رب العالمين والصلاة والسلام على
سيد الخلق اجمعين محمد الرسول الامين
وعلى اله وصحبه والتابعين باحسان الى يوم الدين ....وبعد
يقول الله عز وجل(( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون))
وبهذه الايه تحددت وتبينت الغايه من الوجود فقد خلقت لعبادة الله عز وجل لا لشيئ سوى ذلك
ولما تحددت الغايه من
الوجود وانه ليس لاحد غايه فى الحياه الا عبادة الله
فيلزم ان تستوعب العباده العمر كله
ويلزم ان تصبح كل اعمال العمر طاعه له سبحانه وتعالى
يقول تعالى(( قل ان صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين))
ولان الحساب يوم الدين يكون على كل لحظه من لحظات الحياه
لقوله عز وجل ((فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره))
لذا عرف العلماء العباده بانها
( كل مايرضاه الله عز وجل من الاقوال والافعال الظاهره والباطنه)
ولقد غفل بعض المسلمون عن هذا الفهم الشامل للدين
ودرجوا على فهم الشعائر التعبديه
مثل الصلاه والزكاه والصيام و التلاوه والذكر....الخ
على انها هى وحدها العباده واما سائر افعالهم واقوالهم واحوالهم
فهى من الدنيا وليست من الدين فجعلوا لله جزء من حياتهم
وغفلوا عن العباده فى باقى الاجزاء
ونرى هؤلاء الغافلين يؤدون اعمالهم اليوميه فى دوامة الحياه طبقا لما يرغبون ويفكرون
ولم ينتبهوا الى قول المصطفى
((انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ مانوى))
فالنيه تحول العادات كالطعام والنوم والعمل....الخ الى عبادات
ولما كانت عاداتنا فى الحياه فيما جعلناه معايش لنا يجب ان نجعلها عبادة لله
فان الامر يحتاج الى مجاهدة ويقظه وتفكر وتدبر لما نأ تـيه فى سائر امورنا المعتاده
اذا بالتفكر والتذكر ينتبه القلب للامر ويخرج من الف العاده الى حظيرة العباده واليقظه
والتفكر مع التذكر هو عمل القلب بل غذاؤه ودواءه
يقول عز وجل((ان فى خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار
لآيات لأولى الالباب..الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والارض
ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار))
فالتفكر والتذكر بهما حياة قلب الانسان المؤمن
ويقول الحسن البصرى
((مازال اهل العلم يعودون بالتذكر على التفكر وبالتفكر على التذكر ويناطقون القلوب حتى نطقت))
استغفرك ياارب واتوب اليك
اللهم قنا عذاب النار
واغفر لنا وارحمنا وتوب علينا ياغفار
اللهم ارزقنا قلبا خاشعا
ولسانا ذاكرا
ودعاءا مستجاب
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
اللهم آمين