قصة المصالحة بين «حماس» و«فتح» الأسباب التي دفعت للاتفاق.. واحتمالات النجاح والفشل
المصدر : موقع الرحمة المهداة www.mohdat.com
أخيراً.. بعد ما يقارب أربع سنوات من الخلافات الشديدة والاصطدامات المسلحة والاعتقالات المتبادلة والحسم العسكري في قطاع غزة وما بعده.. أنجزت المصالحة الفلسطينية وجرى التوقيع عليها في حفل أقيم في العاصمة المصرية القاهرة، التي احتضنت عشرات الجلسات، وقدمت أوراقاً ومقترحات، كان آخرها الورقة المصرية التي صيغت في خريف 2009م، وجاءت في معظمها إلى جانب حركة «فتح»، وإلى جانب رؤية «محمود عباس» للحل، وهو ما دفع حركة «حماس» إلى رفض التوقيع على هذه الورقة سابقاً. فما الذي حصل في الأسابيع القليلة الماضية؟ ولماذا جاءت المصالحة الآن؟ وإلى أين ستصل؟! ماذا حصل؟! في الوقائع والمعطيات أن وفوداً فلسطينية من «حماس» و«فتح» وفصائل ومستقلين زارت القاهرة مرات كثيرة بعد سقوط نظام «مبارك»، وأن هذه الوفود بحثت مع القيادة المصرية الجديدة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزارة الخارجية وإدارة المخابرات العامة في إعادة إطلاق الحوارات الفلسطينية واستئناف الجلسات بين الأطراف؛ بهدف التوصل لاتفاق. هذه الدعوات كانت تواجَه بردٍّ مصري ملخَّصه أن مصر معنية بالقضية الفلسطينية وبعلاقات جيدة مع جميع الأطراف، وأن مصر تؤيد وتدعم التفاهم الفلسطيني الداخلي.. لكن مصر في وضعها الحالي بعد الثورة منشغلة بملفات داخلية كثيرة، وهي غير قادرة على التفرغ لإدارة الحوار الفلسطيني ومتابعته بالصورة التي كان عليها في السابق. وشددت القيادة المصرية على أن أبواب القاهرة ستظل مفتوحة دائماً للإخوة الفلسطينيين إذا أرادوا التحاور في القاهرة، ونحن مستعدون لاستضافتهم لكن دون رعاية مصرية، لكن إذا توصلوا إلى اتفاق فنحن على استعداد لرعاية الاتفاق ودعمه. بعد الزيارات المتكررة لوفود «فتح» و«حماس» وفصائل فلسطينية أخرى، جاء من يقترح على القيادة المصرية مخرجاً عملياً، وهو أن تستضيف القاهرة حواراً غير معلن بين «فتح» و«حماس» يحضره المصريون، يتم خلاله مراجعة الأفكار والمواقف والآراء، ويجري خلاله تلمّس المخارج. وبالفعل، في أواخر شهر أبريل وصل إلى القاهرة وفد من «حماس» وآخر من «فتح»، وعند النقاش فوجئ المجتمعون بأن حركة «فتح» تراجعت عن جميع تحفظاتها على مقترحات حركة «حماس»، وأن «فتح» قبلت بالمطالب التي عرضتها «حماس»، والتي أقرت في الجلسة الشهيرة التي عقدت في دمشق في خريف العام الماضي، قبل أن تعود «فتح» وتنسق هذه التفاهمات مرة ثانية في الجلسة التي عقدت في دمشق أيضاً، وشارك فيها هذه المرة اللواء «ماجد فرج» رئيس جهاز المخابرات العامة في الضفة الغربية، الذي رفض تشكيل لجنة أمنية عليا مشتركة، وعادت يومها المصالحة إلى نقطة الصفر. قبول «فتح» بمقترحات «حماس» أزال العائق الأساسي أمام المصالحة، وهنا تمت صياغة ملحق جديد أضيف إلى الورقة المصرية، وتضمن كل النقاط التي أرادتها «حماس» والتي امتنعت بسببها عن التوقيع على الورقة المصرية، وبالتالي وقّعت «حماس» على الورقة المصرية القديمة، ووقّعت «فتح» على ورقة التفاهمات الجديدة التي اعتبرت ملحقاً أساسياً ومكملاً للورقة المصرية. الملحق الجديد 1- الانتخابات: - اتفقت الحركتان على تشكيل لجنة الانتخابات بالتوافق بين الفصائل، على أن يصدر الرئيس مرسوماً بذلك. - تُجرى الانتخابات بعد سنة من توقيع الاتفاق، وتشمل انتخابات التشريعي، ورئاسة السلطة، والمجلس الوطني بالتزامن. - تشكيل محكمة انتخابية على الشكل التالي: تسمي الفصائل 12 قاضياً بالتوافق، ويختار الرئيس منهم ثمانية، ويَصدرُ بذلك مرسوم رئاسي. 2- المنظمة: اتفقت الحركتان على تشكيل إطار قيادي للمرحلة الانتقالية غير قابل للتعطيل، وبما لا يتعارض مع صلاحيات اللجنة التنفيذية. 3- الأمن: تشكيل لجنة عليا مشتركة للأمن بالتعاون والتوافق. 4- الحكومة: تُشكَّل الحكومة الجديدة من الكفاءات والتكنوقراط، ويتم تسمية رئيسها وأعضائها بالتوافق.. ومهمتها تهيئة الأجواء للانتخابات المقبلة، والإشراف على تحقيق المصالحة الداخلية، والإعمار، ومتابعة وثيقة الوفاق وتوحيد السلطة، ومعالجة ملف الجمعيات. 5- التشريعي: اتفقت الحركتان على إعادة تفعيل المجلس التشريعي وفق القانون. ملاحظة: وقّعت حركة «حماس» على الورقة المصرية بالإضافة إلى الملحق. الأجواء السياسية لا شك أن هناك أجواءً سياسية ساهمت في تقريب وجهات النظر، وعملت على تجاوز مجموعة من العقبات، وأهم العوامل السياسية هي: 1- لكل من «فتح» و«حماس» أوراق قوة وعناصر ضعف، والطرفان قادران على التأثير في أعمال الآخر. 2- الحاجة الفلسطينية العامة الملحّة والمطالبة بإنهاء الخلافات، وكان آخرها الحملة الشعبية لإنهاء الانقسام. 3- وصول التسوية إلى أفق مسدود، وشعور «محمود عباس» بعدم جدية «نتنياهو» في المفاوضات. 4- سقوط نظام «حسني مبارك»، ووجود قيادة مصرية جديدة تريد الانفتاح والتفاهم مع جميع الفلسطينيين والتعامل معهم على قدر المساواة، بعيداً من حالة الاصطفاف لصالح طرف كما كان يفعل «مبارك» واللواء «عمر سليمان». 5- الاضطرابات الحاصلة في أرجاء الوطن العربي، وحاجة الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال وخارجه في حماية أنفسهم وقضيتهم في هذه المرحلة الحرجة. 6- حاجة «محمود عباس» لموقف فلسطيني قوي وهو يتوجه إلى مجلس الأمن في شهر سبتمبر القادم لعرض مشروع إقامة دولة فلسطينية. 7- رغبة واشنطن والدول الأوروبية في تمرير تهدئة فلسطينية في هذه الأوقات المتوترة في المنطقة، واحتمال بروز ضغط أمريكي على الكيان الصهيوني. مصر «الجديدة» لكن، يبقى من أهم العوامل التي أدت دوراً في إنهاء الخلافات الفلسطينية؛ وجود قيادة مصرية جديدة، وبروز توجه سياسي مصري جديد في التعاطي مع الموضوع الفلسطيني. هذا التوجه برز من خلال كثرة الوفود الفلسطينية التي زارت مصر، وسماعها خطاباً وطنياً عربياً جديداً، استعاد خطاب مصر ودورها التاريخي القديم. وقد أجمع كل من التقى بالقيادة المصرية الجديدة، أنها جددت خطابها تجاه أهمية المصالحة، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وأنها مع المقاومة الفلسطينية المشروعة، وضد الحصار على قطاع غزة، وأنها مع فتح المعابر بالكامل. لا، بل إن قيادة «حماس» و«فتح» فهما حاجة مصر إلى مصالحة فلسطينية داخلية، كي تساعد هذه المصالحة القاهرة على العبور نحو علاقة مصرية فلسطينية جديدة، وتخفف من الضغط «الإسرائيلي» أو الدولي المرتقب الذي سيرفض أي فتح للمعابر أو أي إعمار، طالما لا توجد حكومة فلسطينية مقبولة. عوامل النجاح من المتوقع أن تنجح هذه المصالحة، ومن المتوقع أن تصمد هذه النقاشات لمدة عام على الأقل، لكن هناك عدة خطوات يجب القيام بها لضمان استمرارية النجاح وهي: 1- تشكيل حكومة جيدة وقوية وفاعلة. 2- إنهاء ملف الاعتقالات وطرد الموظفين وإغلاق الجمعيات الخيرية. 3- البدء بإعادة إعمار قطاع غزة وفتح المعابر. 4- تشكيل قيادة فلسطينية وبدء اجتماعاتها، وكسر حاجز الخلافات السابقة بينها. 5- احترام رزنامة التنفيذ. 6- بدء عمل اللجان المشرفة على إنهاء الانقسام؛ مثل ملف الضحايا والتعذيب والطرد الوظيفي ودمج الوزارات وإعادة تفعيل المجلس التشريعي وتصحيح المراسيم الصادرة من الطرفين. أسباب الفشل من المستبعد أن تنهار هذه المصالحة بسرعة، خاصة مع وجود مناخ دولي أوروبي مرحب، وأمريكي مهادن، وعربي مؤيد.. وبرز ذلك من خلال رفض المحاولات «الإسرائيلية» لنسف المصالحة أو لعدم الاعتراف بالحكومة الجديدة. لكن تبقى هناك مخاوف من محاولات للتخريب، منها: إثارة مشكلات أمنية بين الطرفين، الدخول «الإسرائيلي» المباشر على الخط للعرقلة، احتمال شن عدوان «إسرائيلي» واسع على غزة، أو حملة اعتقالات في الضفة، أو خداع «محمود عباس» مجدداً بمفاوضات مع «نتنياهو»، أو إصرار «محمود عباس» على العودة لنهج التفرد والاحتكار. لكن، يبقى هناك عاملا قوة؛ هما: وجود رغبة فلسطينية في المصالحة، ووجود ضامن أو حارس للاتفاق وهو الدور المصري الجديد.
المصدر : موقع الرحمة المهداة www.mohdat.com
أخيراً.. بعد ما يقارب أربع سنوات من الخلافات الشديدة والاصطدامات المسلحة والاعتقالات المتبادلة والحسم العسكري في قطاع غزة وما بعده.. أنجزت المصالحة الفلسطينية وجرى التوقيع عليها في حفل أقيم في العاصمة المصرية القاهرة، التي احتضنت عشرات الجلسات، وقدمت أوراقاً ومقترحات، كان آخرها الورقة المصرية التي صيغت في خريف 2009م، وجاءت في معظمها إلى جانب حركة «فتح»، وإلى جانب رؤية «محمود عباس» للحل، وهو ما دفع حركة «حماس» إلى رفض التوقيع على هذه الورقة سابقاً. فما الذي حصل في الأسابيع القليلة الماضية؟ ولماذا جاءت المصالحة الآن؟ وإلى أين ستصل؟! ماذا حصل؟! في الوقائع والمعطيات أن وفوداً فلسطينية من «حماس» و«فتح» وفصائل ومستقلين زارت القاهرة مرات كثيرة بعد سقوط نظام «مبارك»، وأن هذه الوفود بحثت مع القيادة المصرية الجديدة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزارة الخارجية وإدارة المخابرات العامة في إعادة إطلاق الحوارات الفلسطينية واستئناف الجلسات بين الأطراف؛ بهدف التوصل لاتفاق. هذه الدعوات كانت تواجَه بردٍّ مصري ملخَّصه أن مصر معنية بالقضية الفلسطينية وبعلاقات جيدة مع جميع الأطراف، وأن مصر تؤيد وتدعم التفاهم الفلسطيني الداخلي.. لكن مصر في وضعها الحالي بعد الثورة منشغلة بملفات داخلية كثيرة، وهي غير قادرة على التفرغ لإدارة الحوار الفلسطيني ومتابعته بالصورة التي كان عليها في السابق. وشددت القيادة المصرية على أن أبواب القاهرة ستظل مفتوحة دائماً للإخوة الفلسطينيين إذا أرادوا التحاور في القاهرة، ونحن مستعدون لاستضافتهم لكن دون رعاية مصرية، لكن إذا توصلوا إلى اتفاق فنحن على استعداد لرعاية الاتفاق ودعمه. بعد الزيارات المتكررة لوفود «فتح» و«حماس» وفصائل فلسطينية أخرى، جاء من يقترح على القيادة المصرية مخرجاً عملياً، وهو أن تستضيف القاهرة حواراً غير معلن بين «فتح» و«حماس» يحضره المصريون، يتم خلاله مراجعة الأفكار والمواقف والآراء، ويجري خلاله تلمّس المخارج. وبالفعل، في أواخر شهر أبريل وصل إلى القاهرة وفد من «حماس» وآخر من «فتح»، وعند النقاش فوجئ المجتمعون بأن حركة «فتح» تراجعت عن جميع تحفظاتها على مقترحات حركة «حماس»، وأن «فتح» قبلت بالمطالب التي عرضتها «حماس»، والتي أقرت في الجلسة الشهيرة التي عقدت في دمشق في خريف العام الماضي، قبل أن تعود «فتح» وتنسق هذه التفاهمات مرة ثانية في الجلسة التي عقدت في دمشق أيضاً، وشارك فيها هذه المرة اللواء «ماجد فرج» رئيس جهاز المخابرات العامة في الضفة الغربية، الذي رفض تشكيل لجنة أمنية عليا مشتركة، وعادت يومها المصالحة إلى نقطة الصفر. قبول «فتح» بمقترحات «حماس» أزال العائق الأساسي أمام المصالحة، وهنا تمت صياغة ملحق جديد أضيف إلى الورقة المصرية، وتضمن كل النقاط التي أرادتها «حماس» والتي امتنعت بسببها عن التوقيع على الورقة المصرية، وبالتالي وقّعت «حماس» على الورقة المصرية القديمة، ووقّعت «فتح» على ورقة التفاهمات الجديدة التي اعتبرت ملحقاً أساسياً ومكملاً للورقة المصرية. الملحق الجديد 1- الانتخابات: - اتفقت الحركتان على تشكيل لجنة الانتخابات بالتوافق بين الفصائل، على أن يصدر الرئيس مرسوماً بذلك. - تُجرى الانتخابات بعد سنة من توقيع الاتفاق، وتشمل انتخابات التشريعي، ورئاسة السلطة، والمجلس الوطني بالتزامن. - تشكيل محكمة انتخابية على الشكل التالي: تسمي الفصائل 12 قاضياً بالتوافق، ويختار الرئيس منهم ثمانية، ويَصدرُ بذلك مرسوم رئاسي. 2- المنظمة: اتفقت الحركتان على تشكيل إطار قيادي للمرحلة الانتقالية غير قابل للتعطيل، وبما لا يتعارض مع صلاحيات اللجنة التنفيذية. 3- الأمن: تشكيل لجنة عليا مشتركة للأمن بالتعاون والتوافق. 4- الحكومة: تُشكَّل الحكومة الجديدة من الكفاءات والتكنوقراط، ويتم تسمية رئيسها وأعضائها بالتوافق.. ومهمتها تهيئة الأجواء للانتخابات المقبلة، والإشراف على تحقيق المصالحة الداخلية، والإعمار، ومتابعة وثيقة الوفاق وتوحيد السلطة، ومعالجة ملف الجمعيات. 5- التشريعي: اتفقت الحركتان على إعادة تفعيل المجلس التشريعي وفق القانون. ملاحظة: وقّعت حركة «حماس» على الورقة المصرية بالإضافة إلى الملحق. الأجواء السياسية لا شك أن هناك أجواءً سياسية ساهمت في تقريب وجهات النظر، وعملت على تجاوز مجموعة من العقبات، وأهم العوامل السياسية هي: 1- لكل من «فتح» و«حماس» أوراق قوة وعناصر ضعف، والطرفان قادران على التأثير في أعمال الآخر. 2- الحاجة الفلسطينية العامة الملحّة والمطالبة بإنهاء الخلافات، وكان آخرها الحملة الشعبية لإنهاء الانقسام. 3- وصول التسوية إلى أفق مسدود، وشعور «محمود عباس» بعدم جدية «نتنياهو» في المفاوضات. 4- سقوط نظام «حسني مبارك»، ووجود قيادة مصرية جديدة تريد الانفتاح والتفاهم مع جميع الفلسطينيين والتعامل معهم على قدر المساواة، بعيداً من حالة الاصطفاف لصالح طرف كما كان يفعل «مبارك» واللواء «عمر سليمان». 5- الاضطرابات الحاصلة في أرجاء الوطن العربي، وحاجة الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال وخارجه في حماية أنفسهم وقضيتهم في هذه المرحلة الحرجة. 6- حاجة «محمود عباس» لموقف فلسطيني قوي وهو يتوجه إلى مجلس الأمن في شهر سبتمبر القادم لعرض مشروع إقامة دولة فلسطينية. 7- رغبة واشنطن والدول الأوروبية في تمرير تهدئة فلسطينية في هذه الأوقات المتوترة في المنطقة، واحتمال بروز ضغط أمريكي على الكيان الصهيوني. مصر «الجديدة» لكن، يبقى من أهم العوامل التي أدت دوراً في إنهاء الخلافات الفلسطينية؛ وجود قيادة مصرية جديدة، وبروز توجه سياسي مصري جديد في التعاطي مع الموضوع الفلسطيني. هذا التوجه برز من خلال كثرة الوفود الفلسطينية التي زارت مصر، وسماعها خطاباً وطنياً عربياً جديداً، استعاد خطاب مصر ودورها التاريخي القديم. وقد أجمع كل من التقى بالقيادة المصرية الجديدة، أنها جددت خطابها تجاه أهمية المصالحة، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وأنها مع المقاومة الفلسطينية المشروعة، وضد الحصار على قطاع غزة، وأنها مع فتح المعابر بالكامل. لا، بل إن قيادة «حماس» و«فتح» فهما حاجة مصر إلى مصالحة فلسطينية داخلية، كي تساعد هذه المصالحة القاهرة على العبور نحو علاقة مصرية فلسطينية جديدة، وتخفف من الضغط «الإسرائيلي» أو الدولي المرتقب الذي سيرفض أي فتح للمعابر أو أي إعمار، طالما لا توجد حكومة فلسطينية مقبولة. عوامل النجاح من المتوقع أن تنجح هذه المصالحة، ومن المتوقع أن تصمد هذه النقاشات لمدة عام على الأقل، لكن هناك عدة خطوات يجب القيام بها لضمان استمرارية النجاح وهي: 1- تشكيل حكومة جيدة وقوية وفاعلة. 2- إنهاء ملف الاعتقالات وطرد الموظفين وإغلاق الجمعيات الخيرية. 3- البدء بإعادة إعمار قطاع غزة وفتح المعابر. 4- تشكيل قيادة فلسطينية وبدء اجتماعاتها، وكسر حاجز الخلافات السابقة بينها. 5- احترام رزنامة التنفيذ. 6- بدء عمل اللجان المشرفة على إنهاء الانقسام؛ مثل ملف الضحايا والتعذيب والطرد الوظيفي ودمج الوزارات وإعادة تفعيل المجلس التشريعي وتصحيح المراسيم الصادرة من الطرفين. أسباب الفشل من المستبعد أن تنهار هذه المصالحة بسرعة، خاصة مع وجود مناخ دولي أوروبي مرحب، وأمريكي مهادن، وعربي مؤيد.. وبرز ذلك من خلال رفض المحاولات «الإسرائيلية» لنسف المصالحة أو لعدم الاعتراف بالحكومة الجديدة. لكن تبقى هناك مخاوف من محاولات للتخريب، منها: إثارة مشكلات أمنية بين الطرفين، الدخول «الإسرائيلي» المباشر على الخط للعرقلة، احتمال شن عدوان «إسرائيلي» واسع على غزة، أو حملة اعتقالات في الضفة، أو خداع «محمود عباس» مجدداً بمفاوضات مع «نتنياهو»، أو إصرار «محمود عباس» على العودة لنهج التفرد والاحتكار. لكن، يبقى هناك عاملا قوة؛ هما: وجود رغبة فلسطينية في المصالحة، ووجود ضامن أو حارس للاتفاق وهو الدور المصري الجديد.