ماذا لوكان للذنوب رائحة لاتزول حتى
بعد الغسل؟
تخيلوا لوكان كل إنسان منا حينما يذنب
تفوح منه رائحة ذنوبه ولا
يستطيع أبدا أن يزيلها حتى بالغسل؟
فماذا كنا سنفعل حينها ؟؟!
وهل تتوقع أخي أن هناك من يستطيع
الإقتراب منك إذا كانت تفوح منك
رائحة ذنوبك التي تزداد بشاعة كلما غرقت أكثر في معاصيك ؟ هل تتخيل
منظرك والناس يبتعدون عنك ويمسكون
أنوفهم بأصابعهم حينما تقترب
منهم ؟؟!
وإذا كان هذا يحصل فعلا فهل سنستمر
بمعاصينا ؟؟! وهل سنحتمل رائحة
أنفسنا التي قد لايطيقها حتى أحب الناس
إلينا؟!
سؤالي الثاني :
ماذا لو كانت العقوبة على الذنب
( سواء أكانت النار والعياذ بالله أو
غيرها ) تأتي بعد القيام به مباشرة ،
فهل كنا سنقوم به حتى لو كانت
العقوبة سريعة وغير مؤجلة ؟ ولماذا
ننسى أن تأجيل العقوبة لا يعني
نفيها ؟
الآن أطلب منك أن تتخيل أن للذنوب فعلا
رائحة وعقوبة عاجلة وتجيب
هل تتجرء وتقوم بها ؟ وهل تستطيعون
الإقتراب من الناس بكل ثقة
وتجلس معهم دون أن ينفروا من رائحتك؟
أطلب منكن الإجابة على هذا السؤال بينك
وبين نفسك؛ لأن فكرة الموضوع
عبارة عن تذكير لنا فقط بما قمنا به
من أعمال سيئة...
وكذلك أردت أن أقدم لكم بشرى
أظنكم تعرفونها، ولكني مع ذلك سأكتبها
لكم:
إن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ..
عن عبد الله بن مسعود -رضيَ اللهُ
عنهُ- عن النبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- قال:
(( التائب من الذنب كمن لا
ذنب له )). ومن تاب توبة صادقة كفر الله
ذنوبه بل وقلب سيئاته حسنات
﴿ قال تعالى : ** إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ
عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ
سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً **70}
وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ
مَتَاباً }
سبحان الله تخيلوا كل الذنوب والمعاصي
تُغفر ، ماذا أيضا ؟؟؟ تتحول إلى
حسنات بعد التوبة ..
يال سعادتنا إن حصلنا على كل هذا ، ما
أروع ذلك !! حسنات على كل
الذنوب !!
أي رحمة أعظم من هذه الرحمة .... وأي
فضل أعظم من فضل الله على
عباده ..
أسأل الله أن يجعلنا من التوابين ويجعلنا
من المتطهرين .
قال الله سبحانه وتعالى : ﴿ (( قل يا
عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا
تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب
جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ))
، وقال : (( وما كان الله معذبهم وهم
يستغفرون )) .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " سبحان
الله و ولا اله إلا الله
والله أكبر ، ينفضن الخطايا كما تنفض
الشجرة ورقها ". فما أعظم فضل الله
علينا