منتدي شباب إمياي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي شباب إمياي

مجلس الحكماء

التسجيل السريع

:الأســـــم
:كلمة السـر
 تذكرنــي؟
 
هل يتأثر الشخص بمن يدفن بجانبه Support


    هل يتأثر الشخص بمن يدفن بجانبه

    همسات مستغفره
    همسات مستغفره
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2550
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 26/05/2010
    المهنة : هل يتأثر الشخص بمن يدفن بجانبه Unknow10
    البلد : هل يتأثر الشخص بمن يدفن بجانبه 3dflag23
    الهواية : هل يتأثر الشخص بمن يدفن بجانبه Sports10
    مزاجي النهاردة : هل يتأثر الشخص بمن يدفن بجانبه Pi-ca-46
    هل يتأثر الشخص بمن يدفن بجانبه Empty

    هل يتأثر الشخص بمن يدفن بجانبه Empty هل يتأثر الشخص بمن يدفن بجانبه

    مُساهمة من طرف همسات مستغفره 17/6/2010, 7:42 am

    السؤال :

    هل يتأثر الشخص بمن يدفن بجانبه ؟ على سبيل المثال من يوصي بأن يدفن بجانب فلان ، ولا يدفن بجانب فلان ؟

    الجواب :

    Cool
    أولاً :
    إذا كان مقصود الأخ السائل من دفن المسلم بجانب المسلم أنهما في قبر واحد ، فلا يجوز ذلك، لأن الواجب أن يدفن كل مسلم في قبر على حدة ، إلا في حالات الضرورة .

    قال ابن قدامة في "المغني" (2/222) :
    " وَلَا يُدْفَنُ اثْنَانِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ , إلَّا لِضَرُورَةٍ " انتهى .
    وقال الشيخ ابن عثيمين :
    "المشروع بالاتفاق ألا يدفن مسلم مع آخر في قبر واحد ، وإنما يدفن كل واحد وحده في قبره" انتهى .
    "فتاوى نور على الدرب" (1/337) .

    أما كون الميت يتأثر بمن يدفن بجانبه ، كأن يتأذى بجاره إذا كان من أهل العذاب ، أو يسعد بجوار من كان من أهل النعيم ، فلا نعلم دليلاً من السنة النبوية يدل على ذلك .
    قال الشيخ ابن عثيمين :
    "هذا الأمر يحتاج إلى توقيف وإلى نص من الشرع ؛ أن الميت يتأذى بمن دفن معه إذا كان ممن يعذب في قبره ، وهذا أمر لا أعلم عنه شيئاَ من السنة ، وإن كان بعض العلماء رحمهم الله يقولون : إن الميت قد يتأذى بجاره إذا كان يعذب ، وقد يتأذى بفعل منكر عنده ، ولكن لم أجد دليلاً من السنة يؤيد هذا ، والله أعلم" انتهى .
    "فتاوى نور على الدرب" (1/337) .

    أما ما رواه أبو نعيم في الحلية (6/354) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين ، فإن الميت يتأذى بجار السوء ، كما يتأذى الحي بجار السوء) .
    فهو حديث موضوع ، انظر "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (563) للألباني .

    وقال ابن حبان رحمه الله :
    " هذا خبر باطل ، لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى .
    "كتاب المجروحين" (1/291) .

    وقد ذكر جماعة من العلماء استحباب الدفن بجوار الصالحين ، ولم يذكروا دليلاً صريحاً على ذلك من السنة ، وإنما هو مجرد استنباط من بعض الأحاديث ، كما استنبط بعضهم ذلك من حديث : (أن موسى عليه الصلاة والسلام لَمّا حضرته الوفاة سأل ربه أن يُدْنِيَهُ مِنْ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ) متفق عليه .
    وقد بوّب البخاري رحمه الله للحديث بقوله : " بَاب مَنْ أَحَبَّ الدَّفْنَ فِي الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ أَوْ نَحْوِهَا " انتهى .

    قال ابن بطال :
    " ومعنى سؤال موسى أن يدنيه من الأرض المقدسة ، والله أعلم ، لفضل من دُفن في الأرض المقدسة من الأنبياء والصالحين ، فاستحب مجاورتهم في الممات ، كما يستحب جيرتهم في المحيا ، ولأن الفضلاء يقصدون المواضع الفاضلة ، ويزورون قبورها ويدعون لأهلها " انتهى .
    "شرح ابن بطال" (5/359) .

    وقال النووي :
    " وَفِي هَذَا اِسْتِحْبَاب الدَّفْن فِي الْمَوَاضِع الْفَاضِلَة وَالْمَوَاطِن الْمُبَارَكَة , وَالْقُرْب مِنْ مَدَافِن الصَّالِحِينَ " انتهى .
    "شرح مسلم" (15/128).

    ولا يخفى أن الحديث ليس صريحاً في ذلك ، ولهذا أخذ منه الإمام البخاري رحمه الله استحباب الدفن في الأرض الفاضلة ، ولم يستنبط استحباب الدفن بجوار الصالحين .
    وقد ورد عن غير واحد من السلف وأهل العلم الوصية بالدفن بجوار بعض الصالحين:
    فأوصى ابن مسعود أن يدفن بجنب قبر عثمان بن مظعون رضي الله عنهما.
    "الثقات لابن حبان" (3/ 208) .
    وأوصى غالب بن جبريل صاحب الإمام البخاري أن يدفن إلى جنب البخاري .
    "المتفق والمفترق" (3/201) .
    وأوصى أبو بكر الخطيب الحافظ أن يدفن إلى جانب بشر بن الحارث .
    "تاريخ دمشق" (5/34) .

    فمن اقتدى بهؤلاء العلماء والأئمة وأوصى أن يدفن بجوار فلان من الصالحين فلا ينكر عليه – وإن كنا لا نجزم أنه ينتفع بذلك – لعدم ورود شيء من السنة يثبت ذلك .
    غير أن المنكر الذي يجب إنكاره ، ونهي الناس عنه : أن يوصى بدفنه في مكان معين ، أو بجوار فلان ، يبركاً بهذا الميت ، وأنه سينفعه بذاته ، أو يشفع له عند الله .
    فهذا لا أصل له ، وهو اعتقاد فاسد ، قد يحمل الناس على سوء العمل ، اتكالاً على شفاعة فلان من الناس .
    والذي يجب على المسلم أن يهتم به هو ، الاستعداد للموت ، وإصلاح العمل ، الذي سيكون أنيسه في القبر .
    روى البخاري (6514) ومسلم (2960) عن أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثَةٌ فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ : يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ ، وَيَبْقَى عَمَلُهُ) .
    وقال سلمان رضي الله عنه : (إِنَّ الْأَرْضَ لَا تُقَدِّسُ أَحَدًا ، وَإِنَّمَا يُقَدِّسُ الْإِنْسَانَ عَمَلُهُ) رواه مالك في الموطأ (1500) .
    فلن يشفع للمرء حسن الجوار مع سوء العمل ، كما أنه لا يضره سوء الجوار إذا حسُن عمله.
    نسأل الله أن يحسن خواتيمنا .

    والله أعلم .

      الوقت/التاريخ الآن هو 26/4/2024, 10:46 am