جلست ترتشف فنجان قهوتها
الصباحي الذي اعتادت أن تشربه يومياً في هذا الركن المفضل لديها من الشرفة
وأخذت تتابع المارة في الشارع بشرود..ومع كل رشفة كانت تشرد أكثر حتى كاد
الفنجان يقع من يدها لولا أن لفت إنتباهها صوت جرس الباب..ذهبت لترى من
بالباب فوجدت جريده تستلقي على الأرض فعرفت انه بائع الجرائد ألقى
بالجريده وذهب كما هو معتاد أن يفعل كل يوم.
كان صوت الجرس هو الأنيس الوحيد لها منذ سنين طويلة فهي تعيش بمفردها في
هذه الشقه التي ورثتها عن أمها..رجعت إلى الشرفة وعادت إلى شرودها مرة
أخرى.لا تدري لماذا فاجأتها الذكريات وداهمتها الأحزان وأخذت تتابع على
مخيلتها أحداث حياتها ومما أثار بها الشجون أكثر ذلك المشهد الذي رأته..أم
تعبر الشارع وبيدها طفل صغير جميل الملامح نظر إليها وإبتسم فإبتسمت هي
بدورها ولاحت له بيدها ثم غاب عن نظرها.
تذكرت تلك الوعود التي وعدها بها تلك الأحلام التي حلموا بها سوياً..تلك
الأماني التي كان يمنيها بها ويؤكد لها أن مهما كان القدر قاسياً عليها
سيكون هو لمسة الحنان الدافئة التي تزيل همومها ودموعها..ولن يتركها أبداً
فهي روحه التي يعيش بها ومن دونها يموت هكذا كان يقول لها.
تذكرت كم كانت فرحته عندما عرف أنها حامل وسيكون له طفل"منها" ..وكم كانت فرحتها حين علمت أنها تحمل جزء "منه" في رحمها..
ولكن عندما حانت كلمة القدر لم يستطع هو أن يفي بوعده لها فقد كان طريح
الفراش لا يقوى حتى على ضمها أو تقبيلها على جبينها كما تعود..وكانت هي
تعتصر ألماً لحالته التي كانت تتدهور يوماً بعد يوم.ظل طريح الفراش لمدة
ليست بكبيرة بسبب مرض قالوا أنه مرض نادر جداً ولأن الله أمر فقد نفذ فيه
أمره وأصابه هذا المرض.
وجاء موعد الإحتضار..الموعد الذي لم يتخيلا يوماً انهما سوف يتواعدا فيه !
..أمسك بيدها وقال : سامحيني لم أستطع ان أفي بوعدي لكي..لكنني سوف أفي به
عندما نتقابل ثانية فإدع الله أن يجمعنا في جنته..ثم قبّل يديها في حنان
وأغمض عينيه في سكينة وصعدت روحه إلى بارئها!
لم تتحمل الصدمة وأصيبت بإنهيار عصبي شديد فقدت بسببه جنينها الذي لم
يتجاوز عمره الثلاثة أشهر! وأصبحت الصدمة صدمتين ولكنها عاهدت نفسها أن
تعيش على ذكرى زوجها وإبنها الذي لم تره قط.
أفاقت من غفوتها المؤلمة وتنهدت بعمق .. فشعرت بوخز شديد في قلبها ..كانت
تعاني من إضرابات في القلب فقد تجاوز عمرها الخمسين ونصحها الطبيب بعدم
شرب القهوة بشكل يومي وكثير
أحست بشيء غريب بداخلها..تشعر به للمرة الأولى... تشعر وكأنها تحتضر
فتبسمت ودعت الله أن يجمعها بزوجها في الجنة كما قال لها وأحست لأول مرة
بعد وفاته بالأمان والطمأنينة..ثم اغمضت عينيها دون حتى ان تشعر بهما!.
الصباحي الذي اعتادت أن تشربه يومياً في هذا الركن المفضل لديها من الشرفة
وأخذت تتابع المارة في الشارع بشرود..ومع كل رشفة كانت تشرد أكثر حتى كاد
الفنجان يقع من يدها لولا أن لفت إنتباهها صوت جرس الباب..ذهبت لترى من
بالباب فوجدت جريده تستلقي على الأرض فعرفت انه بائع الجرائد ألقى
بالجريده وذهب كما هو معتاد أن يفعل كل يوم.
كان صوت الجرس هو الأنيس الوحيد لها منذ سنين طويلة فهي تعيش بمفردها في
هذه الشقه التي ورثتها عن أمها..رجعت إلى الشرفة وعادت إلى شرودها مرة
أخرى.لا تدري لماذا فاجأتها الذكريات وداهمتها الأحزان وأخذت تتابع على
مخيلتها أحداث حياتها ومما أثار بها الشجون أكثر ذلك المشهد الذي رأته..أم
تعبر الشارع وبيدها طفل صغير جميل الملامح نظر إليها وإبتسم فإبتسمت هي
بدورها ولاحت له بيدها ثم غاب عن نظرها.
تذكرت تلك الوعود التي وعدها بها تلك الأحلام التي حلموا بها سوياً..تلك
الأماني التي كان يمنيها بها ويؤكد لها أن مهما كان القدر قاسياً عليها
سيكون هو لمسة الحنان الدافئة التي تزيل همومها ودموعها..ولن يتركها أبداً
فهي روحه التي يعيش بها ومن دونها يموت هكذا كان يقول لها.
تذكرت كم كانت فرحته عندما عرف أنها حامل وسيكون له طفل"منها" ..وكم كانت فرحتها حين علمت أنها تحمل جزء "منه" في رحمها..
ولكن عندما حانت كلمة القدر لم يستطع هو أن يفي بوعده لها فقد كان طريح
الفراش لا يقوى حتى على ضمها أو تقبيلها على جبينها كما تعود..وكانت هي
تعتصر ألماً لحالته التي كانت تتدهور يوماً بعد يوم.ظل طريح الفراش لمدة
ليست بكبيرة بسبب مرض قالوا أنه مرض نادر جداً ولأن الله أمر فقد نفذ فيه
أمره وأصابه هذا المرض.
وجاء موعد الإحتضار..الموعد الذي لم يتخيلا يوماً انهما سوف يتواعدا فيه !
..أمسك بيدها وقال : سامحيني لم أستطع ان أفي بوعدي لكي..لكنني سوف أفي به
عندما نتقابل ثانية فإدع الله أن يجمعنا في جنته..ثم قبّل يديها في حنان
وأغمض عينيه في سكينة وصعدت روحه إلى بارئها!
لم تتحمل الصدمة وأصيبت بإنهيار عصبي شديد فقدت بسببه جنينها الذي لم
يتجاوز عمره الثلاثة أشهر! وأصبحت الصدمة صدمتين ولكنها عاهدت نفسها أن
تعيش على ذكرى زوجها وإبنها الذي لم تره قط.
أفاقت من غفوتها المؤلمة وتنهدت بعمق .. فشعرت بوخز شديد في قلبها ..كانت
تعاني من إضرابات في القلب فقد تجاوز عمرها الخمسين ونصحها الطبيب بعدم
شرب القهوة بشكل يومي وكثير
أحست بشيء غريب بداخلها..تشعر به للمرة الأولى... تشعر وكأنها تحتضر
فتبسمت ودعت الله أن يجمعها بزوجها في الجنة كما قال لها وأحست لأول مرة
بعد وفاته بالأمان والطمأنينة..ثم اغمضت عينيها دون حتى ان تشعر بهما!.