هل يجوز عشق الزوج للزوجة اكثر مما يجب والعكس في الاسلام ؟؟ حيث اني سمعت احد الخطباء يحرم العشق من غير توضيح ارجو الافادة .
وجزاكم الله خيراً.
المحبة مطلوبة بين الزوجين ، ولا يمكن أن تستمر الحياة الزوجية بدون المحبة ، التي تظهر آثارها في المشاعر والكلام والتضحية ، والصبر ، وإعطاء الحقوق ، والتغاضي عن الأخطاء ، أما العشق فهو في الأصل مذموم في الشرع ، لأنه يجعل صاحبه أسيرا لمعشوقه فيتعلق القلب به ويحبه حبا أكثر من حب الله ورسوله ، يقول ابن تيمية رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى" (10/185) :
( الرجل اذا تعلق قلبه بامرأة ، ولو كانت مباحة له ، يبقى قلبه أسيرا لها ، تحكم فيه وتتصرف بما تريد ، وهو فى الظاهر سيدها ، لأنه زوجها ، وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها ، لا سيما إذا دَرَت بفقره إليها ، وعشقه لها ، فإنها حينئذ تحكم فيه بحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور الذي لا يستطيع الخلاص منه ، بل أعظم ، فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن ، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن ) .
فالقلب إذا كان محبا لله وحده مخلصا له الدين ، لم يبتل بحب غيره أصلا ، فضلا أن يبتلى بالعشق ، وحيث ابتُلي بالعشق ، فلنقص محبته لله وحده ، وكلما فرغ من محبة الرحمن عز وجل وذكره ، والتنعم بمناجاته وكلامه سبحانه ، امتلأ بمحبة المخلوق والتعلق به تعلقا غير شرعي ، بحيث يصرفه هذا التعلق عن محبة الله ورسوله وطاعتهما الطاعة المطلقة 0
والمقصود هو أنه يجب أن يكون الحب قائما بين الزوجين في حدوده الشرعية ، فالمحبة الأولى هي محبة الله ورسوله ، ومن ذاقها ذوق حلاوة الإيمان ، كما جاء في الصحيحين عَنْ اَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ اَحَبَّ اِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَاَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ اِلاَّ لِلَّهِ وَاَنْ يَكْرَهَ اَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ اَنْ اَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ اَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ " .
والواجب على الزوجين عدم المبالغة في الحب والبغض ، فهو أمر غير محمود ، ولذلك أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فيما صح عند الترمذي عَنْ اَبِي هُرَيْرَةَ، اُرَاهُ رَفَعَهُ قَالَ " اَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى اَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا وَاَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى اَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا " .
والحاصل أن الحب مطلوب بين الزوجين بكل مظاهره الحسنة ، لكن لا ينبغي المبالغة فيه بحيث يعلق الزوج قلبه بزوجته والعكس مما يصرفه عن محبة الله والتعلق به سبحانه 0
ومما ينبغي أن يعلمه الزوجان أن الحياة الزوجية ليست عشقا وحبا وهياما فحسب ، بل هي احترام متبادل ، ومراعاة للمصلحة ، وتربية للأجيال ، إضافة إلى عامل السكن والمودة ، لهذا قد يضطر الزوج إلى البقاء مع زوجة لا يحبها تلك المحبة ، وذلك لحسن خلقها ، أو لوجود أطفال بينهما ، وكذلك قد تضطر الزوجة إلى البقاء مع زوج لا تحبه ذلك الحب ، إما لحسن خلقه ، أو لوجود أطفال بينهما ، فالحياة الزوجية كما نفهمها من قوله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) هي ( مودة ، ورحمة ) ، وليست مودة وحبا فقط . وفق الله الجميع لما يحب ويرضى 0والله أعلم
وجزاكم الله خيراً.
المحبة مطلوبة بين الزوجين ، ولا يمكن أن تستمر الحياة الزوجية بدون المحبة ، التي تظهر آثارها في المشاعر والكلام والتضحية ، والصبر ، وإعطاء الحقوق ، والتغاضي عن الأخطاء ، أما العشق فهو في الأصل مذموم في الشرع ، لأنه يجعل صاحبه أسيرا لمعشوقه فيتعلق القلب به ويحبه حبا أكثر من حب الله ورسوله ، يقول ابن تيمية رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى" (10/185) :
( الرجل اذا تعلق قلبه بامرأة ، ولو كانت مباحة له ، يبقى قلبه أسيرا لها ، تحكم فيه وتتصرف بما تريد ، وهو فى الظاهر سيدها ، لأنه زوجها ، وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها ، لا سيما إذا دَرَت بفقره إليها ، وعشقه لها ، فإنها حينئذ تحكم فيه بحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور الذي لا يستطيع الخلاص منه ، بل أعظم ، فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن ، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن ) .
فالقلب إذا كان محبا لله وحده مخلصا له الدين ، لم يبتل بحب غيره أصلا ، فضلا أن يبتلى بالعشق ، وحيث ابتُلي بالعشق ، فلنقص محبته لله وحده ، وكلما فرغ من محبة الرحمن عز وجل وذكره ، والتنعم بمناجاته وكلامه سبحانه ، امتلأ بمحبة المخلوق والتعلق به تعلقا غير شرعي ، بحيث يصرفه هذا التعلق عن محبة الله ورسوله وطاعتهما الطاعة المطلقة 0
والمقصود هو أنه يجب أن يكون الحب قائما بين الزوجين في حدوده الشرعية ، فالمحبة الأولى هي محبة الله ورسوله ، ومن ذاقها ذوق حلاوة الإيمان ، كما جاء في الصحيحين عَنْ اَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ اَحَبَّ اِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَاَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ اِلاَّ لِلَّهِ وَاَنْ يَكْرَهَ اَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ اَنْ اَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ اَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ " .
والواجب على الزوجين عدم المبالغة في الحب والبغض ، فهو أمر غير محمود ، ولذلك أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فيما صح عند الترمذي عَنْ اَبِي هُرَيْرَةَ، اُرَاهُ رَفَعَهُ قَالَ " اَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى اَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا وَاَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى اَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا " .
والحاصل أن الحب مطلوب بين الزوجين بكل مظاهره الحسنة ، لكن لا ينبغي المبالغة فيه بحيث يعلق الزوج قلبه بزوجته والعكس مما يصرفه عن محبة الله والتعلق به سبحانه 0
ومما ينبغي أن يعلمه الزوجان أن الحياة الزوجية ليست عشقا وحبا وهياما فحسب ، بل هي احترام متبادل ، ومراعاة للمصلحة ، وتربية للأجيال ، إضافة إلى عامل السكن والمودة ، لهذا قد يضطر الزوج إلى البقاء مع زوجة لا يحبها تلك المحبة ، وذلك لحسن خلقها ، أو لوجود أطفال بينهما ، وكذلك قد تضطر الزوجة إلى البقاء مع زوج لا تحبه ذلك الحب ، إما لحسن خلقه ، أو لوجود أطفال بينهما ، فالحياة الزوجية كما نفهمها من قوله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) هي ( مودة ، ورحمة ) ، وليست مودة وحبا فقط . وفق الله الجميع لما يحب ويرضى 0والله أعلم