محاولة قتل العلامة محمد حامد الفقي رحمه الله، وظهور كرامة له
أبو مارية أحمد بن فتحي الزيني
بسم الله الرحمن الرحيم
، وأصلي وأسلم على خير رسل الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:
فلقد منّ الله عز وجل عليّ بمصاهرة أناسٍ محبين للتوحيد وأهله، ومتعلقين بمجددي السلفية والتوحيد في العصر الحديث تعلقًا عجيبًا قد لا يوصف، كتعلقهم بالعلامة الشيخ محمد حامد الفقي، ومحمد خليل هراس، وعبد الرزاق عفيفي، وغيرهم من مؤسسي ورائدي السلفية في مصر في العصر الحديث، ولاسيما الشيخ الفقي رحمة الله عليه الذي كان لجدهم قصة معه لمحاولة بعضهم قتل الشيخ، ثم ملازمة هذا الجد للشيخ ودفاعه عنه بعد ذلك.
فلما دخلت هذه الأسرة، وعشت معهم، وجدتُ مكتبة عامرة بعدد من الكتب السلفية القديمة القيمة، فسألت عن صاحب المكتبة، فقالوا: هي مكتبة عم عبد الله رحمه الله. (وهو أبو زوجتي).
وهذا الرجل كان ابنًا وثمرةً للحاج (محروس عبد الحي الجمل) الذي حاول مرارًا قتل الشيخ الفقي رحمه الله.
فتحكي لي أم زوجتي أن زوجها عم عبد الله رحمه الله كان وهو طفل صغير يذهب مع أبيه (الحاج/ محروس) للبائعين على الأرصفة وفي الشوارع ليقرأ له اسم (ابن تيمية) و(ابن القيم) من عناوين الكتب؛ فيشتريها الحاج محروس لأنه كان أميّا لا يقرأ ولا يكتب، ثم لما يذهب للبيت يجعل ولده عبد الله يقرأ له ما فيها، ثم شيئًا فشيئًا حفظ رسم كلمة (تيمية) فيذهب يبحث عن الكتب التي عليها هذا الرسم ليشتريها بنفسه، ثم ورَّثها لابنه عبد الله أبي زوجتي الذي صار بعد ذلك يجمع عامة الناس ليعلمهم التوحيد من كتب شيخ الإسلام وابن القيم.
فسألتها.. يا أم، وكيف عرف الحاج محروس ابن تيمية وابن القيم؟!
فقالت: كان في فترة من الفترات قد نشط الشيوعيون في مصر ونشطت الصوفية ونشط الإخوان المسلمون، وفي نفس ذاك الوقت كان قد نشط الشيخ حامد الفقي رحمه الله في تعليم الناس التوحيد، وتأسيس جمعية أنصار السنة لينطلق منها ومن مساجدها معلمًا الناس، رابطًا لهم بمذهب السلف ومنهجهم، محذرًا إياهم من تلك الفرق المنحرفة التي صدّت الناس عن أصول التوحيد، وكان الشيخ الفقي رحمه الله يجلس بالمسجد شارحًا لكتب ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من أهل السنة قديمًا وحديثًا، وكان يجتمع في درسه المئات من التجار، والعمال، والفلاحين، وغيرهم من مختلف فئات الشعب ذاك الوقت.
وكانت هذه الدروس تؤثر في كثير من الناس مما أدى لاغتياظ مناوئي الشيخ لاسيما الشيوعيين الذين كانوا يصدون الناس عن دعوته وعن الحضور عنده، فلما يئسوا عزموا على قتله، فراحوا يبحثون عن أحد يمشي خلفه ليطعنه بسكين ويقتله، فاختاروا من بين الناس الحاج (محروس عبد الحي الجمل) وقالوا له: كيف تسمع هذا الرجل السيء الذي يفرق الأمة؟! وكيف تواظب على دروسه ونحن بحاجة للاستقلال وللحرب ومقاومة الفساد.
و غير ذلك مما نادى به شعب مصر تلك الفترة.
وظلوا به حتى أقنعوه بقتل الشيخ الفقي؛ فأعطوه سكينًا، وقالوا له: استغل أي فرصة واقتله، وأرحنا منه.
وبالفعل، أخذ منهم السكّين ووضعها في جيبه (داخل الجلابية البلدي المعروفة بمصر) وظل يمشي خلفه في كل مكان ليجد فرصة لطعنه.
وذات مرة صعد الشيخ الفقي على المنبر وخطب عن التوحيد فجاء الحاج محروس متربصًا، فجلس تحت المنبر وعزم على طعن الشيخ ما أن ينزل من على المنبر.
فخطب الشيخ وظل يتكلم عن الله عز وجل، ومعرفته بأسمائه وصفاته، وتوحيده بإلهيته، وما أن انتهى الشيخ من الخطبة إلا وقام الحاج محروس مُقبِلا عليه، معانقًا له بشدة، وظل يحتضنه، وعيناه تذرفان، ويقول له: لقد أتيت لأقتلك يا شيخ فسامحني، وما رأيتك إلا وأنت تعرِّفنا بالله ولا تذكر لنا إلا الله، ولا تتكلم إلا عن الله، سامحني يا شيخ.
فتبسم له الشيخ وسامحه وأكرمه وأحسن إليه، وصارت بينهما صُحبة قوية، وصار يمشي مع الشيخ ليدافع عنه ضد من يحاولون قتله من غلاة الصوفية والشيوعية والتكفيريين والإخوان المسلمين وغيرهم من مختلف الفِرق.
وعاش الحاج محروس بعد ذلك محبًّا للتوحيد، مدافعًا عن أهله، حريصًا على كتب التوحيد برغم أميته، مربيًا ولده عبد الله على حب الاعتناء بالتوحيد وأهل التوحيد، إلى أن صار العم عبد الله إمامًا وخطيبًا في أحد المساجد، وكان يجمع الناس ليعلمهم التوحيد كذلك، ويجادل القسيسين والنصارى بالتوحيد، ويحبب المسلمين في التوحيد.
ومات العم عبد الله ابن الحاج محروس متأثرًا بسحر من أسحار القسيسين من كيدهم به، ودعوته التي أثرت عليهم، ولكنه ورّث تلك الكتب السلفية النافعة لأبنائه، إلى أن صارت في أيدينا الآن، و.
فرحمة الله على الجميع، ودمر الله أعداء التوحيد.
ونسأل الله أن نظل موحدين سلفيين، وأن يحشرنا مع خير النبيين محمد الصادق الوعد الأمين.
ما يُستفاد من هذه القصة:
- فضل الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله، ودفاعه المستمر عن توحيد الله، والدعوة إليه، وتقديم الغالي والنفيس في سبيله إذ إنه كان يعلم ويسمع أن كثيرين يريدون قتله، ومع ذلك لم يثنه ذلك عن دعوته، وكان دائم الصبر في سبيل تبليغ دعوة الله عز وجل.
- ظهور كرامة للشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله إذ صار بسببه القاتل محبًّا للتوحيد، حارسًا لأهله.
- كيد أعداء التوحيد والسنة لأهل الحق منذ فجر الدعوة إلى يوم القيامة.
- حسن الخاتمة لأهل التوحيد الخالص، إذ مات الحاج محروس رحمه الله على السنة، وورّث من بعده علمًا نافعًا برغم أميته.
- يبارك الله في أهل وأبناء أهل التوحيد الخالص. يقول الله تعالى: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِن رَّبِّكَ}
- يجعل الله لسان صدق للموحدين عبر الأزمان والدهور، ويخلد ذكرهم، ويبارك فيما خلفوه من نوافع.
وغير ذلك كثير من العبر المستفادة، وإنما هذا ما يسعني ذكره، والله أعلم.
أبو مارية أحمد بن فتحي الزيني
بسم الله الرحمن الرحيم
، وأصلي وأسلم على خير رسل الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:
فلقد منّ الله عز وجل عليّ بمصاهرة أناسٍ محبين للتوحيد وأهله، ومتعلقين بمجددي السلفية والتوحيد في العصر الحديث تعلقًا عجيبًا قد لا يوصف، كتعلقهم بالعلامة الشيخ محمد حامد الفقي، ومحمد خليل هراس، وعبد الرزاق عفيفي، وغيرهم من مؤسسي ورائدي السلفية في مصر في العصر الحديث، ولاسيما الشيخ الفقي رحمة الله عليه الذي كان لجدهم قصة معه لمحاولة بعضهم قتل الشيخ، ثم ملازمة هذا الجد للشيخ ودفاعه عنه بعد ذلك.
فلما دخلت هذه الأسرة، وعشت معهم، وجدتُ مكتبة عامرة بعدد من الكتب السلفية القديمة القيمة، فسألت عن صاحب المكتبة، فقالوا: هي مكتبة عم عبد الله رحمه الله. (وهو أبو زوجتي).
وهذا الرجل كان ابنًا وثمرةً للحاج (محروس عبد الحي الجمل) الذي حاول مرارًا قتل الشيخ الفقي رحمه الله.
فتحكي لي أم زوجتي أن زوجها عم عبد الله رحمه الله كان وهو طفل صغير يذهب مع أبيه (الحاج/ محروس) للبائعين على الأرصفة وفي الشوارع ليقرأ له اسم (ابن تيمية) و(ابن القيم) من عناوين الكتب؛ فيشتريها الحاج محروس لأنه كان أميّا لا يقرأ ولا يكتب، ثم لما يذهب للبيت يجعل ولده عبد الله يقرأ له ما فيها، ثم شيئًا فشيئًا حفظ رسم كلمة (تيمية) فيذهب يبحث عن الكتب التي عليها هذا الرسم ليشتريها بنفسه، ثم ورَّثها لابنه عبد الله أبي زوجتي الذي صار بعد ذلك يجمع عامة الناس ليعلمهم التوحيد من كتب شيخ الإسلام وابن القيم.
فسألتها.. يا أم، وكيف عرف الحاج محروس ابن تيمية وابن القيم؟!
فقالت: كان في فترة من الفترات قد نشط الشيوعيون في مصر ونشطت الصوفية ونشط الإخوان المسلمون، وفي نفس ذاك الوقت كان قد نشط الشيخ حامد الفقي رحمه الله في تعليم الناس التوحيد، وتأسيس جمعية أنصار السنة لينطلق منها ومن مساجدها معلمًا الناس، رابطًا لهم بمذهب السلف ومنهجهم، محذرًا إياهم من تلك الفرق المنحرفة التي صدّت الناس عن أصول التوحيد، وكان الشيخ الفقي رحمه الله يجلس بالمسجد شارحًا لكتب ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من أهل السنة قديمًا وحديثًا، وكان يجتمع في درسه المئات من التجار، والعمال، والفلاحين، وغيرهم من مختلف فئات الشعب ذاك الوقت.
وكانت هذه الدروس تؤثر في كثير من الناس مما أدى لاغتياظ مناوئي الشيخ لاسيما الشيوعيين الذين كانوا يصدون الناس عن دعوته وعن الحضور عنده، فلما يئسوا عزموا على قتله، فراحوا يبحثون عن أحد يمشي خلفه ليطعنه بسكين ويقتله، فاختاروا من بين الناس الحاج (محروس عبد الحي الجمل) وقالوا له: كيف تسمع هذا الرجل السيء الذي يفرق الأمة؟! وكيف تواظب على دروسه ونحن بحاجة للاستقلال وللحرب ومقاومة الفساد.
و غير ذلك مما نادى به شعب مصر تلك الفترة.
وظلوا به حتى أقنعوه بقتل الشيخ الفقي؛ فأعطوه سكينًا، وقالوا له: استغل أي فرصة واقتله، وأرحنا منه.
وبالفعل، أخذ منهم السكّين ووضعها في جيبه (داخل الجلابية البلدي المعروفة بمصر) وظل يمشي خلفه في كل مكان ليجد فرصة لطعنه.
وذات مرة صعد الشيخ الفقي على المنبر وخطب عن التوحيد فجاء الحاج محروس متربصًا، فجلس تحت المنبر وعزم على طعن الشيخ ما أن ينزل من على المنبر.
فخطب الشيخ وظل يتكلم عن الله عز وجل، ومعرفته بأسمائه وصفاته، وتوحيده بإلهيته، وما أن انتهى الشيخ من الخطبة إلا وقام الحاج محروس مُقبِلا عليه، معانقًا له بشدة، وظل يحتضنه، وعيناه تذرفان، ويقول له: لقد أتيت لأقتلك يا شيخ فسامحني، وما رأيتك إلا وأنت تعرِّفنا بالله ولا تذكر لنا إلا الله، ولا تتكلم إلا عن الله، سامحني يا شيخ.
فتبسم له الشيخ وسامحه وأكرمه وأحسن إليه، وصارت بينهما صُحبة قوية، وصار يمشي مع الشيخ ليدافع عنه ضد من يحاولون قتله من غلاة الصوفية والشيوعية والتكفيريين والإخوان المسلمين وغيرهم من مختلف الفِرق.
وعاش الحاج محروس بعد ذلك محبًّا للتوحيد، مدافعًا عن أهله، حريصًا على كتب التوحيد برغم أميته، مربيًا ولده عبد الله على حب الاعتناء بالتوحيد وأهل التوحيد، إلى أن صار العم عبد الله إمامًا وخطيبًا في أحد المساجد، وكان يجمع الناس ليعلمهم التوحيد كذلك، ويجادل القسيسين والنصارى بالتوحيد، ويحبب المسلمين في التوحيد.
ومات العم عبد الله ابن الحاج محروس متأثرًا بسحر من أسحار القسيسين من كيدهم به، ودعوته التي أثرت عليهم، ولكنه ورّث تلك الكتب السلفية النافعة لأبنائه، إلى أن صارت في أيدينا الآن، و.
فرحمة الله على الجميع، ودمر الله أعداء التوحيد.
ونسأل الله أن نظل موحدين سلفيين، وأن يحشرنا مع خير النبيين محمد الصادق الوعد الأمين.
ما يُستفاد من هذه القصة:
- فضل الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله، ودفاعه المستمر عن توحيد الله، والدعوة إليه، وتقديم الغالي والنفيس في سبيله إذ إنه كان يعلم ويسمع أن كثيرين يريدون قتله، ومع ذلك لم يثنه ذلك عن دعوته، وكان دائم الصبر في سبيل تبليغ دعوة الله عز وجل.
- ظهور كرامة للشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله إذ صار بسببه القاتل محبًّا للتوحيد، حارسًا لأهله.
- كيد أعداء التوحيد والسنة لأهل الحق منذ فجر الدعوة إلى يوم القيامة.
- حسن الخاتمة لأهل التوحيد الخالص، إذ مات الحاج محروس رحمه الله على السنة، وورّث من بعده علمًا نافعًا برغم أميته.
- يبارك الله في أهل وأبناء أهل التوحيد الخالص. يقول الله تعالى: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِن رَّبِّكَ}
- يجعل الله لسان صدق للموحدين عبر الأزمان والدهور، ويخلد ذكرهم، ويبارك فيما خلفوه من نوافع.
وغير ذلك كثير من العبر المستفادة، وإنما هذا ما يسعني ذكره، والله أعلم.