كان أفلاطون المولود ( على الأرجح ) في العام 427 قبل الميلاد قد التقى بسقراط وهو في العشرين من عمره وصحبه حتى آخرأيامه عند إعدامه في العام 399 قبل الميلاد فتكون بذلك مدة ملازمته له حوالي الثماني سنوات . كان موت سقراط بعدأن أبى الهرب الذي كان سهلاً متاحاً برشوة القضاة بمبلغ من المال كان تلامذته وأصدقاؤه قد توسلوا إليه بأن يسمح لهم بدفعه، كما أبى التراجع عن أفكاره وإنكارها ، أكبر الأثر في حياة أفلاطون والجرح الذي لم يندمل لأن ذكراه لم تفارقه أبداً بل بقي سقراط المعلم والمثال حاضراً دائماً في مجمل مؤلفاته .
وكان أفلاطون قد كتب الكثير من المحاورات وصلنا منها 28 محاورة أكيدة النسب و13 أخرى غير أكيدة . تدور موضوعات هذه المحاورات حول : الواجب والشجاعة والفضيلة والعدالة والحب والجمال والعلم والطبيعة والخطابة .... وفي كل مرة كان سقراط بطلها الرئيسي وأهم المحاورين فيها .
هذا الوفاء الأسطوري لسقراط وهذا الانتساب له دفع بأفلاطون لأن يجعل منه الناطق باسمه لدرجة أنه أصبح من المتعذر على الدارس أن يميز بين فلسفة سقراط وأفلاطون .
وتظهر شخصية سقراط المعلم والمربي كأحسن ما يكون في هذه المحاورات التي نقل لنا جزءاً منها الأخ المقداد مشكوراً وهي شخصية العالم الأخلاقي الزاهد ، وهي في الحقيقة أيضاً مواصفات أفلاطون . إلى جانب هذا تتميز هذه المحاورات بأسلوبها الأدبي الممتع الذي يعتمد على الحركة والتشويق وتوقع الإجابة وعنصر المفاجأة والدهشة لدى اكتشاف بعض المسائل ، كما أنه لا يخلو من الفكاهة أحياناً ، ولولا وعورة بعض المقاطع وعصيانها على الفهم بطريقة تلقائية لكانت موضوعات لمسرحيات ممتعة .
ولكي نتمكن من فهم فلسفة أفلاطون التي لا يمكن اعتبارها مذهباً فلسفياً أو بناءاً نظرياً مغلقاً ( كفلسفة ماركس أو هيغل مثلاً ) لا بد أن نفهم ما تعنيه كلمة الجدل من وجهة نظره فهو يعرّف الجدلي على انه : من يـُحسن السؤال والجواب .
الحوار هنا في خدمة الجدل والغرض منه هو الارتقاء من تصور إلى تصور ومن قول إلى قول للوصول إلى أعم التصورات وأعلى المبادىء .
وقبل أفلاطون كان سقراط قد قرر بأن العلم لا يـُعـَلـَّم ولا يـُدَوَّن في الكتب بل يـُكتـَشَف عن طريق الحوار لأنه لا يمكنك بدون الحوار أن تـُلزم خصمك بنتيجة القياس إلا إذا ما استخرجتها من مبدأ مـُسـَلـَّمٍ به عنده ، ولا يمكنك أن تخطو خطوة إلى الأمام إلا إذا تيقنت من أنه يتبعك .
ويلتمس السائل من خلال الجدل بالاستناد إلى المقولات المشهورة والمسلم بها إلى إلزام الخصم وإفحامه ، ويلتمس إيقاع الظن في رأي يقصد تصحيحه . ففي محاورته الأخيرةا في الشجاعة ، يستخدم قائداجيش ليسأله معنىالشجاعة .
نعم إنه الحوار !المبنى على اسس علميه وليس الحوار الجدلى
وانى ارى يأننا قد لزم علينا بالرجوع الى شخصية سقراط فى ادارة الحوار فى منتدى شباب امياى
وكيف انه حارب الجهل بالحوار وهى اهم اهداف منتدانا ترسيخ القيم الاسلاميه والتربويه من خلال الحوار الهادف البناء
ليتك كنت من امياى