توفيت في انكلترا عن عمر السابعة والتسعين ميلفينا دين وهي اخر الناجيات من حادث غرق السفينة"تايتانيك"، على ما اكدت رسميا الاثنين جمعية "بريتيش تايتانيك سوسايتي".
وتبددت بوفاتها "اخر صلة حية"بالسفينة الاسطورية، على ما قال تشارلز هاس رئيس الجمعية ومقرها الولايات المتحدة.
وجاء في بيان اصدرته "بريتيش تايتانيك سوسايتي" "نعلمكم بأسى شديد بوفاة ميلفينا دين . وكانت دين تبلغ من العمر تسعة اسابيع عندماغرقت السفية العابرة للمحيط في العام 1912.
وتوفيت دين في دار متخصصة للعناية الطبية في مقاطعة هامشير في جنوب انكلترا، على ما ورد في الصحف.
واسف هاس في رسالة الكترونية وجهها الى وكالة فرانس برس لخسارة "اخر صلة حية مع تايتانيك".
واعتبر ان "قصة دين هي قصة امل بعد محنة وتشكل مصدر الهام لنا جميعا وتعلمنا انه من الممكن ان تلي حياة غنية المأساة".
ولم تكن اليزابيث غلاديس دين او "ميلفينا" كما يناديها الاصدقاء، بلغت الشهرين عندما وجدت نفسها على سفينة تاتيتانيك برفقة والديها اللذين قررا الهجرة الى الولايات المتحدة. وكان والد الطفلة ينوي فتح متجر صغير لبيع التبغ في كنساس.
وولدت ميلفينا دين في الثاني عشر من شباط/فبراير 1912، وكانت اصغر ركاب السفينة. وفي الرابع عشر من نيسان/ابريل من العام نفسه، ارتطمت السفينة العملاقة "التي لا يمكن اغراقها" بجبل جليدي. وفي غضون ساعتين واربعين دقيقةغرقت السفينة التي كانت الاكثر فخامة وتطورا في حقبتها.
وقضى والد ميلفينا، برترام فرانك في الحادث الى جانب الف وخمسائة راكب وفرد من افراد الطاقم. غير ان الطفلة نجت مع والدتها جورجيت ايفا وشقيقها برترام.
وقد وضعت ميلفينا في كيس من اجل ان تحتمل مشقة عملية الانقاذ. وعلى اثر نجاتها، رجعت مع اسرتها الى ساوثمبتون، في جنوب انكلترا، وهو المرفأ الذي ابحرت منه السفينة. ولم تعلم ميلفينا سوى في سن الثامنة انها كانت على متن السفينة
ويفيد موقع "اينسايكلوبيديا تايتانيكا" (اي تي)، ان ميلفينا دين عملت كخبيرة خرائط لحساب الحكومة خلال الحرب العالمية الثانية وبعدذاك لحساب شركة هندسة.
ولم تظهر في الاعلام الا عند اكتشاف حطام السفينة في العام 1985، لتصبح محط اهتمام وسائل اعلام عدة.
وفي مقابلة مع محطة "بي بي سي" في العام 2000 قالت دين ممازحة "اشعر احيانا ان (الصحافيين) ينظرون الي وكأني انا سفينة تايتانيك".
وكانت وافقت في العام 1997 على ان تستقل باخرة "كوين اليزابيث 2" من اجل اكمال رحلة اسرتها الى الولايات المتحدة والتي اختتمت على نحو مأسوي.
غير انها رفضت دعوة وجهت اليها لحضور العرض الاول لفيلم "تايتانيك"، لأنه مؤثر جدا بالنسبة اليها.
وقبل ثلاثة اعوام، اجبرها كسر في الورك على الاقامة في دار متخصصة في هامبشير. غير ان السيدة العجوز اضطرت الى القبول ببيع تذكاراتها لتسديد نفقات العناية الطبية التي توفرها الدار الخاصة.
وفي الاول من اكتوبر من العام 2008، حققت دين 31150 جنيها استرلينيا اي ما يعادل 40 الف يورو يورو من عملية بيع اغراض مصدرها السفينة او تعود الى تلك الحقبة، في مزاد علني.
وكانت دين تخلت عن حقيبة قديمة عمرها نحو قرن، محشوة بثياب قدمها سكان نيويورك لعائلتها عندما وصلت الى الولايات المتحدة بعد انقاذها من الغرق
وفي اعقاب المزاد تحركت "بريتيش تايتانيك سوسايتي" من اجل تأمين مستقبل دين وقد تبرع الممثلان كايت وينسلت وليوناردو دي كابريو بطلا فيلم "تايتانيك" فضلا عن مخرجه جايمس كاميرون بمبلغ من المال لدين يقدر بثلاثين الف دولار اميركي.