الغربة ..........

ياربي ..هده هي ضريبه الغربه يااخواني ..ادكر مره ولااريد ان ازيد من الامكم ولكن اريد من دكرها ان تصبروا ...لقد مرض والدي رحمه الله مرض الفراق ..وقتها كنت في السعوديه وتحديدا في مدينه الخبر ..وكان لزاما علي النزول ..واشترط علي المدبر السعودي للشركه ان انزل وحدي واترك زوجتي وابني ..لانه متأكد اني سوف اتعاطف مع مرض والدي ولن اعود للشركه ..ووافقت واغلقت الشقه بالمفتاح عليهما وكنا وقتها وقت حرب ونزلت الي البلد لوداع والدي ...واصر الجميع علي سفري بعد حوالي 4 ايام وكان الوالد يحتضر واتصلت زوجتي تبكي لعدم نزولها لوداع والدي وتبكي من خوفها من اصوات صفارات الاندار وكنت بين ناريين ..والدي الدي يحتضر في مصر وزوجتي وابني محمود في السعوديه ..ودفعوني دفعا في العربيه للسفر ..وظللت ابكي حتي وصولي الي السعوديه..وتوفي الوالد وانا لست بجواره ...
ولكني انصحكم الان ان تحددوا النهايه بمجرد وصولكم الي بلاد الغربه وان تكتبوا متي السفر الي وطنكم وارجوكم الا تتاخروا عن هده الساعه ولا ثانيه واحده لان عمركم سوف ينتهي وراء البحث عن الماده ...اطلبوا الضروريات فقط ...هدا مافعلته بالفعل ..علي الرغم من مضاعفه راتبي اضعاف عند ابائي رغبتي في النزول ولكني قد قررت ...اصبروا حتي تحققوا الضروريات ..ويكون لديكم القليل للبدء في مصر فهي بلدكم ...ومصر الان تتغير والقادم افضل ان شاء الله ..
تحياتي لكما

كتبت تلك الكلمات فى ساعة من ساعات الحنين والشوق الى وطنى ... ولا يعجب احدكم .. فقد قيل قديما ... حب الوطن من علامات العقل .... ولم احسبنى وحدى .. فاذا انا يشاركنى الاخ الفاضل المهندس جودة .... والاستاذ المهندس عبد الله العمرى ... ليس ذلك فقط بل القوا لى بحبل من التأسى ....تذكرت من خلاله بقول الخنساء ...
ولولا كثرت الباكين حولى ..... على اخوانهم لقتلت نفسى
ولا يبكون مثل اخى ولكن ..... اعزى النفس عنه بالتأسى

ولكم اشعرنى مهندسنا الكبير براحة ... حين قص لى قصته مع الغربه ... وليس من سمع كمن عاين ...وانا عاينت وعانيت.. مثلك استاذى الفاضل ...
لك ....