فبدأت أتساءل مع نفسي ، لماذا أعيش في هذه
الدنيا ؟ هل لآكل وأشرب وأنام وأشتغل حتى
أموت ؟ إذا كانت حياة كهذه ونهايتها موت ،
فلا معنى لها ولا مبرر !! وإذا كنت في انتظار
الموت الذي سيضع حدا لهذا الشقاء ، لماذا أبقى
في انتظاره ؟ لماذا لا أعجل به وأموت الآن ؟ (
كانت هذه وساوس من الشيطان للدعوة إلى
الانتحار ، وهذا الذي يحصل للكثير من المشاهير
) ولم أكن أعلم أن موت الذين يعيشون على هذا الحال ، ليس نهاية للشقاء ، بل هو بداية
الشقاء الحقيقي ، والعذاب الأليم في نار جهنم
والعياذ بالله . وأنا في صراع مع النفس
والشيطان ، كانت والدتي -رحمها الله- حريصة
على هدايتي ، ولكنها لم تجد الأذن الصاغية
والقلب السليم الذي يتقبل دعوة الحق ،
وبالأحرى ما كنت أراه من تصرفات بعض
المسلمين ، كان يبعدني عن الدين ، لأن لسان حالهم كان يعطي صورة مشوهة عن الإسلام ،
كما هو حال الكثير من المنتسبين للإسلام في هذا
الزمان ويا للأسف . فكنت أرى المسلمين بين
تفريط وإفراط ، بالإضافة إلى أن بعض المنتسبين
للعلم ، كانوا يقصرون في دعوتنا إلى الله ،
فكنت ألتقي مع بعضهم في مناسبات عديدة ،
فكانوا ينوهون بي وبأعمالي الإذاعية والتلفزيونية
، ولا يسألون عن حالي ، هل أصلي أم لا ؟ بل
كانوا يشجعونني على ما كنت عليه . فانتابني
اليأس والقنوط ، وبدأت أفكر في الوسيلة التي
تريحني من هذا العناء ، وتضع حدا لهذا الشقاء .
وأنا على هذا الحال ، وقع بين يدي كتاب باللغة
الفرنسية عنوانه الانتحار :
suicide) le
( لكاتب فرنسي ، فقرأته ، فإذا به جداول
لإحصائيات للمنتحرين في الدول الأوروبية ،
مبينة تزايد هذه الانتحارات سنة عن سنة ،
وذَكر أن أكثر بلد يشهد الانتحارات هو
السويد ، الذي يوفر لمواطنيه كل ما يحتاجونه ،
ورغم ذلك فإن عدد الانتحارات في تزايد
عندهم ، حتى أصبح عندهم جسر سمي ( جسر
الانتحارات ) لكثرة الذين كانوا يُلقون بأنفسهم
من ذلك الجسر !! عندما قرأت عن حياة هؤلاء
المنتحرين وجدت أن حياتي شبيهة بحياتهم ، مع
الفارق بيننا ، أني كنت أؤمن أن هناك ربا في
هذا الوجود ، هو الخالق والمستحق للعبودية ،
ولكني لم أكن أعلم أن هذه العبودية لله هي التي
تحقق سعادتي في هذه الدنيا ، ناهيك عن الغفلة
عن الآخرة وما ينتظرنا فيها .
الدنيا ؟ هل لآكل وأشرب وأنام وأشتغل حتى
أموت ؟ إذا كانت حياة كهذه ونهايتها موت ،
فلا معنى لها ولا مبرر !! وإذا كنت في انتظار
الموت الذي سيضع حدا لهذا الشقاء ، لماذا أبقى
في انتظاره ؟ لماذا لا أعجل به وأموت الآن ؟ (
كانت هذه وساوس من الشيطان للدعوة إلى
الانتحار ، وهذا الذي يحصل للكثير من المشاهير
) ولم أكن أعلم أن موت الذين يعيشون على هذا الحال ، ليس نهاية للشقاء ، بل هو بداية
الشقاء الحقيقي ، والعذاب الأليم في نار جهنم
والعياذ بالله . وأنا في صراع مع النفس
والشيطان ، كانت والدتي -رحمها الله- حريصة
على هدايتي ، ولكنها لم تجد الأذن الصاغية
والقلب السليم الذي يتقبل دعوة الحق ،
وبالأحرى ما كنت أراه من تصرفات بعض
المسلمين ، كان يبعدني عن الدين ، لأن لسان حالهم كان يعطي صورة مشوهة عن الإسلام ،
كما هو حال الكثير من المنتسبين للإسلام في هذا
الزمان ويا للأسف . فكنت أرى المسلمين بين
تفريط وإفراط ، بالإضافة إلى أن بعض المنتسبين
للعلم ، كانوا يقصرون في دعوتنا إلى الله ،
فكنت ألتقي مع بعضهم في مناسبات عديدة ،
فكانوا ينوهون بي وبأعمالي الإذاعية والتلفزيونية
، ولا يسألون عن حالي ، هل أصلي أم لا ؟ بل
كانوا يشجعونني على ما كنت عليه . فانتابني
اليأس والقنوط ، وبدأت أفكر في الوسيلة التي
تريحني من هذا العناء ، وتضع حدا لهذا الشقاء .
وأنا على هذا الحال ، وقع بين يدي كتاب باللغة
الفرنسية عنوانه الانتحار :
suicide) le
( لكاتب فرنسي ، فقرأته ، فإذا به جداول
لإحصائيات للمنتحرين في الدول الأوروبية ،
مبينة تزايد هذه الانتحارات سنة عن سنة ،
وذَكر أن أكثر بلد يشهد الانتحارات هو
السويد ، الذي يوفر لمواطنيه كل ما يحتاجونه ،
ورغم ذلك فإن عدد الانتحارات في تزايد
عندهم ، حتى أصبح عندهم جسر سمي ( جسر
الانتحارات ) لكثرة الذين كانوا يُلقون بأنفسهم
من ذلك الجسر !! عندما قرأت عن حياة هؤلاء
المنتحرين وجدت أن حياتي شبيهة بحياتهم ، مع
الفارق بيننا ، أني كنت أؤمن أن هناك ربا في
هذا الوجود ، هو الخالق والمستحق للعبودية ،
ولكني لم أكن أعلم أن هذه العبودية لله هي التي
تحقق سعادتي في هذه الدنيا ، ناهيك عن الغفلة
عن الآخرة وما ينتظرنا فيها .
في الوقت نفسه قرأت عن بعض المشاهير من الغرب الذين أسلموا وتغيرت حياتهم رأسا على
عقب ، وتركوا ما كانوا عليه قبل إسلامهم
حيث وجدوا سعادتهم المنشودة في توحيد الله عز
وجل وإفراده بالعبودية . ومن جملة هؤلاء ،
المغني البريطاني الشهير ، كات ستيفنس ، الذي
أصبح اسمه ، يوسف إسلام . اندهشت عندما
رأيت صورته في إحدى المجلات وقد تغير شكله
تماما ، مع العلم أن الناس ينظرون إلى التغيير الظاهري ، ولا يستطيعون أن يعرفوا التغيير
الباطني والمشاعر التي يحسها الذي شرح الله صدره للإسلام .
عندما سافرت آخر مرة إلى أوروبا ، كان قد
رافقني أخ لي يكبرني بسنة وأربعة أشهر ،والذي
بقي في هولندا بعد رجوعي إلى المغرب ، فالتقى
هناك بدعاة إلى الله كانوا يجوبون الشوارع
والمقاهي والمحلات العمومية ، يبحثون عن
المسلمين الغافلين، ليذكروهم بدينهم ويدعونهم
إلى الله تعالى، فتأثر بكلامهم ، وصاحبهم إلى
المسجد حيث كانت تقام الدروس وحلقات
العلم ، وبقي بصحبتهم إلى أن تغيرت حياته ،
وبلغني أن أخي جُنَّ وأطلق لحيته وأصبح ينتمي
إلى منظمة خطيرة ، نفس الإشاعات التي تُطلَق
على كل من التزم بدين الله ، بل هي سنة الله في
الكون ، أن يؤذى كل من أراد الدخول في زمرة
المؤمنين ،
( الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا
وهم لا يفتنون ) .
عاد أخي بعد مدة بغير الوجه الذي ذهب به من
المغرب ، وقد حَسُنَ دينه وخُلقه ، وبعد جهد
جهيد من طرف أخي والدعاة إلى الله الذين
كانت هداية أخي على أيديهم ، وجهد ودعاء
والدتي –رحمها الله- شرح الله صدري وعزمت
على الإقلاع عما كنت عليه ، وندمت على ما
فرطت في جنب الله ، وعزمت أن لا أعود إلى
ذلك . فوجدت نفسي أعرف الكثير من
المعلومات والثقافات ، إلا عن الشيء الذي
خلقت من أجله ، والذي يحقق لي سعادة الدنيا
والآخرة ، وهو دين الله تعالى ، فقررت أن أترك
كل شيء لكي أتعلم ديني . فتفرغت لطلب
العلم والدعوة إلى الله ، فوجدت سعادتي
المنشودة بفضل الله ومَنِّهِ ، وأنا الآن سعيد
و ، منذ أن سلكت هذا الطريق ،
وأسأل الله تعالى أن يثبتني عليه حتى ألقاه . غبت
عن المغرب سنة وثلاثة أشهر لتعلم الدين
والدعوة إلى الله في مجالس العلماء الربانيين ،
فخرجت بوجه ، ورجعت بغير الوجه الذي
خرجت به ، وبعد رجوعي تصفحت قصاصات
الجرائد والمجلات التي كانت تكتب عني ،
فوجدت السؤال الذي كان قد طُرح علي ،
وكان قد مرت عليه 12 سنة وهو : هل يطابق
الاسم المسمى ؟ أي ، هل أنت سعيد في حياتك
الفنية والخاصة ؟ وكان جوابي : أنا س ع ي (
سعيـ ) ولازال ينقصني – د – وأنا في بحث عنه
، وعندما أجده سأخبرك . كان ذلك في سنة 1974
م
. فبعثت برسالة إلى الصحافي الذي كان قد
طرح علي السؤال أقول فيها : سألتني في حوار بجريدة الكواليس بتاريخ كذا ..السؤال التالي :
وذكَّرته بالسؤال ، وكان جوابي هو التالي :
وذكَّرته بالجواب ، ثم قلت له : وبما أني
وعدتك بأن أخبرك بمجرد ما أجد – د – فقد
وجدته وأنا الآن سعيد ، وجدته في الدين
والدعوة .
.
.
.ياريت نكون عرفنا كلنا طريق السعادة
ونكون عرفنا نفرق بين الطريق الحقيقى وبين
السراب
.