لك محب فبحب فبحقي عليك كن لي محبا "
ما هو
الرزق ؟
الرزق هو ما ينتفع به الإنسان
سواء أكان حلالا أم حراما ’ طيبا, أم خبيثا ’ فكل ما تنتفع به هو الرزق, و
كل ما لا تنتفع به- و إن كنت تملكه- ليس رزقا لك بل هو رزق غيرك, و هناك
فرق بين الكسب و الرزق, و بين العمل و الرزق . فلا يمكن أن تقول أن ما
يكسبه الإنسان يمثل رزقه , و لا أن تقول إن عمله يمثل رزقه, فما يكسبه
الإنسان فيه رزقه و رزق زوجته و رزق أولاده, و رزق آخرين لا يعلمهم, و كل
واحد منهم يصل إليه رزقه تماما دون أن ينقص شيئا
.و هنا يطرح
السؤال .. كيف يصل الرزق إلى الإنسان ؟
لا أحد يعرف مكان الرزق, فقد يذهب بحثا عنه إلى أكثر
من مكان فلا يحصل على شيء و لا يصل إلى شيء, و لكن الرزق يعرف مكان صاحبه.
ذلك لأنه مقدر من السماء و حتما سيصل إليه . فان كانت لك قوة و حركة في
الحياة, فما عليك إلا السعي أخذا بالأسباب, و إن لم تكن لك فسيأتيك الرزق
بلا أسباب..
قال تعالى .'و في السماء رزقكم و ما توعدون فورب
السماء و الأرض انه لحق مثل ما أنكم تنطقون' (سورة الذريات) .
و قال تعالى ' و يرزقه من حيث لا يحتسب'(سورة
الطلاق,الآية 3)
الرزق يمكن أن يكون رزقا حلالا أو رزقا حراما. قال
تعالى(كلوا من طيبات ما رزقناكم) (آية 57 البقرة)
إذا كان
الرزق مقدرا و معلوما, و كل إنسان لا يأخذ إلا رزقه,
فكيف يندرج الرزق الحرام إلى المقدر المعلوم ؟
إن الله سبحانه و تعالى قدر رزق الإنسان, فإذا امن
الإنسان بذلك , فلن تمتد يده إلى الحرام أبدا لأنه ما دام هذا رزقه فلابد
يأتيه, و ما عليه إلا أن يصبر , و إذا مرت به شدة أو أية ظروف أخرى تستدعي
التحمل فعليه أن يتمسك بالإيمان . لأن من مداخل الشيطان أن يدخل الرعب إلى
قلب الإنسان و أسهل طريق يدخل من إلى القلب هو الرزق . انه يأتي و يوسوس
للإنسان '... لا تعرض نفسك و أولادك للفقر و الطرد...' فيختلس.
و علينا أن نعلم أن هناك رزق و هناك كسب و هناك عمل,
و كل منها يختلف عن الآخر , و إن سبحانه و تعالى أقسم على أن الرزق من
السماء و أنه بيده وحده, ذلك حتى لا نخشى إلا الله و لا نطيع عاصيا, أو
طاغيا , أو ننصر ظالما خوفا على رزقنا.
قال الرسول صلى الله عليه و سلم .. 'يقول ابن ادم
مالي.. مالي... و هل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت, أو لبست فأبليت, أو
تصدقت فأمضيت'. هذه الأوجه الثلاثة التي حددها رسول الله صلى الله عليه و
سلم في الحديث الشريف هي أبواب الرزق بالنسبة للإنسان, فالإنسان ليس له من
ماله إلا هذه الأوجه الثلاثة ثم بعد ذلك ما يملكه ليس رزقه و لا ماله. و
إنما هو مكلف دون أن يدري بمهمة توصيل أقدار الله لبعض خلق الله .
قال صلى الله عليه و سلم ..' لا حيلة في الرزق و لا
شفاعة في الموت '
هل الرزق يزيد و ينقص ؟
هناك عوامل جعلها الله سبحانه و تعالى لحفظ الرزق و
زيادته و ليس معنى ذلك أنه إذا فعلنا ذلك فلا بد أن يكثر الرزق .. لا..
1) أول هذه العوامل هي الرضا بقضاء الله و الشكر على
القضاء و الله سبحانه و تعالى يجازي من رضي بقضائه بأن يزيد من نعمه و
رزقه.
قال تعالى .'. لئن شكرتم لأزيدنكم'(آية 7 إبراهيم)
و في المقابل عدم الرضا يبدل الحال إلى أسوأ و أشد
قال تعالى في سورة سبأ '. لقد كان لسبأ في مساكنهم آية جنتان عن يمين و
شمال كلوا من رزق ربكم. و اشكروا له بلدة طيبة و رب غفور. فأعرضوا فأرسلنا
عليهم سيل العرى و بدلناهم بجنتيهم ذواتى أكل خمط وائل و شيء من سدر قليل ,
ذلك جازيناهم بما كفروا و هل نجزي إلا الكفور '.
(آية 15-16-17, سبأ)
إذا كان ذلك حال سبأ أعطاهم الله رزقا و فيرى جنات
عن يمين و جنات عن شمال مملوءة بالخيرات ليأكلوا منها حيث شاءوا. فقابلوا
الرزق بالكفر و الجحود و أعرضوا عن نعمة الله و عن شكر المنعم, فالكفر
بالنعمة يزيلها و الكفر بالرزق يذهبه.
2) ثم من العوامل أيضا بأذنيه حق الفقير و المسكين,
فللزكاة و الصدقة يطهران المال و يمنيانه و لا ينقصانه, بينما أكل الربا و
استغلال حاجة الفقير يمحق المال و يذهب به تماما, كما أن أكل حقوق الناس
يذهب الرزق.
3) و من العوامل أيضا تقوى الله سبحانه و تعالى و
الخوف منه منه و صلة الرحم. قال صلى الله عليه و سلم ' من أحب أن يبسط له
في رزقه, و ينسأ له في أثره فليصل رحمه ' (ينسأ> يؤخر في أجله)
’ )4) من دواعي الزيادة في الرزق الاستغفار قال
تعالى,,'فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا, يرسل السماء عليكم مدرارا, و
يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا '(اية 10-11-12
نوح)
و في الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم ' يرزق من يشاء بغير حساب'
فهناك من يقول لماذا العمل إذن ؟
غير صحيح لأنه ليس من تعاليم الإسلام , و لأن رسول
الله صلى الله عليه و سلم "من أمسى كالا من عمل يده بات مغفورا له " و هذا
عمر بن الخطاب رضي الله عنه و هو من أعرف الناس بالإسلام يقول مخاطبا جماعة
المسلمين ( لا يقعدن أحدكم عن طاب الرزق و يقول اللهم ارزقني و قد علم أن
السماء لا تمطر ذهبا و لا فضة )
فقوله تعالى ' يرزق من يشاء بغير حساب' إنها في
الحقيقة لتطمئن خلق الله في كون الله حتى لا يحس إنسان إذا منعت عنه أسباب
الرزق, أو أصابته كارثة أنه قد ضاع و انتهى كم يحدث في العالم المادي
إن الله سبحانه و تعالى يريد أن يؤمن كل إنسان أن له
ربا , إن توقفت الأسباب سيعطيه و يعطيه بغير حساب, و إلا ماذا يكون موقف
ذلك العاجز الذي جاء إلى الدنيا و هو يفتقد أسباب القدرة على الرزق, انه لا
يقدر على الحركة و لا السعي من اجل رزقه , ماذا يمكن أن يفعل ؟
الله تبارك و تعالى برحمته بقول له لا تنزعج 'إن
الله يرزق من يشاء بغير حساب '
لقد فرضت على القادر على الحركة أن يعمل لما يتسع
لحاجته و حاجتك , و امرأته بالزكاة و الصدقة ليعطيك == إذن فهذا القادر
سخره الله تبارك و تعالى لرزق غير قادر , و جعله يسعى له و يعمل من أجله 9
المرجع== كتاب الرزق للشيخ متولي الشعراوي