المريض
مُسجى على عربة يعتصره الألم ..وأنا
برفقته , فكم من مرة ساقني أمامه ولا أدرى
إلى أين !!
لكنى شعرت بأمر جلل , فحولى أربعة يدفعون العربة
دفعا سريعاً على
صراط فى نهايته حياة و ممات ,وحولى من يُشيعنى إلى المقبرة, خلفى كبير الأطباء
يهرول ,وفى يده (أشعة) يرفعها إلى أعلى تارة ويزويها تارة أخرى , يخاطب مستشاريه
بلا
التفات : "إنه ارتجاع فى الصمام الميترالى ولغط عام فى القلب , ناهيك عن
التضخم الصارخ فى العضلة الناجم عن ارتجاع الدم".
أدخلوا المريض غرفة تعُج بأجهزة وكأنها آلات
التعذيب البرزخية , وأنا برفقته .
وقف على رأسى مُنكر ونكير فلم يسألانى
واكتفيا بوضع الكمامة على الوجه أفقدتنى الوعى , لكن المريض مازال ينبض فى تحدٍ
صارخ لصنيع البشر,سقط شعاع الليزر مخترقا التجويف الصدرى ليكشف عن ذلك القلب
السقيم الذى يرفرف كالحمامة بين الضلوع, يستصرخنى كى أفعل شيئا بعدما صار وجودى
عدم.
وجه الطبيب شعاع الليزر تجاه البُطين الأيسر
فوجده قد امتلأ بسر الحياة إلى منتهاه ,نظر إلى ذلك الجهاز الذى تسمر ,
وصاح
بهم : أفرغوا ذلك القلب من محتواه وهو يردد قول رسول الله " إذا أحببت فأحبب
هونا ما " واستبدل الدم بدم.
أنهى الطبيب جراحته , خرج يبشر من بالباب
قائلاً " نحمد الله على
النجاة".
وأنا بالداخل أبكى سقيمى الذى فارقنى بعدما
بلغ العمر منى منتهاه
عدل سابقا من قبل مسعد النجار في 20/6/2010, 4:02 am عدل 1 مرات