اتفقت وجهتا نظر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد
الطيب شيخ الأزهر مع العالم المصري الدكتور أحمد زويل علي العلاقة الوثيقة
بين العلم والدين.
الطيب شيخ الأزهر مع العالم المصري الدكتور أحمد زويل علي العلاقة الوثيقة
بين العلم والدين.
وأنه
لاتعارض بين الاثنين مطلقا, والأمر يتوقف علي كيفية استفادة كل منهما من
الآخر وأكد الدكتور أحمد زويل في مؤتمر صحفي عقده عقب لقائه مع شيخ
الأزهر بمقر المشيخة أن الدولة الإسلامية قامت بكل ازدهارها ونهضتها علي
أساس علمي أفادت به دول أوروبا بأكملها, مشيرا إلي أن العالم العربي قد
أصابه( تجمد فكري) مرجعه عدم القدرة علي تفهم حقيقة الدين الإسلامي
الحنيف, الذي لايعرف( التحجر).
وفسر د.زويل زيارته بأنها تهدف لتهنئة الإمام الأكبر بمنصبه والتي تأخرت
بسبب ظروف غيابه عن مصر.
ووصف اختيار الدكتور الطيب بأنه اختيار مناسب لرجل من رجال العلم,
المتفهم لحتمية العلاقة بين الدين الإسلامي الحنيف وبين التقدم العلمي,
وقال إن طريقة التفكير هذه تعطينا الأمل للمدارس الدينية المستنيرة كمدرسة
الشيخ محمد عبده.
وأوضح أنه بحث مع فضيلة الإمام الأكبر العديد من أوجه التعاون المشترك التي
لم يفصح عنها, مكتفيا بقوله أنها مشاريع مشتركة تشهد النور في
المستقبل, وأساسها الاتفاق علي تطوير التعليم والبحث العلمي وأكد أنه لا
يوجد في الحامض النووي للمسلمين ما يجعلهم رافضين للأفكار الجديدة:
ومن جهة أخرى طالب زويل الحاصل علي جائزة نوبل في علوم الكيمياء لعام1999
في مقال نشرته صحيفة الجارديان البريطانية أمس, والذي تطرق فيه إلي
العلاقات الخارجية الأمريكية وتحديدا مع الشرق الأوسط ـ الولايات المتحدة
باستخدام القوة الناعمة في علاقاتها بالعالم الإسلامي بدلا من اعتمادها
للقوة القاسية والتركيز في سياساتها الخارجية مع الشرق الأوسط علي العلوم
والاقتصاد والتعليم كوسيلة لإعادة بناء علاقاتها مع دول العالم العربي.
وأوضح الدكتور زويل, مبعوث الرئيس الأمريكي للشئون العلمية إلي الشرق
الأوسط, أن الحروب المتتالية في المنطقة وآخرها الحرب علي العراق قد
أثبتت أن سياسة القوة الناعمة أقل تكلفة وأكثر جدوي, فقد تسببت حرب
العراق في مقتل ومعاناة الملايين وبذلك تسببت واشنطن في تحويل حياتهم إلي
جحيم. وأضاف قائلا انه بصرف النظر عن حسن النيات التي كانت تدور في خلد
الرئيس الأمريكي والمحافظين الجدد, فقد ولدت الحرب مزيدا من الصراع في
منطقة الشرق الأوسط وصرفت الانتباه عن الانتعاش الاقتصادي في المنطقة وحالت
دون التوصل إلي حل للقضية الفلسطينية ـ الإسرائيلية المعقدة, وأكد أنه
يوجد الآن مايقرب من300 مليون عربي نصفهم تحت عمر الـ15 فيما تبلغ نسبة
العاطلين عن العمل بينهم أكثر من15%
وحذر من أن هذا الوضع يمثل قنبلة موقوتة يمكن أن يفجرها الشباب المحيط في
محاولة للتعبير عن شعورهم باليأس والإحباط, من خلال ارتكاب أعمال عنف
محلية ودولية.
وأشار العالم الكبير إلي أنه لايوجد في الحامض النووي للمسلمين ما يجعلهم
غير قادرين علي استيعاب أفكار جديدة ومتقدمة لأن أغلبية المسلمين معتدلون
وكل مايريدونه هو الحياة الكريمة وتعليم أولادهم.
واستعرض الدكتور زويل في مستهل مقاله بشكل مختصر نبذة قصيرة عن حياته وهو
طالب, وأوضح أن العلوم لم يكن ينظر إليها علي أنها تهديد للدين, فقد
كان المسجد مقرا للعبادة وفي الوقت نفسه كان مكانا يستذكر فيها دروسه هو
وزملاؤه, مشيرا إلي أن أصدقاءه كانوا من المسيحيين والمسلمين, وأضاف
زويل أنه بالرغم من أن ثورة1952 كانت علمانية إلا أنها كانت تجمع بين
الإيمان بالعقيدة والتسامح.
واختتم العالم الكبير مقاله بأننا في حاجة إلي مزيد من الوقت والمشاركة
المترابطة لبناء وتحديث العلوم وذلك بتقديم مزيد من الدعم للطلاب
والعلماء, وأن الطموح والطاقات التي رأها في عيون الطلاب يمكن تسخيرها
عبر القوة الناعمة لبزوغ عصر جديد في العلاقات بين العالم الغربي والعربي
والإسلامي.