السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام
على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين
*****************
...........................
حديث التواضع :
عن عياضِ - رضي الله عنه -.
قَالَ : قَالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -
: (( إنَّ اللهَ تَعَالَى أوْحَى إلَيَّ أنْ تَوَاضَعُوا
حَتَّى لا يَبْغِيَ أَحَدٌ عَلَى أحَدٍ
وَلاَ يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أحَدٍ ))
. رواه مسلم .
الراوي :
عياضر بن ناجية بن عقال المجاشعي.
صحابي له أحاديث في صحيح مسلم
وسنن أبي داود، والترمذي
سكن البصرة، روى عنه طائفة من التابعين
عاش إلى حدود الخمسين .
أقوال :
سئل الفضيل بن عياض عن التواضع
فقال:
"أن تخضع للحق وتنقاد إليه
ولو سمعته من صبي قبلتَه
ولو سمعتَه من أجهل الناس قبلته.
قد قال أبو بكر -رضي الله عنه-
: لا يحْقرَنَّ أحدٌ أحدًا من المسلمين
فإن صغير المسلمين عند الله كبير."
حكمة :
تاج المرء التواضع.
التواضع :
صفة حميدة يتصف بها أهل النفوس القوية .
والقلوب الزكية
ربما ترى أن المتواضع ضعيف
وذليل وحقير
وهذا في مفهوم ذوي العقول الضعيفة
أما العالمون العارفون وحدهم الذين يعرفون
مواطن الضعف والقوة والذلة والعزة
ولكم أن تحكموا بأنفسكم من خلال ما ورد
عن حكيم الأمة ومعلم الخير
والمرشد لها إلى سواء السبيل
محمد صلى الله عليه وسلم
ففي حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال الله صلى الله عليه وسلم
:"
وما تواضع أحدلله
إلا رفعه الله
."
رواه مسلم .
لطيفة :
عند الله :
فقد يكون المتواضع وضيعا عند الناس
لا يستشار في أمر ولا يسمع له حديثا
ولكن قضية الأخلاق والمثل ليس كل الناس يحسنها
لذلك هي قضية ربانية لا يعلمها سوى الربانيون
فهؤلاء موصولون بحبل الله
حتى ولو تقطعت حبالهم مع الناس
ومن كان موصولا بربه فهو في رفعة ومكانة وعزا :
" فلله العزة جميعا ."
الفخر والخيلاء :
نقيض التواضع هو التكبر والفخر
وهذه من صفات أصحاب النفوس الضعيفة
والقلوب الوضيعة والمريضة
بهذا الداء العضال الذي يستوجب اللعنة
والغضب من الله تعالى
والضجر والكراهية من قبل خلق الله.
المعنى العام :
يدعو النبي صلى الله عليه وسلم
إلى ما فيه الخير والسلامة وتقوية الروابط
والتواضع سبيل لذلك فهو باعث على انتشار الرحمة
بين الناس وحسن المعاملة بينهم
كما ينهى بالمقابل عن الفخر الذي يجر إلى الكبر
الذي ينفر القلوب ويهدم الروابط
وكم أساء المتكبرون حتى للأنبياء والرسل
ناهيك عما دونهم من الخلائق .
الأسوة :
وكان نبينا صلى الله عليه وسلم
أكثر الناس تواضعاً ؛
" كان يمرّ على الصبيان فيسلِّم عليهم
وكان يكون في بيته في خدمة أهله
وكان يخصف نعله ، ويرقع ثوبه ، ويحلب شاته
ويعلف البعير ، ويأكل مع الخادم ،
ويجالس المساكين
ويمشي مع الأرملة واليتيم في حاجتهما
ويبدأ من لقيه بالسلام ، ويجيب الدعوة
وقال : لو دعيت إلى ذراع – أو كراعٍ –
لأجبت ، ولو أهدي إليّ ذراعٌ –
أو كراع- لقبلت. وكان يعود المريض
ويشهد الجنازة , ويركب الحمار
ويجيب دعوة العبد ، وينام على الحصير . "
تهذيب مدارج السالكين لعبدالمنعم العزي
( 2 / 679 ، 680 ) .
تصوروا لو كان كل واحد منا يهتدي بهدي
النبي صلى الله عليه وسلم
كيف تنقلب حياتنا إلى روضة من رياض الجنة
الوافرة الظلال فنعيش حياة آمنة مطمئنة .
ونحن مطالبون بالتأسي به
ومجبرون أن نفشي بيننا هذا الخلق الكريم
من التواضع
وإلّا ففتنة المتكبرين شديدة ومحنة المتغطرسين كبيرة
ونهاية الضعفاء أليمة عظيمة .
.....................
************************
صور التواضع:
*قبول الحق من الآخرين ولو صغيراً
أو منافساً، أو خصماً:
وهذا يفيد كل المتعاملين في المواقع والمنتديات
من المشرفين والأعضاء .
إذا رأيت الحق عليك بقبوله دون الالتفات
لصاحبه فالحق أحق أن يتبع
وليس من الأدب رد الحق
لكون الذي قال به معارض
أو ضعيف الفهم وغيرها .
* مجالسة الضعفاء :
من التواضع أن لا يأنف الإنسان
أن يجالس من هو دونه في الدرجة
ويتواضع له ويصغي لحديثه
وهذا الخلق حبذا لو يتعامل به أصحاب المواقع
الذين اشتهروا وارتفعوا بعلمهم
فيدعوهم أعلم وخير البرية أن يتواضعوا
ويخفضوا الجناح لمن هم دونهم .
ظاهرة :
موقع لصاحبه الذي يشار إليه بالبنان
يأنف أن يشاركه في موقعه ضعفاء
وربما سأله سائل أو رد عليه قارئ
أو طلب منه مشارك فرده بسذاجة لكونه رفيع الشأن
ذو علم واسع
فاحذر فهي فتنة فلقد أوحى الله
لمن هو خير منك وأعلى في المكانة
وأرفع في الدرجة أن :
" تواضعوا حتى لا يبغي
ولا يفخر أحد على أحد ."
ونبي الله تعالى كان يجالس الضعفاء
ويحتك بهم ببدنه الطاهر
وأنت تترفع من وراء الحجب ..!
لطيفة :
ربما تواضعت وجالست يتيما أو يتيمة
أو مسكينا أو مسكينة أو ضالا فأعدت للنفس الأمل
بعدما كادت تفقده وشرحت به الصدور بعد ضيقها
وهذه هي التي سعى لتحقيقها الحبيب المصطفى
وقد تحققت ولا زال نورها يشع وبسببها
كم من عطشان ارتوى ويرتوي
وإلى ظلها انزوى وينزوي .
تنبيه :
ربما سرق منك موقعك أو طاف عليه طائف
أو تعرض لحادث ولا تدري ما السبب ؟
ربما ارتفعت فترفعت فأعادك الله لمكانك
وبقدر الصعود يكون الهبوط .
.....................
قال النووي في المجموع عن الشافعي أنه قال:
من سام بنفسه فوق ما يساوي
رده الله الى قيمته
وقال:
أرفع الناس قدرا من لا يرى قدره
وأكثرهم فضلا من لا يرى فضله.
لست بمكانه حتى أفخر..؟
: أبو بكر رضي الله عنه
خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يقول:
وددت أني شعرة في جنب عبدٍ مؤمن.
وربما سقط الخطام من يده
فلا يطلب من أحد أن يعطيه إياه
بل ينزل عن الناقة ويأخذه.
*****************
قصة وعبرة :
كان النبي صلى الله عليه وسلم
جالساً مع أصحابه
فمر رجل فقال
"ما تقولون في هذا ؟" قالوا :
حريٌّ إن خطب أن يُنكَح وإن شفع أن يُشَفَّع
وإن قال أن يستمع .
ثم مر رجل من فقراء المسلمين
فقال "ما تقولون في هذا "
قالوا : حريٌّ إن خطب أن لا ينكح
وإن شفع أن لا يشفع
وإن قال لا يسمع .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"هذا – الفقير -
خيرٌ من ملء الأرض مثل هذا "
رواه البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه .
شعر :
أما ترى البحر تعلو فوقه الجيف
----
وتستقر في أقصى قاعه الدرر .
وفي السماء نجوم لاعداد لها
-----
وليس يكسف إلا الشمس والقمر
الفوائد :
1- الدعوة إلى التواضع سبيل الحياة الطيبة .
2-التواضع سمة الأقوياء ودرب للعزة .
3-بالتواضع تتقوى الروابط وتحفظ الحقوق .
4- النهي عن الفخر سبيل الكبر الذي فيه الهلاك.
5-بالكبر تفسد العلاقات وتهضم الحقوق .
...........................
لأصحاب المنتديات والمواقع لكم أن تنالوا من الله
هذه الرفعة وتحييوا للنبي صلى الله عليه وسلم
هذه السنة وتنصروه بها
من خلال إفشاء هذا الخلق الكريم
من التواضع في المعاملات بينكم
وبين إخوانكم
الذين تتصلون بهم أو يتصلون بكم
عبر هذه الشبكات وذلك بالردود الحسنة
والعبارات الجميلة والكلمات المتواضعة
التي يجد فيها المتصفح البشاشة والرأفة
فربما تجذبه بها إلى ما تدعو إليه
أو تزيده رغبة في الإسلام
أو تسدد له خلقا أو تضمد له جرحا
وكم من كلمات فعلت في الأفئدة
ما لم تفعله الأدوية .
فداووا بهذا الدواء الناجع أنفسا مريضة
وأحيوا به قلوبا ميتة
وشدوا به الأيادي المتفرقة
وانصروا به صاحب الخلق العظيم
والمقام الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم .
وصل اللهم على نبينا وحبيبنا محمد
وعلى آله وصحبه ومن والاهم بإحسان .
وآخر دعوانا أن رب العالمين .