إمــــيـــاي الحــــبــــيـــبة
من طرف نقلا عن جريدة الصباح العربى نسى المحامون قضية زملائهم وحربهم واعتصامهم وطالبوا بسحب وقمع الابداع فى كتاب الف ليله وليله بدعوى انه يحمل الفاطا حادسة للحياء
وها هو مقال الجريده احضرته للحوار
أثارت الضجة التي أثيرت أخيراً حول
المطالبة بمصادرة "ألف ليلة وليلة" التي قادها محامون مصريون تقدموا للنائب
العام مبررين ذلك بأن الكتاب يحوي ألفاظا وكلمات خادشة للحياء وهو ما
قابله ردود أفعال واسعة من المفكرين والمثقفين الذين وصفوا الأمر بالهجمة
الشرسة
على الفكر العقلاني والتنويرى وأن من فعلوا ذلك يبحثون عن الشهرة وذيوع
صيتهم على حساب الفكر. ورغم انتهاء التحقيقات بحفظ البلاغ, الا أن ما حدث
طرح تساؤلا على الساحة الثقافية حول تنقية التراث مما به من عبارات وألفاظ
اباحية يراها البعض تمثل انتهاكا للآداب العامة ويمكن أن تثير الشهوات ولا
تتح الفرصة لأحد فيما بعد بالمطالبة بالمصادرة لهذا التراث خاصة ان ما حدث
هذه الأيام ليس بالمرة الأولى بل سبق وان رفعت قضية أمام المحاكم عام 1985
لمصادرة "ألف ليلة وليلة "علاوة على أن معظم كتب التراث العربي حافلة
بالكثير من الألفاظ التي يعتبرها الكثيرون خادشة للحياء ومنها ما هو لكبار
علماء المسلمين مثل الامام جلال الدين السيوطي الذي له ثلاثة كتب تعليمية
في الثقافة الجنسية.. وكتاب "تنوير الوقاع في أسرار الجماع"وهو كتاب تعليمي
جنسي, من تأليف الشيخ محمد أبو عبد النفزاوي, وكتاب "نزهة الألباب فيما لا
يوجد في كتاب" للشيخ شهاب الدين أحمد التيفاشي, وكتاب "رجوع الشيخ الى
صباه" وغيرها كثير وكلها كتب في الثقافة الجنسية لعلماء ومشايخ مسلمين..
فهل يمكن الاقتراب من هذه الكتب التراثية وتنقيتها? قضية في سؤال اجاب عنها
التحقيق:
بداية قالت الدكتورة سهير المصادفة رئيس تحرير "سللة الجوائز" بالهيئة
المصرية العامة الكتاب والتي صدر عنها "ألف ليلة وليلة " التي كانت سببا في
الأزمة: اغلب الكتب التراثية التي بين أيدينا تمت كتابتها في القرون
الاولى من صدر الاسلام, وهو ما يجعلني أتساءل في دهشة: هل نحن لا نحتمل ما
كتب في هذه الفترة? لذلك أرى أن من يقول بذلك بحجة حماية الأجيال الحالية
والقادمة لاشك انه فاقد لوعيه وللواقع الذي يعيش فيه حيث الانترنت والاعلام
الحديث فمن خلال الضغط على مفتاح صغير سيجد كل شيء سواء كان جنسيا فاضحا
أو غيره من الأمور الاخلاقية وغير الأخلاقية وبالتالي فهذه المطالبات في
هذا العصر تحديدا أشبه بالنكتة التي يجب أن نضحك عليها.. كما أنني أتساءل
أيضا عمن له الحق في تنقية التراث? لأن هذا الحق لو أعطي لأحد فهذا يعني
احراق كتب علمائنا وائمة الاسلام مثل كتب ابن حزم وابن رشد وغيرهما من
الذين خاضوا في هذه المسائل التي يرونها اباحية حتى لا يقرأها الأطفال
والكبار رغم ان هذه الكتب استفاد منها العالم اجمع وسبقنا الآلاف من البشر
الى قراءتها ولم نجد أحدا منهم يطالب بمثل ما يطالبون به هذه الايام واذا
كان الامر حاليا يقتصر على" ألف ليلة وليلة" الذي لا يعد انجازا فرديا بل
هو منجز شعبي وتأليف جماعي يمثل ذروة الهرم الابداعي. وكيف نعرف ما اذا
خرجت علينا مطالبات اخرى تطالب بتنقية التراث من كل ما هو سياسي أو ديني
يتعلق بالعقائد الاخرى مثل تنقيته من كل ما يسيئ لليهود لذلك ارى أننا
وصلنا الى مرحلة منحدرة وأصبحنا غير قادرين ان نكتب مثل ما كان يكتب في صدر
الاسلام ما يعني اننا غير جديرين بالحضارة الاسلامية.. وليت من طالبوا
بالمصادرة يعرفون أولا لماذا كتب عباقرة العرب هذه الكتب وضمنوها هذه
المشاهد التي يرونها اباحية فلا شك انه هدفهم لم يكن اباحيا على الاطلاق
ولكنه هدف علينا نحن ان ندرسه لكي نصل اليه ونعرف كيف كانوا يفكرون.
الكتب سلعة
ويرى الروائي ابراهيم عبدالمجيد أن من يطالبون بتنقية التراث مجموعة لا
علاقة لهم بالابداع وأدمغتهم خالية من أي شيء جدي وكل همهم لفت الانتباه
اليهم بمثل هذه المطالبات مع ان الامر بسيط للغاية وهو ان التراث موجود ومن
لا يريد القراءة فيه فقد اراح نفسه وأراح التراث من أفكاره الرجعية.
والكتب بصفة عامة سواء كانت تراثية أو غيرها أشبه بالسلع في الاسواق وكل
انسان من حقه أن يختار السلعة التي يريدها ويرفض ما لا يناسب ذوقه وعقليته
وهو ما يجعلني أطالب من يطالبون بتنقية التراث أن يتركونه فهم ليسوا عليه
بأوصياء وبدلا من ذلك عليهم ان يأتوا بشيء جديد يجعل الناس يرون فيه ما هو
أهم من التراث وبالطبع لن يفعلوا لانهم لا يملكوا سوى التفاهات التي سرعان
ما تتلاشى.
شيزوفرينيا
وتؤكد الكاتبة والناقدة عزة سلطان قائلة: ان المجتمع الذي تظهر فيه مطالبات
بتنقية تراثه لا شك أنه مصاب بالشيزوفرينيا لأنه لا يوجد مجتمع عاقل يجرؤ
على العبث بتاريخه بواسطة مدعيكانت منذ زمن, لذلك لا اتفق مع فكرة
تنقية التراث مما به من ألفاظ جنسية ومفردات اباحية, والا كان اليونانيون
كسروا التماثيل العارية, وقمنا بتجهيل جزء من كتابات الجاحظ بسبب ما بها من
ألفاظ اباحية, وقبل كل ذلك أدعو هؤلاء المدعين أن يراقبوا ألفاظهم وسط
الأصدقاء وفي الشارع وحين يتشاجرون قبل أن ينصبوا أنفسهم كحماة اللغة
والتراث.
أياد عابثة
ويقول الناقد الدكتور جابر عصفور مدير المركز القومي المصري للترجمة: للأسف
مثل هذه المطالبات لا تعبر الا عن وجه واحد وهو ان التطرف الديني اصبح
صوته مرتفعا دون أدنى وعي بأهمية هذه الكتب التي ينادون بتنقيتها أو
مصادرتها وهو ما ارفضه تماما فمثل هذا التراث لا يجب أن تمتد اليه الأيدي
العابثة والمتطرفة لذلك اخشى على تراثنا من هذا التطرف الذي لا يقتصر فقط
على مصر بل يمتد الى كل الدول العربية.
كتب الأطفال
أما الروائي فؤاد قنديل فيقول: أطالب بالطبع بتنقية التراث ولكن بالنسبة
لكتب الأطفال, فكل الأدب العالمي المقدم لهم تمت تنقيته وهذا معمول به في
العالم كله كنوع من التبسيط بهدف حذف كل ما يخدش الحياء والقضايا التي لا
تليق بهم, أما بالنسبة للكبار فالأمر مختلف ولست مع حذف حرف واحد من الكتب
التراثية وما لا يعرفه الكثيرون ان كتاب "ألف ليلة وليلة" اقل الكتب
التراثية فيما يتعلق بالجنس فهناك كتب مثل "طوق الحمامة" وغيرها لمشايخ
وعلماء كبار تتضمن ما يفوق "ألف ليلة وليلة" وأطالب بعدم الاقتراب منها
وكذلك من كل الكتب التراثيةن لا أدري من أعطاهم الحق في اعتبار أنفسهم
أوصياء على كتابات الآخرين حتى وان
وها هو مقال الجريده احضرته للحوار
أثارت الضجة التي أثيرت أخيراً حول
المطالبة بمصادرة "ألف ليلة وليلة" التي قادها محامون مصريون تقدموا للنائب
العام مبررين ذلك بأن الكتاب يحوي ألفاظا وكلمات خادشة للحياء وهو ما
قابله ردود أفعال واسعة من المفكرين والمثقفين الذين وصفوا الأمر بالهجمة
الشرسة
على الفكر العقلاني والتنويرى وأن من فعلوا ذلك يبحثون عن الشهرة وذيوع
صيتهم على حساب الفكر. ورغم انتهاء التحقيقات بحفظ البلاغ, الا أن ما حدث
طرح تساؤلا على الساحة الثقافية حول تنقية التراث مما به من عبارات وألفاظ
اباحية يراها البعض تمثل انتهاكا للآداب العامة ويمكن أن تثير الشهوات ولا
تتح الفرصة لأحد فيما بعد بالمطالبة بالمصادرة لهذا التراث خاصة ان ما حدث
هذه الأيام ليس بالمرة الأولى بل سبق وان رفعت قضية أمام المحاكم عام 1985
لمصادرة "ألف ليلة وليلة "علاوة على أن معظم كتب التراث العربي حافلة
بالكثير من الألفاظ التي يعتبرها الكثيرون خادشة للحياء ومنها ما هو لكبار
علماء المسلمين مثل الامام جلال الدين السيوطي الذي له ثلاثة كتب تعليمية
في الثقافة الجنسية.. وكتاب "تنوير الوقاع في أسرار الجماع"وهو كتاب تعليمي
جنسي, من تأليف الشيخ محمد أبو عبد النفزاوي, وكتاب "نزهة الألباب فيما لا
يوجد في كتاب" للشيخ شهاب الدين أحمد التيفاشي, وكتاب "رجوع الشيخ الى
صباه" وغيرها كثير وكلها كتب في الثقافة الجنسية لعلماء ومشايخ مسلمين..
فهل يمكن الاقتراب من هذه الكتب التراثية وتنقيتها? قضية في سؤال اجاب عنها
التحقيق:
بداية قالت الدكتورة سهير المصادفة رئيس تحرير "سللة الجوائز" بالهيئة
المصرية العامة الكتاب والتي صدر عنها "ألف ليلة وليلة " التي كانت سببا في
الأزمة: اغلب الكتب التراثية التي بين أيدينا تمت كتابتها في القرون
الاولى من صدر الاسلام, وهو ما يجعلني أتساءل في دهشة: هل نحن لا نحتمل ما
كتب في هذه الفترة? لذلك أرى أن من يقول بذلك بحجة حماية الأجيال الحالية
والقادمة لاشك انه فاقد لوعيه وللواقع الذي يعيش فيه حيث الانترنت والاعلام
الحديث فمن خلال الضغط على مفتاح صغير سيجد كل شيء سواء كان جنسيا فاضحا
أو غيره من الأمور الاخلاقية وغير الأخلاقية وبالتالي فهذه المطالبات في
هذا العصر تحديدا أشبه بالنكتة التي يجب أن نضحك عليها.. كما أنني أتساءل
أيضا عمن له الحق في تنقية التراث? لأن هذا الحق لو أعطي لأحد فهذا يعني
احراق كتب علمائنا وائمة الاسلام مثل كتب ابن حزم وابن رشد وغيرهما من
الذين خاضوا في هذه المسائل التي يرونها اباحية حتى لا يقرأها الأطفال
والكبار رغم ان هذه الكتب استفاد منها العالم اجمع وسبقنا الآلاف من البشر
الى قراءتها ولم نجد أحدا منهم يطالب بمثل ما يطالبون به هذه الايام واذا
كان الامر حاليا يقتصر على" ألف ليلة وليلة" الذي لا يعد انجازا فرديا بل
هو منجز شعبي وتأليف جماعي يمثل ذروة الهرم الابداعي. وكيف نعرف ما اذا
خرجت علينا مطالبات اخرى تطالب بتنقية التراث من كل ما هو سياسي أو ديني
يتعلق بالعقائد الاخرى مثل تنقيته من كل ما يسيئ لليهود لذلك ارى أننا
وصلنا الى مرحلة منحدرة وأصبحنا غير قادرين ان نكتب مثل ما كان يكتب في صدر
الاسلام ما يعني اننا غير جديرين بالحضارة الاسلامية.. وليت من طالبوا
بالمصادرة يعرفون أولا لماذا كتب عباقرة العرب هذه الكتب وضمنوها هذه
المشاهد التي يرونها اباحية فلا شك انه هدفهم لم يكن اباحيا على الاطلاق
ولكنه هدف علينا نحن ان ندرسه لكي نصل اليه ونعرف كيف كانوا يفكرون.
الكتب سلعة
ويرى الروائي ابراهيم عبدالمجيد أن من يطالبون بتنقية التراث مجموعة لا
علاقة لهم بالابداع وأدمغتهم خالية من أي شيء جدي وكل همهم لفت الانتباه
اليهم بمثل هذه المطالبات مع ان الامر بسيط للغاية وهو ان التراث موجود ومن
لا يريد القراءة فيه فقد اراح نفسه وأراح التراث من أفكاره الرجعية.
والكتب بصفة عامة سواء كانت تراثية أو غيرها أشبه بالسلع في الاسواق وكل
انسان من حقه أن يختار السلعة التي يريدها ويرفض ما لا يناسب ذوقه وعقليته
وهو ما يجعلني أطالب من يطالبون بتنقية التراث أن يتركونه فهم ليسوا عليه
بأوصياء وبدلا من ذلك عليهم ان يأتوا بشيء جديد يجعل الناس يرون فيه ما هو
أهم من التراث وبالطبع لن يفعلوا لانهم لا يملكوا سوى التفاهات التي سرعان
ما تتلاشى.
شيزوفرينيا
وتؤكد الكاتبة والناقدة عزة سلطان قائلة: ان المجتمع الذي تظهر فيه مطالبات
بتنقية تراثه لا شك أنه مصاب بالشيزوفرينيا لأنه لا يوجد مجتمع عاقل يجرؤ
على العبث بتاريخه بواسطة مدعيكانت منذ زمن, لذلك لا اتفق مع فكرة
تنقية التراث مما به من ألفاظ جنسية ومفردات اباحية, والا كان اليونانيون
كسروا التماثيل العارية, وقمنا بتجهيل جزء من كتابات الجاحظ بسبب ما بها من
ألفاظ اباحية, وقبل كل ذلك أدعو هؤلاء المدعين أن يراقبوا ألفاظهم وسط
الأصدقاء وفي الشارع وحين يتشاجرون قبل أن ينصبوا أنفسهم كحماة اللغة
والتراث.
أياد عابثة
ويقول الناقد الدكتور جابر عصفور مدير المركز القومي المصري للترجمة: للأسف
مثل هذه المطالبات لا تعبر الا عن وجه واحد وهو ان التطرف الديني اصبح
صوته مرتفعا دون أدنى وعي بأهمية هذه الكتب التي ينادون بتنقيتها أو
مصادرتها وهو ما ارفضه تماما فمثل هذا التراث لا يجب أن تمتد اليه الأيدي
العابثة والمتطرفة لذلك اخشى على تراثنا من هذا التطرف الذي لا يقتصر فقط
على مصر بل يمتد الى كل الدول العربية.
كتب الأطفال
أما الروائي فؤاد قنديل فيقول: أطالب بالطبع بتنقية التراث ولكن بالنسبة
لكتب الأطفال, فكل الأدب العالمي المقدم لهم تمت تنقيته وهذا معمول به في
العالم كله كنوع من التبسيط بهدف حذف كل ما يخدش الحياء والقضايا التي لا
تليق بهم, أما بالنسبة للكبار فالأمر مختلف ولست مع حذف حرف واحد من الكتب
التراثية وما لا يعرفه الكثيرون ان كتاب "ألف ليلة وليلة" اقل الكتب
التراثية فيما يتعلق بالجنس فهناك كتب مثل "طوق الحمامة" وغيرها لمشايخ
وعلماء كبار تتضمن ما يفوق "ألف ليلة وليلة" وأطالب بعدم الاقتراب منها
وكذلك من كل الكتب التراثيةن لا أدري من أعطاهم الحق في اعتبار أنفسهم
أوصياء على كتابات الآخرين حتى وان
استاذ صلاح على المجهود
