تابعت موخرا كما تابع الكثير منا (( سرقت زهرة الخشخاش)) أي زهرة الحشيش لو لم أكن مخطأ. الغريب فعلا أننا جميعا أ و اكثرنا اكتشف مؤخرا أننا نملك (( هذا الكنز العملاق )) كما أرادوا أن يوهمونا .
أنا شخصيا لم أكن مهتما يوما بلوحات (( دافنشيس )) (( ليناردو)) أو حتى (( محمود خليل )) أو (( محمود مختار)) لأنها ببساطة طرف أبعد ما يكون عن شاب كان يقضي بقية يومه الدراسي على (( القرمة )) أو (( مكفي على الطريحة)) و يمكن على (( أضواء اللمبنة أم شريط أو الكلوب)) . فكنت و مازلت أعتقد اعتقادا شخصيا اننا نعيش نحن السواد العظم من هذا الشعب في جانب و (( هم )) في جانب آخر نهائيا.
الغريب في الأمر أنه أثناء سير تحقيقات النيابة في هذه القضية التي (( هزت عرش مصر)) تم استدعاء (( الحابل و النابل)) و كل من له علاقة باسم (( متحف محمود خليل )) و مسئولي (( وزارة الثقافة)) و تناثرة أخبار قوية عن استدعاء (( الوزير المبخل فاروق حسني)).مع أن الأمر لا يتعلق مطلقا بارتفاع اسعار (( البطاطس)) أو (( البامية )) أو أن (( كيلو اللحم تخطى حاجز 50 جنية)). فكيف تكلم من لا يستطيع ان يأكل هذه اللحمة أو يسمع عنها فقط و يشاهدها في مسلسلات رمضان عن (( الابداع و زهرة الخشخاش))، أو حتى زهرة (( البنفسج)) و هنا عرفت لماذا كانت دائما تغني الساندريلا (( الدنيا ربيع و الجو بديع قفلي على كل المواضيع )) فيبدو ان مسئولا كان يريط أن يقفل على ما يلقاه الموظفين من (( فسيخ فاسد أو استدانة من اجل أن يمر هذا اليوم)) فاراد ان يقطع علينا أي شكوى و يقفل على كل المواضيع.
و خلال هذه الأيام و في نفس صفحة الحوادث التي يتصدرها (( بركان وزارة الثقافة)) و يحقق فيها (( النائب العام بشخصه)) تجد عنوان جانبي يقول (( حفظ التحقيق في بلاغ أرض مدينتي)) .و أنه سوف يتم تشكيل لجنة من قبل (( الحزب الوطني لمراجعة أرض مصر اسكندرية الصحراوي)) و طبعا معروف أننا في مصرنا الحبيبة عندنا كلمات أصبح وقعها الموسيقي مألوف على مسامعنا جميعا مثل (( تشكيل لجنة من المحافظ )) أو (( تشكيل لجنة من الحزب الوطني )) أو حتى (( تشكيل لجنة من المبجلين أعضاء مجلس إدارة نادي الزمالك)) .
و لأننا في بلد (( زهرة الخشخاش و حفظ التحقيق مع إبراهيم سليمان )) فقط دار في ذهني مباشرة (( و قد حدث بالفعل )) سيناريو (( الاعتذار لجدو )) و على الفور تخيلت (( النائب العام يعتذر بنفسه للمهندس إبراهيم سليمان على تقديم 5 مليون متر مربع بالمجان للأخ المسكين و المسكين جدا هشام مصطفى ))لأنه فعلا كان من ضحايا (( الدويقة على ما اسعفتني ذاكرتي الضعيفة)).
بالفعل لابد أن نعتذر جميعا لجميع (( عائلة طلعت مصطفى و المهندس إبراهيم سليمان على ما اصبناه من جرم عظيم في حقهم جميع )) تماما مثلما (( اعتذر المجلس الموقر للمهذب و الخلوق جدا الذي يحفظ العقود و العهود جدو)) و لابد أن ننسى انه تم سلب (( 5 مليون متر فقط )) او (( مدينة متكاملة المرافق على أرض مصرية )) من بين أيدينا .ولابد أيضا أن يتم محاسبة جميع المقصرين عن (( الفاجعة الكبرى )) التي أثرت على (( نفسية المثقفين )) و أصابت (( اولاد الكابر و المهتمين بفن دافنشي )) بضيق شديد (( لضياع كنز زهرة الحشيش من مصر)).و ذلك حتى يستطيع جدو ان يصعد إلى كأس العالم.
حقا كما قال المتنبي
و كم في مصر من المضحكات ، ولكنه ضحك بالكباء.
معذرة على الإطالة و التشعب لأنها فعلا (( بلدي و احبها بشدة و اتمنى لها الخير و أن يوفق مسئولوها لما فيه الخير لأبنائها الحقيقيين )). تقبلوا مروري و .