من طرف ابو انس 15/3/2010, 8:22 am
سورة يس
اعداد د عبد العظيم بدوى
نائب الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية
قال تعالى قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لاَ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لاَ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنْقِذُونِ إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ يس
تفسير الآيات
قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ التطير هو التشاؤم، يقولون أنتم شؤم، وما رأينا خيرًا منذ قلتم ما قلتم، وهذا فعل الجهلة السفلة الذين لا يعقلون، أن يتشاءموا بمن جاءهم بمحض الخير، برسل الله عليهم الصلاة والسلام، وهل يأت رسول الله إلا بالخير؟ ولكن شأن الجهلة السفلة دائمًا يتشاءمون بمن يخالف شهواتهم، ويتيمنون بمن يوافق هواهم ولذاتهم، والرسل كما هو معلوم جاءت بما يخالف هوى النفس والشيطان
ثم علت الأصوات وارتفعت حدتها فأخذوا يهددون قائلين للرسل لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا يعني عما تقولون لَنَرْجُمَنَّكُمْ ، أي لنقتلنكم شر قِتْلَة، نقتلكم رميًا بالحجارة حتى الموت، وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ، وهكذا أكدوا التهديد بالقسم ونون التوكيد الثقيلة لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ
قالت لهم رسلهم طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ سبب الشؤم أنتم لا نحن، مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ النساء ، وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ الشورى ، الشؤم منكم أنتم، وليس منا نحن، بكفركم بربكم وتكذيبكم رسله أصابكم ما أصابكم
أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ جواب الشرط محذوف تقديره أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ تشاءمتم بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ تجاوزتم الحدَّ في كل شيء في الكفر والتكذيب والعناد والمعاصي
وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى لينقذ قومه من الضلال المبين، والعذاب المهين، ويدعوهم إلى قبول دعوة المرسلين والإيمان بهم، قَالَ يَا قَوْمِ باستعطاف واسترحام أضافهم إلى نفسه يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِين اتَّبِعُوا مَنْ لاَ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ الرسل أناس مهتدون في أنفسهم، ويدعونكم إلى الهدى، ولا يطلبون منكم مالاً، ولا يسألونكم أجرًا فقالوا وهل أنت مخالف لديننا ومتبع لهؤلاء الرسل؟ قال وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي نعم أنا على دينهم، وما الذي يمنعني أن أعبد الله، وهو الذي خلقني، وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
ففرّق بين الفطرة والرجوع، فنسب الفطرة إليه والرجوع إليهم؛ لأن إضافة الفطرة إلى نفسه فيها حثٌّ على شكر نعمة الله سبحانه وتعالى؛ فهو أليق به وأما وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أنتم؛ فهذا فيه إنذار وتخويف، وهم أحق بالتخويف والإنذار، وقد كثر في القرآن الكريم التخويف من يوم الدين، قال تعالى وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ البقرة ، وقال تعالى فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ آل عمران
أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً أيصح هذا؟ والحال أنها إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لاَ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنْقِذُونِ كيف أعبد آلهة لو أرادني الله بسوء لا ترده عني قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ الزمر ، مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ فاطر
إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لاَ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا لأنهم لا يملكون الشفاعة أصلاً مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ البقرة
وَلاَ يُنْقِذُونِ من عذاب الله وضره وبأسه إذا نزل بي، إِنِّي إِذًا لو اتخذت من دون الله آلهة إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ ، فكل من عبد غير الله فهو ضالٌّ؛ لأنه لا يستحق العبادة إلا الله سبحانه وتعالى، أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لاَ يَخْلُقُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ النحل ، وكل ما سوى الله مخلوق مربوب مملوك لله سبحانه وتعالى، فكيف أعبد المخلوق المربوب المملوك، وأترك الخالق المالك مدبر الأمر كله؟
وانتهى الحوار مع قومه، فأقبل على رسل الله يقول لهم إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ فاشهدوا لي بهذا الإيمان عند ربكم يا معشر الرسل يوم القيامة، فلما قال هذا القول سارعوا إليه فقتلوه، قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ يعني فقُتل فدخل الجنة على الفور، فلا يحول بين المؤمن ودخول الجنة إلا الموت، فإذا مات المؤمن دخل الجنة، فالموت ليس النهاية، إنما الموت نهاية لحياة التعب والنَّصَب واللغوب، وحياة الضيق والكرب، والهم والحزن، وبداية لحياة كلها سعادة، سعادة أبدية لا تنتهي، ولا تفنى ولا تبيد
فلما دخل الجنة قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُون بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ؛ لأن المؤمن ناصح للناس في حياته وبعد مماته، والمؤمن لا يحمل حقدًا على الناس، ولا حتى على الذين أساءوا إليه في حياته ولا بعد مماته، قتلوه لا لشيء إلا أنه قال لا إله إلا الله، فلما دخل الجنة نصح لهم بعد موته، كما نصح لهم في حياته
فلما بادروا بقتله أهلكهم الله أجمعين
وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ لما أصرُّوا على الكفر والتكذيب والعناد، وقتلوا الناصح الأمين، الذي جاء من أقصى المدينة يسعى لينقذهم من الضلال المبين، ويدعوهم إلى اتباع المرسلين، لما قتلوه ثأر الله له فأهلكهم أجمعين
لكن الله سبحانه وتعالى لم ينزل عليهم ملائكة من السماء تحاربهم وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً صاحها جبريل عليه السلام فيهم، وقف على مدخل القرية وصاح فيهم صيحة فَإِذَا هُمْ جميعًا خَامِدُونَ بصيحة واحدة ماتوا أجمعون، ولم ينزل عليهم جند من السماء لهوانهم على الله
يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ الحسرة شدة الندم تصيب الإنسان فتتركه حسيرًا، أي منهكًا ضعيف القوى متعبًا، ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ الملك ، كليل متعب منهك القوى، والكفرة الفجرة يتحسرون إذا نزل بهم العذاب في الدنيا، ويتحسرون إذا نزل بهم العذاب في الآخرة، قال تعالى وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُون وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُون أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ الزمر
وقال تعالى وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَ**** وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ مريم ، وقال تعالى قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاءَ مَا يَزِرُونَ الأنعام
فقوله تعالى يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ نداء من المعذبين حين رأوا العذاب في الدنيا، ويكون منهم أيضًا يوم القيامة حين يرون العذاب في الآخرة وقيل هذا ترحُّم من الله عز وجل على العباد، إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ البقرة ، أما ترى أنك لو رأيت أحدًا مصابًا فإنك تتحسر رحمة به، فقيل قوله تعالى يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ترحم من الله تعالى بهؤلاء العباد، وأنهم مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ، وكان الواجب على هؤلاء أن يعتبروا بوحدة مصير المكذبين من قبلهم أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ السؤال للتكثير أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ ، قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم، كما قال تعالى أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلاَدِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلاَدِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ الفجر ، لبالمرصاد لكل ظالم، ولكل باغٍ، ولكل مذنب، ولكل طاغية
فلماذا يصر هؤلاء الكفار على الكفر، أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ إلى أهليهم ومساكنهم، كما قال تعالى وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ الأنبياء ، وقال تعالى حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ المؤمنون ، فمن مات لا يرجع إلى الدنيا، وإنما هو حبيس القبر إلى يوم القيامة، فيرجعون جميعًا إلى الله عز وجل، وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى النجم ، ففي عدم رجوع الموتى إلى أهليهم ما يفيد العاقل أنه لاحقٌ بهم، كما قال بعضهم
في الذاهبين الأوليين
من القرون لنا بصـائر
لما رأيت مواردًا
للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها
يمضي الأصاغر والأكابر
لا يرجع الماضي إليَّ
ولا من الباقين غابر
أيقنت أني لا محالة
حيث صار الناس صائر
وَإِنْ كُلٌّ من الذاهبين واللاحقين من الذين مضوا والذين لم يمضوا وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ يوم القيامة، كما قال تعالى وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ يس ، وقال تعالى أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ الصافات
فاعتبروا يا أولي الأبصار، وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الزمر