أحمد شوبير يكتب: يا رئيس اتحاد الكرة الجديد.. أرجوك لا تكذب
مع انتظارنا جميعاً للجديد فى اتحاد الكرة المصرى فى ثوبه الجديد فكرت أن أتحدث نيابة عن جموع الجماهير المصرية.. ماذا تأمل وماذا تتمنى من اتحاد الكرة فى المرحلة المقبلة، ماذا تطلب من الرئيس الجديد لاتحاد الكرة.. وما هى تمنياتها وأحلامها من أجل عهد نقى ونظيف للكرة المصرية يعيد للأذهان الأسماء الجميلة، التى تركت لنا كل ما هو جميل حتى ولو أخفقت فى البطولات، إلا أنها على الأقل لم تخفق فى الأخلاقيات..
بل خرجت من بوابة اتحاد الكرة والكل يحترمها ويقدرها ويثنى على ما قدمته للكرة المصرية أو ما حاولت أن تقدمه بإخلاص واحترام، لذلك قررت أن أكتب رسالة لرئيس اتحاد الكرة الجديد لكى أقول له: «أرجوك لا تكذب»، وكن واضحاً وصريحاً مع الناس فقل لهم الحقيقة، وأرجوك لا تخدعنا بتصريحات لا معنى لها إلا خداع الرأى العام والضحك على الناس،
وأرجوك أن تعرف أنك رئيس لاتحاد الكرة بالكامل ولست رئيساً للمنتخب الأول لكرة القدم، فأنت المسؤول عن المسابقات وانتظامها ونجاحها، وأنت المسؤول عن الانضباط داخل الملاعب المصرية وتحسين صورة المسابقات والملاعب، وأنت المسؤول عن التحكيم والحياد واحترام قضاة الملاعب، وفى نفس الوقت احترام الأندية والجماهير، ولعل ما حدث من عقوبات علنية من الفيفا للحكام فى كأس العالم يوضح لك أنه لا أحد فوق القانون حتى لو كان حكماً..
نعم تعطيه الحماية ولكن فى نفس الوقت تعطى للأندية والجماهير حقوقها.. أيضاً أنت المسؤول عن صورة مصر فى العالم الخارجى، لأنه لم يعد مقبولاً أن نصبح دائماً وأبداً الأضعف فى كل المواجهات داخل الساحة الدولية، خصوصاً أنه أصبح لدينا عضو فى المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى.
أقول لرئيس الاتحاد الجديد من فضلك أبعد شلة الأشرار عنك واحكم بالعدل والحق، لأنه لم يعد لدينا شىء لا نعرفه، فالأمور كلها واضحة وظاهرة للجميع. فقط عليك أن تكون أميناً وتحتمى بالشرفاء والأفاضل والمحترمين بدلاً من الاختباء خلف مجموعة لا يهمها سوى نفسها والاستفادة إلى أقصى درجة منك ومن الاتحاد!
أقول لرئيس الاتحاد: اجعل عهدك نظيفاً طاهراً نقياً، وطهر اتحاد الكرة من المحتالين والدجالين الذين يلعبون على كل الحبال، ومع كل مسؤول، لأنك تعرف ونحن أيضاً أنهم كثيرون داخل هذا المبنى الذى أصبحت رائحته فى الآونة الأخيرة تزكم الأنوف من كثرة خبائثها.
أقول لرئيس اتحاد الكرة الجديد: من فضلك احكم بالعدل وساو بين الأندية، فأنت المسؤول أمام الله عن كل الأندية المصرية، لذلك يجب أن يكون الميزان واحداً على الجميع، لا تفضل نادياً على الآخر، طبق اللوائح بصرامة على الجميع، واحتم باللوائح الدولية فى كل شىء، وهذا أفضل لك ولنا وللجميع.
أقول لرئيس الاتحاد: اعلم أنك رئيس مجموعة ولا تحكم بمفردك، لذلك لن نسمح لك أنت أو غيرك أن تطل علينا يومياً بأكاذيب وخداع، باعتبار أن ذاكرة الناس ضعيفة، وهذا غير صحيح لأننا لن نقبل منك أو أفراد الاتحاد مثل هذا الهراء من جديد.
أقول لرئيس الاتحاد: نظف مجلس إدارتك من المستغلين لمناصبهم وكن واضحاً من البداية معهم، فلا عمولات ولا صفقات ولا إعلانات ولا مجاملات مفضوحة، فكل شىء واضح للجميع ولا يخفى على أحد والقصص كلها أصبحت معروفة ومحفوظة، لذلك لديك فرصة من ذهب لإعادة الاحترام إلى هذا الكيان الكبير، بعد أن كاد يفقد هيبته فى كل أزمة يعانيها، وبعد أن أصبحت الأندية تتحكم وتأمر وتفعل ما تريد نتيجة للوهن الذى أصابه بسبب من قبلك، لذلك لديك فرصة العمر لكى تثبت أنك واتحادك أقوياء وشرفاء وتعملون للصالح العام وليس للصالح الخاص.
أقول لرئيس الاتحاد الجديد: إنك لست مالكاً لهذا الاتحاد بل إنك فرد من جموع الشعب المصرى، جئت بإرادة الجمعية العمومية لتبث السعادة والفرحة فى نفوس الجميع بالانتصارات وانتظام المسابقات وإعلاء كلمة الاتحاد على كل الأندية، وأقول لك أيضاً إن التوفيق فى المباريات والبطولات من عند الله بعد الاجتهاد والعمل، ولكن الاحترافية فى الأداء وانتظام الاتحاد وتطبيق اللوائح ومجازاة المخطئ ووضع الرجل المناسب فى المكان المناسب هى وظيفتك ومهمتك أنت وباقى أعضاء الاتحاد، لذلك سنحاسبك حساباً عسيراً عما يمكنك أن تفعله لأنه باختصار أمر يسير وليس بصعب على أحد.
أقول لرئيس الاتحاد: لن نقبل منك حفلات تكريم للفاشلين وإعطاء الرئاسة الشرفية لمن أفسدوا الحياة الكروية وفتحوا الأبواب للشكوك والظنون فى الجميع، فلم يسلم من أذاهم وظلمهم وغدرهم أحد.
أقول لرئيس الاتحاد: لا تحتم خلف أحد إلا الله وثقتك بنفسك وإتقانك لعملك وأرجوك ألا تخيفنا دائماً بأنك تحتمى بالكبار فى كل قرار، لأن هذا الأمر انتهى منذ زمن بعيد جداً فى مصر، لأن الكبار يعرفون تماماً واجباتهم ومسؤولياتهم، لذلك فهم أول من سيرفضون مثل هذا الهراء والفساد، فنحن دولة مؤسسات تحترم النظام والقانون وتُعليه فوق الجميع أياً كان اسمه أو مركزه.
أقول لرئيس الاتحاد: إبنِ لنا جيلاً جديداً من الإداريين والمدربين واللاعبين نسير خلفه نساعده ونأخذ بيده، طالما أنه يعمل لصالح مصر والكرة المصرية وليس لمصالح شخصية وعمولات وما شابه ذلك من فساد.
أقول لرئيس الاتحاد: اجعل كل قرش يذهب إلى مكانه الصحيح لخدمة الكرة المصرية، وليس إلى مكان آخر لخدمة أفراد بعينهم، فنحن جميعاً فى خدمة الوطن ولسنا فى خدمتك أو خدمة حاشيتك، واعلم أن هناك جهات مراقبة ستحاسبك فى الدنيا وتأخذ ثوابك لو أجدت وعقابك لو أخطأت، بخلاف حسابك أمام ربك يوم القيامة عما فعلت أيام توليك المسؤولية.
أقول لرئيس الاتحاد: نحن سنكون معك.. نقويك ونشد من أزرك ونساعدك بكل ما أوتينا من قوة إذا شعرنا أنك صادق وأمين وأنك تتقى الله فى كل قرار تتخذه داخل اتحاد الكرة، وأنك لا تخشى فى الحق لومة لائم، وأنك تعمل لخدمة الجميع وليس لخدمة الصوت الانتخابى فقط.
أقول لرئيس الاتحاد: إننا منتظرون ومتفائلون ولكننا بالتأكيد حذرون، فأرجوك اكسب ثقتنا واحترامنا ولك منا كل التحية.
يعملوها الصغار ويخلصوها الكبار.. هذا هو ما حدث بالضبط فى الأزمة المفتعلة بين مصر والجزائر بسبب مباراة فى كرة القدم حيث نجح رئيس الاتحاد المُبعد بحكم قضائى فى إيهام مصر كلها بأننا نتعرض لحملة شرسة، وأن هناك من يحاول حرماننا من حقوقنا واستخدم أساليبه المعتادة حتى كاد ينجح فى خلق أزمة كبيرة بين بلدين شقيقين تربطهما أواصر دم وصداقة وعلاقات عمل كبيرة واستثمارات وطلاب جامعات، وكل شىء وللأسف سار خلفه، بعض أعوانه من المطبلين وحاملى الصاجات والراقصين وملأوا النفوس ضد الإخوة هناك،
وبكل أسف انقاد البعض هناك إلى نفس الفخ فاشتعلت الأزمة ولم نجد من يطفئها إلى أن جاء دور العقل وتمثل فى تدخل الكبار فبرز دور الرئيس مبارك، والذى كعادته تدخل فى الوقت المناسب لينتزع فتيلاً كاد يحرق الجميع، وليهدئ من روع الجميع، وليؤكد أن الحكمة هى الحقيقة، وأن العقل لابد أن يتغلب، وأنه لا مكان للصغار وسط الأحداث الكبيرة،
لذلك جاءت زيارته إلى الجزائر للتعزية فى وفاة شقيق الرئيس الجزائرى بوتفليقة برداً وسلاماً على الجميع، فقد أنهت الخلاف بل وقتلته تماماً وأعادت العقول للعمل وألغت مهاترات البعض والتى وصلت إلى حد أن أحدهم رفع دعوى أمام القضاء مطالباً بقطع العلاقات مع الجزائر!!
ناهيك عن بعض الإعلاميين الذين ساروا خلف كداب الزفة مهللين ومصفقين لأحداث فردية كادت تعصف بتاريخ كبير كان وسيظل دائماً محكى البلدين، فجميل أن يزور مبارك الجزائر وجميل أن يستقبل بكل هذه الحفاوة رغم حالة الحزن هناك بسبب الفقيد والذى نعزى أنفسنا فيه قبل أن نعزى الإخوة الجزائريين،
وجميل أن يعرف الصغار أنهم لم يكونوا ليستحقوا أبداً المكانة التى وصلوا إليها لأنهم لم يقدروا حجم المسؤولية ولا أعباء المنصب وحاولوا وجاهدوا بكل الطرق أن يصنعوا من أزمة صغيرة لا تتعدى مباراة فى كرة القدم، أزمة ومشكلة كبرى بين بلدين وحاول كبيرهم أن يقنعنا جميعاً أنها حرب على مصر وشعب مصر مع أن الحقيقة أنها كانت أزمة بين شخصين أحدهما ذكى ويعرف كيف يضعها فى حجمها، والآخر اعتاد أن يكذب على الناس ويشعلها ناراً حتى اكتوى هو بها فى النهاية، ف
عودة الجزائر لمصر وعودة مصر للجزائر.. ولا عزاء للكدابين.
لم أجد ختاماً لمقالى خيراً من الإشادة بثلاثة، الأول هو اللواء حرب الدهشورى، رئيس اتحاد الكرة الأسبق، الذى دخل الاتحاد والوسط الرياضى محترماً وخرج منه أكثر احتراماً وتقديراً، فعلى الرغم من أننا لم نفز ببطولات على مستوى الفريق الأول فى عهد الرجل باتحاد الكرة إلا أن الحقيقة تقول إنه كان الأكثر تقديراً وتحملاً للمسؤولية وإعطاء كل ذى حق حقه وتمتع بسعة صدر كبيرة جداً، ولكنه لم يسمح أبداً لأحد بالاقتراب من أى إدارة داخل الاتحاد وأدار الأمور باحترافية ومصداقية وشفافية مطلقة،
وأذكر أننا فى أثناء الاجتماعات للدخول فى المعركة الانتخابية تحت قيادته وتشرفت بأن أكون عضواً معه طرحت اسم اثنين ليكونا ضمن قائمة الرجل وفوجئت به يرفض بشدة وأخذ يعدد لى المثالب والعيوب بهما ورغم محاولاتى المتكررة معه إلا أنه رفض رفضاً باتاً، مرت الأيام وبعد سنوات أيقنت مدى صحة وجهة نظر الرجل. أيضاً أذكر أنه لم يتدخل من قريب أو من بعيد فى عمل أحد داخل الاتحاد، بل يمنح الحرية كاملة لهم ورفض أى محاولة من أى من الأعضاء التأثير على أحد من رؤساء اللجان داخل الاتحاد.
أيضاً أذكر للرجل بكل خير جهاده الكبير لوضع نظام جيد للكرة فى مصر والبدء فى مشروعى البراعم والناشئين والقطاعات مما كان له أكبر الأثر فى فوز مصر بالميدالية البرونزية فى كأس العالم للشباب، والفوز ببطولة الأمم الأفريقية للشباب ودعم المدرب الوطنى،
ولكن يبقى دائماً الأهم للواء حرب الدهشورى وهو الشفافية الكاملة والصدق والأمانة فى كل تصرفاته، فله كل التحية والاحترام ومعه عصام عبدالمنعم والذى تولى المسؤولية لفترة وجيزة جداً داخل اتحاد الكرة، فأرسى قواعد ومبادئ وأعاد الكثير من الهيبة للمسابقات ونجح فى أمور كثيرة كانت تحتاج لسنوات، ولكنه أنجزها فى شهور قليلة ليثبت أن الإدارة مهارة وعلم واحترام وليست فهلوة وكذباً وضحكاً على الذقون،
لذلك خرج عصام عبدالمنعم من الاتحاد وهو مطلوب له من جديد، لأنه على الأقل كان يتعامل مع الجميع من منطلق أنه رئيس اتحاد الكرة المصرى أى أنه للجميع وليس لفرد أو أسرة أو بعض المحاسيب والأصدقاء.
أما الثالث فهو الزميل المعلق أشرف محمود والذى افتقدت صوته خلال مباريات كأس العالم وعلى الرغم من احترامى الشديد لأى معلق عربى استعان به التليفزيون إلا أن البلدى يوكل، وقد كان أشرف محمود هو الصوت البلدى الذى كنما نتمنى أن يوكل فى المونديال، ولكن وبكل أسف حُرمنا من صوته، وأنا طبعاً أعرف الأسباب، ولكن لوعدى له لن أبوح بها. فقط كنت أتمنى ومعى الكثيرون أن نستمع إليه ونستمتع به، وعذرنا الوحيد أن الدورى قادم قريب، لذلك سيعود إلينا من جديد.
قل لنفسك اول ياشوبير