توقفت السيارة الزرقاء العملاقة أمام منزلنا المتواضع..
ومع توقفها عم الهدوء المكان..
كانت احدى الليالى الحالمة..حين كنت جالسا على مكتبى..
أخط فى كراسى بعضا من امالى وأرسم فيها جزءا من أحلامى اللا محدودة لمستقبل زاهر وغد باهر
كان أبى نائما وكانت أمى تقص القصص على اخوتى الصغار قبل النوم
كانت تحكى لهم عن عن ذات الرداء الأحمر وعن الذئب الشرير
--سارت ذات الرداء الأحمر بسعادة فى الغابة الخضراء الجميلة
كم أحبت هذه الغابة.. فقد كان لها عند كل غصن من أغصانها ذكريات لعب ولهو وفرحة مع صديقاتها ..
كانت تدندن بصوتها العذب الحنون أغانى الفرحة والحب والأمان ..
ولكن المسكينة لم تدر بالخطر المحدق بها..
فلقد كان الذئب الشرير يسعى ورائها فى خفية وخبث دون أن تشعر....
--لماذا يا أمى .. ماذا فعلت له؟
قالت أختى الصغرى.
--لم تفعل له شيئا حبيبتى .. فلقد كانت تحب الجميع وتسعى لمساعدة أى محتاج وتبذل قصارى جهدها لرسم الفرحة على الشفاة...
ولكن الذئب لم يكن يفكر إلا بشئ واحد .. فالجميع يحب ذات الرداء الأحمر ولا يكادون يلتفتون إليه هو القاسى القبيح
كان الذئب يريد التخلص منها حتى تخلو له قلوب الناس .. فهو سيعاملهم بكل القسوة وسيجبرهم على حبه وطاعته
هكذا فكر الذئب الشرير
وهكذا سار –الذئب- ورائها فى الغابة على غفلة منها منتظرا اللحظة المناسبة للهجوم.
وفجأة .. وبدون أى سابق إنذار
دخل أصحاب السيارة الزرقاء العملاقة منزلنا .. وبدون استئذان..
بدأوا بالخطو على ممتلكاتنا البسيطة..
فتحوا الأبواب..داسوا على الأوانى .. حطموا المنزل..
عبثوا فى أوراقى .. أخذوا كراسى .. سرقوا أحلامى..
صرخ أخوتى الصغار ..
بكوا وإستغاثوا
ولكن .. هل من مجيب؟
-ما الأمر .. من أنتم؟؟؟؟؟؟
صرخت أمى بكل الرعب.
ولكنهم لم يعيروها إهتماما ..
فقط نظر أحدهم إليها نظرة غريبة .. ثم أشاح بوجهه عنها.
--من هؤلاء يا أمى؟؟ ماذا فعلنا لهم؟؟
بصوت خفيض يفيض الرعب منه سألت أختى الصغيرة
إحتضنت أمى أخوتى .. أغمضت عينيها لتخفى دموعها عن العدو الغاصب.. ولكنها _الدموع_ أبت إلا أن تسيل حارة متدفقة على وجنتيها الشاحبتين من الفزع
وقفت –انا- أمام ما بد لى أنه كبيرهم.. وكررت السؤال الذى لم أجد له إجابة
--من أنتم؟ ماذا تريدون؟ لم أنتم هنا؟
همهم الرجل بكلمات لم أفهمها..
لم أعرف .. أكانت لغته غريبة أم عجز عقلى عن إستيعاب لغة الظالمين!!
وفجأة .. أدركت الحقيقة..
إنهم يبحثون عن أبى..
--لاااااااااااااااا ..إلا أبى
ليس لنا من بعد الله غيره..
دعووووووووووووه .. إنه لم يؤذ أحدا قط
يا الله ..يا من لا اله الا أنت
يا ربى .. انه أبى
دعوا أبى ..دعوووووووووووووووووه
لم يبال الظالمون بصرخاتى واستغاثاتى..
صفعوا أبى الحبيب على وجهه الصبوح
حاول أبى أن يخاطبهم ولكن ..
لم ينل منهم إلا الركلات والضربات الموجعة
جروا أبى كما يجرون العبيد..
خرجوا من منزلنا وقد أحالوه دمارا ..
وأخذوه معهم .. أخذوا أبى معهم ..
أدخلوه السيارة الزرقاء العملاقة..
اختفى أبى عن ناظرى..
ااااااااااااااااااااااااااااااه يا أبى..
لم تفكر قط فى الأذى..
لم تفكر إلا فى مساعدة الناس فى دنياهم الشقية
لم تسع إلا إلى رسم البسمة والفرحة على الشفاة
--إلى أين تأخذوووووووووووووووووووه
صرخت بكل قوتى
نظر لى أحدهم نظرة .. وكأنه يهددنى ..
وكأنه يعدنى بأن الدور سيطولنى مع الوقت.
سارت السيارة الزرقاء العملاقة بعيدا .. حاملة أبى الحبيب..
أخذت تصغر وتصغر .. حتى إختفت عن ناظرى..
واختفى أبى.............
--أمى ..أمى ..
أين ذهب الثور العملاق؟ انه ليس فى الحظيرة..
--حقا يا أحمد .. نسيت أن أخبرك..
لقد جاء الشارى ليلا ليأخذه
حبيبى .. لم لا ترفع صوت التلفاز؟
أريد الإستماع إلى موجز الأنباء
--وقد قامت الشرطة الإسرائيلية بمداهمة منازل المواطنين الفلسطينيين البسطاء
وعلى صعيد اخر فقد هاجمت القوات الأمريكية فى أفغانستان بعض المنازل التى تطل على معسكرها الشمالى فى البلاد
أما عن الشأن العراقى فقد تتوجت العملية الانتحارية الأخيرة بحملة شعواء من الأعتقالات لعدد كبير من المواطنين
ومع توقفها عم الهدوء المكان..
كانت احدى الليالى الحالمة..حين كنت جالسا على مكتبى..
أخط فى كراسى بعضا من امالى وأرسم فيها جزءا من أحلامى اللا محدودة لمستقبل زاهر وغد باهر
كان أبى نائما وكانت أمى تقص القصص على اخوتى الصغار قبل النوم
كانت تحكى لهم عن عن ذات الرداء الأحمر وعن الذئب الشرير
--سارت ذات الرداء الأحمر بسعادة فى الغابة الخضراء الجميلة
كم أحبت هذه الغابة.. فقد كان لها عند كل غصن من أغصانها ذكريات لعب ولهو وفرحة مع صديقاتها ..
كانت تدندن بصوتها العذب الحنون أغانى الفرحة والحب والأمان ..
ولكن المسكينة لم تدر بالخطر المحدق بها..
فلقد كان الذئب الشرير يسعى ورائها فى خفية وخبث دون أن تشعر....
--لماذا يا أمى .. ماذا فعلت له؟
قالت أختى الصغرى.
--لم تفعل له شيئا حبيبتى .. فلقد كانت تحب الجميع وتسعى لمساعدة أى محتاج وتبذل قصارى جهدها لرسم الفرحة على الشفاة...
ولكن الذئب لم يكن يفكر إلا بشئ واحد .. فالجميع يحب ذات الرداء الأحمر ولا يكادون يلتفتون إليه هو القاسى القبيح
كان الذئب يريد التخلص منها حتى تخلو له قلوب الناس .. فهو سيعاملهم بكل القسوة وسيجبرهم على حبه وطاعته
هكذا فكر الذئب الشرير
وهكذا سار –الذئب- ورائها فى الغابة على غفلة منها منتظرا اللحظة المناسبة للهجوم.
وفجأة .. وبدون أى سابق إنذار
دخل أصحاب السيارة الزرقاء العملاقة منزلنا .. وبدون استئذان..
بدأوا بالخطو على ممتلكاتنا البسيطة..
فتحوا الأبواب..داسوا على الأوانى .. حطموا المنزل..
عبثوا فى أوراقى .. أخذوا كراسى .. سرقوا أحلامى..
صرخ أخوتى الصغار ..
بكوا وإستغاثوا
ولكن .. هل من مجيب؟
-ما الأمر .. من أنتم؟؟؟؟؟؟
صرخت أمى بكل الرعب.
ولكنهم لم يعيروها إهتماما ..
فقط نظر أحدهم إليها نظرة غريبة .. ثم أشاح بوجهه عنها.
--من هؤلاء يا أمى؟؟ ماذا فعلنا لهم؟؟
بصوت خفيض يفيض الرعب منه سألت أختى الصغيرة
إحتضنت أمى أخوتى .. أغمضت عينيها لتخفى دموعها عن العدو الغاصب.. ولكنها _الدموع_ أبت إلا أن تسيل حارة متدفقة على وجنتيها الشاحبتين من الفزع
وقفت –انا- أمام ما بد لى أنه كبيرهم.. وكررت السؤال الذى لم أجد له إجابة
--من أنتم؟ ماذا تريدون؟ لم أنتم هنا؟
همهم الرجل بكلمات لم أفهمها..
لم أعرف .. أكانت لغته غريبة أم عجز عقلى عن إستيعاب لغة الظالمين!!
وفجأة .. أدركت الحقيقة..
إنهم يبحثون عن أبى..
--لاااااااااااااااا ..إلا أبى
ليس لنا من بعد الله غيره..
دعووووووووووووه .. إنه لم يؤذ أحدا قط
يا الله ..يا من لا اله الا أنت
يا ربى .. انه أبى
دعوا أبى ..دعوووووووووووووووووه
لم يبال الظالمون بصرخاتى واستغاثاتى..
صفعوا أبى الحبيب على وجهه الصبوح
حاول أبى أن يخاطبهم ولكن ..
لم ينل منهم إلا الركلات والضربات الموجعة
جروا أبى كما يجرون العبيد..
خرجوا من منزلنا وقد أحالوه دمارا ..
وأخذوه معهم .. أخذوا أبى معهم ..
أدخلوه السيارة الزرقاء العملاقة..
اختفى أبى عن ناظرى..
ااااااااااااااااااااااااااااااه يا أبى..
لم تفكر قط فى الأذى..
لم تفكر إلا فى مساعدة الناس فى دنياهم الشقية
لم تسع إلا إلى رسم البسمة والفرحة على الشفاة
--إلى أين تأخذوووووووووووووووووووه
صرخت بكل قوتى
نظر لى أحدهم نظرة .. وكأنه يهددنى ..
وكأنه يعدنى بأن الدور سيطولنى مع الوقت.
سارت السيارة الزرقاء العملاقة بعيدا .. حاملة أبى الحبيب..
أخذت تصغر وتصغر .. حتى إختفت عن ناظرى..
واختفى أبى.............
--أمى ..أمى ..
أين ذهب الثور العملاق؟ انه ليس فى الحظيرة..
--حقا يا أحمد .. نسيت أن أخبرك..
لقد جاء الشارى ليلا ليأخذه
حبيبى .. لم لا ترفع صوت التلفاز؟
أريد الإستماع إلى موجز الأنباء
--وقد قامت الشرطة الإسرائيلية بمداهمة منازل المواطنين الفلسطينيين البسطاء
وعلى صعيد اخر فقد هاجمت القوات الأمريكية فى أفغانستان بعض المنازل التى تطل على معسكرها الشمالى فى البلاد
أما عن الشأن العراقى فقد تتوجت العملية الانتحارية الأخيرة بحملة شعواء من الأعتقالات لعدد كبير من المواطنين