دور مصر الإقليمي لم يتراجع..لكن الظروف تغيرت
لا خوف علي حصتنا في مياه النيل.. وهدفنا تعزيز التعاون مع دول الحوض
هناك فجوة في الدخول.. ونسعي لمساعدة الأسر الفقيرة
تعديل القوانين فتح الباب أمام الأحزاب.. للمنافسة في الانتخابات الرئاسية
متابعة: خالد السكران
كان لقاء جمال مبارك بشباب الجامعات والذي عقد بمعهد إعداد القادة بحلوان لقاء بدون خطوط حمراء ولا يمكن وصفه إلا بلقاء القلب المفتوح.. استمع خلاله أمين السياسات إلي أسئلة الطلاب بصدر رحب وأجاب عنها جميعاً.
وكعادته طلب جمال مبارك من الشباب أن يطرحوا من الأسئلة ويثيروا من القضايا ما يشاءون دون أي حرج وأن يتحدثوا في كل شيء وأن يعبروا عما في داخلهم بكل صراحة.. أكد لهم أنه حضر ليستمع إليهم ويتحاور معهم في القضايا الداخلية والخارجية.
قال جمال مبارك في بداية اللقاء: إن الحوار مع الشباب يعني الحوار مع المستقبل. والتعرف علي هموم ومشاكل القاعدة العريضة من أبناء الوطن خاصة أن كل طالب من الحضور يمثل فئة وشريحة في المجتمع بعضهم من النجوع والقري وبعضهم من المدن الكبري ويحمل كل منهم قضية تختلف عن الآخر.
اطمئنان الشباب لجدية الحوار جعلهم يطرحون مشاكلهم بمصداقية وتحدثوا عن السياسة الداخلية والخارجية ومشاكل المستقبل وموقف مصر من العالم العربي وعلاقاتنا بالدول الكبري وقضايا المياه وانتخابات مجلس الشوري وانتخابات مجلس الشعب والتعديلات الدستورية والأوضاع الاقتصادية وصراع القوي السياسية وفرص العمل والتشغيل والخصخصة وقضايا الفساد والخدمات.
كما رد جمال مبارك علي العديد من الأسئلة المتعلقة بتنمية الصعيد وإدارة الأصول المملوكة للدولة وكيفية تطويرها وتحدث عن دور مصر الإقليمي وعن المعونة الأمريكية لمصر وعن الجهود المصرية لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
الحراك السياسي
وفي هذا الإطار أكد جمال مبارك الأمين العام المساعد أمين السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي أن النقاش والحراك السياسي الذي يشهده المجتمع المصري اليوم ما كان يمكن أن يحدث لو لم تكن هناك أجندة للإصلاح السياسي يتبناها الحزب والحكومة منذ عدة سنوات تمثلت في التعديلات الدستورية وتعديل العديد من القوانين التي كان من شأنها فتح الباب أمام الأحزاب للمنافسة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية وانطلقت بحرية التعبير إلي آفاق جديدة.
قال أمين السياسات خلال اللقاء مع القيادات الطلابية المشاركة في المعسكر التثقيفي الصيفي للشباب بمعهد إعداد القادة بجامعة حلوان في حوار مفتوح أداره الإعلامي عبداللطيف المناوي إننا نمر بمرحلة هامة تتطلب منا طرح رؤي جديدة للمستقبل والقيام بتقييم ذاتي لما تحقق خلال الخمس سنوات الماضية وأكد أننا لا نزال نواجه عدداً من المشاكل والتحديات ومنها ما يتعلق بالمشاركة السياسية والعملية الانتخابية.
قال أمين السياسات: إن قضايا حقوق الإنسان بمفهومها الواسع والذي يتضمن الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية محل اهتمام الحزب وتم تبني العديد من التشريعات التي تدعم منظومة الحقوق.. أشار إلي أننا لم نصل بعد إلي ما نأمله بالنسبة لثقافة وممارسة حقوق الإنسان ولابد أن نستمر في التصدي كمجتمع لكشف حالات التجاوز في حقوق الإنسان وإذا ما ثبت جديتها لابد أن نحتكم للقانون وفقاً للنصوص القانونية والدستورية التي تتيح ذلك وأكد أهمية احترام كافة مؤسسات الدولة لحقوق الإنسان.
الأوضاع الاقتصادية
وفيما يخص الأوضاع الاقتصادية. أكد أمين السياسات أننا نسير في الطريق الصحيح. ونقف علي أرض صلبة. ولكن لانزال نواجه التحديات المتعلقة بتوفير المزيد من فرص العمل. وتوزيع عائد النمو بشكل أفضل ومحاربة الفقر. وأشار إلي أنه لايزال هناك فجوة في الدخول. وأمامنا جهود كثيرة مطلوبة لمساعدة الأسر الفقيرة علي الخروج من دائرة الفقر.
ذكر أمين السياسات أن الشهور القادمة سوف تشهد صراعاً للأفكار بين القوي السياسية المختلفة حول الرؤي للمستقبل. أكد أنه لا يمكن أن يكون هناك إجماع علي كافة القضايا المطروحة علي المجتمع. وأن الاختلاف هو سمة البشر. وأمر طبيعي في العمل السياسي.. وأشار إلي أهمية تجاوز لغة العموميات. وضرورة تقديم رؤي تفصيلية ترتبط بالواقع. وتضع برامج وآليات محددة للتنفيذ.. كما أكد علي ضرورة توفير المعلومات أمام الشباب لكي يستطيع أن يبلور وجهة نظره حول ما يحدث في مجتمعه. ودون فرض أي آراء عليه.
القطاع الخاص
وفي رده علي أسئلة الطلاب. أشار أمين السياسات إلي تزايد دور القطاع الخاص والذي أصبح يمثل 70% من قوة العمل في مصر. وقام بالمساهمة في خلق غالبية الوظائف الجديدة التي تم توفيرها خلال الخمس سنوات الماضية والتي تجاوزت 7.3 مليون فرصة عمل. ودعا الشباب إلي عدم التمسك بفكرة العمل الحكومي. والبحث عن فرص جديدة في القطاع الخاص سواء في الشركات أو من خلال مبادرات وأفكار جديدة. وأكد علي أن الاقتصاد المصري يتسم بالتنوع ولا يعتمد علي قطاع إنتاجي واحد. مؤكداً أهمية الاستمرار في جهود الإصلاح الاقتصادي. وأهمية المنافسة الاقتصادية التي تؤدي إلي تطور المنتج المحلي وفتح أسواق خارجية للتصدير.
أوضح أمين السياسات أنه تم مضاعفة الصادرات المصرية في السنوات الأخيرة. وأننا لابد أن نستهدف الاستمرار علي هذا الطريق وكذلك زيادة الناتج القومي خلال الخمس سنوات القادمة. وأشار إلي أن الإصلاحات الاقتصادية التي تبناها الحزب والحكومة حمت البلاد من آثار الأزمة الاقتصادية العالمية والتي كان يمكن أن تؤدي إلي انهيار القطاع المصرفي وارتفاع معدلات البطالة بنسبة كبيرة. كما شهدنا في الكثير من الدول الأخري.
أكد أمين السياسات علي ضرورة التعامل مع قضايا الفساد بشكل حاسم وباستخدام القانون. وأشار بالنسبة لموضوع تضارب المصالح إلي أن لدينا بالفعل قوانين تتعامل مع أية تجاوزات. وأجهزة مسئوليتها أن تراقب وتحاسب. مضيفاً أن أي مسئول يمكن أن يحاكم استناداً للقوانين الحالية إذا ثبت تورطه في وقائع فساد.
وبالنسبة لموضوع الخصخصة أشار أمين السياسات إلي أن بعض الشركات التي انتقلت ملكيتها للقطاع الخاص تعاني من بعض المشاكل. ولكن هناك شركات كثيرة أخري أدي انتقالها للقطاع الخاص إلي زيادة إنتاجيتها وزيادة دخول العاملين بها. وأشار إلي أن الحكومة تتبع الآن أسلوباً جديداً في إدارة الأصول المملوكة للدولة. وتسعي إلي تطويرها وضخ المزيد من الاستثمارات فيها.
التحدي الكبير
أكد أمين السياسات علي أهمية تطوير الخدمات. وأنه حدث تقدم كبير في توفير وتحسين جودة العديد من الخدمات التي تقدمها الدولة خاصة إنشاء المدارس والوحدات الصحية وتوفير مياه الشرب. وأشار إلي التحدي الكبير الذي لايزال قائماً في قطاع الصرف الصحي. مضيفاً أن قطاع البنية الأساسية شهد طفرة كبيرة خلال السنوات الأخيرة بفضل ضخ حوالي 40 مليار جنيه في مشروعاته.
أشار إلي أن الحزب يستهدف مد مظلة التأمين الصحي إلي كافة المواطنين وتحسين جودة الخدمات الطبية من خلال قانون جديد للتأمين الصحي. ويبحث الآن في توفير الموارد المالية لتحقيق هذا الهدف. كما أشار إلي اهتمام الحزب والحكومة بالتنمية في الصعيد. مشيراً إلي مشروعات مد الطرق كطريق الصعيد البحر الأحمر. وفتح شرايين جديدة للاستثمار. ووصول الغاز الطبيعي حتي أسوان.
القضايا السياسية
وحول القضايا السياسية. أكد أمين السياسات وجود عدد من التحديات المرتبطة بالعملية الانتخابية. خاصة ما يتعلق بنسب المشاركة فيها. وأشار إلي أن الحزب تبني زيادة عدد لجان التصويت وتقليل عدد المسجلين في كل لجنة لضمان سهولة قيام الناخب بالتصويت. كما أشار إلي أن عدداً من المشاكل يرتبط بسلوكيات المرشحين من كافة الأحزاب والقوي السياسية. وأن تعديلات قانون مباشرة الحقوق السياسية وضعت ضوابط للتعامل مع هذه الممارسات. وأكد علي ضرورة تطبيق هذه الضوابط. كما أكد أن الحزب سوف يقوم بالتدقيق في اختيار مرشحيه لمجلس الشعب علي أسس السمعة الطيبة والكفاءة والشعبية.
برنامج انتخابي
أشار أمين السياسات إلي أن له مهمة محددة داخل الحزب يحددها نظامه الأساسي. وذلك من خلال أمانة السياسات التي تقوم باقتراح أفكار جديدة والمشاركة في صياغة السياسات العامة بالتنسيق مع الحكومة. مضيفاً أن الأفكار والسياسات التي تطرحها أمانة السياسات يتم عرضها ومناقشتها بعد ذلك مع المستويات الأعلي في الحزب. وذكر أن الحزب يعكف علي إعداد برنامج انتخابي عام لمجلس الشعب. بالإضافة إلي طرح برامج محلية علي مستوي كافة الدوائر للتعامل مع مشاكل وتطلعات أبناء كل دائرة. وأشار أخيراً إلي أهمية البعد الثقافي في الإصلاح. وأنه لا يمكن تحقيق تنمية بدون تطوير منظومة القيم التي تعوق التقدم.
دور مصر الإقليمي
وحول قضايا السياسة الخارجية. أكد أمين السياسات أن دور مصر الإقليمي لم يتراجع وهو محل تقدير كافة الأطراف الدولية. ولكننا نتحدث اليوم عن دور مختلف عما كان سائداً في الستينيات بسبب تغيير الظروف الدولية والإقليمية. وأكد أن الحفاظ علي المصالح المصرية هو المنطلق الأساسي لهذا الدور. وأن مصر تطور علاقاتها بكافة القوي الكبري في العالم وليس بالولايات المتحدة فقط. وأن حجم المعونة الاقتصادية الأمريكية أصبح محدداً جداً بالنسبة لحجم الاقتصاد المصري.
مياه النيل
أشار إلي أنه لا خوف علي حصة مصر في مياه النيل. وهدفنا تعزيز مشروعات التعاون مع دول الحوض لتحقيق مصلحة مشتركة. ولكنه أكد علي ضرورة ترشيد استخدام المياه وتطوير أساليب ري الأراضي الزراعية. وأكد علي أن التفاوض هو السبيل لحل الصراع العربي الإسرائيلي وحصول الفلسطينيين علي حقوقهم المشروعة. وأن مصر تبذل جهداً كبيراً حتي يتم إنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس. وأكد علي أهمية وحدة الصف الفلسطيني وتحقيق المصالح بين فتح وحماس.