حوار مع قلبي
.... دقت الساعة الواحدة ليلاً والقلق الذي خيم علي أفكاري منعني من النوم ... " أوف "
أريد أن أعرف . إلي متي سأظل أسير القلق ومتي سأتخلص من أوهام الزيف الرائجة ؟
الحل الوحيد أن أختلط وأبحث عن صديق أسامره وأتحدث معه ... نعم فالوحدة هي مصدر قلقي ومصدر إلهامي التفكير ...
لكن من سيجلس معي في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل
حتى شخصيتي التي كنت دائما ما أجلس معها نائمة الآن . وكذلك ضميري . فأنا متشاجر مع ضميري وأمتعنت عن الكلام معه من فترة طويلة ....
حتى أفكاري الآن مشتتة لا استطيع أن أجلس ولو مع فكرة تأنس وتسلي وحدتي ....
أمم لا يوجد غير قلبي ..
فقد اتفقنا أن نجلس سوياً وبدون أي عنف أو تعصب للعمل علي حل ولو جزء بسيط من المشاكل الطاغية علي حياتي ..
نعم قلبي .... هو الوحيد الذي أستطيع أن أجلس معه الآن .
هممت بالنهوض ورفعت سماعة التليفون . واتصلت بقلبي ... !! ما هذا صوت امرأة يخبرني بأن [ الرقم المطلوب غير موجود بالخدمة ]
هل هذا غير معقول ! أن يغير قلبي مفتاحه السري حتى لا أستطيع أن اتصل به . لا . لا . غير معقول . سأحاول مرة أخري ..
مرة أخري اتصلت والمفاجأة أسمع صوت رنين ... يدل علي أن هذا الرقم مشغول الآن ...
مشغول ! قلبي . مشغول . مع من مشغول . ومع من سيتحدث غيري هذا المجنون . انه قلبي أنا أنا وحدي ...
وضعت سماعة التليفون وكلي غيظ مما حدث
القلب ابن القلب ! مع من مشغول .. مع من يتحدث .. فقد نبهت عليه آلا يتحدث مع أحد أي أحد إلا بإذن مني .
آه . آه لو أراه الآن . أة
* جرس الباب ؟ نعم إنه صوت جرس الباب !
فتحت الباب .... من علي الباب ... ههه ... إنه قلبي ...
نظرت
إليه نظرة إستحقار بها ما بها من غيظ وانحطاط من جميع أفعاله التي يقوم
بها هذا القلب الأعور ... ومع العلم أني أن ديل القلب عمرة مايتعدل ...
إلا إذا وجد من يواسيه ويعطف عليه .. ويغمره في طيات عطفة وحنانه .
أذنت له بالدخول .. دخل ولم يلقي علي السلام ولا أي شئ ..
يبدوا أنه هو أيضا مغتاظ مني ... أم . الله اعلم
جلس بعيد عني .. ألحظ عليه أثر عراك وشجار . فنبضاته سريعة . متلاحقة شديدة أسمع صوتها ..
انعقد حاجباي من ذلك .. وقلت له .. هون علي نفسك . وخيرته .. هل آتي لك بكوب شاي .. فنظر إلي وقال شاي !!
حرام عليك . هو أنا ناقص حرقة دم .. مش كفاية حرقة الدم إلي أنا فيها
هذا أصلاً ما كنت أريده .. فليس في البيت إلا قليل من الشاي الذي يكفيني وحدي .. وفر
لهذا السبب بالذات أحب قلبي ... مريح جداً
بادرت بطرح سؤال عليه .. به استنكار
س : مع من كنت مشغول ؟
فقال لي : لا أعلم .... قلت ماذا لا تعلم !
ولكنك كنت مشغول الآن .. وقد علا صوتي في هذا السؤال من شدة الغيظ
فقال لي وقد أنتفض من مكانه .. قلت لا أعلم .. اسأل نفسك أنت
فقلت له أسأل نفسي . ومالك ومال نفسي
فقال
لي . أنت الذي شغلتني . أنت السبب [ تمشي في أي طريق وتري تلك وتلك وتعجب
بهذه وتحب هذه . ويبدأ عقلك في التفكير . وتنشغل ذاكرتك .... وأنا القلب
المسكين . أصدق كل هذا . وأتحمل أعباء التفكير والانتظار .. ] ثم إستطرق
الحديث معاتباً
حرام عليك . إرحمني . إرحمني . كلها أشياء تافهة . لو أردت أن تشغلني اشغلني بشيء مفيد .. ارحم قلبك المسكين .
الذي
لا طالما غاب عنك حبيبك وبكت عيناك . أتعذب أنا وأنفرط من شدة الشوق . إلي
أن أكاد أخرق القفص الصدري . وأخرج من جسدك محرراً نفسي من تعذيبك لي ...
ثم أكمل حديثة . وقال . هل سالت نفسك اليوم لما أنت قلق بهذه الدرجة .. قلت له مجيبا . لا لم أسال نفسي
ولكني أتوقع أن سبب قلقي هو الوحدة . نعم أنا اعرف نفسي
ضحك مني ومن كلامي بكل سخرية وقال . لا تعلم شيئاً عن نفسك
إنما سبب قلقك ... هو نحن .
فسألته مستنكراً أنتم ومن أنتم ؟
أجابني قائلاً : أنا القلب , والصدر , والعقل , والضمير
كلنا نشتكي من تصرفاتك . حتى العين العضو الوحيد الذي يشاركك في حياتك الظاهرة . اشتكت منك .
ضحكت ضحكة طويلة .. وقلت له وأنا أضحك ومنغمر في الضحك إشتكوتوني وأين إذن أشتكوتوني ؟
فقال : إلي قاضي الجسد الأعظم . فخامة الأستاذ الشعور
ههه
. الشعور هو قاضي جسدي . وأين كان مكان الاجتماع قلتها وأنا اسخر من مما
يقول هذا القلب المخبول ذا النبض الذي يشبه قرع الطبول ... ه
فقال لي في مقر المشاعر والأحاسيس في الجسد
وتجاهلت كل ما يقول وسألته وعلاما اتفقتم إذن ؟
فقال لي اتفقنا علي عدة أشياء منها ....
- اتفق العقل علي عدم التفكير إلا بما هو نافع وهادف لك
- واتفقت العين علي عدم النظر إلا لمن يوافق عليه جميع أعضاء اللجنة المسئولة
- واتفق الضمير علي أن يظل منتبهاً لجميع الأفعال والتصرفات الصادرة منك
- وأنا قررت أن استقر وأحافظ علي نبضاتي بانتظام وألا أصدق أي رسالة يرسلها إلي أي مصدر إعجاب مهما كان .
حتى
نجعل منك إنساناً سوياً . له هدف في الحياة وله فكرة السديد في تكوين
مستقبلة . والعمل علي ترسيخ المبادئ الصحيحة والعناصر الجديدة في تنوير
الطريق أمامك للوصول إلي أرقي أرقي درجات التقدم والازدهار ..
عجزت عن المجادلة والمماطلة في الحديث . وكلي خجل من نفسي ومن قلبي العزيز
وتعاهدنا علي أن ألا أقوم إلا لما فيه الخير لي ولنفسي ولجميع أعضاء جسدي .....
.... دقت الساعة الواحدة ليلاً والقلق الذي خيم علي أفكاري منعني من النوم ... " أوف "
أريد أن أعرف . إلي متي سأظل أسير القلق ومتي سأتخلص من أوهام الزيف الرائجة ؟
الحل الوحيد أن أختلط وأبحث عن صديق أسامره وأتحدث معه ... نعم فالوحدة هي مصدر قلقي ومصدر إلهامي التفكير ...
لكن من سيجلس معي في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل
حتى شخصيتي التي كنت دائما ما أجلس معها نائمة الآن . وكذلك ضميري . فأنا متشاجر مع ضميري وأمتعنت عن الكلام معه من فترة طويلة ....
حتى أفكاري الآن مشتتة لا استطيع أن أجلس ولو مع فكرة تأنس وتسلي وحدتي ....
أمم لا يوجد غير قلبي ..
فقد اتفقنا أن نجلس سوياً وبدون أي عنف أو تعصب للعمل علي حل ولو جزء بسيط من المشاكل الطاغية علي حياتي ..
نعم قلبي .... هو الوحيد الذي أستطيع أن أجلس معه الآن .
هممت بالنهوض ورفعت سماعة التليفون . واتصلت بقلبي ... !! ما هذا صوت امرأة يخبرني بأن [ الرقم المطلوب غير موجود بالخدمة ]
هل هذا غير معقول ! أن يغير قلبي مفتاحه السري حتى لا أستطيع أن اتصل به . لا . لا . غير معقول . سأحاول مرة أخري ..
مرة أخري اتصلت والمفاجأة أسمع صوت رنين ... يدل علي أن هذا الرقم مشغول الآن ...
مشغول ! قلبي . مشغول . مع من مشغول . ومع من سيتحدث غيري هذا المجنون . انه قلبي أنا أنا وحدي ...
وضعت سماعة التليفون وكلي غيظ مما حدث
القلب ابن القلب ! مع من مشغول .. مع من يتحدث .. فقد نبهت عليه آلا يتحدث مع أحد أي أحد إلا بإذن مني .
آه . آه لو أراه الآن . أة
* جرس الباب ؟ نعم إنه صوت جرس الباب !
فتحت الباب .... من علي الباب ... ههه ... إنه قلبي ...
نظرت
إليه نظرة إستحقار بها ما بها من غيظ وانحطاط من جميع أفعاله التي يقوم
بها هذا القلب الأعور ... ومع العلم أني أن ديل القلب عمرة مايتعدل ...
إلا إذا وجد من يواسيه ويعطف عليه .. ويغمره في طيات عطفة وحنانه .
أذنت له بالدخول .. دخل ولم يلقي علي السلام ولا أي شئ ..
يبدوا أنه هو أيضا مغتاظ مني ... أم . الله اعلم
جلس بعيد عني .. ألحظ عليه أثر عراك وشجار . فنبضاته سريعة . متلاحقة شديدة أسمع صوتها ..
انعقد حاجباي من ذلك .. وقلت له .. هون علي نفسك . وخيرته .. هل آتي لك بكوب شاي .. فنظر إلي وقال شاي !!
حرام عليك . هو أنا ناقص حرقة دم .. مش كفاية حرقة الدم إلي أنا فيها
هذا أصلاً ما كنت أريده .. فليس في البيت إلا قليل من الشاي الذي يكفيني وحدي .. وفر
لهذا السبب بالذات أحب قلبي ... مريح جداً
بادرت بطرح سؤال عليه .. به استنكار
س : مع من كنت مشغول ؟
فقال لي : لا أعلم .... قلت ماذا لا تعلم !
ولكنك كنت مشغول الآن .. وقد علا صوتي في هذا السؤال من شدة الغيظ
فقال لي وقد أنتفض من مكانه .. قلت لا أعلم .. اسأل نفسك أنت
فقلت له أسأل نفسي . ومالك ومال نفسي
فقال
لي . أنت الذي شغلتني . أنت السبب [ تمشي في أي طريق وتري تلك وتلك وتعجب
بهذه وتحب هذه . ويبدأ عقلك في التفكير . وتنشغل ذاكرتك .... وأنا القلب
المسكين . أصدق كل هذا . وأتحمل أعباء التفكير والانتظار .. ] ثم إستطرق
الحديث معاتباً
حرام عليك . إرحمني . إرحمني . كلها أشياء تافهة . لو أردت أن تشغلني اشغلني بشيء مفيد .. ارحم قلبك المسكين .
الذي
لا طالما غاب عنك حبيبك وبكت عيناك . أتعذب أنا وأنفرط من شدة الشوق . إلي
أن أكاد أخرق القفص الصدري . وأخرج من جسدك محرراً نفسي من تعذيبك لي ...
ثم أكمل حديثة . وقال . هل سالت نفسك اليوم لما أنت قلق بهذه الدرجة .. قلت له مجيبا . لا لم أسال نفسي
ولكني أتوقع أن سبب قلقي هو الوحدة . نعم أنا اعرف نفسي
ضحك مني ومن كلامي بكل سخرية وقال . لا تعلم شيئاً عن نفسك
إنما سبب قلقك ... هو نحن .
فسألته مستنكراً أنتم ومن أنتم ؟
أجابني قائلاً : أنا القلب , والصدر , والعقل , والضمير
كلنا نشتكي من تصرفاتك . حتى العين العضو الوحيد الذي يشاركك في حياتك الظاهرة . اشتكت منك .
ضحكت ضحكة طويلة .. وقلت له وأنا أضحك ومنغمر في الضحك إشتكوتوني وأين إذن أشتكوتوني ؟
فقال : إلي قاضي الجسد الأعظم . فخامة الأستاذ الشعور
ههه
. الشعور هو قاضي جسدي . وأين كان مكان الاجتماع قلتها وأنا اسخر من مما
يقول هذا القلب المخبول ذا النبض الذي يشبه قرع الطبول ... ه
فقال لي في مقر المشاعر والأحاسيس في الجسد
وتجاهلت كل ما يقول وسألته وعلاما اتفقتم إذن ؟
فقال لي اتفقنا علي عدة أشياء منها ....
- اتفق العقل علي عدم التفكير إلا بما هو نافع وهادف لك
- واتفقت العين علي عدم النظر إلا لمن يوافق عليه جميع أعضاء اللجنة المسئولة
- واتفق الضمير علي أن يظل منتبهاً لجميع الأفعال والتصرفات الصادرة منك
- وأنا قررت أن استقر وأحافظ علي نبضاتي بانتظام وألا أصدق أي رسالة يرسلها إلي أي مصدر إعجاب مهما كان .
حتى
نجعل منك إنساناً سوياً . له هدف في الحياة وله فكرة السديد في تكوين
مستقبلة . والعمل علي ترسيخ المبادئ الصحيحة والعناصر الجديدة في تنوير
الطريق أمامك للوصول إلي أرقي أرقي درجات التقدم والازدهار ..
عجزت عن المجادلة والمماطلة في الحديث . وكلي خجل من نفسي ومن قلبي العزيز
وتعاهدنا علي أن ألا أقوم إلا لما فيه الخير لي ولنفسي ولجميع أعضاء جسدي .....