[size=24]مع نفسه
كان رجلا عظيما , صنع العظمة ولم تصنعه، بل بنى عظمته من خلال ثقته وثباته
على مبدئه في شخصية جلّلتها الأخلاق الحسنة و المعاملة المستقيمة مع
العدوّ والصديق وظلّلتها صفة التواضع واليسر والسهولة بعيدا عن التعقيد
وعقد التمظهر والتصنع والتكلّف .
كان صادقا مع نفسه مقتنعا بمبدئه، أهدافه محددة ورؤيته واضحة .
ثبت على مبدئه حتى بلّغ رسالته الإلهية ونشر مبادئه النبيلة التي يجهلها كثير ممّن يعاديه أو ينتقصه .
جمع جميع خصال الخير التي ترتضيها الفطرة وجميع صفات الكمال البشري الذي يأمله العقلاء ,
جمال خلقي عانق جمالا أخلاقيا وجمالا عقليا فأزهر بدرا أنار العالم وفجّر ينبوعا أعاد الحياة لبشرية أماتها الجهل والأنانية .
================================
مع اسرته
الناظر في الحياة الخاصّة لمحمد الرسول يعجب لرجل انحدر من بيئة صحراوية
جبلية قاسية يعمّها الجهل والفوضوية كيف بلغ أعلى مستوى من النجاح الأسري
المنقطع النظير
فمحمد كان لأهله ينبوعا لا ينضب من الحبّ والحنان والدفئ ورقة المشاعر والعاطفية.
وكان يمثلّ لأهله الحبيب المتودّد , حيث كان يلاعب أهله ويمازحهنّ و يخاطب
دفئ مشاعرهنّ ، فها هو مثلا بأسلوب رقيق يلقي دفئ الحب في قلب زوجته عائشة
إذ كان يتعمّد أن يضع فمه على موضع شربها من الإناء مرسلا برسالة خفيّة
تسعد قلبها وتهزّ مشاعرها, ومثيلات هذه الشاعرية كثيرة في حياة الرسول.
كما كان محمد الرسول أيضا يمثّل الحبيب الوفيّ في أسرة هانئة سعيدة , فهو
لم ينس زوجته خديجة التي ماتت, بل كان يذكر فضلها ويحسن إلى أقاربها ،
وغضب لها عندما انتقص منها في حضرته , روى أبو نجيح في قصة استئذان هالة
بنت خويلد أخت خديجة : ( قالت عائشة قلت أبدلك الله بكبيرة السنّ ــ تقصد
خديجة ــ حديثة السنّ فغضب حتى قلت : والذي بعثك بالحق لا أذكرها بعد هذا
إلاّ بخير) .
ورغم أعباء محمد الرسول الثقيلة كرئيس للدولة وقائد للجيش ومرشد فكري
وأخلاقي لأتباعه فإنّه لم يغفل أن يكون الحبيب المعين لأسرته , حيث كان
يخدم زوجاته ويساعدهنّ في أعمالهنّ المنزلية مشعرا إيّاهنّ بأهمّية المرأة
وقيمتها العالية في دينه الإسلامي .
فعن الأسود قال سألت عائشة : ما كان النبيّ يصنع في أهله ؟ فقالت : كان في
مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة ) (رواه البخاري)
=============================
محمد الرسول رجل الحق والعدالة
كان رجلا يحب الحق والعدل ويحكم به ، لا تأخذه في الحق لومة لائم ، فما
كان يجامل أحدا لجاهه أو ماله أو نسبه , بل كان الضعيف قويّا عنده حتى
يأخذ له حقه وكان القويّ ضعيفا عنده حتى يسترجع منه حق غيره .
وبلغ من عظمة عدله وتمسكّه بالحق أن لا يجامل حتى أحبّ الناس إليه, فقد
حدث أن سرقت امرأة وجيهة في قومها واستحقت عقوبة جريمتها، فذهب أهلها إلى
رجل من أتباعه - هو من أحب الخلق إليه - ليتوسّط لهم في رفع الحكم عنها,
فذهب الرجل وعرض الأمر على الرسول , فغضب محمد غضبا شديدا من سعي رجل
لإنتهاك حرمة العدالة بعد أن عرف الإسلام , ولو كان هذا الشخص من أحبّ
الناس إليه.
فعن عائشة قالت : إن قريشا أهمّهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت
فقالوا:ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله ، فكلمه أسامة ،
فقال: رسول الله : ( أتشفع في حد من حدود الله ؟ ثم قام فخطب ، ثم
قال:إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق
فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ... )
======================================
محمد الرسول رجل الأخلاق الحميدة
من أجمل ما تميّز به محمد الرسول أخلاقه الرفيعة الراقية مع القريب والبعيد , مع العدوّ والصديق وهذا ما يشهد له به كل منصف .
فقد كان رجلا حسن المقابلة لا تغادر الإبتسامة محيّاه , طيب الكلام ، يقابل الإساءة بالإحسان، ويترفع عن سفاسف الأمور.
علّم أتباعه أنّ خير الناس أحسنهم أخلاقا فهو القائل : (إنّ من خياركم أحسنكم أخلاقا )
بل علّم أتباعه أنّ أقربهم منه منزلة في الجنة أحسنهم أخلاقا .
فقال : ( إنّ من أحبّكم إليّ وأقربكم منّي مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا...)
ولم يكن حسن خلق محمد الرسول حكرا على أتباعه فحسب , بل إنّه شمل أعداءه أيضا ، فعندما طلب منه الدعاء على المشركين قال:
(إنّي لم أبعث لعّانا ، وإنّما بعثت رحمة) (رواه مسلم)
====================================
محمد الرسول رجل العلم والحضـــارة
ربما حكم متعجل غير منصف أو دارس غير نزيه على محمد الرسول أنّه رجل يعادي
العلم والحضارة، وربّما كان ذالك بسبب النظر إلى واقع بعض المسلمين ثم
الحكم من خلالهم على محمد وعلى الإسلام الذي جاء به , وفي الحقيقة هذا ليس
من الإنصاف والتجرد في أخلاقيات البحث العلمي ، إذ الباحث بموضوعية وتجرد
علمي لا يمكن إلا أن يعترف بأنّ محمدا الرسول رجل بنى لأتباعه أسس العلم
ومنهج الحضارة التي بنوا عليها دولتهم والتي عمّرت القرون وغزت الآفاق
فنشرت العلم والحضارة والأخلاق والمبادئ على كل شبر بلغته , فنهل العالم
من نورها واستضاء بشمسها , ولازالت البشرية تذكر إلى الآن فضل حضارة
الأندلس المسلمة على الثورة العلمية والحضارية في أروبا بالخصوص وفي
العالم .
فكيف لا يكون رجل علم وحضارة وأوّل كلمة نزلت عليه في كتابه المقدس
(القرآن) هي الأمر بالقراءة (اقرأ ) كما توجد سورة كاملة في كتابه المنزّل
(القرآن ) اسمها (القلم ) وهو أداة العلم الأولى . بل إنّه رجل حضارة
راقية أصولها ثابتة، فلا يمكن لأي رجل مهما بلغ أن يحّول أمّة جاهلة
متوحشة تعيش على السلب والنهب والظلم إلى أمّة قمّة في الأخلاق والمعاملة
الحسنة وسبّاقة إلى العلوم والثقافة.
فمحمد الرسول استطاع أن يخرج أمّته من الجهل والتخلف والظلم والعدوان إلى
العلم والرقيّ فبني لهم أسس حضارة توازن بين مطالب الروح والجسد مكّنت
أتباعه من قيادة العالم لقرون عندما تمسّكوا بتلك الأسس . وأمّا ما أصاب
أتباعه من ضعف علمي وتأخّر حضاري في هذا العصر فهو التراث الإستعماري
الأوربي والأمريكي الذي مكّن لعملائه في العالم الإسلامي من السيطرة على
زمام الأمور وعرقلة أي نهضة علمية أو حضارية تقوم على أسس حضارة محمد
الرسول.
كان رجلا عظيما , صنع العظمة ولم تصنعه، بل بنى عظمته من خلال ثقته وثباته
على مبدئه في شخصية جلّلتها الأخلاق الحسنة و المعاملة المستقيمة مع
العدوّ والصديق وظلّلتها صفة التواضع واليسر والسهولة بعيدا عن التعقيد
وعقد التمظهر والتصنع والتكلّف .
كان صادقا مع نفسه مقتنعا بمبدئه، أهدافه محددة ورؤيته واضحة .
ثبت على مبدئه حتى بلّغ رسالته الإلهية ونشر مبادئه النبيلة التي يجهلها كثير ممّن يعاديه أو ينتقصه .
جمع جميع خصال الخير التي ترتضيها الفطرة وجميع صفات الكمال البشري الذي يأمله العقلاء ,
جمال خلقي عانق جمالا أخلاقيا وجمالا عقليا فأزهر بدرا أنار العالم وفجّر ينبوعا أعاد الحياة لبشرية أماتها الجهل والأنانية .
================================
مع اسرته
الناظر في الحياة الخاصّة لمحمد الرسول يعجب لرجل انحدر من بيئة صحراوية
جبلية قاسية يعمّها الجهل والفوضوية كيف بلغ أعلى مستوى من النجاح الأسري
المنقطع النظير
فمحمد كان لأهله ينبوعا لا ينضب من الحبّ والحنان والدفئ ورقة المشاعر والعاطفية.
وكان يمثلّ لأهله الحبيب المتودّد , حيث كان يلاعب أهله ويمازحهنّ و يخاطب
دفئ مشاعرهنّ ، فها هو مثلا بأسلوب رقيق يلقي دفئ الحب في قلب زوجته عائشة
إذ كان يتعمّد أن يضع فمه على موضع شربها من الإناء مرسلا برسالة خفيّة
تسعد قلبها وتهزّ مشاعرها, ومثيلات هذه الشاعرية كثيرة في حياة الرسول.
كما كان محمد الرسول أيضا يمثّل الحبيب الوفيّ في أسرة هانئة سعيدة , فهو
لم ينس زوجته خديجة التي ماتت, بل كان يذكر فضلها ويحسن إلى أقاربها ،
وغضب لها عندما انتقص منها في حضرته , روى أبو نجيح في قصة استئذان هالة
بنت خويلد أخت خديجة : ( قالت عائشة قلت أبدلك الله بكبيرة السنّ ــ تقصد
خديجة ــ حديثة السنّ فغضب حتى قلت : والذي بعثك بالحق لا أذكرها بعد هذا
إلاّ بخير) .
ورغم أعباء محمد الرسول الثقيلة كرئيس للدولة وقائد للجيش ومرشد فكري
وأخلاقي لأتباعه فإنّه لم يغفل أن يكون الحبيب المعين لأسرته , حيث كان
يخدم زوجاته ويساعدهنّ في أعمالهنّ المنزلية مشعرا إيّاهنّ بأهمّية المرأة
وقيمتها العالية في دينه الإسلامي .
فعن الأسود قال سألت عائشة : ما كان النبيّ يصنع في أهله ؟ فقالت : كان في
مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة ) (رواه البخاري)
=============================
محمد الرسول رجل الحق والعدالة
كان رجلا يحب الحق والعدل ويحكم به ، لا تأخذه في الحق لومة لائم ، فما
كان يجامل أحدا لجاهه أو ماله أو نسبه , بل كان الضعيف قويّا عنده حتى
يأخذ له حقه وكان القويّ ضعيفا عنده حتى يسترجع منه حق غيره .
وبلغ من عظمة عدله وتمسكّه بالحق أن لا يجامل حتى أحبّ الناس إليه, فقد
حدث أن سرقت امرأة وجيهة في قومها واستحقت عقوبة جريمتها، فذهب أهلها إلى
رجل من أتباعه - هو من أحب الخلق إليه - ليتوسّط لهم في رفع الحكم عنها,
فذهب الرجل وعرض الأمر على الرسول , فغضب محمد غضبا شديدا من سعي رجل
لإنتهاك حرمة العدالة بعد أن عرف الإسلام , ولو كان هذا الشخص من أحبّ
الناس إليه.
فعن عائشة قالت : إن قريشا أهمّهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت
فقالوا:ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله ، فكلمه أسامة ،
فقال: رسول الله : ( أتشفع في حد من حدود الله ؟ ثم قام فخطب ، ثم
قال:إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق
فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ... )
======================================
محمد الرسول رجل الأخلاق الحميدة
من أجمل ما تميّز به محمد الرسول أخلاقه الرفيعة الراقية مع القريب والبعيد , مع العدوّ والصديق وهذا ما يشهد له به كل منصف .
فقد كان رجلا حسن المقابلة لا تغادر الإبتسامة محيّاه , طيب الكلام ، يقابل الإساءة بالإحسان، ويترفع عن سفاسف الأمور.
علّم أتباعه أنّ خير الناس أحسنهم أخلاقا فهو القائل : (إنّ من خياركم أحسنكم أخلاقا )
بل علّم أتباعه أنّ أقربهم منه منزلة في الجنة أحسنهم أخلاقا .
فقال : ( إنّ من أحبّكم إليّ وأقربكم منّي مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا...)
ولم يكن حسن خلق محمد الرسول حكرا على أتباعه فحسب , بل إنّه شمل أعداءه أيضا ، فعندما طلب منه الدعاء على المشركين قال:
(إنّي لم أبعث لعّانا ، وإنّما بعثت رحمة) (رواه مسلم)
====================================
محمد الرسول رجل العلم والحضـــارة
ربما حكم متعجل غير منصف أو دارس غير نزيه على محمد الرسول أنّه رجل يعادي
العلم والحضارة، وربّما كان ذالك بسبب النظر إلى واقع بعض المسلمين ثم
الحكم من خلالهم على محمد وعلى الإسلام الذي جاء به , وفي الحقيقة هذا ليس
من الإنصاف والتجرد في أخلاقيات البحث العلمي ، إذ الباحث بموضوعية وتجرد
علمي لا يمكن إلا أن يعترف بأنّ محمدا الرسول رجل بنى لأتباعه أسس العلم
ومنهج الحضارة التي بنوا عليها دولتهم والتي عمّرت القرون وغزت الآفاق
فنشرت العلم والحضارة والأخلاق والمبادئ على كل شبر بلغته , فنهل العالم
من نورها واستضاء بشمسها , ولازالت البشرية تذكر إلى الآن فضل حضارة
الأندلس المسلمة على الثورة العلمية والحضارية في أروبا بالخصوص وفي
العالم .
فكيف لا يكون رجل علم وحضارة وأوّل كلمة نزلت عليه في كتابه المقدس
(القرآن) هي الأمر بالقراءة (اقرأ ) كما توجد سورة كاملة في كتابه المنزّل
(القرآن ) اسمها (القلم ) وهو أداة العلم الأولى . بل إنّه رجل حضارة
راقية أصولها ثابتة، فلا يمكن لأي رجل مهما بلغ أن يحّول أمّة جاهلة
متوحشة تعيش على السلب والنهب والظلم إلى أمّة قمّة في الأخلاق والمعاملة
الحسنة وسبّاقة إلى العلوم والثقافة.
فمحمد الرسول استطاع أن يخرج أمّته من الجهل والتخلف والظلم والعدوان إلى
العلم والرقيّ فبني لهم أسس حضارة توازن بين مطالب الروح والجسد مكّنت
أتباعه من قيادة العالم لقرون عندما تمسّكوا بتلك الأسس . وأمّا ما أصاب
أتباعه من ضعف علمي وتأخّر حضاري في هذا العصر فهو التراث الإستعماري
الأوربي والأمريكي الذي مكّن لعملائه في العالم الإسلامي من السيطرة على
زمام الأمور وعرقلة أي نهضة علمية أو حضارية تقوم على أسس حضارة محمد
الرسول.