أقصد بالسيادة حصول الإنسان على منزلة يقود فيها الخلق، ويتولى على الناس بشيء من المناصب والزعامات، و عمر -رضي الله عنه- تنبه لهذا الأمر الذي سيؤول إليه بعض الناس، ويجني المجتمع من توليهم إما المنافع أو المضار، فقال رضي الله عنه محذراً ومذكراً: "تفقهوا قبل أن تسودوا" (رواه البخاري معلقاً بصيغة الجزم في العلم باب الاغتباط في العلم والحكمة عن عمر موقوفاً، وابن أبي شيبة في المصنف كتاب الأدب (5/284)، والدارمي في المقدمة (250)، والبيهقي في الشعب (2/253) )، وقال الراغب الأصفهاني كلاماً نفيساً في التعليق على هذه الحكمة العمرية: "تنبيها أنكم لا تصلحون للسيادة قبل معرفة الفقه والسياسة العامة، ولأن السائس يجري من المسوس مجرى ذي الظل من الظل، ومن المحال أن يستوي الظل وذو الظل أعوج، ولاستحالة أن يهتدي المسوس مع كون السائس ضالاً". (الذريعة إلى مكارم الشريعة، بتحقيق د. أبو اليزيد العجمي ص92، 93).
عند التأمل في هذا النص العجيب لعمر رضي الله عنه، نجد التفسير لكثير من المخالفات والحماقات التي تحدث من الرواد بسبب نقص الفقه في الدين و ضعف الحكمة في التعامل مع الواقع، والفقه المطلوب هنا أعم وأشمل وأعمق من الحفظ أو الفهم المجرّد للمعنى، لذا كان تحصيله شرطاً للسيادة النافعة على الخلق، والواقع اليوم يشهد حاجاتنا لمن أراد أن يتقدم على الخلق في أي ولاية أن يتحلّى بالفقه والحكمة، أبسط هذه الصور عندما نكون في سوق أو مطار، ويحين وقت الصلاة فيتقدم على الناس من يريد إمامتهم، فيصلي بالناس كما لو كان في داره، ويطيل القراءة كأنما سيصلي قيام الليل، مع أن هذه الأماكن لا يصلي فيها إلاّ أصحاب الحاجات المستعجلة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيها الناس، إنكم منفرون، فمن صلّى بالناس فليخفّف؛ فإن فيهم المريض، والضعيف، وذا الحاجة". (رواه البخاري برقم (90) واللفظ له، ومسلم (466)). ومثله ما ورد عن مطرف بن عبد الله بن
عند التأمل في هذا النص العجيب لعمر رضي الله عنه، نجد التفسير لكثير من المخالفات والحماقات التي تحدث من الرواد بسبب نقص الفقه في الدين و ضعف الحكمة في التعامل مع الواقع، والفقه المطلوب هنا أعم وأشمل وأعمق من الحفظ أو الفهم المجرّد للمعنى، لذا كان تحصيله شرطاً للسيادة النافعة على الخلق، والواقع اليوم يشهد حاجاتنا لمن أراد أن يتقدم على الخلق في أي ولاية أن يتحلّى بالفقه والحكمة، أبسط هذه الصور عندما نكون في سوق أو مطار، ويحين وقت الصلاة فيتقدم على الناس من يريد إمامتهم، فيصلي بالناس كما لو كان في داره، ويطيل القراءة كأنما سيصلي قيام الليل، مع أن هذه الأماكن لا يصلي فيها إلاّ أصحاب الحاجات المستعجلة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيها الناس، إنكم منفرون، فمن صلّى بالناس فليخفّف؛ فإن فيهم المريض، والضعيف، وذا الحاجة". (رواه البخاري برقم (90) واللفظ له، ومسلم (466)). ومثله ما ورد عن مطرف بن عبد الله بن