دعوة لإلزام الغربيات في الدول الإسلامية بالحشمة |
| |
في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط على المحجبات في الغرب للحفاظ على الهوية العلمانية الغربية، ينادي بعض العلماء والدعاة في العالم العربي والإسلامي بضرورة فرض الاحتشام على الغربيات الموجودات في البلاد العربية والإسلامية. دعا عدد من العلماء والدعاة إلى فرض الاحتشام على ملابس النساء الغربيات في الدول الإسلامية، احترامًا للهوية الثقافية والدينية للمجتمعات الإسلامية، وذلك ردًا على ما وصفوه بـ "حرب الحجاب" المتصاعدة في أوروبا. وقال العلماء المسلمون وفقًا لصحيفة "الراية": "على الدول الإسلامية فرض الاحتشام على أقل تقدير على النساء الغربيات عند دخولهن لهذه الدول، وذلك من خلال سن لوائح تنظم هذه العملية، ثم مطالبة الجميع بالالتزام بالقوانين ومراعاة ثقافة المجتمع وهويته الثقافية والدينية، كما تفعل الدول الأوروبية مع المسلمين هناك". وأضاف العلماء: "ما يجري في بعض الدول الأوروبية من حظر للنقاب تمثل فرصة ذهبية أمام المسلمين لتطبيق تعاليم الإسلام والمحافظة على ثوابت المجتمع، وفرض الحشمة على الأوروبيات اللاتي يتجولن بملابس عارية خلال الجولات السياحية بالعالم الإسلامي". توضيح حقيقة الحجاب في الإسلام: وقال الداعية محمد حسن المريخي: "هذه الخطوة لا يجب أن تكون مجرد رد فعل تجاه هذا التطرف الغربي في مواجهة المسلمين والستر والعفاف، بل يجب التأكيد أن هذا هو منهج الإسلام وعقيدته وشريعته". وأضاف: "هناك ضرورة لمخاطبة الغرب وتوضيح حقيقة الحجاب في الإسلام، وأنه ليس مجرد رمز ديني، إنما هو جزء من شخصية المرأة المسلمة، ولا يمكن لها أن تعيش في المجتمع بدونه، وهناك أهمية الرد على هذه الخطوات بكل قوة ولكن في الوقت ذاته بالحكمة والانضباط الشرعي بعيدًا عن العواطف التي لا تؤدي إلى تحرك إيجابي". وأردف المريخي: "هذه التجربة تقوم بها العديد من الدول للحفاظ على هويتها وثقافتها والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع، وإن الصين طلبت خلال استضافة دورة الألعاب الأولمبية من الجماهير الراغبة في متابعة الدورة أن تلتزم بعادات وتقاليد المجتمع، وأن تتجنب كل ما يخدش ثقافته". المعاملة بالمثل: أما الدكتور عبد الله الفقيه فقد قال: "يجب التعامل مع الغرب بمنطق كما أنكم تلزمون المسلمين بقوانينكم، فنحن نلزمكم أيضًا بقوانيننا، ويجب عليكم الالتزام بها كما تفرضون علينا ما تريدون، وعندها سيجدون أنفسهم في حرج إما التسليم بذلك، أو الكيل بمكيالين كما هي عادتهم في التعامل مع المسلمين". وأضاف: "الملابس الفاضحة التي ترتديها الغربيات في المجتمعات المسلمة، قد سنحت الفرصة لتغييرها الآن، والتعامل معها بنفس المنطق الغربي من الحفاظ على ثقافة المجتمع وتقاليده". حماية المجتمعات المسلمة من الكاسيات العاريات: من جانبه طالب الشيخ أحمد البوعينين باحترام عادات وتقاليد الدول الإسلامية، ومعاقبة كل من يخالف القوانين واللوائح التي تحافظ على هوية المجتمع وثقافته، وعلى رأسها قضية العفة والاحتشام وعدم خدش الحياء داخل المجتمع. وقال البوعينين: "يجب أن نحمي المجتمعات الإسلامية من خطورة الكاسيات العاريات سواء من العرب أو الغرب، علينا أن نعمل بكل جهد لحماية بناتنا وأبنائنا، ونحافظ على الشباب من الانحراف بسبب هذه المظاهر الفاسدة، علينا أن نحمي الأجيال القادمة من مخاطر الإباحية وما يترتب عليها من فساد للمجتمع". وفي سياق متصل قال الشيخ عبد الله العباد: "هذه الخطوة هي أقل ما ينبغي فعله للوقوف أمام المتطرفين في الغرب، ومساندة المسلمين المستضعفين الذين يتعرضون للضغوط اليومية بسبب تمسكهم بشريعتهم المطهرة ودينهم الحنيف". وأضاف: "إذا كانت نساء الغرب تمرح في الدول الإسلامية كما تشاء بدعوى الحرية الشخصية، فلماذا يمنعون العفيفات من التمسك بدينهن من باب الحرية الشخصية؟، وهناك ضرورة لتطبيق المعاملة بالمثل". نائبة ألمانية تدعو لتعميم حظر النقاب في أوروبا على الصعيد المضاد وبعد أيام من موافقة البرلمان البلجيكي على مشروع قانون يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، دعت عضوة في البرلمان الأوروبي اليوم الأحد لضرورة تعميم هذا القانون بكافة الدول الأوربية. واعتبرت سيلفانا كوش مهرين رئيسة كتلة الديمقراطيين الأحرار الألمانية ونائب رئيس البرلمان الأوروبي في مقابلة خاصة مع صحيفة "بيلد أم سونتاج" الألمانية أن "النقاب يروج لمبادئ لا تتوافق مع القيم الأوروبية". وقالت مهرين "يجب الدفاع عن الحرية الدينية والشخصية لكن لا يمكن أن تصل إلى حد إخفاء الوجه في الأماكن العامة"، معتبرة أن النقاب "بمثابة هجوم على حقوق المرأة"، ووصفته بأنه "سجن متحرك"، بحسب ما نقل موقع "المسلم نيوز" البريطاني. وأضافت أن رؤية امرأة ترتدي النقاب أثناء سيرها في الطريق يقلقها هي شخصيا لأنها لا تستطيع أن تتأكد من هويتها أو ماذا تنوي فعله. وكان رئيس لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان الألماني فولفغانغ بوسباخ، قد اعتبر أن فرض حظر من هذا القبيل يتناقض مع الدستور الألماني الذي يكفل حرية الاعتقاد والممارسة الدينية. وقبل أيام أقر مجلس النواب البلجيكي مشروع قانون يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة بالإجماع تقريبا. وينص مشروع قانون في فرنسا على توقيع عقوبة السجن لمدة تصل إلى عام ودفع غرامة مالية قدرها 15 ألف يورو على الرجال الذين يجبرون النساء على ارتداء النقاب، أما عقوبة ارتداء النقاب نفسها فستكون 150 يورو، ومن المقرر أن ينتهي التصويت على القانون الذي يحظر ارتداء النقاب بحلول خريف هذا العام. |