(إلى المخدوعين داخل الوطن وخارجه).
قالوا: اعتذرْ عمّا جرى، فأجبتُ: ماذا قد جرى ؟!!
أوَلَمْ تَسـلْ منّا الدمـاءُ بغير ذنـبٍ أنـهُـرا ؟!
أولم نُحاصَرْ في المـدائنِ والشـوارعِ والقُـرى ؟
مَنْ فجَّرَ المـحرابَ، واجتاحَ المسـاجدَ واجتَرا ؟!
مَنْ هـدَّمَ المـدنَ الجريحـةَ فوقَـنا مُسـتكبرا ؟!
مَنْ ذبحَ الأسـرى وهم بقيودهـم واستهـتـرا ؟!
وأبـاحَ قـتـلَ الراكعـيـنَ الساجـديـنَ ودَمَّرا
وأشـاعَ بينَ الجـيلِ أخـلاقَ الدنـاءةِ وافتـرى
فبغيرِ نهـجِ المصـطـفى قـد نَشـؤوهُ ليَفْجُـرا
جعلوا الولاءَ لحزبـهم، وغدا البَرا مُسـتنكَرا ؟!!!
قالوا: اعتذرْ عمّا جرى ، فأجبتُ: ماذا قد جـرى ؟
أنا لسـتُ مَنْ تركَ الحدودَ، وعاد يمشـي القَهْقَرى
وأذاعَ أنَّ الـنـصـرَ حالفَهُ ، وعـاد مُـظـفَّرا
أنـا لـم أُهـدِّدْ بالكـلامِ عدوَّنـا المُتـجـبـِّرا
أنا ما انهزمتُ أمامَه ، ودُعيتُ –بعدُ- غضنفرا ؟!!
قالوا: اعتذرْ عمّا جـرى لـتزورَ أهـلكَ أشـهُرا
لـتـراكَ أمّـُكَ أو أبـوكَ. فليـتَ أنّـي لا أرى
وطـناً يدوسُ كرامـتـي ، وأُذادُ فيه عن الـذُّرا
لا كان لي وطـناً ... وأوْلى أن أظـلَّ مُهـَجَّرا
كي لا أُمـرّغَ جـبهتي الشَّمّا كما فعـلَ الـوَرى
كي لا أُسـاقَ إلى القبـورِ مُقدِّسـاً ذاكَ الثـرى
تأبى عليَّ عقـيدتـي أنْ أرتضي هـذي الفِـرا
وأكـون في هـذا القطـيعِ مُصفِّقـاً ومُصـفِّرا!
هـذا الفسـادُ وما تَـرونَ غداً سـيُصـبحُ أكبرا
مـا دام مـنْ زرعَ الـفسادَ مُـسوَّداً ومُسيـطِرا