من خمسة لخمسة ونص وأنا واقف بستناك.. وعينيا عليك بتبص يا حبيبي ومش لاقياك.. تديـني ميعاد في العتبة.. وتجيني في باب اللوق "!!
بهذه الكلمات وغيرها يطل علينا كل يوم أحد المطربين الشعبيين بأغنية يسميها الشباب فيما بينهم بالأغاني "البيئة"، وأنت مطالب بألا تتعجب من كلمات تلك
الأغاني فهي علي الرغم من غرابتها إلا أنها تعبر عن شيء ما تشعر به ولكنك لا تستطيع أن تعرف ما هو بالتحديد!
وكعبو كعبو
فصاحبنا المطرب بتاع الخمسة ونص تجده يسترسل في الأغنية معبراً عن شيء ما في صدره قائلا: "يديني ميعاد في العتبة ويجيني في باب اللوق، مع أنه بجد معايا
واد خفة وشهم وذوق"،
ولك أن تعرف كم تبعد العتبة عن باب اللوق.
كما يوجد مغني أخر يعطي الأخ الكبير والرجل الكبير وكل ما هو كبير حقه حيث يقول "من حق الكبير يدلع" ويؤكد "ده من حق الكبيييييييييير" ولا نعرف بالظبط
كبير في إيه.. كبير في السن ولا في التعليم ولا المقام ولا الفلوس.
ولكن بما إنه كبير فمن حقه أن يصر علي الدلع، ومش محتاج أقولك من أكبر واحد في مصر لكنه بدلا من أن يدلع وبما أنه رب الأسرة اللي إحنا عيال فيها
فأنه "مدلع العيلة كلها" من شرقها لغربها.. ربنا يزيده ويدلعنا أكثر وأكثر.
وبما أن "القفا" الذي غنا له محمود عبد العزيز في فيلم "الكيف" في ظل النظام الحالي أصبح لا يحتمل أي شيء آخر غير "السك"، جاء مطرب عبقري ليطربنا
بجمال "كعب حبيبه" وذلك في تمرد واضح على العيون والشعر والشفايف.
ويسمعنا أبدع الكلمات قائلاً: "يا كعبو كعبو ناديني وأنا ألاعبو"، ويمضي ساردا حكايته لما خرج مع حبيبته "دخل الجنينة ودخلت معاه، أكل التفاح وأكلت معاه"،
ولست أعرف لماذا اختار التفاح بالذات.. هل لكي يثبت أنه واد معاه فلوس ويقدر يجيب تفاح لحبيبة القلب!!
بيئة
وبات "إحدى أخوات كان هي وأصبح وأمسى" من العادي أنك تجد زميلتك في العمل أو النادي، التي ترتدي افخر الثياب وتستقل عربية ولا نجمات السينما، وتقول لك
وعلامات الإعجاب ترتسم على شفاها "سمعت أخر أغنية بيئة طحن"!!.
وهنا تجد نفسك مصدوما كيف لهذه البنت الجميلة، التي لولا الملامة لأطلقت عليها لقب "مزة" بكل فخر وثقة، أن تلوث أذناها بهذا الكلام البذيء البيئة!
ولكن ليست هذه هي الفتاة، المزة" المودرن الوحيدة التي تسمع الأغاني البيئة فالكثير من الشباب والفتيات، بتوع اليومين دول، يسمعون تلك الأغاني في الأفراح
وأعياد الميلاد والحفلات وينسجمون معها بشدة، فهي لم تعد فقط مقصورة على شباب المناطق الشعبية.
شعبان في البرلمان
لم ينجح أحد من أهل المغني في معرفة سر تلك الأغاني ولماذا تنتشر بين كل الأوساط الفقيرة والغنية، لدرجة أن واحداً مثل شعبان عبد الرحيم نجح في كسب حب
الناس، حتى لو سميته تعاطف أو أي شيء آخر، له سواء الفقير والغني والجاهل والمتعلم.
بل إن بعض المثقفين يفتخرون بأنهم يسمعون شعبان عبد الرحيم ويعلنون ذلك رغبة في اكتساب بعضاً من حب الناس له، كما فعل أحد مرشحي الحزب الوطني في
انتخابات مجلس الشعب الماضية الذي أقام حفلاً غنائياً أحياه شعبولا قبل أن يعرض برنامجه الانتخابي.
وكر الأغاني
هناك أماكن بعينها تعتبر وكراً لتك الأغاني فإذا كنت ممن لا يفضلون هذه الأغاني "الهابطة" فأنصحك بالابتعاد عنها إلي الأبد، ويأتي في مقدمة هذه
الأماكن "الميكروباص" ذلك الإختراع الذي يسيطر عليه شباب المناطق العشوائية أصحاب الريادة في تلك الأغاني والذين لا تكاد تخلو سياراتهم من واحد أو أكثر من
تلك "الشرائط".
وأيضاً يجب عليك أن تبتعد عن محلات "عصير القصب"، وإذا كان لابد وأن تشرب عصير روح عند أي بقال وهات أي معلبات، كذلك ابتعد فوراً عن محلات وكالة البلح
والباعة الذين يفترشون الأرض وخاصة من يبيعون شرائط الكاسيت، فهم أس البلاء علي رأي مش عارف مين..
وليس هناك داعي أن أقول لك تجنب دعوات أصدقائك وجيرانك وأقاربك على الأفراح وأعياد الميلاد وأي حفلة في أي مناسبة، يعني تعيش مدفون في غرفتك، وكذلك لا
تذهب إلى افتتاح أي محل تجاري لأي أحد حتى لو كان أخوك وبالطبع ابتعد عن محلات الميكانيكية والنجارين وما شابه ذلك.
هذا فضلاً عن أنك لا بد أن تسأل في البداية أصحابك حتى الـ "class" منهم، أصحابك اللي مش بيئة يعني، " هل تسمعون الأغاني البيئة" وإذا وجدت منهم من يستمع
لها فأنصحه بالابتعاد عنها أو ابتعد أنت عنه إذا كان لا يستطيع فراقها.
أما إذا كنت من محبي سماع تلك الأغاني وكنت من جمهورها نقدم لك أهبط 5 أغاني بيئة..
من خمسة لخمسة ونص
وماأجمل ان تقود موتوسيكل وتضع عليه جهاز كاسيت وخمس سماعات وتمشى بالبلدة الساعة 2 صباحا وترفع الصوت الى اقصى درجة ( اللهم اهدى كل عاصى )
هناك الكثير ممن يستمعون الى الاغانى ولم يعد هناك تذوق فأنت مجبر فى الاستماع اليها ان لم يكن فى الشارع او وسيلة المواصلات او الافراح التى يستمتعون فى
تشغيل اكثر الاغانى بذائة فكيف وصلنا الى ذلك الانحدار .
اما عن نفسى فأنا واثق تمام الثقة بأن الاغانى بكافة اشكالها حرام الا ماأباحها الدين الاسلامى فى مناسبات الزواج او الانشاد الدينى او المناسبات المباحة
واظن ان الكثير منا قد عانى من اثار تلك الاغانى ومن الفوضى فى تشغليها داخل بلدة امياى من بعض الاشخاص .
فاللهم ارحمنا فى الدنيا والاخرة