إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه :
فإنى أكتب ذلك الموضوع وأنا
فى غاية الحزن والأسف على ما آل اليه أمر
الناس
فلقد وجدت فى أحد مواقع الفيديو البحثية - أحد الكليبات الخاصة بأحد أكابر علماء الأمة الذين إجتمعت
كلمة عدول الناس وأفاضلهم على حبه فى أنحاء العالم الإسلامى ألا وهو الشيخ المحدث
أبو إسحق الحوينى حفظه الله تعالى وفيها تعليق بالكتابة على الكليب وهذا التعليق
سب وقدح ورمى بما هو لا يليق بعوام الناس
بل وإتهام له بالعمالة والخيانة وتلك الشتائم تكتب مع الكلام الذى يقوله
فضيلة الشيخ وأثناء إلقائه للكلام خطوة
بخطوة ؟؟!!!
أتدرون لماذا ؟؟
لأن الشيخ العلامة المجتهد (حفظه الله تعالى ) قدح فى إتخاذ
المظاهرات أسلوبا للتعبير عن الغضب عما حدث فى غزة من قتل للناس و....... الى غيره
أى جهل هذا دفع بهذا الجاهل الى أن يتهم أحد العلماء بالعمالة مع أن
هذا العالم مجتهد معه من الأدلة ما يثبت حجته
.
أى فتنة هذه تلك التى نعيش فيها ؟
أى إنحطاط فى الأخلاق ذلك الذى نراه ؟؟
لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال فى الحديث الذى رواه
الإمام البخارى عن أنس أن النبى قال (إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا)
وروى الإمام مسلم كذلك عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(إنّ الله لا يقبض العلم
انتزاعا ينتزعه من الناس. ولكن يقبض العلم بقبض العلماء. حتى إذا لم يترك عالما، اتخذ
الناس رؤسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم. فضلوا وأضلوا).
أما حديث أنس رضى الله عنه فهو فعلا من دلائل النبوة حيث روى عن
النبي أنه قال (أن أمام الدجال سنون خداعات يكذب
فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن ويتكلم
فيها الرويبضة (
وها قد ظهرت الرويبضة وهم الذين
عرفهم لنا النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عنهم ( قالوا وما الرويبضة يارسول
الله قال :الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة )
وإنى سأتكلم عن بعض الملاحظات
التى لاحظتها فى ذلك الأمر:
1-
سب هذا
الخبيث الذى يعلق على الفيديو لأحد العلماء الأعلام
2-
جهل هذا الغبى
جهلا مركبا وكذلك أمثاله من الأغبياء .
3-
الموضوع ذاته
وهو هل المظاهرات تعد حلا لمشكلاتنا؟
أولا فإن سب الجاهل للعالم أمر معروف وليس بغريب لأنهما ضدان لا يجتمعان ولأن
الجاهل قد يكون (عياذا بالله مبتدعا ) فهو يكون إذن ذا نفس خبثة فيطلق لسانه فى
أعراض الناس بالباطل وينسى أن الله تعالى عزيز ذو إنتقام وعلى الجانب الآخر فإن
الله تعالى يزيد العالم بصبره عزا ويرفعه بذلك شأنا ، ولن ثؤثر كلمات الحمقى
والمغفلين في العلماء شيئا فالله تعالى ينصرهم قال الله تعالى (إن الله تعالى يدافع عن الذين
آمنوا ..) وسيستمر العالم بفضل الله تعالى ينشر فى الظلام نورا ويمهد الى الحق
دروبا وما أعداؤهم فى الطريق الا كقول القائل :
الكلاب تنبح والقافلة تسير
ثانيا :أن الجهل المركب هو جهل المرء بالحكم الشرعى أو بالمسألة المعينة
بالإضافة الى إعتقاده بصحتها ودعوة الناس اليها مع كون الطريق الصحيح واضحا
وهو بهذا ضال مضل أعاذنا الله تعالى من ذلك
وقد قال الله تعالى عن طائفة معينة من الناس آية لو فطنها الرجل لما طاب له
نوم (قل هل ننبأكم بالأخسرين أعمالا
الذين ضل سعيهم فى الحياه الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )
والأمران السابقان علاجهما هو الدعاء [ان يرزقنا الله تعالى العلم النافع
والعمل الصالح وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ]
ثالثا : وهو بيت القصيد فهل فعلا تفيد المظاهرات أو تغنى عنا شيئا ؟
إن الإعتصامات والمظاهرات والإضرابات ما هى الا شكل من أشكال الخروج على
النظام مما يسبب الفوضى والفتن وإضرار الناس بدون وجه حق وتعطيل مصالح البلاد
والعباد ممن هم فى غنى عن كل هذه الفوضى (الفوضى )
ولقد سمعنا جميعا قول غير واحد من أهل العلم كالشيخ العلامة المفترى عليه كذبا
وبهانا فضيلة المحدث أبو إسحق الحوينى حفظه الله تعالى (والذى سماها - أى
المظاهرات -بجهاد الحناجر )
وفضيلة الشيخ عادل الشوربجى و الذى سمعناه جميعا من أعلى منبر مسجد التوحيد
بالقرية (وهو يصفها بالجعجعة الفارغة التى لا طائل منها ولا فائدة )
وغيرهما الكثير ممن لا يحضرنى مقالتهم الآن
والسؤال الموجه الى حضراتكم : أليس شرعنا هو الذى أمرنا بكف الأيدى والألسن فى
مواضع الفتن ؟؟ وأن القاعد فى الفتن خير من القائم ؟
وشرعنا هو الذى أمرنا بالصبر على أولى الأمر والدعاء لهم بالصلاح حتى يأتى
الله بالفرج واليسر ؟
وأن المسلم حرام دمه وماله وعرضه ؟
بالله عليكم ماذا قدمت المظاهرات والإضرابات من حلول ( الا حلولا جزئية
وغالبها فى باطن الأمر كان وبالا على غيرهم )
أيأتى النصر من شيئ هو من معصية الله تعالى وقد نهى الدين الحنيف عنه ؟؟ كيف
يأتى اليسر والفرج من مظاهرات غالبها ( إن لم تكن جميعها )بها من الإختلاط والسفور
والمحرمات الظاهرة والباطنة ما الله به عليم [ وكلنا طبعا شاهدنا ولا نزال نشاهد
أمثال تلك المخالفات الشرعية ]
ألم تتسبب تلك المظاهرات فى إتلاف الممتلكات وحرق السيارات وغيرها الكثير مما
نراه أمامنا واضحا ؟؟
ألم تتسبب المظهرات والإعتصامات والإضرابات فى تعطيل المصالح وقطع الأرزاق عن
بعض الناس والقاء بعض من لا ذنب لهم فى السجون؟؟
بل قد يصل الأمر الى قتل بعض الناس وترك أطفالهم يتامى ونسائهم أرامل ؟؟
ألم تتسبب الفوضى فى إضرار وتشوية سمعة المسلمين فى العالم ووصمهم بالهمج
والتخلف ؟؟
ألم تتسبب هذه الأفعال وغيرها فى الإضرار كثيرا وكثيرا بركب الدعوة ومسيرتها
والإساءة الى رموزها ؟؟؟
إخوانى أصحاب العقول السليمة الراجحة قد يقول قائل :
هذه المظاهرات والوسائل المذكورة يتبعها الناس والمواطنون فى الغرب ليستردوا
بعضا من حقوقهم وهى بلاد متقدمة ؟؟
أقول أن ما يصلحهم(أى أهل الغرب) ليس بالضرورة يصلحنا فشعوبهم غير شعوبنا
وإمكانياتهم غبير إمكانياتنا والظروف التى يعيشون فيها غير تلك التى نعيش فيها.
ما لنا وما لهم ؟؟
هؤلاء قوم ليس عندهم القرآن وسنة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم هل نتبعهم
بدون عقل ولا هوية ؟
قد يكون الشيئ الصالح عندهم من المحرمات عندنا أفنتبع ذلك المحرم بدعوى أنه من
أسباب التقدم عندهم ؟!!
هم يصدرون لنا ما يفسد الأخلاق ويحل المجتمع ويزكى روح الفتنة والتخلف.
فلنكن على حذر من تلك الأهداف الخبيثة التى يفطن لها العلماء الذين قيل فى
حقهم (إن الفتنه إذا أقبلت لم يعلم بها العلماء وإذا أدبرت علم بها كل الناس)
ولذلك أصبح لزاما علينا أن نتعلم حتى نكون على بينة وبصيرة من أمرنا ونعلم
الصالح من الطالح ونعلم النهج القويم الذى ينبغى أن نسير عليه
ولنعلم أنه لن ينصلح أمر هذه الأمة الا بالرجوع الى دينها ذلك الدين الذى
إرتضاه الله تعالى دينا دونما سواه
والله أسأل أن يهدينا ويهد بنا وييسر الهدى لنا
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته