واصلت الصحافة المصرية سرد بعض أحداث الأيام الأخيرة للرئيس السابق مبارك في حكم مصر.
فيما فُتحت ملفات الفساد على مصراعيها، إذ بدأ جهاز الكشف غير المشروع التحقيق في ثروات 5 وزراء من الحكومة السابقة، وتلقى النائب العام بلاغا ضد عبداللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار في التلفزيون المصري يتهمه بالتربّح غير المشروع من منصبه.
كما صدر قرار بمنع صفوت الشريف الأمين العام السابق للحزب الوطني ورئيس مجلس الشورى المنحل من السفر.
تحدثت صحيفة "الأهرام" شبه الرسمية عن تقرير وصل إلى الرئيس حسني مبارك قبل الثلاثاء 25 يناير من اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية السابق يقلل من قيمة المظاهرة وقدرتها وأنهم مجرد شوية عيال يمكن احتواؤهم.. الموقف تحت السيطرة.. ولن توجد ثمة مشكلة.
مساء الاثنين رفع أحد الوزراء سماعة تليفونه الخاص الواصل إلى رئاسة الجمهورية، واقترح أن يعلن الرئيس تعديلاً وزاريا يشمل15 وزيراً على الأقل، وقال بالنص 15 واحد مننا يلبسوا الجلاليب ويقعدوا في البيت، ونحل المشكلة.. كان الرد: بعد ربع ساعة سنرد عليك.. جاء الرد: سيبوا الموضوع لحبيب العادلي.
حبيب العادلي الذي توحشت سلطاته بدرجة مذهلة، استطاع أن يجنب شخصية قوية جدا للغاية، ويهمش دورها فانحصر كله في ملفات خارجية، مستغلا أخطاء وخطايا وقع فيها هذا المسؤول ورتبها في ملف خاص عرضه على الرئيس وسوزان وجمال، وهو ما لقي هوى وقبولا من الزوجة والابن الطامح في منصب الرئيس ويريد أن يزيح من أمامه أي منافسة محتملة.
والواضح أن الأهرام تقصد هنا عمر سليمان الذي عينه مبارك نائبا لرئيس الجمهورية أثناء الأزمة، وتقول إنه جرى قصقصة ريشه على مدى سنوات بعدم التجديد لرجال ذوي ولاء وخبرات خرجوا على المعاش من مؤسسته بالتدريج.
وأفردت يد حبيب العادلي في التعامل مع مظاهرات 25 يناير سياسياً وإعلامياً، فقد أرسل خطابا إلى اتحاد الإذاعة والتلفزيون فيه تعليمات صارمة وأوامر مباشرة بالكيفية التي تجري بها تغطية الأحداث، ولم يكن يجرؤ أحد على معارضته.
وحدث ما حدث يوم 25 يناير، ونجحت المظاهرات، وبرر حبيب العادلي للرئيس مبارك المفاجأة بأن جماعة الإخوان حشدت شبابها بتعليمات من الخارج رصدت الداخلية بعضها على أجهزة الموبايل مثل اجعلوا الولادة متأخرة..لا تدعوا الأم واقفة في مكان واحد فالحركة لها مفيدة جدا.
وهذا هو سر قطع الاتصالات المحمولة لمدة يومين والرسائل لمدة تسعة أيام. وهذا النجاح أغضب حبيب العادلي، فتعامل مع جمعة الغضب كما لو أن المظاهرات تحد شخصي له.
لم يستوعب العادلي ما حدث.. فوقع العنف المفرط والقتل ضد شباب أعزل، وفي عصر يوم الجمعة وفي ظل العنف الذي تمارسه قواته ضد المتظاهرين أرسل حبيب العادلي بيانا إلى أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون لإذاعته فورا على الهواء، لكن المسؤولين لم يقدروا على إذاعته فقد وجدوه مستفزا جدا للناس، فمرروا البيان إلى القصر الجمهوري.
كان البيان يتحدث عن دور الإخوان المسلمين,، ويحملهم مسؤولية العنف، وأن الشرطة سوف تتعامل بمنتهى القسوة مع المتظاهرين، وأنها مضطرة للدفاع عن نفسها ضد الاعتداءات المقصودة التي تتعرض لها لإسقاط هيبة الدولة وإشاعة الفوضى.
بعد دقائق من وصول البيان إلى رئاسة الجمهورية، رن تليفون حبيب العادلي الخاص، كان على الطرف الآخر الرئيس مبارك الذي راح يعنفه ويوبخه ويسبه بألفاظ حادة ونابية.
وأغلق المكالمة وهو يقول له: خلاص حنزل الجيش يساعدك وحيتفاهم مع الناس أكثر منك.
كان بجوار العادلي عدد من ضباطه ومعاونيه الكبار، ثم أعطى أوامر بإخلاء الأماكن أمام قوات الجيش. الجيش نزل امشوا أنتم!.
مع الإخلاء تحركت مجموعات اقتحام السجون السبعة.. مستعملة أسلوبا واحدا: نيران كثيفة، بلدوزرات لهدم الأسوار، طلقات الـ آر.بي.جي، وفتحت الزنازين بمرزبات قوية.
وانتقلت إدارة الأزمة مع الثورة الشعبية من الداخلية إلى رئاسة الجمهورية. بالتحديد مع أربعة أشخاص: الرئيس مبارك والسيد عمر سليمان والسيد زكريا عزمي والسيد جمال مبارك وتتابعها عن كثب وتشارك أحيانا السيدة سوزان مبارك، وكان السيد جمال مبارك الأعلى صوتا وكفة.
وخرج بيان الرئيس الأول وهو يتصور أنه يطمئن الناس على الأحوال، وكان تقدير الموقف خاطئا للغاية، فقرر تعديل الوزارة وتعيين نائب للرئيس، لكن بعد أن تجاوزت حركة الثورة الشعبية، هذا النوع من القرارات الترميمية بمسافة واسعة، فلم تتوقف المظاهرات على عكس التوقعات، وكانت المظاهرة المليونية يوم الثلاثاء مفاجأة المفاجآت.
وكان اليبان الثاني هو الأقرب إلى وجدان الناس، بعد دغدغة الخطاب مشاعرهم، لأنه تحدث عن الموت على أرض الوطن، ولاح في الأفق قبول المصريين لفكرة بقاء الرئيس في السلطة. لكن على نفس الجانب من السلطة فكر أصحاب المصالح الذين استحلبوا مصر ونهبوها في استغلال الموقف الطارئ الجديد,، وهم خليط من رجال أعمال ونواب في البرلمان المطعون في شرفه وشرعيته وأعضاء في الحزب الوطني، فكروا أن باستطاعتهم أن يقلبوا الموازين، ووقعت فضيحة معركة الجمل الشهيرة، التي لو جرى فيها تحقيق نزيه..لتكشفت حقائق كثيرة مفزعة.
ورفعت فضيحة معركة الجمل سقف مطالب الثورة، بعد أن نزعت التعاطف الذي أحدثه بيان الرئيس، وحدث ارتباك هائل في القصر الرئاسي، إلى درجة العجز سواء في الفهم أو التعامل.
ووصل القرار إلى التنحي.. وكان سيعلن مساء الخميس 10 فبراير/ شباط
لكن السيد جمال أقنع والده بمحاولة أخيرة، وهي الخروج على الناس بحزمة إجراءات إصلاحية جيدة، مع نقل الصلاحيات إلى نائب الرئيس عمر سليمان.. وبقي السؤال: ماذا يقول الرئيس في البيان؟.
اقترح بعض المقربين من الرئيس أن يكون البيان ناعما وعاطفيا، لكن كان لجمال مبارك رأي آخر,، أدخله على البيان، فخرج بالشكل الذي أشعل حريقا مرعبا من الغضب في الصدور والعقول، وفشلت المحاولة، وجاءت لحظة النهاية. قرار تكليف القوات المسلحة بعمل الرئيس.
فيما فُتحت ملفات الفساد على مصراعيها، إذ بدأ جهاز الكشف غير المشروع التحقيق في ثروات 5 وزراء من الحكومة السابقة، وتلقى النائب العام بلاغا ضد عبداللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار في التلفزيون المصري يتهمه بالتربّح غير المشروع من منصبه.
كما صدر قرار بمنع صفوت الشريف الأمين العام السابق للحزب الوطني ورئيس مجلس الشورى المنحل من السفر.
تحدثت صحيفة "الأهرام" شبه الرسمية عن تقرير وصل إلى الرئيس حسني مبارك قبل الثلاثاء 25 يناير من اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية السابق يقلل من قيمة المظاهرة وقدرتها وأنهم مجرد شوية عيال يمكن احتواؤهم.. الموقف تحت السيطرة.. ولن توجد ثمة مشكلة.
مساء الاثنين رفع أحد الوزراء سماعة تليفونه الخاص الواصل إلى رئاسة الجمهورية، واقترح أن يعلن الرئيس تعديلاً وزاريا يشمل15 وزيراً على الأقل، وقال بالنص 15 واحد مننا يلبسوا الجلاليب ويقعدوا في البيت، ونحل المشكلة.. كان الرد: بعد ربع ساعة سنرد عليك.. جاء الرد: سيبوا الموضوع لحبيب العادلي.
حبيب العادلي الذي توحشت سلطاته بدرجة مذهلة، استطاع أن يجنب شخصية قوية جدا للغاية، ويهمش دورها فانحصر كله في ملفات خارجية، مستغلا أخطاء وخطايا وقع فيها هذا المسؤول ورتبها في ملف خاص عرضه على الرئيس وسوزان وجمال، وهو ما لقي هوى وقبولا من الزوجة والابن الطامح في منصب الرئيس ويريد أن يزيح من أمامه أي منافسة محتملة.
والواضح أن الأهرام تقصد هنا عمر سليمان الذي عينه مبارك نائبا لرئيس الجمهورية أثناء الأزمة، وتقول إنه جرى قصقصة ريشه على مدى سنوات بعدم التجديد لرجال ذوي ولاء وخبرات خرجوا على المعاش من مؤسسته بالتدريج.
وأفردت يد حبيب العادلي في التعامل مع مظاهرات 25 يناير سياسياً وإعلامياً، فقد أرسل خطابا إلى اتحاد الإذاعة والتلفزيون فيه تعليمات صارمة وأوامر مباشرة بالكيفية التي تجري بها تغطية الأحداث، ولم يكن يجرؤ أحد على معارضته.
وحدث ما حدث يوم 25 يناير، ونجحت المظاهرات، وبرر حبيب العادلي للرئيس مبارك المفاجأة بأن جماعة الإخوان حشدت شبابها بتعليمات من الخارج رصدت الداخلية بعضها على أجهزة الموبايل مثل اجعلوا الولادة متأخرة..لا تدعوا الأم واقفة في مكان واحد فالحركة لها مفيدة جدا.
وهذا هو سر قطع الاتصالات المحمولة لمدة يومين والرسائل لمدة تسعة أيام. وهذا النجاح أغضب حبيب العادلي، فتعامل مع جمعة الغضب كما لو أن المظاهرات تحد شخصي له.
لم يستوعب العادلي ما حدث.. فوقع العنف المفرط والقتل ضد شباب أعزل، وفي عصر يوم الجمعة وفي ظل العنف الذي تمارسه قواته ضد المتظاهرين أرسل حبيب العادلي بيانا إلى أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون لإذاعته فورا على الهواء، لكن المسؤولين لم يقدروا على إذاعته فقد وجدوه مستفزا جدا للناس، فمرروا البيان إلى القصر الجمهوري.
كان البيان يتحدث عن دور الإخوان المسلمين,، ويحملهم مسؤولية العنف، وأن الشرطة سوف تتعامل بمنتهى القسوة مع المتظاهرين، وأنها مضطرة للدفاع عن نفسها ضد الاعتداءات المقصودة التي تتعرض لها لإسقاط هيبة الدولة وإشاعة الفوضى.
بعد دقائق من وصول البيان إلى رئاسة الجمهورية، رن تليفون حبيب العادلي الخاص، كان على الطرف الآخر الرئيس مبارك الذي راح يعنفه ويوبخه ويسبه بألفاظ حادة ونابية.
وأغلق المكالمة وهو يقول له: خلاص حنزل الجيش يساعدك وحيتفاهم مع الناس أكثر منك.
كان بجوار العادلي عدد من ضباطه ومعاونيه الكبار، ثم أعطى أوامر بإخلاء الأماكن أمام قوات الجيش. الجيش نزل امشوا أنتم!.
مع الإخلاء تحركت مجموعات اقتحام السجون السبعة.. مستعملة أسلوبا واحدا: نيران كثيفة، بلدوزرات لهدم الأسوار، طلقات الـ آر.بي.جي، وفتحت الزنازين بمرزبات قوية.
وانتقلت إدارة الأزمة مع الثورة الشعبية من الداخلية إلى رئاسة الجمهورية. بالتحديد مع أربعة أشخاص: الرئيس مبارك والسيد عمر سليمان والسيد زكريا عزمي والسيد جمال مبارك وتتابعها عن كثب وتشارك أحيانا السيدة سوزان مبارك، وكان السيد جمال مبارك الأعلى صوتا وكفة.
وخرج بيان الرئيس الأول وهو يتصور أنه يطمئن الناس على الأحوال، وكان تقدير الموقف خاطئا للغاية، فقرر تعديل الوزارة وتعيين نائب للرئيس، لكن بعد أن تجاوزت حركة الثورة الشعبية، هذا النوع من القرارات الترميمية بمسافة واسعة، فلم تتوقف المظاهرات على عكس التوقعات، وكانت المظاهرة المليونية يوم الثلاثاء مفاجأة المفاجآت.
وكان اليبان الثاني هو الأقرب إلى وجدان الناس، بعد دغدغة الخطاب مشاعرهم، لأنه تحدث عن الموت على أرض الوطن، ولاح في الأفق قبول المصريين لفكرة بقاء الرئيس في السلطة. لكن على نفس الجانب من السلطة فكر أصحاب المصالح الذين استحلبوا مصر ونهبوها في استغلال الموقف الطارئ الجديد,، وهم خليط من رجال أعمال ونواب في البرلمان المطعون في شرفه وشرعيته وأعضاء في الحزب الوطني، فكروا أن باستطاعتهم أن يقلبوا الموازين، ووقعت فضيحة معركة الجمل الشهيرة، التي لو جرى فيها تحقيق نزيه..لتكشفت حقائق كثيرة مفزعة.
ورفعت فضيحة معركة الجمل سقف مطالب الثورة، بعد أن نزعت التعاطف الذي أحدثه بيان الرئيس، وحدث ارتباك هائل في القصر الرئاسي، إلى درجة العجز سواء في الفهم أو التعامل.
ووصل القرار إلى التنحي.. وكان سيعلن مساء الخميس 10 فبراير/ شباط
لكن السيد جمال أقنع والده بمحاولة أخيرة، وهي الخروج على الناس بحزمة إجراءات إصلاحية جيدة، مع نقل الصلاحيات إلى نائب الرئيس عمر سليمان.. وبقي السؤال: ماذا يقول الرئيس في البيان؟.
اقترح بعض المقربين من الرئيس أن يكون البيان ناعما وعاطفيا، لكن كان لجمال مبارك رأي آخر,، أدخله على البيان، فخرج بالشكل الذي أشعل حريقا مرعبا من الغضب في الصدور والعقول، وفشلت المحاولة، وجاءت لحظة النهاية. قرار تكليف القوات المسلحة بعمل الرئيس.