الوعد
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة و الاخوات الاعزاء :
إخلاف الوعد من أسوأ الصفات التي يبتلى بها الإنسان المتحضر السوي، و المسلم الذي يعد إخلاف الوعد من صفات المنافقين التي عددها رسول
الله صلى الله عليه و سلم بقوله : آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان (متفق عليه)، وفي رواية لمسلم : وإن
صام وصلى وزعم أنه مسلم .
فما ينبغي للإسلاميين أن يتورطوا في إخلاف الوعد، مهما كانت الظروف والأحوال والضغوط، بل ينبغي أن يكونوا رجالا يحترمون كلمتهم، ويوفون
بعهودهم، ويوفون بالتزاماتهم، مهما جر عليهم ذلك من أضرار ومضايقات وإحراجات، لأن الوفاء بالوعد تأكيد لصحة إسلامهم ونقاء سريرتهم
من النفاق، ودليل على قوة شخصيتهم ورجولتهم، وعلى رقي هم وسمو منزلتهم، وما يتهاون بالعهد أو بالوعد إلا إنسان في دينه رقة، وفي
تكوينه الخلقي خلل، وفي شخصيته ضعف، وفي طبعه التواء، وفي تربيته الاجتماعية تدن وانحطاط.
وأغلب الحالات التي نجد فيها بعض الإسلاميين يتورطون في إخلاف الوعد هي الحالات التي ينزغ فيها الشيطان بين الإخوة، لخلاف في وجهات
النظر، أو لتباين في المواقف والاجتهادات، وقد تكون تلك الاختلافات مبنية على أوهام وتخيلات وسوء ظن أكثر مما هي مبنية على تقصي
الحقائق والاحتكام إلى منطق الشرع، ففي مثل هذه الحالات يذر قرن الفتنة، وتبرز سخائم النفوس، ويعلو صوت الانتصار للنفس، ومن هنا
يتردى بعض الإسلاميين في حمأة الخلاف، فلا يوفون بوعود قطعوها على أنفسهم، ويتنصلون من عهود سجلوها بأيديهم، وقد يكونون قد وقعوا
عليها بأسمائهم.
وأحسب أن هؤلاء الإخوة، بعد انقشاع الفتنة، قد أحسوا في قرارة نفوسهم بتأنيب الضمير على إخلافهم الوعد، وتمنوا أن لم يتورطوا في
الوقوع فيه.
لقد جاء هدي الإسلام يؤصل خلق الوفاء بالوعد في نفوس المسلمين والمسلمات، وعد هذا الخلق العالي من أصل الأخلاق الإسلامية، ومن أكثرها
دلالة على صحة إيمان المسلمين والمسلمات، وحسن إسلامهم، وقد جاءت بذلك الآيات والأحاديث الكثيرة، تحض على التحلي بهذا الخلق، وتشير
إلى أنه من علامات الإيمان : يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود (المائدة: 1) . وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا (الإسراء: 34).
وجاء العهد في النظم القرآني مضافا إلى الله، فاكتسب بتلك الإضافة الجلالة والقدسية والاحترام، ووجب الوفاء به، مهما تكن الظروف
والأحوال : وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم . (النحل: 91).
وإخلاف الوعد، والتحلل من العهد، من المقت السيء الكبير الذي كرهه الله لعباده المؤمنين، ولم يرض لهم أن يسفوا إليه، ولذلك جاء خطابه
لمن تورطوا فيه بصيغة إنكار معاتب مؤنب : يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون .
(الصف: 9) ، وعد رسول الله صلى الله عليه و سلم إخلاف الوعد من صفات المنافقين، كما رأينا في الحديث المتفق عليه الذي ورد آنفا .
إن حسن إسلام المرء لا تؤكده العبادات التي يقوم بها من صيام وصلاة وحج فحسب، وإنما يؤكده تفاعل نفسيته بتعاليم الإسلام وقيمه وأخلاقه،
ومن أبرزها الوفاء بالوعد، فليسأل كل أخ نفسه: هل تحقق فيه هذا الخلق العظيم من أخلاق الإسلام؟ فإن كان الجواب بالإيجاب، كان هذا الأخ
حقا من الإسلاميين الصادقين.
الموضوع للمناقشة
حيث اننى قد شاهدت بنفسى ان الوعد عند كثير من الاشخاص اصبح غير ذات اهمية
ولكم منى جزيل الشكر
منقول
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة و الاخوات الاعزاء :
إخلاف الوعد من أسوأ الصفات التي يبتلى بها الإنسان المتحضر السوي، و المسلم الذي يعد إخلاف الوعد من صفات المنافقين التي عددها رسول
الله صلى الله عليه و سلم بقوله : آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان (متفق عليه)، وفي رواية لمسلم : وإن
صام وصلى وزعم أنه مسلم .
فما ينبغي للإسلاميين أن يتورطوا في إخلاف الوعد، مهما كانت الظروف والأحوال والضغوط، بل ينبغي أن يكونوا رجالا يحترمون كلمتهم، ويوفون
بعهودهم، ويوفون بالتزاماتهم، مهما جر عليهم ذلك من أضرار ومضايقات وإحراجات، لأن الوفاء بالوعد تأكيد لصحة إسلامهم ونقاء سريرتهم
من النفاق، ودليل على قوة شخصيتهم ورجولتهم، وعلى رقي هم وسمو منزلتهم، وما يتهاون بالعهد أو بالوعد إلا إنسان في دينه رقة، وفي
تكوينه الخلقي خلل، وفي شخصيته ضعف، وفي طبعه التواء، وفي تربيته الاجتماعية تدن وانحطاط.
وأغلب الحالات التي نجد فيها بعض الإسلاميين يتورطون في إخلاف الوعد هي الحالات التي ينزغ فيها الشيطان بين الإخوة، لخلاف في وجهات
النظر، أو لتباين في المواقف والاجتهادات، وقد تكون تلك الاختلافات مبنية على أوهام وتخيلات وسوء ظن أكثر مما هي مبنية على تقصي
الحقائق والاحتكام إلى منطق الشرع، ففي مثل هذه الحالات يذر قرن الفتنة، وتبرز سخائم النفوس، ويعلو صوت الانتصار للنفس، ومن هنا
يتردى بعض الإسلاميين في حمأة الخلاف، فلا يوفون بوعود قطعوها على أنفسهم، ويتنصلون من عهود سجلوها بأيديهم، وقد يكونون قد وقعوا
عليها بأسمائهم.
وأحسب أن هؤلاء الإخوة، بعد انقشاع الفتنة، قد أحسوا في قرارة نفوسهم بتأنيب الضمير على إخلافهم الوعد، وتمنوا أن لم يتورطوا في
الوقوع فيه.
لقد جاء هدي الإسلام يؤصل خلق الوفاء بالوعد في نفوس المسلمين والمسلمات، وعد هذا الخلق العالي من أصل الأخلاق الإسلامية، ومن أكثرها
دلالة على صحة إيمان المسلمين والمسلمات، وحسن إسلامهم، وقد جاءت بذلك الآيات والأحاديث الكثيرة، تحض على التحلي بهذا الخلق، وتشير
إلى أنه من علامات الإيمان : يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود (المائدة: 1) . وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا (الإسراء: 34).
وجاء العهد في النظم القرآني مضافا إلى الله، فاكتسب بتلك الإضافة الجلالة والقدسية والاحترام، ووجب الوفاء به، مهما تكن الظروف
والأحوال : وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم . (النحل: 91).
وإخلاف الوعد، والتحلل من العهد، من المقت السيء الكبير الذي كرهه الله لعباده المؤمنين، ولم يرض لهم أن يسفوا إليه، ولذلك جاء خطابه
لمن تورطوا فيه بصيغة إنكار معاتب مؤنب : يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون .
(الصف: 9) ، وعد رسول الله صلى الله عليه و سلم إخلاف الوعد من صفات المنافقين، كما رأينا في الحديث المتفق عليه الذي ورد آنفا .
إن حسن إسلام المرء لا تؤكده العبادات التي يقوم بها من صيام وصلاة وحج فحسب، وإنما يؤكده تفاعل نفسيته بتعاليم الإسلام وقيمه وأخلاقه،
ومن أبرزها الوفاء بالوعد، فليسأل كل أخ نفسه: هل تحقق فيه هذا الخلق العظيم من أخلاق الإسلام؟ فإن كان الجواب بالإيجاب، كان هذا الأخ
حقا من الإسلاميين الصادقين.
الموضوع للمناقشة
حيث اننى قد شاهدت بنفسى ان الوعد عند كثير من الاشخاص اصبح غير ذات اهمية
ولكم منى جزيل الشكر
منقول