السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ها نحن نلتقى مرة اخرى
ونبدأ ببسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وسلم
الجزء الثانى من
كُنْ مُسْلِماً
0.0.0.0.0.0.0.0.
0000000000000000000000
0000000000
0000
0
ها نحن نلتقى مرة اخرى
ونبدأ ببسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وسلم
الجزء الثانى من
كُنْ مُسْلِماً
0.0.0.0.0.0.0.0.
أيّها المسلم:
إنّما أُريدُ لكَ الهداية
وهاأنذا أهبُكَ مفاتيحَ الحقيقة
فخذها بقوّة حتّى لا تُعييكَ أقفالُ العالم
وإنّي أنبّئُكَ بما ستلاقيه، فقِفْ على كلماتي وعِ ما أنا قائلُهُ لك
فإنّهُ لا ينبّئُكَ مثلُ خبير.
أيّها المسلم:
لا ترضَ لكرامتِكَ ثمناً، وحاذرْ أنْ تعرضَها في سوقِ البيع
فإنّها الجذوةُ التي تملأُ صدرَكَ بأسبابِ الحياةِ والنّصر
وإنّها عطيّةُ اللهِ لك ومِنحتُهُ التي شرّفَكَ بها
فلا تساومْ على ما في صدرِكَ من السّرِّ العظيم
فإنّهُ سبحانَهُ القائل
((ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر
ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)) .
فما بالُكَ بنفسِكَ وأنتَ خيرُ الآدميّين:
فما بالُكَ بنفسِكَ وأنتَ خيرُ الآدميّين:
مَنْ يُصيِّرْ حُسنَهُ رهنَ المزادْ --- يسرعِ الشّرُّ لهُ من كلِّ وادْ
فلا تخفِرْ ذمّةَ اللهِ فيكَ ولا تضيّعْ هبتَهُ سدىً
وأحطها بالعنايةِ والمداراة، فإنّ في ضياعها الخسرانَ المبين.
واعلمْ أنّهُ لا سيادةَ بلا كرامة
واعلمْ أنّهُ لا سيادةَ بلا كرامة
وأنّهُ إذا سقطتْ كرامتُك لم تكنْ أهلاً للخلافة في الأرض.
واعلمْ أنّ
واعلمْ أنّ
(النّيابةَ الإِلهيّةَ في هذه الدّنيا
هي أعلى درجاتِ الرُّقيّ الإنسانيّ ونائب الحقّ (الله) خليفةُ الله في الأرض
وهي أكملُ ذاتٍ تطمحُ إليها الإنسانيّة، وهي معراجُ الحياةِ الرّوحيّ) .
فلا تنقضْ عهدكَ مع الله فيخلو مقامُك، وتنزلكَ الدّنيا في سافلِ أدراكِها، فإنّ هذا من انطماسِ عين بصيرتك
فلا تنقضْ عهدكَ مع الله فيخلو مقامُك، وتنزلكَ الدّنيا في سافلِ أدراكِها، فإنّ هذا من انطماسِ عين بصيرتك
وفيه الهوان في الدّنيا والخزيُ يومَ يقوم النّاسُ لربِّ العالمين:
أنتَ نورٌ فأضئ للعالمينْ --- بلهيبٍ منكَ أذكِ الآخرينْ
أيّها المسلم:
لا تبتئسْ إذا ما عشتَ فقيراً، فإذا صفتِ الرّوح من الخطأ
وبرئتِ الجوارحُ من الانقيادِ وراءه فذلك هو الغنى
فإنّ رسولَ الله صلّى اللهُ عليه وسلّم يقول:
«ليسَ الغنى عن كثرةِ العَرَض، ولكنّ الغنى غنى النّفس» .
فإذا أدركتَ جوهرَ هذا الكلام
فإذا أدركتَ جوهرَ هذا الكلام
وقعَ في قلبكَ معنى الرّضا بالقضاء
فإذا ما تحسّستْ منك الجوارحُ بردَ الرّضا فذلك هو الغنى الحقّ.
ولقد أغناكَ اللهُ من عنده يومَ أنْ نسبَكَ إليه
ولقد أغناكَ اللهُ من عنده يومَ أنْ نسبَكَ إليه
فلا تخترْ على اللهِ أحداً، وقبلكَ من أهلِه فلا ترغبْ عنهُ بدلاً
فإنّ ثراءَ القلبِ وسرورَهُ في جوارِ محبوبِهِ الأوحدْ
وإنّ غنى الرّوح في وقوفها على بابِ الفردِ الصّمدْ.
رفعَكَ بالنّسبةِ وأغناكَ بالمحبّة
رفعَكَ بالنّسبةِ وأغناكَ بالمحبّة
وجلّلكَ بالقربِ والقَبول، فهلْ ترى بعدُ غنىً أكبرَ من هذا أو ثراءً أبعدْ:
وممّا زادني شرفاً وتيهاً --- وكدتُ بأخمصي أطأُ الثّريّا
دخولي تحتَ قولِكُ يا عبادي --- وأن صيّرتَ أحمدَ لي نبيّا
دخولي تحتَ قولِكُ يا عبادي --- وأن صيّرتَ أحمدَ لي نبيّا
فإذا أحببتَ أنْ تكونَ غنيّاً فكنْ فقيراً إلى الله
منكسراً على بابه، متذلّلاً في أعتابه.
فإنَّ الفقرَ إليهِ سبحانَهُ هو رأسُ الغنى
فإنَّ الفقرَ إليهِ سبحانَهُ هو رأسُ الغنى
لأنَّ رضاهُ سبحانَهُ هو أجلُّ المنى، ولنْ تحوزَ رضاهُ إلا بالفقرِ إليه
ووقوفِكَ بالاضطرارِ عليه.
(يا عبدي تقرّبْ إليّ بما ليسَ فيَّ
(يا عبدي تقرّبْ إليّ بما ليسَ فيَّ
قالَ: وما الذي ليسَ فيك يا ربّ، قال: الذّلُّ والافتقار).
فإذا رغبتَ أنْ يُمكَّن لك في مجالِ القربْ
فإذا رغبتَ أنْ يُمكَّن لك في مجالِ القربْ
وأنْ تُقبلَ واحداً من رُوّادِ دارِ الحبّْ، فطهّرِ القلبَ من سواه
وأشهدْهُ في كلِّ الأمورِ مولاه
وأوقفْهُ على حبِّ المحسنِ الوهّابِ جلَّ علاه.
ولقد سُئلَ يحيى بنُ معاذٍ رضي اللهُ عنه عن الفقر فقال:
ولقد سُئلَ يحيى بنُ معاذٍ رضي اللهُ عنه عن الفقر فقال:
(حقيقتُهُ ألا يُستغنى بغير الله)
فمكِّنْ هذه الحقيقةَ في قلبك، فإذا ما اقترنَ معها اليقينُ وصحبَها التّسليمُ
وجدتَ قلبَكَ حينَها وقد غشيتْهُ وارداتُ السّعادةِ وأمّنتْهُ عائداتُ السّلام.
ولنْ تصلَ إلى منازلِ الغنى والثّراء
ولنْ تصلَ إلى منازلِ الغنى والثّراء
إلا إذا سلكتَ طريقَ الفقر والإقواء، فإنّه
(إذا صحَّ الافتقارُ إلى الله صحّ الغنى بالله
لأنّهما حالان لا يتمُّ أحدهما إلا بالآخر) .
ولقد أقرَّ اللهُ هذه الحقيقةَ في عباده
ولقد أقرَّ اللهُ هذه الحقيقةَ في عباده
وأجراها مجرى الغُنيةِ لقاصدي وِداده، فقال سبحانه
((ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد)) .
أيّها المسلم:
أيّها المسلم:
إذا عاشَ الفقيرُ بقلبِ ليثٍ --- فليسَ يضيرهُ أنْ قلَّ مالُ
وإِنْ عاشَ الغنيُّ على الدّنايا --- ففوقَ عظامِهِ ترسو النّعالُ
وإِنْ عاشَ الغنيُّ على الدّنايا --- ففوقَ عظامِهِ ترسو النّعالُ
فلا تنظرْ إلى من أثقلتْ جيوبَهم رذائلُ
الدّراهمُ والدّنانير والريالات والدولارات
فأنتَ عندَ اللهِ أكبرُ قدراً.
(إنّكَ فرعٌ من شجرةٍ ضخمةٍ باسقةٍ عميقةِ الجذور
(إنّكَ فرعٌ من شجرةٍ ضخمةٍ باسقةٍ عميقةِ الجذور
كثيرةِ الفروعِ وارفةِ الظِّلال…
الشّجرة التي غرسَها أوّلُ المسلمين… إبراهيمُ عليهِ السّلام) .
أيّها المسلم:
أيّها المسلم:
إذا سُقِيَ القمحُ بماءِ الهوان، فارغبْ عن صافناتِ سنابِله
ولا تجعلْ منهُ خبزَ يومك
وعِشْ على خبزِ الشّعير يكفِكَ مُؤنةً
ولَئِن أثّرَ في جنبِك حصيرُ الفاقة
فذلكَ خيرُ لك من أنْ تستندَ على أرائِكِ الجبناء
ولا تخلِقْ أديمَ وجهك
واحفظْ ماءَ مُحيّاك من أنْ يُبتَذَل، فلقدْ كرّمَهُ الله
وصوّره فأحسنَ تصويرَه، وخلقَهُ في أحسنِ تقويم
وتذكّرْ وقتاً قلتَ فيه
(إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَواتِ وَالأَرْضَ
حَنِيفاً وَمَا أَنا مِنَ المُشْرِكِينَ)
فلا تبذلْ ماءَ وجهِكَ أمام الأغيار، فلقدْ كفاكَ اللهُ من عنده.
ما أكثرَهم أولئك الذين ينتظرونَ منك تلكَ اللّحظةَ
ما أكثرَهم أولئك الذين ينتظرونَ منك تلكَ اللّحظةَ
التي يَرونكَ فيها مُلقىً على أعتابهم
تستجدي منهم خبزَ يومك
وتضعُ همّتَك عندَ أقدامهم، وتخفضُ رأسَكَ في حضرتِهم
وتصيرُ كالّذي قيلَ فيه:
كالطّيرِ غايتُهُ التقاطُ الحبِّ في ظلِّ القصورْ هو طائرٌ
كالطّيرِ غايتُهُ التقاطُ الحبِّ في ظلِّ القصورْ هو طائرٌ
لكنّهُ لمْ يدرِ تحليقَ النّسورْ أيّها المسلم:
كنْ مسلماً…
تُدركْ بعون الله غاياتِ الكمالْ كُنْ في ضميرِ الكونِ قرآناً
و صوتاً من بلالْ أوصِلْ حبالَكَ بالإلهِ…
تَعِزّ هاتيكَ الحبالْ لا تنسِفُ الرّيحُ الجبالَ…
فَكُنْ بعزمِكَ كالجبالْ واكتبْ بحبرِ الحبِّ والإيمانِ…
ديوانَ الرّجالْ أيّها المسلم: ليكنِ العالمُ بيتَك
الأرضُ فراشُهُ والسّماءُ سقفُه، وأنتَ صاحبُ الدّارِ
القيِّمُ على ما فيها، تعمُرها بصادقِ العزيمة
وتملأ أركانَها بواثقِ الهمّة.
كُنْ كالشّاهين
كُنْ كالشّاهين
لا يعرفُ غيرَ الفضاءِ مأوى، لا يعنيهِ أَوافقتْ جناحيهِ الرّياحُ أوْ لم توافقْ…
فإنّهُ يطير.
ولا تخفضْ جناحَكَ أمام ريحِ العالم
ولا تخفضْ جناحَكَ أمام ريحِ العالم
فإنَّ مَهيصَ الجناحِ مخذول، وإنَّكَ الأجدرُ بالتّنفّل في مِضمارِ الفضاء.
ولا تضعفْ أمامَ النّوائب، أو تنهزم أمام الهموم
ولا تضعفْ أمامَ النّوائب، أو تنهزم أمام الهموم
فإنّ الطّريق جِدُّ طويلةٌ، لا مسلكَ فيها للضّعفاء
وإنّما هي وقفٌ للّذين أبرموا ميثاقَهم مع الله فاشترى منهم
أرواحَهم بأنَّ لهم الجنّة
واعلمْ أنّ سلعةَ الله غالية، فإذا أردتَ الحسناءَ فأَدْلِ بمهرِك
وكنْ دائماً (كالنّسر المخلوقِ لطبقاتِ الجوِّ العليا
ويحملُ دائماً من أجلِ هذه الطّبقاتِ ثقلَ جناحيهِ العظيمين) .
فإذا أدركتَ جوهر حقيقتك في هذا الوجود
فإذا أدركتَ جوهر حقيقتك في هذا الوجود
وعرفتَ فحوى رسالتِكَ في هذه الحياة، هانتْ عليك كلُّ مصيبة
واضمحلّتْ أمامَ سرايا إيمانكَ جيوشُ النّوائب، ووقفتَ نفسَكَ لله.
(إنَّ الخلاصَ عن طريقِ الصّومعةِ سهلٌ يسير
(إنَّ الخلاصَ عن طريقِ الصّومعةِ سهلٌ يسير
ولكنَّ الإسلامَ لا يريدُه، لأنَّ الخلافةَ في الأرض
والقيادةَ للبشرِ طرفٌ من المنهجِ الإلهيِّ للخلاص
إنّهُ طريقٌ أشقّ
ولكنّهُ هو الذي يحقّقُ إنسانيّةَ الإنسان
أي انتصارَ النّفحةِ العلويّة في مكانه وهذا هو الانطلاق
انطلاق الرّوحِ إلى مصدرها الإلهيِّ، وتحقيقُ حقيقتها العلويّة
وهي تعملُ في الميدان الذي اختاره لها خالقُها الكريم) .
0000000000
0000
0