أزمة الكهرباء تتواصل وخسائر بالملايين في المصانع ودعوى باقالة الوزير

يواصل مسلسل إنقطاع التيار الكهربائي عرض حلقاته في جميع المحافظات حتى
مساء يوم الجمعة وبدون سابق إنذار مما زاد من حالة السخط بين المواطنين
وبين التجار والصناع اللذين اغلقوا مصانعهم وتكبدوا خسائر فادحة قدرت
بالملايين في جميع المحافظات.

كما أدى إنقطاع التيار الكهربائي إلى تأثر تدفق مياه الشرب فى
مناطق القاهرة الجديدة والعبور والنهضة والسلام، حيث عانت من انقطاع
المياه، إلى جانب مناطق أخرى بالمحافظات .. وقال العميد محيى الصيرفى،
مدير العلاقات العامة والإعلام بالشركة القابضة ل مياه الشرب والصرف
الصحى، إن انقطاع الكهرباء عن مأخذ محطة مياه الشرب بالعبور تسبب فى
انقطاع المياه عن المناطق، التى تتم تغذيتها عبر محطة العبور.

وبهذا تحولت الأزمة إلى عبء مزدوج بانقطاع الكهرباء والمياه عن
مناطق متعددة بالمحافظات، مما أدى إلى خسائر كبيرة فى مزارع الدواجن بشمال
سيناء، إلى جانب تعطل أجهزة بمستشفيات الإسماعيلية، وأغلقت ورش فى دمياط
أبوابها، فيما تكبدت مصانع بالمحلة الكبرى خسائر كبيرة.

فيما كشف مسؤول بشركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء أن تحكم كهرباء
إدارة الهرم يحتفظ بكشف مدون به أسماء الشخصيات المهمة الذين يقطنون
المنطقة، لعدم قطع الكهرباء عنهم !!.

فى دمياط، استمر انقطاع الكهرباء فى مناطق الأعصر والشرباصى
والنجدة ومدينة فارسكور وبعض قرى الزرقا، مما سبب ارباكا داخل المنازل
وتعطلت الحركة التجارية بورش الموبيليا، حيث اضطرت لغلق أبوابها، واندفع
عدد من الأهالي إلى منطقة الكورنيش هربا من حرارة الجو.

وفى الشرقية، تقدم عدد من الأهالى بشكاوى للمحافظ يحيى عبدالمجيد،
ضد شركة الكهرباء، طالبوه فيها بضرورة التحقيق مع المسؤولين، وتعويض
المتضررين مادياً، فيما هدد أصحاب محال الأسماك بمدينة منيا القمح
بالاعتصام بسبب تلف الأسماك بالثلاجات.

وفى بورسعيد، قال المهندس محمد عجمى، رئيس القطاع الفنى بشركة
القناة للكهرباء: «هناك تعليمات من الوزارة بتخفيض الاستهلاك بنحو أربعين
ميجاوات، أى بما يقدر ربع مساحة بورسعيد، ونضطر لعدم فصل التيار عن
المناطق التى تضم المساجد والمستشفيات والمؤسسات الحيوية.

وفى المنيا، تقدم مئات الأهالى بشكاوى للمسؤولين بالوحدات المحلية
وهندسة الكهرباء لانقطاع الكهرباء عقب أذان المغرب لنحو ساعتين يوميا، مما
يتسبب فى تعطل العمل بالوحدات الصحية ومحطات المياه الارتوازية بالقرى
وزيادة السرقات وحوادث الطرق.

وفى الغربية، تعرض أصحاب الشركات والمصانع بمدينة المحلة إلى خسائر
بالملايين ـ بحسب قولهم ـ نتيجة تعطل خطوط الإنتاج وتوقف العمل لساعات
طويلة وصلت إلى أكثر من ١٥ ساعة يوميا، وأجرى بعضهم اتصالات بكل من
المحافظ عبدالحميد الشناوى، ورئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء، ورئيس قطاع
كهرباء الغربية لاستمرار انقطاع الكهرباء عن المصانع والشركات، وقالوا إن
اتصالاتهم باءت بالفشل نتيجة لاستمرار سياسة تخفيف الأحمال، فيما هدد
أهالى كفر الزيات والمحلة بالاعتصام أمام مكاتب رؤساء المدن، ومن جانبه
اعترف المحافظ بالأزمة، خاصة فى مدينة المحلة، معللا ذلك بزيادة الأحمال.

وفى الإسماعيلية، تصاعد غضب الأهالى بسبب تكرار انقطاع الكهرباء فى
قرى ومدن ومراكز الإسماعيلية، التى وصلت ذروتها بانقطاع الكهرباء عن
مستشفى الإسماعيلية العام، مما أحدث حالة ارتباك بين المرضى والأطباء،
ولجأ أطباء الطوارئ إلى الخروج إلى الساحة الخارجية لاستقبال المرضى، بعد
أن تحول المستشفى إلى ظلام دامس.

وفي باقي المحافظات يتكرر إنقطاع الكهرباء يوميا في مناطق من
القاهرة والجيزة والقليوبية والاسكندرية والدقهلية ومحافظات الصعيد مما
افسد على المصريين بهجة شهر رمضان وزاد من هموم المواطنين وصعوبة الحياة .

ومازال سؤال الرئيس مبارك لوزير الكهرباء يوم السبت الماضي أثناء
افتتاحه محور صفط اللبن: «ليه الكهرباء بتقطع وإحنا عندنا إنتاج كبير؟!»
مستمراً ودون إجابة .. وهذا ما دعا الرئيس مبارك لاجتماع مصغر يوم
الأربعاء الماضي حضره رئيس الوزراء أحمد نظيف ووزير الكهرباء حسن يونس
ووزير البترول سامح فهمي .. ومع هذا مازالت الأزمة مستمرة .. الغريب أن
اجتماع الرئيس لم يخرج عنه شيء إلا مشادة كلامية حادة وقعت بين وزير
البترول، ووزير الكهرباء، فى حديقة مقر رئاسة الجمهورية، عقب لقائهما
الرئيس مبارك، .. قالت مصادر صحفية إن فهمى اتهم يونس بتصعيد الموقف ضده
وتوريطه في أزمة الكهرباء، فى حضور الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء،
وصفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى، اللذين تدخلا لاحتواء التوتر، حتى انتهى
الأمر بتقبيل الوزيرين بعضهما قبل مغادرة مقر الرئاسة.

دون شك إنه اجتماع مهم في ظل تلك الأزمة التي أوصلتنا إليها عشوائية الحكومة .. وبات الناس يصحون وينامون على الإظلام.

وتقدم عبدالرازق محمد عبدالرازق، محام، بإنذار على يد محضر إلى
المهندس حسن يونس، وزير الكهرباء، يتهمه فيه بالتسبب فى تكدير المزاج
العام للمصريين فى رمضان، مشيرا إلى ضرورة زيادة المحطات ورفع القدرة
الكهربية لمواجهة زيادة الأحمال بدلا من مواجهتها بقطع الكهرباء.

وأقام محام بالاستئناف العالي ومجلس الدولة دعوي قضائية ضد رئيس
الوزراء الدكتور أحمد نظيف والدكتور حسن يونس وزير الكهرباء يطالب من
خلالها الأول بإقالة الثاني وإعفائه من منصبه لتقاعسه عن القيام بمهامه
الوزارية والإهمال الوظيفي بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائي.

علاوة على عدم الالتفات إلى مشاعر المواطنين أو إخطارهم بمواعيد
الانقطاع مما تسبب في معاناة نفسية وأضرار مادية جسيمة أصابت قطاعات
تجارية واقتصادية وعانت منها مختلف القطاعات والمؤسسات الخدمية التي عجزت
عن القيام بوظائفها بسبب هذا الانقطاع كذلك معاناة المرضي في المستشفيات
بسبب مسلسل القطع المستمر ومما زاد من معاناتهم مرور مصر بموجة حارة
للغاية تزامنت مع بدء شهر رمضان المبارك.

وأكد المحامي يوسف احمد أن دافعه لرفع الدعوي هو تدخل الرئيس مبارك
شخصيا في الأزمة وهو ما اعتبر اعترافا من قبل القيادة السياسية بوجود خلل
واضح في أداء الوزير وعدم قدرته على معالجة أوجه القصور في وزارته والدليل
استمرار معاناة المواطنين من انقطاع التيار الكهربائي .. ولو حدثت في أي
دولة أخرى بهذا الشكل "المزري" لأطاحت بحكومات كاملة وليس وزير "لم يهتم
بأبناء بلده بل اتهمهم بالسفه الاستهلاكي وعدم الترشيد بسبب استخدام
المكيفات رغم انه قابع في مكتب وزير ولا يعاني من القطع الكهربائي ولا
الحر الشديد".

وأشار صاحب الدعوى إلى أنه من الأضرار السلبية التي أحدثها
الانقطاع المستمر للكهرباء الإساءة إلى سمعة مصر بالخارج حيث تناقلت
وكالات الأنباء أخبار القطع المستمرة ومعاناة الناس منها كذلك تضرر
السائحين منها والظلام التي عانت منه المناطق السياحية مما اثر بالسلب علي
السياحة إضافة إلى الازدياد الملحوظ وارتفاع معدلات الجريمة والسرقة حيث
استغل اللصوص الظلام في السطو علي ممتلكات المواطنين وكلها أمور لا تليق
بحجم دولة مثل مصر عجز الوزير عن القيام بمهامه الوظيفية لذا لا يستحق
منصبه ويجب إقالته والاستعانة بوزير جديد قادر علي معالجة الأزمة وحلها.