هذا ما قاله نصاً"جان لويس توران" في 12/6/2008م وتناقلته وسائل الإعلام، ويعد"توران" المسؤول المعني بشؤون العلاقات مع الأديان الأخرى بالفاتيكان، ويشرف كذلك على الحوار والعلاقات مع جميع الأديان، والمعني أيضاً بوضع سياسات الحوار الكاثوليكي مع غيره من الأديان.
وصرح"توران": "أنه لا يريد أن يتنامى الانطباع بأن الأديان ذات وضع طبقي أو أن هناك دين أفضل من آخر...فالإسلام مهم للغاية ولكن هناك أيضا ديانات آسيوية عظيمة أخرى، والإسلام دين واحد، بالفعل إن الناس مهووسون بالإسلام".وتابع قائلا: "انه سيسافر للهند قريبا حيث سيوجه رسالة مفادها أن جميع الأديان متساوية".
حقيقة إن الكلمات التي قالها"جان توران" أسعدتني وحركت فيّ شعور عزة الإسلام ومكانته المحفوظة التي أخبرنا عنها الله - تعالى -وبشر بها رسول الرحمة محمد صلوات الله وسلامه عليه؛ فمع حال الأمة الإسلامية وتكالب الأعداء عليها، وكثرة السهام الموجهة لعقيدتها وثوابتها ومقدساتها، ومع كثرة دماء أبنائها التي تسفك ظلما وعدوانا باسم التحرير والحرية وإقامة الديمقراطية!! وأراضيها التي تُسلب، ومقدساتها التي تدنس، والرسومات التي تنشر، والأفلام التي تعرض والتشويه الذي يقصد... ومع ذلك مفزوعون من انتشار الإسلام!!
بكل يقين نقول لهؤلاء" نعم إن المستقبل للإسلام، وذلك ليس شعاراً يرفع لنعيش واقعا غير واقعنا، بل هو عقيدة راسخة متأصلة في نفوسنا مهما أدلهمت الظلمات، وتكالب الأعداء، وتداعت الأمم، فلا بد للظلام أن ينجلي ولا بد للنور أن يسطع، وهذا ما أخبرنا به الباري - عز وجل -: يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون؛ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
فدين الإسلام يقيناً سيعلو على جميع الأديان؛ لأن الإسلام اقترن بالحجة والبرهان، فبراهينه قاطعة، وحججه ساطعة، وكتابه محفوظ، وسيظهر على جميع الأديان؛ وهذا تحقق فيما مضى بانتصار الإسلام على الدول العظمـى، وسيعود بعزته وانتصاره كما جاء في صحيح مسلم، قال رسول الله [: «إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها» ودلالته جلية فالإسلام سينشر حتى يعم الأرض ومن عليها.
وظهور الإسلام على جميع الأديان تكفل الله به، كما قال - تعالى -: ويأبى الله إلا أن يتم نوره وهذا دلالة واضحة لا ريب فيها، ولا لبس يعتريها، بأن الله - تعالى -جعل المستقبل لهذا الدين، فهو دين الهدى والحق الذي يدفع الباطل ويدمغه، فإذا هو زاهق زائل.
وإن تأخر ذلك النصر والتمكين، فإنما هو بسبب بُعد الكثير من المسلمين هدانا الله وإياهم عن الهدى ودين الحق الذي أُرسل به نبي الرحمة محمد [خاتم الأنبياء... ولن يطول الانتظار إن رجعنا وتمسكنا بأسباب عزنا ونصرنا؛ فمهما أدلهمت الظلمات، وتداعت الأمم، وتحالف المخذلون - من العلمانيين والليبراليين الجدد - سيبزغ نور الفجر من جديد بإذنه - تعالى -القائل: وكان حقاً علينا نصر المؤمنين.
يا أمة الإسلام أبشروا بقول الله - تعالى -: فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا فإن نور هذه الأمة تام، ومستقبلها هام، ولن يستطيع اليهود ومن هاودهم، والنصارى ومن ناصرهم، أن يستأصلوكم ولو اجتمعوا مادمتم متمسكين بدينكم.
فمن سنن الله - تعالى -أن تكون العاقبة للمتقين طال الزمان أو قصر، فالنصر والتمكين لدين الله قادم لا محالة بنا أو بغيرنا؛ فالنصر موعود الله - سبحانه وتعالى - للجباه الساجدة، والقلوب الموحدة، والأيدي المتوضئة، قال - تعالى -: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون النور 55.
ونقول لهؤلاء الذين اجتمعوا ليحذورا من انتشار الإسلام، بعد أن تنبأ بعضهم أن أوروبا ستصبح مسلمة في غضون 30 عاما فقط، وأن الإسلام سيفرض نفسه في أوروبا بعد أن عزف النصارى عن كنائسهم حتى بيعت لتصبح مساجد!! لن تنفعكم منظماتكم ومؤسساتكم التي أنشأتموها حديثاً لصد مد انتشار الإسلام بين أبنائكم، فالإسلام قادم، والمستقبل لدين الله - تعالى -، وأخبروا بذلك أذيالكم من الليبراليين الجدد، الذين أسماؤهم عربية ولكن هواهم غربي.
و ناصر دينه وحافظ كتابه ومعز المسلمين..