نعرض لكم هنا الأحاديث الشريفة التى تتناول تلك المعجزة وأحدائها
وندعو الله أن ينفعنا بها وإياكم
قدم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - معراج جميل والمعراج " سلم " لم تر الخلائق مثله , فصعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومعه جبريل فوق المعراج حتى بلغا السماء الأولى , وهي سماء الدنيا , وطلب جبريل من ملائكة هذه السماء أن يفتحوا له أبوابها , فناداه مناد : من أنت ؟ فقال : أنا جبريل . قال المنادي : ومن معك ؟ قال جبريل : معي محمد . قال : أوقد بعث محمد ؟ قال جبريل : نعم .
وفتح له , فتحت لهما السماء والدنيا , ونظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا رجل تام الخلقة عن يمينه أسودة ( أرواح ) , وعن يساره أسودة . فإذا نظر إلى التي عن يمينه تبسم , وقال : روح طيبة اجعلوها في عليين فيفتح باب ويخرج منه ريح طيبة , فتدخل فيه , وإذا نظر إلى التي على يساره حزن وقطّب جبينه وقال : روح خبيثة اجعلوها في سجيّن , فيفتح باب ويخرج منه ريح خبيثة , فتدخل فيه.
سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذا الشخص التام الخلق وعن هذه الأسودة , وعن هذين البابين فقال جبريل عليه السلام :
أما الشخص التام الخلقة فهو أبوك آدم .
وأما هذه الأسودة عن يمينه وعن يساره فهي أرواح بنيه ؛ أهل يمينه هم أهل الجنة, وأهل شماله هم أهل النار, فإذا نظر إلى أهل الجنة تبسم وإذا نظر إلى أهل النار حزن وابتأس .
وأما البابان فالباب الذي إلى اليمين باب الجنة , والباب الذي إلى اليسار باب جهنّم.
رحّب آدم بمحمد صلى الله عليه وسلم وقال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح.
فردّ رسول الله صلى الله عليه وسلم التحية بأحسن منها.
ومضى إلى مشهد آخر من مشاهد المعراج . التي تعدّ درسا من دروس الدعوة العظيمة وقدوة حميدة للناس أجمعين.
نظر الرسول - صلى الله عليه وسلم - فرأى موائد كثيرة , عليها لحم مشرّح جيّد ولا يقربها أحد , وموائد أخرى عليها لحم نتن كريه الرائحة وحول هذا اللحم النتنة أناس يتنافسون على الأكل منها ويتركون اللحم المشرّح الجيّد , فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" ومن هؤلاء يا جبريل " ؟
قال جبريل : هذا حال ناس من أمتك يتركون الحلال الطيّب فلا يطعمونه , ويأتون الحرام الخبيث فيأكلونه !!.
ثم مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فوجد ناسا شفاههم كمشافر الإبل , فيأتي من يفتح أفواههم , فيلقي فيها قطعا من اللحم الخبيث , فيضجون منها إلى الله لأنها تصير نارا في أمعائهم فلا يجيرهم أحد حتى تخرج من أسفلهم فقال عليه الصلاة والسلام : " من هؤلاء يا جبريل " ؟
قال جبريل: هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى بالباطل ظلما , إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا.
رأى الرسول - صلى الله عليه وسلم - طريقا ممتدا إلى النار يمر فيه آل فرعون , فيعرضون على النار غدوّا وعشيّا , وأثناء مرورهم يجدون على الطريق أقواما بطونهم منتفخة مثل البيوت , كلما نهض أحدهم سقط يقول : اللهم أخر يوم القيامة , اللهم لا تقم الساعة فيطؤهم آل فرعون بأقدامهم , فقال عليه السلام :" من هؤلاء يا جبريل " ؟
قال جبريل: هؤلاء هم الذين يتعاملون بالربا من أمتك .{ولا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس }.
مضى الرسول فرأى أقواما يقطع اللحم من جنوبهم ثم يقال لكل منهم :
كل من هذا اللحم كما كنت تأكل لحم أخيك ميتا .
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " من هؤلاء يل جبريل " ؟
قال جبريل : هؤلاء هم الذين يغتابون الناس من أمتك , كان كل منهم يأكل لحم أخيه ميتا.
المشهد السابعومضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد أقواما تضرب رؤؤسهم بالصخر كلما ضربت تحطمت , وكلما تحطمت عادت كما كانت فترضخ من جديد بالصخر فتتحطم.. وهكذا ,
فقال عليه الصلاة والسلام : " من هؤلاء يا جبريل " ؟
قال جبريل عليه السلام : هؤلاء من أمتك هم الذين تتثاقل رؤؤسهم عن الصلاة المكتوبة.
ومضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد أقواما يسترون عوراتهم من الأمام والخلف برقاع وهم يسرحون كما تسرح الإبل. يأكلون الضريع والزقزم ورضف جهنم وحجارتها ؛
فقال عليه السلام : " من هؤلاء يا جبريل " ؟
قال جبريل عليه السلام : هؤلاء هم الذين لا يؤدون صدقات أموالهم ,
وما ظلمهم الله تعالى شيئا, وما الله بظلام للعبيد .
في هذا المشهد يرى رسول الله على رجلا قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها وهو يزيد عليها , وذلك دليل على كثرة الذنوب التي ارتكبها والمعاصي التي اقترفها , ومع ذلك فهو يزيد منها ويثقل على نفسه بالذنوب فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما هذا يا جبريل " ؟
قال جبريل : هذا الرجل من أمتك تكون عليه أمانات الناس , لا يقدر على أدائها وهو يزيد عليها أمانات أخرى , وقد دعا الإسلام إلى ردّ الأمانات.
في هذا المشهد الذي لو تخيّلناه لكان مرعبا بحق , ولكنه يعبر بصدق عن دور اللسان في حياة المؤمن , فقد مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أقوام تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد , كلما قرضت عادت كما كانت لا يفر عنهم من ذلك شيء وهذا جزاء من يتكلم بالشر, ويخوض فيه بين الناس فلما رأى رسول الله ذلك قال لجبريل : " ما هذا يا جبريل " ؟
قال جبريل: هؤلاء خطباء الفتنة.
هذا المشهد يثير في نفوسنا الراحة ويبعث فيها الاطمئنان والسكينة, فقد مرّ الرسول على أقوام يحصدون في يوم؛ كلما حصدوا عاد كما كان . وكثرة الحصاد والمحصول على هذا الوجه رمز لجزاء الله سبحانه الذي لا يتناهى , فلما رآهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك سأل جبريل : " ما هذا يا جبريل " ؟
قال جبريل: هؤلاء هم المجاهدون في سبيل الله, تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف.
ولذلك يشبه الله العمل الصالح في الآية:{ كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء}.
..هذا مشهد من مشاهد الجنة الت يوعد بها المتقون والصالحون, فقد أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على واد فسيح , فهبت عليه منه ريح باردة طيبة , ورائحة مسك أزكى من مسك الأرض , وسمع من جهته صوتا , فقال عليه السلام : " يا جبريل.. ما هذه الريح الطيبة الباردة ؟ وما هذا المسك ؟. وما هذا الصوت ؟ ".
قال جبريل : هذا صوت الجنة تقول : رب ائتني بما وعدتني , فقد كثرت غرفي, واستبرقي , وحريري , وسندسي , ولؤلؤي , ومرجاني وفضتي , وذهبي , وأكوابي , وصحافي , وأباريقي , وكؤؤسي , وعسلي ومائي , وخمري, ولبني, فائتني بما وعدتني .
فقال عز وجل : لك كل مسلم ومسلمة , ومؤمن ومؤمنة , ومن آمن بي وبرسلي , وعمل صالحا , ولم يشرك بي شيئا.. ولم يتخذ من دوني أندادا.. ومن خشيني فهو آمن , ومن سألني أعطيته , ومن أقرضني جزيته , ومن توكل عليّ كفيته , إني أنا الله لا اله إلا أنا لا أخلف الميعاد وقد أفلح المؤمنون , وتبارك الله أحسن الخالقين .
قالت الجنة : قد رضيت
هذا المشهد عن جهنم أعاذنا الله من شرها, ومنعنا من لهيبها , وجنبنا غيظها وفورانها , فقد جاء - صلى الله عليه وسلم - على واد فسيح , فسمع صوتا منكرا , ووجد ريحا خبيثة فقال : " ما هذه الريح يا جبريل ؟ وما هذا الصوت ؟ ".
قال جبريل : هذا صوت جهنم تقول : يا رب ائتني بما وعدتني فقد كثرت سلاسلي , وأغلالي , وسعيري , وحميمي , وضريعي , وغسّاقي , وعذابي , وقد بعد قراري , واشتد حرّي , فائتني بما وعدتني .
فقال لها رب العزة : لك كل مشرك ومشركة , وكافر وكافرة , وكل خبيث وخبيثة , وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب .
قالت النار قد رضيت.
أعاذنا الله من شرها, وجنّبنا المعاصي وحبّب إلينا الطاعات حتى نكون من أهل الجنة بعيدا عن النار وعذابها.
صعد جبريل الى السماء الثانية وقد صحبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فاستفتح كما فعل في السماء الأولى.. فقال خازن السماء الثانية :
من هذا الذي معك يا جبريل ؟
فقال جبريل: هذا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال: أوقد بعث ؟
قال جبريل : نعم .
فقال : حيّاه الله من أخ , ومن خليفة , فنعم الأخ ونعم الخليفة , ونعم المجيء جاء.
دخل النبي صلى الله عليه وسلم فإذا بشابين , فسأل جبريل : " من الشابان يا جبريل ؟ ".
قال جبريل : هذان عيسى بن مريم , ويحيى بن زكريا عليهما السلام , وكل منها ابن خالة الآخر, فلما رأيا النبي - صلى الله عليه وسلم - قالا : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح , فحيّاهما عليه السلام ,
ثم صعد جبريل إلى السماء الثالثة برسول الله - صلى الله عليه وسلم – فاستفتح , فقالوا : من هذا ؟
قال جبريل : أنا جبريل ,
فقالوا : من معك ؟
قال جبريل : محمد رسول الله
قالوا : أوقد أرسل إليه ؟
قال جبريل: نعم .
قالوا : حيّاه الله من أخ وخليفة , فنعم الأخ , ونعم الخليفة , ونعم المجيء جاء.
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو برجل قد فضّل على الناس في الحسن والجمال , فقال عليه السلام : " من هذا يا جبريل الذي فضّل على الناس في الحسن ؟ ".
قال جبريل: هذا أخوك يوسف عليه السلام.
فحيّاه الرسول صلى الله عليه وسلم فلما رآه يوسف عليه السلام قال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح.
ثم صعد به جبريل إلى السماء الرابعة فاستفتح , ففتح له ولقي تحية وترحيبا كعادته فإذا هو برجل عليه علامات الوقار والجلال , ورفعة الشأن فقال عليه السلام :" من هذا يا جبريل ؟ ".
قال جبريل : هذا إدريس نبي الله عليه السلام رفعه الله مكانا عليّا فلما رآه إدريس عليه السلام قال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح , فردّ عليه السلام التحيّة.
ثم صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى السماء الخامسة فاستفتح ففتح له , ولقي من التحيّة ما اعتاد عليه في السموات السابقة , فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو برجل جالس وحوله قوم يقصّ عليهم من أمر الله ما شاء الله ؛ فقال : " من هذا يا جبريل ؟ ".
فقال جبريل عليه السلام : هذا المحبب إلى قومه هارون بن عمران , وهؤلاء بنو إسرائيل , فلما رأى هارون محمدا عليه الصلاة والسلام قال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح , فحيّاه الرسول عليه السلام .
جزاكم الله خيرا على المرور والمشاركةحقا قال ربنا لقد رأى من آيات ربه الكبرى
مشهد السماء السابعةثم صعد به جبريل إلى السماء السادسة فاستفتح , ففتحت السماء له , ورحّب به عليه السلام ولما دخل عليه السلام فإذا برجل جالس فمرّ به فبكى الرجل , فقال الرسول عليه السلام : " يا جبريل من هذا ؟ "
قال جبريل : هذا موسى بن عمران
فقال عليه السلام : " فماله يبكي ؟ ".
قال جبريل : إنه يقول : تزعم بنو إسرائيل أني أكرم بني آدم على الله عز وجل , وهذا رجل من بني آدم قد فاقني في رتبته , فلو أنه بنفسه لما اهتممت , ولكنه مع كل نبي أمّته.
ثم صعد به جبريل عليه السلام إلى السماء السابعة فاستفتح ففتحت له , ودخل عليه السلام فإذا به يرى البيت المعمور , وهو بيت في السماء السابعة يقوم في سمت الكعبة الشريفة في أرضنا هذه يدخله كل يوم للصلاة فيه سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة , ورأى عليه السلام رجلا أحسن ما يكون الرجال قد أسند ظهره إلى البيت المعمور فقال عليه السلام :" من هذا الرجل يا جبريل ؟ ".
قال جبريل : هذا أبوك إبراهيم عليه السلام , خليل الرحمن . فسلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فردّ عليه الخليل السلام.
ورأى الرسول صلى الله عليه وسلم حول إبراهيم الخليل قوما جلوسا بيض الوجوه أمثال القراطيس.. وقوما في ألوانهم شيء , فدخلوا نهرا اغتسلوا فيه , فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء , ثم دخلوا نهرا آخر , فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلصت ألوانهم , فصارت مثل ألوان أصحابهم , فجاءوا فجلسوا إلى أصحابهم.
فقال عليه السلام : " يا جبريل من هؤلاء البيض الوجوه ؟ ومن هؤلاء الذين في ألوانهم شيء ؟ وما هذه الأنهار التي دخلوا فيها فجاءوا وقد صفت ألوانهم ؟ ".
قال جبريل : أما هؤلاء البيض الوجوه فقوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم , أي أنهم أخلصوا دينهم لله ؛ فليس في قلوبهم شيء من شك أو ميل إلى الإثم والبغي , فكان إيمانهم نقيا صافيا.
وأما هؤلاء الذين في ألوانهم شيء ؛ فقوم خلطوا عملا صالحا , وآخر سيئا , فتابوا فتاب الله عليهم.
وأما الأنهار فهي : نهر الرحمة , ونهر النعمة , والثالث: شراب طهور .