القراءات المشهورة
[u]
|
[/u]وكل ما نُسب لإمام من هؤلاء الأئمة العشرة، يسمى (قراءة) وكل ما نُسب للراوي عن الإمام يسمى (رواية) فتقول مثلاً: قراءة عاصم براوية حفص ، وقراءة نافع برواية ورش ، وهكذا.
وذكر ابن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير" أن القراءات التي يُقرأ بها اليوم في بلاد الإسلام هي: قراءة نافع براوية قالون ، في بعض القطر التونسي، وبعض القطر المصري، وفي ليبيا. وبرواية ورش في بعض القطر التونسي، وبعض القطر المصري، وفي جميع القطر الجزائري، وجميع المغرب الأقصى، وما يتبعه من البلاد والسودان. وقراءة عاصم براوية حفص عنه في جميع المشرق، وغالب البلاد المصرية، والهند، وباكستان، وتركيا، والأفغان، قال - والكلام لـ ابن عاشور -: وبلغني أن قراءة أبي عمرو البصري يُقرأ بها في السودان المجاور لمصر.
عن موقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت
§ القراءات الصحيحة والقراءات الشاذة
قد قسَّم أهل العلم القراءات القرآنية إلى قسمين رئيسين هما: القراءة الصحيحة، والقراءة الشاذة
.
أما القراءة الصحيحة فهي القراءة التي توافرت فيها ثلاثة أركان هي:
- أن توافق وجهاً صحيحاً من وجوه اللغة العربية.
- أن توافق القراءة رسم مصحف عثمان رضي الله عنه.
- أن تُنقل إلينا نقلاً متواتراً، أو بسند صحيح مشهور.
فكل قراءة استوفت تلك الأركان الثلاثة، كانت قراءة قرآنية، تصح القراءة بها في الصلاة، ويُتعبَّد بتلاوتها. وهذا هو قول عامة أهل العلم
.
أما القراءة الشاذة فهي كل قراءة اختل فيها ركن من الأركان الثلاثة المتقدمة. وهناك قسم من القراءات تُوقف فيه، وهو القراءة التي صح سندها، ووافقت العربية، إلا أنها خالفت الرسم العثماني. ويدخل تحت هذا القسم ما يسمى بـ "القراءات التفسيرية" وهي القراءة التي سيقت على سبيل التفسير، كقراءة سعد بن أبي وقاص قوله تعالى:﴿وله أخت﴾ (النساء:176) فقد قرأها: (وله أخت من أم) وقراءة ابن عباس قوله تعالى:﴿وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين﴾ (الكهف:79-80) حيث قرأها: (وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً وأما الغلام فكان كافراً).
قال العلماء: المقصد من القراءة الشاذة تفسير القراءة المشهورة وتبيين معانيها؛ كقراءة عائشة و حفصة قوله تعالى:﴿حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى﴾ (البقرة:238) قرأتا: (والصلاة الوسطى صلاة العصر) وقراءة ابن مسعود قوله تعالى:﴿فاقطعوا أيديهما﴾(المائدة:38) قرأها: (فاقطعوا أيمانهما) وقراءة جابر قوله تعالى:﴿فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم﴾ (النور:33) قرأها: (من بعد إكراههن لهن غفور رحيم). فهذه الحروف - القراءات - وما شابهها صارت مفسِّرة للقرآن.
وقد اتفقت كلمة أهل العلم على أن ما وراء القراءات العشر التي جمعها القراء، شاذ غير متواتر، لا يجوز اعتقاد قرآنيته، ولا تصح الصلاة به، والتعبد بتلاوته، إلا أنهم قالوا: يجوز تعلُّمها وتعليمها وتدونيها، وبيان وجهها من جهة اللغة والإعراب.
ملاحظة: إن نسبة القراءات السبعة إلى القراء السبعة إنما هي نسبة اختيار وشهرة، لا رأي وشهوة، بل اتباع للنقل والأثر، وإن القراءات مبنية على التلقي والرواية، لا على الرأي والاجتهاد، وإن جميع القراءات التي وصلت إلينا بطريق صحيح، متواتر أو مشهور، منزلة من عند الله تعالى، وموحى بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك وجدنا أهل العلم يحذرون من تلقي القرآن من غير طريق التلقي والسماع والمشافهة. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، و رب العالمين.
عن موقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت
§ رواية حـفـــ ص عن عاصم
يتناول هذا البرنامج دراسة رواية حفص عن عاصم فقط وهي أكثر الروايات انتشارا في العالم الإسلامي اليوم.
حفص : هو أبو عمرو حفص بن سليمان الأسدى الكوفي ولد سنة 90 هـ وتوفي سنة 180هـ .
عاصم : هو أبوبكر عاصم بن أبي النجود الأسدي الكوفي الإمام الراوى الثقة
وأحد القراء العشرة المشهورين. توفي سنة 127 هـ.
وقرأ عاصم الكوفي على زر بن حبيش وأبي عبدالرحمن السلمي وكلاهما على ابن مسعود وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وأبي بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهم.