مقدمة:
أحبتي في الله، كلنا سمع وقرأ عن منافع العسل، والقوة الشفائية التي أودعها الله في هذه المادة العجيبة، ولكن قلما يفكر أحدنا أن يعالج نفسه بالعسل بشكل كامل، وسبب ذلك أننا لم نطلع على ما كشفه علماء الغرب من طاقة شفائية عجيبة يتميز بها العسل عن أي مادة أخرى في العالم.
فكرة عامة عن العسل:
يبلغ الإنتاج العالمي لعسل النحل نحو 1، 1 بليون كجم في السنة الواحدة، وتتصدر الصين قائمة الدول الرائدة في إنتاج عسل النحل، تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية، ثم الأرجنتين، وروسيا البيضاء، والمكسيك، وروسيا، وتركيا، وأوكرانيا.
أحافير النحل: وجدت محصورة في الكهرمان، ومن المحتمل أنها كانت تعيش منذ 80 مليون سنة.
هناك تقارب كبير بين النحل وبين البشر، ويؤكد علماء النفس أن الإنسان بطبيعته يميل للمواد الطبيعية في علاج مرضه، ولذلك تجد الإنسان وكأنه قد فُطر على تقبُّل العسل، وغيره من المواد الطبيعية أكثر من الأدوية الكيميائية.
أكبر نحلة: هي نحلة من النحل البنّاء، يبلغ طولها نحو 4 سم، وأكبر نحلة عسل تسمى بنحلة "العسل العملاقة"، ويبلغ طولها نحو 20 ملم.
حجم مستعمرة النحل: تضم المستعمرة القوية والسليمة عدداً يتراوح بين 50 ألف و60 ألف نحلة.
أصغر نحلة: عديمة اللسع، طولها مليمتران فقط، والنحلة القزمة أو أصغر نحلة عسل طولها سنتيمتر واحد.
السرعة: تستطيع النحلة الشغالة أن تطير بسرعة 25 كم/ ساعة.
حاسة الذوق: يستطيع نحل العسل أن يُميز المذاق الحلو، أو الحامض، أو المالح، أو المر.
الشغالة: تستطيع النحلة الشغالة أن تجمع خلال حياتها رحيقاً كافياً لصناعة 45 جم من العسل.
سلوك النحل.
يؤكد الباحثون اليوم في جامعة (Illinois) أن النحل له سلوك خاص، وهذا السلوك هو سلوك عاقل وليس سلوكاً عشوائياً، فدماغ النحلة يحوي مليون خلية عصبية، مع أن حجمه لا يزيد على حجم النقطة التي نكتبها بالقلم.
إن مساحة دماغ النحلة لا تكفي لمعالجة المعلومات الهائلة التي تقوم بمعالجتها هذه النحلة الصغيرة، لذلك لابد أن يكون في دماغها برنامجاً تم وضعه في كل خلية من خلايا هذا الدماغ، وما على النحلة إلا أن تقوم بالسلوك المرسوم لها، وهذه إحدى عجائب عالم النحل!.
ولذلك نجدهم يؤكدون أن وراء سلوك النحل سراً عظيماً، وهذا ما أشار إليه القرآن بقوله -تعالى-: (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 69]، فلو تأملنا عبارة (فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا) نرى فيها إعجازاً واضحاً، حيث أمر الله -تعالى- النحلة أن تسلك طرقاً محددة أثناء حياتها وصناعتها للعسل، وذلَّل لها هذه الطرق، وسخر لها الوسائل التي تضمن لها سلوك طرق صحيحة.
ويقول العلماء: إن النحلة تختار أقصر طريق لتحقيق هدفها، أي أنها تتفوق على الإنسان في اختيارها للطريق الصحيح، كل هذا ولا تملك إلا دماغاً بحجم النقطة، فمَن الذي هداها؟ وسخر لها، بل وأمرها أن تقوم بهذا العمل، هل هي الطبيعة العمياء، أم الله القادر على كل شيء؟.
يحوي العسل "المعلومات" التي انتقلت من النحل إلى هذا العسل أثناء إنتاجه، هذه المعلومات موجودة في رحيق الأزهار حيث تتفاعل داخل بطون النحل، وتعدَّل، ويزداد مفعولها؛ لتكون جاهزة للاستفادة منها، وهنا يكمن سر الشفاء بالعسل، فالله -تعالى- زود كل نحلة ببرامج موجودة في خلايا دماغها، ولذلك هي تقوم بخطة مرسومة لها مسبقاً، وهو ما عبر عنه القرآن بقوله -تعالى-: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) [النحل: 68]، فهو إذاً طريق مرسوم، ووحي من الله بأسلوب نجهله نحن البشر!.
آخر الأبحاث العلمية عن العسل:
ولذلك سوف اسرد لكم بعض وآخر ما وصل إليه الباحثون في مجال الشفاء بالعسل، ونصيحتي المتواضعة لا تترك بيتك يخلو من العسل، ولو بكمية قليلة؛ لأن الفوائد التي سنراها عظيمة ومذهلة.
والآن لنتأمل بعض الاكتشافات الجديدة حول هذه المادة التي سخرها الله لنا:
العسل مطهر قوي:
وجد الدكتور Molan أن جميع أنواع العسل تتميز بوجود مضادات للجراثيم من النوع القوي، ويقول: إنك لا تجد أي مادة في العالم تشبه العسل في خواصها المطهرة، حيث يفرز النحل مادة hydrogen peroxide بواسطة أنزيمات خاصة، وهذه المادة معروفة بخصائصها المعقمة، كما أثبت هذا الباحث بعد تجارب استمرت عشرين عاماً، أن العسل له طاقة كبيرة في علاج الإمساك المزمن، وبدون أية آثار جانبية، ويقول: إن أدواتي الطبية التي أحملها معي في حقيبة العلاج هي مجرد ضمادات وعسل!.
العسل يحوي مضادات حيوية قوية:
ويقوم الدكتور Molan بعلاج الكثير من الأمراض بالعسل فقط دون أي شيء آخر!، ويقول: "إن للعسل تأثيراً مذهلاً في علاج الحروق والتقيح، ويمكن تطبيقه مباشرة على الحروق، فيعمل على ترميم الجلد، وقتل البكتريا المؤذية، بل يزيل آثار الحروق، فتجد العضو المحروق بعد العلاج بالعسل عاد كما كان دون آثار أو ندوب".
لقد حيرت بعض أنواع الجراثيم باحثي الولايات المتحدة الأمريكية ولم يجدوا لها علاجاً، ولكنهم اليوم يحاولون استخلاص المضادات الحيوية الموجودة في العسل؛ لتعقيم المشافي، حيث يؤكدون أنها من أفضل المضادات الحيوية!.
العسل يعالج سرطان الجلد:
بعد اختبارات طويلة وجد الدكتور Glenys Round اختصاصي أمراض السرطان شيئاً غريباً في العسل، فقد لاحظ أن للعسل تأثيراً مدهشاً في علاج السرطان، ويقول: إننا نستعمل العسل في علاج سرطان الجلد، حيث يخترق الجلد ويعالج هذه السرطان بشكل تعجز عنه أفضل الأدوية.
العسل يعالج القروح:
كذلك يؤكد أن كل الأدوية وقفت عاجزة أمام علاج القروح، ولكنهم تمكنوا أخيراً من شفائها بالعسل، والشيء الذي يؤكده جميع المرضى الذين تمت معالجتهم بالعسل؛ أنهم يحسون بسعادة أثناء العلاج، فلا آثار جانبية، ولا ألم.
كما يؤكد الخبراء أنه يتم إنفاق ستة بليون دولار سنوياً على علاج الجروح والحروق، ولو تم الاعتماد على العسل لوفّروا نسبة كبيرة من الأموال، إذاً العسل يوفر المال أيضاً.
على الرغم من الأعداد الكبيرة من النحل، والتي تساهم في صناعة قالب العسل، إلا أننا لا نجد أي تصادم أو خلل في عملها، ويعجب العلماء من دقة التنظيم، وأين تعلموا هذه المبادئ، وكيف يتمكن النحل من أداء كل هذه المهام ببراعة دون أن يخضع للتدريب، فالنحلة منذ ولادتها "مبرمجة"؛ لتقوم بهذا العمل، ألا يشهد ذلك على قدرة الخالق -عز وجل-؟
العسل يعالج قرحة المعدة:
كما وجد بعض الباحثين أن العسل يملك قوة شفائية في علاج قروح المعدة والتهابات الحنجرة، ووجدوا أن الجراثيم تجتمع بطريقة خاصة؛ لتدعم بقاءها، وتجمعاتها، وأثبت البحث العلمي أن العسل يقوم بتفريق دفاعات الجراثيم ويشتتها ويضعفها، مما يساعد الجسم على القضاء عليها، وقد قام العلماء مؤخراً باكتشاف مادة في العسل تمنع التأكسد، وبالتالي تفيد في علاج الكولسترول.
ولذلك يعجب العلماء من الطاقة الخفية الموجودة في العسل، والتي تستطيع شفاء الأمراض المستعصية، ويتساءلون: كيف يحدث الشفاء؟ ما هو الشيء الذي يقوم به العسل داخل خلايا جسدنا، فنجد أن السرطان يتوقف بشكل مفاجئ، ونجد أن الكثير من البكتريا يتوقف نموها في الجسم، ونجد أن الجهاز المناعي ينشط ويصبح أكثر فاعلية.... ما الذي يحدث؟ لا أحد لديه الإجابة.
آية تدعو للتفكر!
ولكننا بقليل من التأمل في هذا القرآن وتحديداً في قوله -تعالى-: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 68-69]، سوف نجد أن الله -تعالى- أودع في هذا العسل قوة شفائية من كلامه -عز وجل-، من كلمة (وَأَوْحَى)، فلذلك من الضروري أن نقرأ على العسل قبل أن نتناوله سواء للعلاج أو للغذاء.
العسل لعلاج تنميل الأطراف:
يحتوي العسل على فيتامين (ب1) الذي يفيد في التهاب الأعصاب، وتنميل الأطراف، كما يحتوي العسل على الفيتامين (ب2) المفيد لعلاج قرحة الفم، وتشقق الشفاه، والتهاب العين، كما يحتوي العسل على عدد من المعادن مثل: البوتاسيوم، والصوديوم، والكالسيوم، والمغنزيوم، والحديد، والنحاس، والفوسفور، والكبريت، وهذه المجوعة تساعد على تهدئة الحالة النفسية لدى المريض المصاب باضطرابات نفسية.
تربي النحلة صغارها بعناية فائقة، وبنفس الوقت تقوم بإنتاج العسل، ويقول العلماء: إن النحل يمتلك في دماغه برنامجاً معقداً لا يمكن للمصادفة أن تصنع مثل هذا البرنامج، الذي يتفوق على البشر في بعض مزاياه، فالنحلة مربية ماهرة تعتني بالبيض، ثم تقدم لليرقات الغذاء والحماية والرعاية حتى تكبر وتنمو، وسبحان الله! على الرغم من كل هذه الآيات نجد من ينكر وجود الله تعالى!.
العسل لحماية الأطفال:
والعسل له مهم جداً للأطفال الرضع، ولوقايتهم من فقر الدم، والكساح، ولعلاج التبول اللاإرادي لدى الأطفال، ولكن يجب أن يتناولوا كميات صغيرة منه بالنسبة للأطفال دون العام، كما أن مضغ القليل من شمع العسل مع العسل الصافي يساعد على علاج الزكام، والتهاب الحلق، والسعال، ولشفاء الجيوب الأنفية، وحساسية الأنف، كما يستفاد من العسل في معالجة الإرهاق العضلي، والتشنجات العضلية، كذلك يفيد العسل في علاج أمراض الكبد، وحالات التسمم.
أمراض متنوعة يشفيها العسل:
- يمكن علاج الأرق وقلة النوم بشرب كأس ماء مذاب فيه ملعقة من العسل قبل النوم، فقد وجد بعض الباحثين تأثيراً مهدئاً لشراب العسل.
- يمكن استعمال العسل لعلاج تشقق الشفاه، وعلاج الجلد المتجعد، أي لتجميل وتنشيط الجلد المترهل.
- ملعقة عسل كل يوم قد تقيك من نوبة قلبية قاتلة، هذا ما يؤكده الباحثون من خلال الدراسات الجديدة على العسل، حيث لاحظوا أنه يساهم في تنظيم عمل القلب.
- وفي بحث حديث جداً نصح الأطباء بتناول ملعقة من العسل كل يوم؛ لعلاج السعال المزمن، وبشكل أفضل من الأدوية الكيميائية المعروفة.
- بحث آخر وجد أنه حيث تعجز الأدوية الكيميائية عن علاج الربو، والتهابات الرئتين، والمجاري التنفسية، فإن العسل أثبت قدرته الكبيرة على الشفاء!.
- لعلاج التوتر النفسي، والتهاب الأعصاب، والاضطرابات المختلفة في أنظمة عمل الجسد، فإن العسل له طاقة عجيبة في تنظيم وتخفيف هذه الاضطرابات، وتهدئة الحالة النفسية.
- لعلاج التهابات اللثة، وتسوس الأسنان، فقد أثبتت بعض التجارب الشعبية أن تدليك اللثة بالعسل يقوي اللثة الضعيفة، وينشط حركة الدم، ويقتل البكتريا المؤذية في الفم.
- لعلاج الضعف الجنسي، وأمراض العقم، فقد أثبتت بعض التجارب أن للعسل مفعولاً في تنشيط وتنظيم الحالة الجنسية لدى الرجل والمرأة على حد سواء، كذلك هناك بعض الأبحاث بينت الدور المهم للعسل في علاج العقم.
- إذا كنتَ تعاني من حساسية ما فعليك بتناول القليل من شراب العسل، وذلك بعد قراءة القرآن عليه بصوت مسموع وبخشوع وتأمل، وبعد فترة يمكن أن تصل إلى ثلاثة أشهر سوف تجد أن الحساسية التي عجز الطب عن علاجها سوف تخف كثيراً بإذن الله -تعالى-.
العسل يقي من السرطان:
قال باحثون: إن العسل، وغذاء ملكات النحل يمكن أن يكون جزءاً من ترسانة السلاح التي يتم بها محاربة السرطان، فقد توصل فريق من الباحثين بجامعة زغرب بكرواتيا إلى مجموعة من منتجات عسل النحل، أوقفت نمو الأورام أو انتشارها لدى فئران التجارب، وقالوا -في مقال بصحيفة علوم الغذاء والزراعة-: إن البشر المصابين بالمرض يمكن أن يستفيدوا أيضاً من هذه النتيجة.
واقترحوا أن منتجات العسل ربما تؤدي إلى ما يعرف بالأبوبتوسيس "وهو انتحار الخلايا"، أو لديها تأثير مباشر سام على الخلايا، أو يساعد الجهاز المناعي الذي يقاوم نمو الخلايا السرطانية، وقال الفريق البحثي الذي قادته الدكتورة ندى أورساليتش: إن الدراسة تشير إلى أن منتجات عسل النحل يمكن أن تكون أداة مفيدة في السيطرة على نمو الورم.
وفي ظل موجة الأمراض المستعصية التي نواجهها بسبب التلوث المناخي، فإننا ندعو الجميع لأن يتخذوا من العسل مادة وقائية، حتى لو كان أحدنا سليماً ينبغي أن يتناول كمية قليلة من العسل كل يوم، وهذا سيساعد النظام المناعي لديه على مواجهة مزيد من الأمراض.
ومثل هذه الدراسة لا يمكن أن تمر دون أن نتذكر الإشارة القرآنية للعسل في قوله -تعالى-: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 69]، وهذه الآية تؤكد أن العسل لم يُذكر عبثاً، بل لأن الله -تعالى- يعلم الخصائص الشفائية العالية الموجودة في العسل، ولذلك ذكره في القرآن الكريم.
العسل يقتل البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية:
جاء في دراسة علمية حديثة ما يلي:
أظهرت دراسة جديدة أن العسل يملك خصائص يستطيع من خلالها مقاومة الجراثيم، كما أظهر فعالية ضد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، والتي طورت أجهزتها المناعية لمقاومة المضادات، ما جعل مقاومتها بالأدوية العادية أمراً صعباً.
ولطالما كان العسل في القديم والحديث يستخدم علاجاً طبياً للكثير من الأمراض، في مختلف البلدان والحضارات القديمة، لكن هذه الدراسة قد تكون نقطة تحول جديدة في الاستخدامات الطبية للعسل.
وحول الدراسة التي أجرتها جامعة سيدني الاسترالية، تقول دي كارتر -الأستاذ المشارك في كلية العلوم البيولوجية والميكروبية الجرثومية في جامعة سيدني-: "بيَّن لنا البحث الذي أجريناه، أن العسل يمكن أن يحل محل الكثير من المضادات الحيوية المستخدمة في معالجة الجروح كالمراهم، والكريمات المختلفة، كما أن استخدام العسل كوسيلة مساعدة للعلاج سيزيد من عمر المضادات الحيوية".
ويؤكد العلماء أن أكثر أنواع البكتيريا التي تسبب الالتهابات في المستشفيات باتت قادرة على مقاومة نوع واحد على الأقل من المضادات الحيوية، وهذا يتطلب إنتاج أنواع جديدة من هذه المضادات؛ لتكون قادرة على القضاء على البكتيريا المسببة للأمراض.
العسل يحوي 800 مركب!
يعتبر العسل من أكثر المواد تعقيداً في تركيبته، إذ يحتوي على ما يقارب الـ 800 مركب، وهذا التعقيد يجعل من الصعب على العلماء أن يدركوا تماماً الآلية التي يقوم من خلالها بمقاومة البكتيريا وقتلها، وتقول الباحثة دي كارتر: "حتى الآن لم نتعرف على الطريقة التي استطاع العسل من خلالها مقاومة البكتيريا، لكن على الأغلب أن مركباً داخل العسل اسمه "methylglyoxal" يتفاعل مع مركبات أخرى لم نعلمها حتى الآن؛ ليكون قادراً على تعطيل قدرة البكتيريا من إنتاج سلالات جديدة قادرة على مقاومة المضادات الحيوية".
العسل في مواجهة الجروح:
الدكتورة روز كوبر من كلية العلوم الصحية في جامعة ويلز، قامت بإجراء بحث عن نشاط العسل المضاد للبكتيريا، وألفت كتاباً بعنوان: "العسل في مواجهة الجروح"، وتقول: "هناك العديد من المكونات التي تساهم في إعطاء العسل الميزات العلاجية، ارتفاع السكر، وقلة نسبة المياه، والحموضة المنخفضة كلها عوامل مساعدة".
فيه شفاء للناس:
أحبتي في الله، إن مثل هذه الدراسات جديدة على العلماء وتثير دهشتهم، ولكنها نتيجة طبيعية بالنسبة لنا؛ لأن الله -تعالى- ذكر العسل في كتابه، بل أنزل سورة سماها "سورة النحل"، وجاء فيها قوله -تعالى-: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 68-69]، ولذلك ننصح كل أخ وأخت أن يجعلوا من العسل مادة أساسية في المنازل، فالعسل مفيد للحروق والجروح والالتهابات الإنتانية، ومفيد لعلاج اللثة الملتهبة، ومفيد للجلد، ومفيد في حالات الزكام، والالتهابات الفيروسية...، ولذلك ينبغي وضع كمية من العسل في البيت، وذلك لاستعماله كغذاء ودواء، وبخاصة للأطفال.
التصنيف القرآني للعسل:
لقد رتَّب الله -تبارك وتعالى- في كتابه الوسائل التي هيَّأها للنحل من أجل صناعة العسل كما يلي:
1- الجبال.
2- الشجر.
3- العرائش.
لقد ثبُت أن أفضل أنواع العسل هو العسل الجبلي، ثم العسل في الغابات والذي نجده في جذوع الأشجار، وأخيراً العسل الذي يصنعه النحل في الخلايا الصناعية التي يصنعها الإنسان له، لذلك قال -تعالى-: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) [النحل: 68]، إذاً (الْجِبَالِ) أولاً، ثم (الشَّجَرِ)، وأخيراً (مِمَّا يَعْرِشُونَ)، وهذا الترتيب مطابق لكمية الفائدة والشفاء في كل نوع من الأنواع، فأكثر أنواع العسل شفاءً هو العسل الجبلي.
العسل مفيد لعلاج السرطان:
يحاول الباحثون اليوم استخدام العسل لعلاج السرطان، فقد قام مؤخراً باحثون في جامعة زغرب بكرواتيا بإجراء العديد من التجارب على عسل النحل، وتبين لهم أنه يقي من أمراض السرطان حيث يوقف نمو الخلايا السرطانية، ولكنهم لا يزالون يجهلون الآلية الدقيقة لتأثير العسل، وكيف يقوم العسل بإيقاف السرطان؟!، ويعتقدون أن العسل يقوي جهاز المناعة لدى الإنسان، وبالتالي يصبح أكثر قدرة على مواجهة مختلف الأمراض، وهنا ندرك لماذا قال -تعالى-: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) [النحل: 69].
محاولة لعلاج مرض السكري:
تجدر الإشارة إلى أن بعض الباحثين يحاولون اليوم الاستفادة من العسل في علاج مرض السكري بكميات خفيفة جداً، ولكن الأبحاث لا تزال جارية، لذلك ننصح من يعاني من هذا المرض –أي: ارتفاع نسبة السكر- أن يكون حذراً في تناول العسل، وأن يلجأ إلى الاستشارة الطبية.
وأدعو جميع الأطباء والمختصين في علم التغذية من المسلمين أن يقوموا بتجارب إضافية على العسل، فقد يثبت يوماً ما أن هذه المادة تشفي من جميع الأمراض، والله -تعالى- عندما ذكر العسل في كتابه لم يكن هذا الأمر عبثاً، إنما هناك الكثير من الأسرار التي تنتظر من يكشفها.
العسل مفيد لأمراض الجهاز الهضمي:
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما، أن رجلاً جاء إلى النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إن أخي استطلق بطنه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((اسقه عسلاً))، فسقاه ثم جاء فقال: "إني سقيته عسلاً فلم يزده إلا استطلاقاً"، فقال له ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة فقال: ((اسقه عسلاً))، فقـال: "لقد سقيته فلـم يزده إلا استطلاقاً"، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((صدق الله وكذب بطن أخيك))، فسقاه فبرأ"، يقرر هذا الحديث الشريف فائدة العسل في علاج أمراض الجهاز الهضمي.
إن كلمة (الاستطلاق) الواردة في نص الحديث الشريف هي ما نسميه اليوم بالإسهال، وقد ثبت بالتجارب أن العسل يقتل الجراثيم على مختلف أنواعها لاسيما التي تستوطن الجهاز الهضمي، لذلك له أثر فعال في علاج الإسهال، كما يساعد على علاج قرحة المعدة، والتئام هذه القرحة خلال فترة قصيرة، وكذلك يعالج الإمساك، وهذا من المفعول المزدوج للعسل؛ لأن العسل ببساطة يقوم بتنظيم حركة الأمعاء، بل ويؤثر على خلايا هذه الأمعاء بما يحويه من "معلومات" أودعها الله بداخله.
ما هو الجديد الذي جاء به القرآن؟
ولكن ينبغي أن نشير إلى أن قدماء المصريين، ومنذ خمسة آلاف عام استخدموا العسل في علاج الجروح، وأدركوا شيئاً من خصائصه الطبية.
وعندما جاء الإسلام أكد على أهمية العسل، حتى إن كلمة (شفاء) وردت في القرآن أربع مرات، ثلاثة منها مع القرآن، ومرة مع العسل، يقول -تعالى-: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 69]، وقد يقول قائل: ما دام القدماء أدركوا أهمية العسل قبل نزول القرآن، فأين الإعجاز؟ وأقول: إن القرآن أكد كل ما هو صحيح وأبعد، وصحح كل ما هو خاطئ، وهذا إعجاز بحد ذاته!.
والدليل على ذلك أنه لم ترد في القرآن آية واحدة أثبت العلم خطأها، كذلك هناك الكثير من الخرافات السائدة زمن نزول القرآن، فلو كان القرآن من تأليف بشر إذاً لامتزج بخرافات عصره، ولكن عندما نجده دائماً يأتي بالحق فهذا دليل على أنه حق من عند الله -تعالى-.
وأخيراً
نتذكر قول الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما ورد عن ابن عباس- رضي الله عنهما -: ((الشفاء في ثلاثة: شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية نار، وأنهى أمتي عن الكي)) [رواه البخاري]، وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((عليكم بالشفائين: العسل، والقرآن) [رواه ابن ماجه في سننه]، ولا ننسى قوله -تعالى-: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 69].
وأنصح يا أحبتي أن نلجأ إلى الشفاء بالعسل والقرآن، وهذا ما نصحنا به النبي الأعظم عليه صلوات الله وسلامه، فنكون بذلك قد أخذنا أسباب الشفاء، وقد وجدتُ بالتجربة أننا عندما نقرأ على العسل المذاب بالماء "شراب العسل" سورة الفاتحة سبع مرات، وقوله -تعالى-: (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) سبع مرات أيضاً، فإن هذا الشراب سيتأثر بتلاوة القرآن، وتزداد فاعليته بإذن الله، ويصبح أكثر قدرة على الشفاء، والله أعلم.